منذ أسابيع ونابلس ، بسبب الكورونا ، تغلق في يومي الجمعة والسبت . أمس اختلف الأمر ، فخرج الناس وساحوا في المدينة ، كما أرانا تلفزيون المدينة ، بلا كمامات . وكان الطريق المؤدي إلى نابلس من جهة جنين ، على ذمة الصديق
خليل حمد
في صفحته ، مكتظا بالحافلات .
أمس لم أذهب إلى وسط المدينة ، فقد آثرت البقاء في المنزل أطبخ وأنظف وأواصل البحث عن دال الوطن في شعر محمود درويش ، متكئا على ديوانه ثم على كتاب شاكر النابلسي " مجنون التراب " ١٩٨٧ وكتاب حسين حمزة " معجم الموتيفات المركزية في شعر محمود درويش " ٢٠١٢ .
في الثانية ظهرا غادرت المنزل كي أتمشى وأحرق بعض فائض السكر في دمي ، فالجلوس في البيت في الجو البارد يدفع لاستهلاك كم كبير من الطعام والنفس دنية ، ومن لم يمت بالسكر مات بالكورونا ، وما ساعد على الخروج صفاء الجو وإشراق الشمس ، وفي الأغوار جرت السواقي كأنهار كما بعث إلي الصديق
Musaddaq Masri
.
هل صدر محمود درويش ، ومن قبله ابراهيم طوقان ، وهما يوظفان دال الوطن في شعرهما عن مفهوم فلسفي أو سياسي له ؟
وأنا أسير في الحي الذي أقطن فيه تذكرت رواية ابراهيم نصرالله " مأساة كاتب القصة القصيرة " فقد اتخذ سيري هيئة مربع : السير مستقيما فإلى اليسار واليسار واليسار فالعودة إلى البيت ، ولم أفكر وأنا أسير باليسار أو اليمين للانحياز إلى اتجاه . مشيت كيفما اتفق ولم تخطر ببالي قصيدة محمود درويش " مديح الظل العالي" التي منها :
" يجب الذهاب إلى اليسار
يجب التوغل في اليمين
يجب التمترس في الوسط
يجب الدفاع عن الغلط "
في ساعات المساء فتحت على صفحتي " يافا " و " أم الفحم " وشاهدت المظاهرات فيهما . " يافا مش للبيع " وكان ياسر عبد ربه ، بعد أوسلو ، قال إنه لا يرغب في العودة إلى يافا التي دفن فيها المرحوم الدكتور ابراهيم ابو لغد ، حيث جاء من أميركا تاركا جامعاتها ، مفضلا العمل في جامعة بير زيت والدفن في يافا ، يشفع له بذلك جواز السفر الأميركي .
في قصيدته " يافا والغيتو " قال راشد حسين في ١٩٦٦ عن يافا :
" كانت مدينة مهنتها تصدير برتقال
وصارت مدينة مهنتها تصدير لاجئين " .
ولولا الست كورونا لانتهيت من اعداد كتابي " مدن في الذاكرة " .
أمس لم أفتح فمي إلا لمدة دقيقة . سألت صاحب السوبر ماركت عن كولا أو سفن بلا سكر - أي دايت - واشتريت ثلاث علب بيرة خالية من الكحول . والآن وقد دخل السبت في " مؤخرات " الشعب فعلينا أن ننفق أسبوعا في البيت ، لنعود إلى آذار ٢٠٢٠ وبداية الكورونا وجملة " خليك بالبيت " .
هناك مثل يقول " اجيت يا عبد المعين تعين اتاريك يا عبد المعين بدك معين " ، وهذا هو حالي مع التقاعد . قلت : حين أتقاعد أسافر ، فجاء التقاعد وتقاعدت وتقاعد الشعب والعالم معي .
صباح الخير
خربشات
٦ آذار ٢٠٢١
Facebook
خليل حمد
في صفحته ، مكتظا بالحافلات .
أمس لم أذهب إلى وسط المدينة ، فقد آثرت البقاء في المنزل أطبخ وأنظف وأواصل البحث عن دال الوطن في شعر محمود درويش ، متكئا على ديوانه ثم على كتاب شاكر النابلسي " مجنون التراب " ١٩٨٧ وكتاب حسين حمزة " معجم الموتيفات المركزية في شعر محمود درويش " ٢٠١٢ .
في الثانية ظهرا غادرت المنزل كي أتمشى وأحرق بعض فائض السكر في دمي ، فالجلوس في البيت في الجو البارد يدفع لاستهلاك كم كبير من الطعام والنفس دنية ، ومن لم يمت بالسكر مات بالكورونا ، وما ساعد على الخروج صفاء الجو وإشراق الشمس ، وفي الأغوار جرت السواقي كأنهار كما بعث إلي الصديق
Musaddaq Masri
.
هل صدر محمود درويش ، ومن قبله ابراهيم طوقان ، وهما يوظفان دال الوطن في شعرهما عن مفهوم فلسفي أو سياسي له ؟
وأنا أسير في الحي الذي أقطن فيه تذكرت رواية ابراهيم نصرالله " مأساة كاتب القصة القصيرة " فقد اتخذ سيري هيئة مربع : السير مستقيما فإلى اليسار واليسار واليسار فالعودة إلى البيت ، ولم أفكر وأنا أسير باليسار أو اليمين للانحياز إلى اتجاه . مشيت كيفما اتفق ولم تخطر ببالي قصيدة محمود درويش " مديح الظل العالي" التي منها :
" يجب الذهاب إلى اليسار
يجب التوغل في اليمين
يجب التمترس في الوسط
يجب الدفاع عن الغلط "
في ساعات المساء فتحت على صفحتي " يافا " و " أم الفحم " وشاهدت المظاهرات فيهما . " يافا مش للبيع " وكان ياسر عبد ربه ، بعد أوسلو ، قال إنه لا يرغب في العودة إلى يافا التي دفن فيها المرحوم الدكتور ابراهيم ابو لغد ، حيث جاء من أميركا تاركا جامعاتها ، مفضلا العمل في جامعة بير زيت والدفن في يافا ، يشفع له بذلك جواز السفر الأميركي .
في قصيدته " يافا والغيتو " قال راشد حسين في ١٩٦٦ عن يافا :
" كانت مدينة مهنتها تصدير برتقال
وصارت مدينة مهنتها تصدير لاجئين " .
ولولا الست كورونا لانتهيت من اعداد كتابي " مدن في الذاكرة " .
أمس لم أفتح فمي إلا لمدة دقيقة . سألت صاحب السوبر ماركت عن كولا أو سفن بلا سكر - أي دايت - واشتريت ثلاث علب بيرة خالية من الكحول . والآن وقد دخل السبت في " مؤخرات " الشعب فعلينا أن ننفق أسبوعا في البيت ، لنعود إلى آذار ٢٠٢٠ وبداية الكورونا وجملة " خليك بالبيت " .
هناك مثل يقول " اجيت يا عبد المعين تعين اتاريك يا عبد المعين بدك معين " ، وهذا هو حالي مع التقاعد . قلت : حين أتقاعد أسافر ، فجاء التقاعد وتقاعدت وتقاعد الشعب والعالم معي .
صباح الخير
خربشات
٦ آذار ٢٠٢١
www.facebook.com