هناك أسئلة عديدة يثيرها الدارس لصورة القدس في الأدب العربي ، وكنت في كتابتي عن الشاعر المصري أمل دنقل أثرت سؤال الموقع / الصورة - أي الكتابة عن القدس في أدبيات من أقاموا فيها أو زاروها ، والكتابة عنها في أدبيات من لم يزوروها . وهذا سؤال قديم - جديد ، يتجدد كلما قرأت نصا شعريا أو قصصيا أو روائيا ، وغالبا ما ألجأ الى المقارنة والربط بين النصوص .
هناك سؤال آخر مهم يثير نفسه أيضا ، حين يقرأ المرء أجناسا أدبية مختلفة أتى أصحابها على المدينة ، وهو:
في أي الأجناس الأدبية تحضر صورة القدس أكثر وأعم وأشمل ؟
وليس هناك أدنى شك في أنها تحضر أكثر في النثر ، في القصة القصيرة وفي الرواية ، ومن قبل في أدب الرحلات أو في كتب السير الذاتية المتأخرة .
في الشعر قد تبرز للقدس صورة مكثفة وموجزة ، ولا أعرف مطولة شعرية خصصت للقدس ، فأظهرت عادات سكانها وتقاليدهم وأفراحهم وأتراحهم والعلاقات الاجتماعية بينهم ، بل وأظهرت صورا عديدة للأنا القومية أو الدينية وعلاقتها بمرايا الآخرين المختلفين قوميا ودينيا ، بل وطائفيا . هذا تبرزه الروايات التي أخذت تكتب مؤخرا ، مثل رواية عارف الحسيني " كافر سبت " ورواية ليلى الأطرش " ترانيم الغواية " ؛ الروايات التي كتبها من يعرف المدينة وزارها وعاش فيها ، وربما تعد رواية " كافر سبت " النموذج الأكثر إقناعا حتى الآن .
ولي ، لاحقا ، عودة إلى هذا الموضوع ، وقد درسه محمد الطحل في رسالة الماجستير " رواية القدس في القرن الحادي والعشرين " التي أجيزت في جامعة النجاح الوطنية .
هل أبرز الشعر العربي والفلسطيني للقدس صورة شاملة مقنعة ؟
وهل كتبت مطولات تتمكن من إعطاء صورة واسعة متعددة الجوانب ؟
للأسف فإن أكثر ما كتب عن القدس كان قصائد ومقطوعات قصيرة ، لا تستوعب تلك الحياة العريضة في مدينة فيها من التنوع ما فيها ، وفيها من الثراء ما فيها ، مدينة يأتي إليها السائحون والسائحات من جميع انحاء العالم ، ويختلط فيها الحابل بالنابل ، مدينة تعددت أسماؤها وتعدد حكامها و ... و ...
هكذا تذكر القدس في هذه القصائد : أماكن عبادة او صورة شعرية جميلة لمكان مقدس ، او اقتباس من كتاب مقدس ورد ذكرها فيه . وهي اخت مكة ، وعاصمة الملك داوود ، وهي مدينة الآلام ...و ....و .. لتنسني يميني إذا نسيتك يا أورشليم ، أو يا قدس .
هل أبرز الشعر صورة للحياة الاجتماعية في المدينة ؟
هل كتب عن الفتيات المقدسيات ؟
وهل قارنهن بالسائحات الأوروبيات ؟
وهل صور علاقة مسلم بشابة مسيحية أو بسائحة أجنبية ؟
وهل أتى على حارات المدينة وعلى اشكالات التعايش ؟
ولو بحثنا عن إجابات للأسئلة المثارة في أشعار محمود درويش وسميح القاسم ومظفر النواب وأمل دنقل وعبد اللطيف عقل وأحمد دحبور وعز الدين المناصرة ، فهل سنجدها ؟
ربما لامس الموضوعات السابقة شعراء قليلون ، وربما أتى هؤلاء على التنوع السكاني ، والتقلبات التي تعرضت لها المدينة . ربما !!
قد نجد بعض قصائد مثل قصيدة اسكندر الخوري البيتجالي ، وبعض قصائد فوزي البكري ، وقصيدة تميم البرغوثي " في القدس " ، وأما بقية الشعراء فبالكاد نقرأ سطورا أو أبياتا تقارب تلك الأسئلة .
في كتابه " القدس في الأدب العربي الحديث في فلسطين والأردن " أورد د . عبدالله الخباص مقطعا للشاعر اسكندر الخوري البيتجالي أظهر صورة للحياة الاجتماعية في المدينة ، ومنه :
" يتخطرن في الشوارع تيها
بحلى وأساور وعقود
يتلفتن تارة بازدراء ويقهقهن تارة كالوليد
من بنات اليهود جئن إلينا
من أوروبية بكل زي جديد "
ويصف اسكندر الخوري تأثير الفتيات الأوروبيات القادمات على فتيات القدس ، ويحذر الأخيرات من تقليد القادمات . ( ص54 )
في مقالي في دفاتر الايام ( 8 / 3/ 2015 ) وعنوانه " وأمل دنقل وجيل الالم : لم نر القدس :
"
كتبت :
إذا أردنا أن نقرأ عن القدس فعلينا أن نعود الى شعراء أبنائها وكتاب القصة القصيرة فيها ، وذكرت عنوان ديوان الشاعر فوزي البكري " صعلوك من القدس القديمة " 1982 ، وفي هذا الديوان نقرأ عن القدس ما لا نقرؤه في أشعار كثيرين ممن فاقوا هذا الشاعر شهرة وانتشارا ، وربما يثير المرء هنا سؤالا :
لماذا ؟
ولماذا لم تحقق أسعاره الشهرة التي حققتها أشعار غيره ممن لامسوا موضوع القدس ملامسة بسطر شعري او بقصيدة او بقصائد قليلة ؟
أيعود الأمر إلى جماليات قصائده أم إلى طبيعة شخصية الشاعر ؟
وقد يفكر المرء في الأمر ، ولكني هنا معني بصورة القدس في قصائده .
فوزي البكري مواطن مقدسي اختار ان يعيش صعلوكا ، وقد أعلن عن هذا في ديوانه ، وفي عنوان ديوانه وفي مضمون قصائده . إنه ابن البلدة القديمة ، ويقر بأنه صعلوك منها ، وهو يختلف عن المربي اسحق موسى الحسيني ، وحين كتب الأخير عن القدس بعض قصائد كتب كتابة مختلفة كليا عن كتابة البكري . لقد كتب عن مكانة القدس المدينة دينيا وعن علاقته بها روحيا ، ولم يكتب عن صعاليكها وفقرائها وما يقوم به المحتل الاسرائيلي من أعمال تهويد ، خلافا للبكري الذي كتب عن هذه كلها . ومع أن البكري متأثر تأثرا واضحا بمظفر النواب ، أسلوبا ونمط حياة وإعلانا عن مخالفة السائد وافتخارا بشرب الخمر ، إلا أنه لم يكتف ، وهو يكتب عن المدينة ، بسطر واحد عنها ، فلقد خصص لها قصائد عديدة.
في قصيدته " هل يسقط بيت المقدس ؟ " يبين مكانة القدس ، ويأتي على ما تقوم به الجهات المحتلة من حفر ، ويشير أن ما يلم بالصخرة شبيه بما ألم بالكعبة زمن أبرهة الأشرم " للبيت رب يحميه " ، ويخاطب الكعبة شارحا ما يلم بشقيقتها القدس الثكلى ، ويهجو الشاعر العرب المعاصرين الذين هوجموا في عقر دارهم ولم يحركوا ساكنا ، ويصف حالة أهل القدس الذين يتألمون ويعانون من الفقر والجوع ، ثم يدين العرب والمسلمين إن سقط بيت المقدس . ( هنا نتذكر مظفر النواب )
ما ورد في القصيدة السابقة ربما لم يشذ عما قرأناه في قصائد قيلت زمن الصليبيين /الفرنجة ، وفي قصائد لاحقة،ولا يختلف الأمر في قصيدة " على أطلال المدينة ".
لا تروق أحوال القدس للشاعر ، وهو يبكي ويغضب ، لكن غضبته خرساء ، ثم يبين مكانة القدس :
هي وحي بصدر الكون وهي ثدي الفضيلة ، ولكن أمجادها الآن ذليلة ، وهي تعيش على أفيون التراث وتحتسي خمر البطولة ، وتقتات على الجماجم ، ولهذا يطلب الشاعر منها أن تحرق التاريخ . القدس :
أخت المآسي ، وهي معفرة الجديلة ، ولأنها تحت الاحتلال فإن العسل فيها يتحول إلى دمع وتغدو الانسام عابسة ثقيلة ، وتبتعد عن المدينة أسراب السنونو .
