همس الأحبة)
هذا الرجل الذي أحتفظ له بملامح الرجولة والشهادة، صاحب النظرة الثاقبة والبطولة النادرة، واليد الكريمة في مساعدة البسطاء والمحتاجين، هي شهادة وصلت إلي بالتواتر عنه منذ عرف رحلة الحياة لم ألتق به ،ولم أعانقة أو أقبّله كما يفعل كل الصغارلمن لهم صلة القرابة والأبوّة، لكننّي تشممت عطر روحه في شخص والدي الكريم ، هو أخوه وهو عمي الذي حدثي عنه رحمهما الله بواسع رحماته.قال: ولد الشهيد محمد عبروس في10جانفي عام1916ببلدية سنجاس الشلف في أسرة متوسطة الحال لباقي الأسر الريفية التي تمتهن الفلاحة وتربية المواشي ، وكنا ساعتها نتردد مع مجموعة من الأطفال الى الكتّاب لحفظ القرآن .كان الشهيد سي محمد أكبرنا وكان صارما في كل شيئ وهو من كان يجبرنا على التلاوة والحفظ في غياب سيدنا الشيخ ، ولما بلغ سن السباب أقدمت على تجنيده قوات الإحتلال الفرنسي للمشاركة في الحرب العالمية الثانية في ألمانيا، وشاء القدر أن يصاب سي محمد إصابة بليغة أدت إلى بتر رجله ،وهكذا عاد منكسر الخاطر وفي نفسه بركان من الغضب ضد المحتل الفرنسي، وبعد فترة من الزمن عاد الى الحركة والنشاط وهو يدير مقهى ملكية له في وسط مدينة الشلف وكان يستخدم رجلا صناعية سهلت عليه الحركة في تنقلاته، وهو واسطة بين المجاهدين والفدائيين عبر كافة أرجاء الولاية ، كما كان مكلفا من قبل جبهة التحرير الوطني بجمع التبرعات من الأموال وتقديمها لعناصر المجاهدين وفي ليلة رهيبة مرعبة تمت الوشاية به من طرف أحد الخونة،فاقتحم جمع من قوات جنود الإحتلال البيت ،وأجبروا الأسرة بكل أفرادها على الإعتراف بمكان وجود أموال التبرع،ولما يئسوا من تعذيبه أخدوه معهم وهو يركب فرسه ، ويواصل والدي قائلا: والدمع في عينيه.وكنت أتبعه ماشيا ولماّ توسطنا قرية العمامر بيت أشجار التين الشوكي الكثيفة تم إطلاق الرصاص عليه من الخلف بعدة طلقات ، فسقط الرجل شهيدا ، وكان ذلك في عام1958. رحمه الله ورحم كل شهداء الوطن الذين صنعوا مجد الجزائر، فليت كل الذين يتمتعون بالحرية يدركون حقيقة تلك الدماء الزكية الطاهرة التي روت تربة هذا الوطن. وليت الشباب يعرفون معنى أن تستشهد كي يحيا غيرك من بعدك..رحمك الله أيها المسطاش ورحم كل شهيد.
هذا الرجل الذي أحتفظ له بملامح الرجولة والشهادة، صاحب النظرة الثاقبة والبطولة النادرة، واليد الكريمة في مساعدة البسطاء والمحتاجين، هي شهادة وصلت إلي بالتواتر عنه منذ عرف رحلة الحياة لم ألتق به ،ولم أعانقة أو أقبّله كما يفعل كل الصغارلمن لهم صلة القرابة والأبوّة، لكننّي تشممت عطر روحه في شخص والدي الكريم ، هو أخوه وهو عمي الذي حدثي عنه رحمهما الله بواسع رحماته.قال: ولد الشهيد محمد عبروس في10جانفي عام1916ببلدية سنجاس الشلف في أسرة متوسطة الحال لباقي الأسر الريفية التي تمتهن الفلاحة وتربية المواشي ، وكنا ساعتها نتردد مع مجموعة من الأطفال الى الكتّاب لحفظ القرآن .كان الشهيد سي محمد أكبرنا وكان صارما في كل شيئ وهو من كان يجبرنا على التلاوة والحفظ في غياب سيدنا الشيخ ، ولما بلغ سن السباب أقدمت على تجنيده قوات الإحتلال الفرنسي للمشاركة في الحرب العالمية الثانية في ألمانيا، وشاء القدر أن يصاب سي محمد إصابة بليغة أدت إلى بتر رجله ،وهكذا عاد منكسر الخاطر وفي نفسه بركان من الغضب ضد المحتل الفرنسي، وبعد فترة من الزمن عاد الى الحركة والنشاط وهو يدير مقهى ملكية له في وسط مدينة الشلف وكان يستخدم رجلا صناعية سهلت عليه الحركة في تنقلاته، وهو واسطة بين المجاهدين والفدائيين عبر كافة أرجاء الولاية ، كما كان مكلفا من قبل جبهة التحرير الوطني بجمع التبرعات من الأموال وتقديمها لعناصر المجاهدين وفي ليلة رهيبة مرعبة تمت الوشاية به من طرف أحد الخونة،فاقتحم جمع من قوات جنود الإحتلال البيت ،وأجبروا الأسرة بكل أفرادها على الإعتراف بمكان وجود أموال التبرع،ولما يئسوا من تعذيبه أخدوه معهم وهو يركب فرسه ، ويواصل والدي قائلا: والدمع في عينيه.وكنت أتبعه ماشيا ولماّ توسطنا قرية العمامر بيت أشجار التين الشوكي الكثيفة تم إطلاق الرصاص عليه من الخلف بعدة طلقات ، فسقط الرجل شهيدا ، وكان ذلك في عام1958. رحمه الله ورحم كل شهداء الوطن الذين صنعوا مجد الجزائر، فليت كل الذين يتمتعون بالحرية يدركون حقيقة تلك الدماء الزكية الطاهرة التي روت تربة هذا الوطن. وليت الشباب يعرفون معنى أن تستشهد كي يحيا غيرك من بعدك..رحمك الله أيها المسطاش ورحم كل شهيد.