د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٨ : ثلاثة وأربعون عاما على مغادرة المخيم

في حديث هاتفي صباح أمس وردني من أختي المقيمة في شيكاجو ، وصار ابنها الذي ولد هناك وتعلم في المدارس والجامعات الأميركية صار شرطيا ، قال لي زوجها ، ونحن نثرثر ، إن المخيمات الفلسطينية هي رمز القضية .
وأول أمس مر على مغادرتنا المخيم ثلاثة وأربعون عاما ، فهل نسينا يافا ، لأننا أقمنا في بيت جديد له حديقة وارتدادات والإزعاج لساكنيه أقل مما كان لهم في بيت المخيم ؟
كلما قلت إن الحياة في المخيمات ما عادت تطاق ، وإنه لا بد من حل لسكانها يتمثل في جرفها وإعادة بنائها ، قيل :
- المخيمات ترمز إلى القضية والذين ينادون بهذا جواسيس .
ولقد أقمنا في المخيم وعرفنا بؤس الحياة فيه .
لقد أنفق اللاجئون في هذه المخيمات ثلاثة وسبعين عاما ، وبدلا من أن يقترب سكانها من مدنهم وقراهم ابتعدوا عنها أكثر ، وهذا هو حال مخيمات لبنان التي وصل قسم من أبنائها إلى الدول الاسكندنافية ، وهذا هو أيضا حال لاجئي العراق الذين وصلوا إلى أميركا اللاتينية .
أمس جلست في بيت والدي المهجور منذ وفاة أمي ، وتحديدا منذ ١٥ / ٧ / ٢٠١١ ، وكررت :
" فالبيوت تموت إذا مات سكانها "
وكم من بيت في فلسطين المحتلة في العام ١٩٤٨ ما زال ميتا ، وتشاهد إن زرت حيفا مثلا مثل هذه البيوت التي نعتها الياس خوري في روايته " أولاد الغيتو : نجمة البحر " ب " البيوت العمياء" .
ولطالما ، منذ بداية الجائحة ، تساءلت عما سيلم بالبيوت إن تمكنت الكورونا منا ، وإن تخلص آل ( روتشيلد ) و ( روكفلر ) من ثلاثة أو خمسة مليار مواطن ؟
أخبار الكورونا كانت أمس أيضا مزعجة وتبعث الرعب ، فعلى صفحة الصديق
خليل حمد
كتابة تقول إن بريطانيا ستغلق ، والقناة الإسرائيلية ١٣ - إن لم أنس - تتحدث عن فايروس نيويورك الذي انتشر على الرغم من اللقاح و " تيتي تيتي مثل ما رحت جيتي / جئت " .
هل أورد أسطرا من قصيدة محمود درويش " نزل على بحر " التي كتبها بعد الخروج من بيروت في العام ١٩٨٢ ؟
" طالت نباتات البعيد
وطال ظل الرمل فينا وانتشر ..... .
طالت زيارتنا القصيرة
كم قمر أهدى خواتمه إلى من ليس منا
كم حجر باض السنونو في البعيد ؟!"
كلما قلنا اقترب الفرج أتتنا الأخبار بما لم نزود وبما يثير الحزن .
و ....
وصباح الخير
خربشات
٣ آذار ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى