أ. د. عادل الأسطة - الست كورونا : الهنود الحمر الجدد ( 185 )

أرادت شركة " جوال " للهواتف أن تكافئني ، زاعمة أنني معتمد مميز ، فعرضت علي اختيار خدمة ما تشركني فيها مجانا لمدة ثلاثة أشهر . اخترت الأخبار ، لا الرياضة أو أسعار العملات ، فأخذت الشركة ترسل إلي أخبارا مصدرها وكالة Rayanews وسرعان ما ضجرت من رسائلها فشعرت بالندم متسائلا :
- كيف وافقت على قبول العرض ؟ ألأنه مجاني ؟
ولسوف أرسل إلى الوكالة رسالة لكي لا ترسل إلي رسائلها التي أغلبها يحصي الوفيات والإصابات ، بالكورونا وبرصاص جيش الاحتلال و ... .
وثمة صور كثيرة عرضت أمس لمدينة نابلس وما كانت عليه ، بسبب الإغلاق ، أول أمس . ببساطة الصور تري المدينة مزدهرة الأسواق تعج بالمواطنين - أي أن الإغلاق حبر على ورق ، وفي زمن التكنولوجيا " حروف " في وسائل التواصل الاجتماعي .
والأشرطة القديمة حول افتعال الكورونا للتخلص من ثلث أو ثلثي سكان الكرة الأرضية ، الأشرطة التي انتشرت في بداية الجائحة ما زال قسم منها يتداول بين فترة وفترة ، فأمس أرسل إلي المحامي ماهر فتحي بسطامي
شريط فيديو يأتي فيه المشاركون على سبب اختلاق الجائحة الذي يكمن في أن الكرة الأرضية تفيض بسكانها وأنه لا بد من التخلص من ثلاثة مليارات إنسان يشكل وجودهم عبئا . إنهم فائض لا ضرورة له ، وهذا الفائض يقيم في القارة الإفريقية - أي يجب التخلص من سكان إفريقيا . ولما كان بين المشاركين في الندوة رجل أبيض من جنوب أفريقيا ، فقد سأل الحاضرين السؤال الآتي :
- يعني يجب التخلص مني أنا أيضا ؟
فرد عليه أحدهم :
- أنت . لا ، فأنت من السلالة الأوروبية .
هل سيكون الأفارقة السود هنود الرجل الأبيض في العقد الثالث من القرن العشرين ؟
كم شاعر رثا الهنود الحمر بعد أن تخلص منهم الأوروبيون الذين غزوا أميركا قبل قرون ؟!
كان كل أبيض يقتل هنديا أحمر يحصل على دولار ، وكانت جلود الضحايا تباع لكي يعاد استخدامها ، وصارت حكاية الهنود الحمر موضوعا محببا في السينما ولكتاب الروايات والأشعار ، وكنت ذكرت القصيدة الشهيرة لشاعرنا القومي محمود درويش " خطبة الهندي الأحمر ما قبل الأخيرة أمام الرجل الأبيض " ، وغالبا ما يردد المازخيون العرب عبارة " إن العرب عالة على الشعوب الأخرى " وأنه يجب التخلص منهم ، فهم مجرد أصفار و ... و ... .
هل سيأتي حقا يوم يقرأ فيه شاعر موهوب التاريخ ويقرأ عن إبادة العرب والأفارقة فيكتب فيهم قصيدة رثاء ويجعل أنا المتكلم فيها عربيا أو أفريقيا ؟
" سيمضي زمان طويل ليصبح حاضرنا ماضيا مثلنا
سنمضي إلى حتفنا ، أولا ، .....
إلى أي هاوية يأخذ الأرض هذا الروبوت المدجج ( بالكورونا )
وحاملة الطائرات ( الكورونا ) ، إلى أي هاوية رحبة تصعدون ؟"
يبدو أن لا شيء يدعو ، الآن ، إلى التفاؤل أو حتى إلى " التشاؤل " .
صباح الخير
خربشات
٨ شباط ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى