د. عادل الأسطة - مظفر النواب: ظاهرة الانفصال والاتصال، قراءة في قصيدة المسلخ الدولي: باب أبواب الأبجدية

يعرف الكثيرون مظفر النواب شاعر هجاء بالدرجة الأولى، يعرفونه شاعراً يدرج شعره تحت الشعر السياسي، شاعراً ينصب من نفسه قاضياً يحاكم الأنظمة العربية التي اختلف، لكونه كان ينتمي إلى الحزب الشيوعي العراقي الذي أعلن طلاقه منه، معها.
وقليلون، ربما هم الذين يعرفون النواب شاعر خمر ووجد، شاعراً قرأ أبا نواس والخيام وتأثر بخمريات الأول ورباعيات الثاني، فكتب قصائد لا تقلد الاثنين، وإن ذكرت القارئ بقصائدهما. وكانت قصائده، مثل قصائده السياسية، نسيج وحده، وإذا كان عيب على محمود درويش، قبل أن يكتب " سرير الغربية " 1999 و " جدارية " 2000 " أنه ظل أسير الموضوع الفلسطيني "، فقد عيب على النواب، قبل إصدار أعماله الكاملة، أنه ظل أسير قصيدة الهجاء "، حتى إذا ما قرأ المرء " رباعيات " و " وباللون الرمادي "، وقصائد قليلة أخرى، رأى أنه ليس أسير ظاهرة واحدة أو موضوع واحد.
لن أخوض في هذه المقالة في ظاهرة تعدد الموضوعات وتنوعها، ولن أدافع عن الاتهام الذي وُجه إلى النواب من أنه شاعر سياسي بالدرجة الأولى، ولن أقف أمام شاعريته لأقول إنه شاعر ظلمته السياسة حيث أهملت أشعاره ولم تلق اهتماماً في أثناء دراسة حركة الشعر العربي الحديث، لأن الدارسين لا يقتربون من شاعر، يسبب لمن يقترب منه المشاكل مع الأنظمة التي هجاها النواب، وما أكثرها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى