أ. د. عادل الأسطة - مدن مظفر النواب - ٤ - الأعمال الشعرية الكاملة ١٩٩٦

هل تصح ، اليوم ، دراسة المدينة في شعر مظفر النواب اتكاء على الأعمال الشعرية الكاملة التي صدرت طبعتها الأولى في العام ١٩٩٦ ؟
ما زال الشاعر العراقي - أمد الله في عمره - على قيد الحياة ، وما زال يكتب الشعر ، وبين العام ١٩٩٦ والآن - أي ٢٠٢١ خمسة وعشرون عاما جرت خلالها مياه كثيرة في بحور الشاعر الشعرية وفي علاقته بالمدن ، وبعض المدن التي ذكرت في أشعاره حتى ١٩٩٦ صارت لها مكانة مميزة في القصائد التي كتبت بعد ١٩٩٦ ، ومدينة بغداد تعد المثال الأفضل .
إن الباحث عن صورة بغداد في الأعمال الكاملة حتى التاريخ المذكور لن يقرأ عن المدينة قصيدة واحدة كما هو حال دمشق وبيروت ، ولا يقرأ مقطعا لافتا يجذب الأنظار كما هو حال المقطع الخاص بالقدس .
هل بقي الأمر منذ احتلال القوات الأميركية في العام ٢٠٠٣ المدينة كما كان من قبل ؟
ثمة تحول لافت طرأ على حضور بغداد في أشعار الشاعر ، ولقد صار الحنين إليها والكتابة عنها بعد زيارتها يشكل علامة بارزة لم نكن من قبل لنلحظها .
بغداد التي ارتبطت من قبل بالنظام وكانت صورتها صورة النظام نفسه في نظر الشاعر - أي النظام الدموي - " قاضي بغداد بخصيته / ماذا يعني حكم الدولاب الدموي ببغداد كذا / لا بغداد ببغداد " بغداد اختلفت صورتها بالمطلق .
صار الشاعر الذي زارها يتحسر عليها ويبكي حاضرها ، وصارت كما هي في نظر الشاعر العربي القديم :
" سافرت أبغي لبغداد وساكنها مثلا
فحاولت شيئا دونه الياس
هيهات بغداد الدنيا باجمعها عندي
وسكان بغداد هم الناس " .
ماذا قال مظفر في قصائده الأخيرة عنها يتحسر عليها فيها ويبكي حين يقرأ شعرا عنها ؟
" سوف نبكي غدا حينما نلتقي
تمسحين تراب ثلاثين عاما من الطرقات
وضعف عيوني بمن قد رأيت
وقد تسأليني من العشق والأمس ماذا بقي ؟
أجيبك صمتين حتى أوارى وتنعب أوجاع قبري بالمطلق " .
وسوف أتوقف عن الكتابة في الموضوع لأسباب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى