نثقل أنفسنا بتلك الألقاب المخايلة؛ أمير السرد وما يعلمه من نفسه القصور ومن بضاعته الكساد وأميرته تطرب للقب ملكي- وقد صار في المحروسة مما جرمته الجريدة الرسمية من وقائع الدهر وزهوة العصر.
تراه عوض إمارة بسنان قلم وقد خلت المعارك من أسنة الرماح؛ تشدو وتختال تيها وما تظن أن وراء الأكمة ما يعجز السارد ويعنت القاص مما تلفحه نيران القلم ووهج الإبداع؛ وما هي إلا أميرة زائفة تضع تاج وجاهة من علب الصفيح ابتاعتها من تاجر العاديات في سوق العتبة الخضراء أيام بيع هناك التروماي مما تندر عليه الفن وأزجته الفكاهة يتواردها خلف عن سلف؛ وناقد الجيل وما دري هموم القوم ومتاعب البحث وما تفرد العقاد بلقبه ولا التف المازني بردائه أو اشتمل عباءته، ومبدع البيان وركنه بل وسلطان الشعر ومجدده- وما يشك القاريء في محبتي إياه ووفائي لعهده.
فتلك الألقاب كما كل الكنى التى يتخفى وراءها الكثيرون تعمي المشهد الثقافي وتقتل التميز والإبداع، حين نتركها ونتخلص من قيدها فإننا بذلك نوسع من أفق التفكير ونشعر ساعتها براحة الضمير؛ إذ هي مصادرة مغلوطة وشعارات مكذوبة.
يزهو من أوجد لنفسه لقبا في دنيا النقد يبتاع به في سوق العاديات رابطة عنق مدلاة أو قلما جف مداده؛ هل تراه يخاطب الناس فينمي ذائقتهم وينير مجاهيل الدروب تسكنها الحيات والعقارب؟
أم ينظر وجهه في مرآة حجرته سكنتها العناكب فيختال بتلك الأوصاف التي هزأ بها من قال: ألقاب مملكة في غير موضعها....
نحن ندور في حلقة مفرغة؛ نجتر نفس الحروف ونلوك الحكايات القديمة، نتبارى في تعوبض ما نفتقده بتلك الألقاب؛ تبقى اللغة بكرا لم تشترع وعروسا لم تمس؛ أراها طنطنة فارغة؛ من ذا امتلك ناصيتها وجمع حروفها فأوعى!
ثم تأتى بهرجة الكتابات التى ملأت دور النشر، آسى على الأوراق وواجهات دور النشر من حمولة بعير ناء بها كاهله؛ مولد سيدي الكاتب، أسمع طنطنة ولا أرى طحينا، رصدت الكتابات في معرض الكتاب فوجدت محتوى بلا مضمون؛ تشعرك العناوين بغثائية، حتى إذا ما جئت الهيئة العامة لقصور الثقافة وجدت بالفعل قصورا من رمال علي شواطيء عجيبة؛ سطورا لعاطلين عن مشاغلة الكتابة.
كتابات بالعامية وعناوين باهتة فاقدة المعنى مصادمة للذوق العام؛ لن أنوه بها مخافة انتشارها وذيوعها بين الناس؛ فإماتة السفاهة ألا نذكرها.
يقول البعض إنك تدعو إلى تفعيل دور الرقيب على الكتب والمصنفات؟
ولم لا؟
طالما وصلت الثقافة إلى مرحلة هدر مقومات الوطن، وتغييب قيمه ونشر تلك السخافات، كنا نرى معرض الكتاب منتدى فكريا وعرسا ثقافيا، ندخر له من قوتنا حتى نتحصل على ما نهفو إليه من كتب وما أندرها؛ حتى إذا ما رجعنا تشممنا عبقها وجميل أثرها.
تمر بدور النشر الجادة فلا ترى ذبابا يطن ولا كتابا يدندن بحروفه.
رغم أن نظامه ودقته وروعة تصميمه يقربونه إلى أفضل المعارض الدولية؛ لكنها فوضى الألقاب نوزعها ومردافات المجاملة نتعاطاها.
لست أميرا للسرد العربي- مع اعتذاري وتقديري د.السيد خلف أبو ديوان- فهذا لقب أصابني بالدوار؛ عمى أصابني وحجب رؤية ما أنجزه الآخرون، حين طالعت مقابسات أبي حيان التوحيدي معروضة انصرفت عن شرائها بدعوى أنني أفوقه مقدرة وحسن تصرف في الكتابة؛ عدت خاوي الوفاض من النفائس.
أو هذه الأديبة تزهو بما آتت وتميس اختيالا ببضعة أوراق وتظن أنها فاقت الآخرين بلاغة وإبداعا.
لقد أصابتني تلك الجولة في معرض الكتاب بحمى أحسبني لن أشفى منها؛ يسخر مني العقاد ورفيق ديوانه المازني حين علما- ودوي فراغ اللقب قد أقض مضجعيهما- ولم يدركا زمن الطبل الأجوف.
تراه عوض إمارة بسنان قلم وقد خلت المعارك من أسنة الرماح؛ تشدو وتختال تيها وما تظن أن وراء الأكمة ما يعجز السارد ويعنت القاص مما تلفحه نيران القلم ووهج الإبداع؛ وما هي إلا أميرة زائفة تضع تاج وجاهة من علب الصفيح ابتاعتها من تاجر العاديات في سوق العتبة الخضراء أيام بيع هناك التروماي مما تندر عليه الفن وأزجته الفكاهة يتواردها خلف عن سلف؛ وناقد الجيل وما دري هموم القوم ومتاعب البحث وما تفرد العقاد بلقبه ولا التف المازني بردائه أو اشتمل عباءته، ومبدع البيان وركنه بل وسلطان الشعر ومجدده- وما يشك القاريء في محبتي إياه ووفائي لعهده.
فتلك الألقاب كما كل الكنى التى يتخفى وراءها الكثيرون تعمي المشهد الثقافي وتقتل التميز والإبداع، حين نتركها ونتخلص من قيدها فإننا بذلك نوسع من أفق التفكير ونشعر ساعتها براحة الضمير؛ إذ هي مصادرة مغلوطة وشعارات مكذوبة.
يزهو من أوجد لنفسه لقبا في دنيا النقد يبتاع به في سوق العاديات رابطة عنق مدلاة أو قلما جف مداده؛ هل تراه يخاطب الناس فينمي ذائقتهم وينير مجاهيل الدروب تسكنها الحيات والعقارب؟
أم ينظر وجهه في مرآة حجرته سكنتها العناكب فيختال بتلك الأوصاف التي هزأ بها من قال: ألقاب مملكة في غير موضعها....
نحن ندور في حلقة مفرغة؛ نجتر نفس الحروف ونلوك الحكايات القديمة، نتبارى في تعوبض ما نفتقده بتلك الألقاب؛ تبقى اللغة بكرا لم تشترع وعروسا لم تمس؛ أراها طنطنة فارغة؛ من ذا امتلك ناصيتها وجمع حروفها فأوعى!
ثم تأتى بهرجة الكتابات التى ملأت دور النشر، آسى على الأوراق وواجهات دور النشر من حمولة بعير ناء بها كاهله؛ مولد سيدي الكاتب، أسمع طنطنة ولا أرى طحينا، رصدت الكتابات في معرض الكتاب فوجدت محتوى بلا مضمون؛ تشعرك العناوين بغثائية، حتى إذا ما جئت الهيئة العامة لقصور الثقافة وجدت بالفعل قصورا من رمال علي شواطيء عجيبة؛ سطورا لعاطلين عن مشاغلة الكتابة.
كتابات بالعامية وعناوين باهتة فاقدة المعنى مصادمة للذوق العام؛ لن أنوه بها مخافة انتشارها وذيوعها بين الناس؛ فإماتة السفاهة ألا نذكرها.
يقول البعض إنك تدعو إلى تفعيل دور الرقيب على الكتب والمصنفات؟
ولم لا؟
طالما وصلت الثقافة إلى مرحلة هدر مقومات الوطن، وتغييب قيمه ونشر تلك السخافات، كنا نرى معرض الكتاب منتدى فكريا وعرسا ثقافيا، ندخر له من قوتنا حتى نتحصل على ما نهفو إليه من كتب وما أندرها؛ حتى إذا ما رجعنا تشممنا عبقها وجميل أثرها.
تمر بدور النشر الجادة فلا ترى ذبابا يطن ولا كتابا يدندن بحروفه.
رغم أن نظامه ودقته وروعة تصميمه يقربونه إلى أفضل المعارض الدولية؛ لكنها فوضى الألقاب نوزعها ومردافات المجاملة نتعاطاها.
لست أميرا للسرد العربي- مع اعتذاري وتقديري د.السيد خلف أبو ديوان- فهذا لقب أصابني بالدوار؛ عمى أصابني وحجب رؤية ما أنجزه الآخرون، حين طالعت مقابسات أبي حيان التوحيدي معروضة انصرفت عن شرائها بدعوى أنني أفوقه مقدرة وحسن تصرف في الكتابة؛ عدت خاوي الوفاض من النفائس.
أو هذه الأديبة تزهو بما آتت وتميس اختيالا ببضعة أوراق وتظن أنها فاقت الآخرين بلاغة وإبداعا.
لقد أصابتني تلك الجولة في معرض الكتاب بحمى أحسبني لن أشفى منها؛ يسخر مني العقاد ورفيق ديوانه المازني حين علما- ودوي فراغ اللقب قد أقض مضجعيهما- ولم يدركا زمن الطبل الأجوف.