ما يختلف في أشعار البكري ، وهو يكتب عن القدس ، قصيدته "في الحي الحزين " .هنا يكتب الشاعر عن لجوئه الى الخمر والطعام ويفصح عن سبب هذا :
حتى يجلي وساخة الامخاخ ، حتى يجلي الصدأ عن مخه ، فالهموم كثيرة في المدينة وهذه حاولت تصيده على الرغم من انه ما زال شابا ، ولهذا أخذ ، مثل أبي نواس ، يداوي الهموم بالخمر ، طاردا الأولى ، فالخمر تكسر الافخاخ التي حاولت صيده . ويأتي ، في القصيدة ، على من يلومونه على سلوكه بانه بهذا يهدم المدينة ، ويرد عليهم ، كما رد أبو نواس على النظام ، وقائلا :
إن من يهدم الحي الحزين ليس عربدة الشاعر ولجوؤه إلى شرب الخمر ، وإنما من سيهدمه هو الاحتلال الاسرائيلي : معاول المعراخ . ص104 :
" لن يهدم الحي الحزين تطوحي
وترنحي وتعربدي وصراخي
سيظل بنيان المدينة قائما
ما لم تنله معاول المعراخ ".
وفي قصائد البكري نقرأ عن مقدسيين صعاليك ، لا عن مقدسيين مقاومين فقط ، كما بدا في قصائد من لم يقيموا في المدينة ، مثل أمل دنقل وراشد حسين .
أ. د. عادل الأسطة
هناك سؤال آخر مهم يثير نفسه أيضا ، حين يقرأ المرء أجناسا أدبية مختلفة أتى أصحابها على المدينة ، وهو:
في أي الأجناس الأدبية تحضر صورة القدس أكثر وأعم وأشمل ؟
وليس هناك أدنى شك في أنها تحضر أكثر في النثر ، في القصة القصيرة وفي الرواية ، ومن قبل في أدب الرحلات أو في كتب السير الذاتية المتأخرة .
في الشعر قد تبرز للقدس صورة مكثفة وموجزة ، ولا أعرف مطولة شعرية خصصت للقدس ، فأظهرت عادات سكانها وتقاليدهم وأفراحهم وأتراحهم والعلاقات الاجتماعية بينهم ، بل وأظهرت صورا عديدة للأنا القومية أو الدينية وعلاقتها بمرايا الآخرين المختلفين قوميا ودينيا ، بل وطائفيا . هذا تبرزه الروايات التي أخذت تكتب مؤخرا ، مثل رواية عارف الحسيني " كافر سبت " ورواية ليلى الأطرش " ترانيم الغواية " ؛ الروايات التي كتبها من يعرف المدينة وزارها وعاش فيها ، وربما تعد رواية " كافر سبت " النموذج الأكثر إقناعا حتى الآن .
ولي ، لاحقا ، عودة إلى هذا الموضوع ، وقد درسه محمد الطحل في رسالة الماجستير " رواية القدس في القرن الحادي والعشرين " التي أجيزت في جامعة النجاح الوطنية .
هل أبرز الشعر العربي والفلسطيني للقدس صورة شاملة مقنعة ؟
وهل كتبت مطولات تتمكن من إعطاء صورة واسعة متعددة الجوانب ؟
للأسف فإن أكثر ما كتب عن القدس كان قصائد ومقطوعات قصيرة ، لا تستوعب تلك الحياة العريضة في مدينة فيها من التنوع ما فيها ، وفيها من الثراء ما فيها ، مدينة يأتي إليها السائحون والسائحات من جميع انحاء العالم ، ويختلط فيها الحابل بالنابل ، مدينة تعددت أسماؤها وتعدد حكامها و ... و ...
هكذا تذكر القدس في هذه القصائد : أماكن عبادة او صورة شعرية جميلة لمكان مقدس ، او اقتباس من كتاب مقدس ورد ذكرها فيه . وهي اخت مكة ، وعاصمة الملك داوود ، وهي مدينة الآلام ...و ....و .. لتنسني يميني إذا نسيتك يا أورشليم ، أو يا قدس .
هل أبرز الشعر صورة للحياة الاجتماعية في المدينة ؟
هل كتب عن الفتيات المقدسيات ؟
وهل قارنهن بالسائحات الأوروبيات ؟
وهل صور علاقة مسلم بشابة مسيحية أو بسائحة أجنبية ؟
وهل أتى على حارات المدينة وعلى اشكالات التعايش ؟
ولو بحثنا عن إجابات للأسئلة المثارة في أشعار محمود درويش وسميح القاسم ومظفر النواب وأمل دنقل وعبد اللطيف عقل وأحمد دحبور وعز الدين المناصرة ، فهل سنجدها ؟
ربما لامس الموضوعات السابقة شعراء قليلون ، وربما أتى هؤلاء على التنوع السكاني ، والتقلبات التي تعرضت لها المدينة . ربما !!
قد نجد بعض قصائد مثل قصيدة اسكندر الخوري البيتجالي ، وبعض قصائد فوزي البكري ، وقصيدة تميم البرغوثي " في القدس " ، وأما بقية الشعراء فبالكاد نقرأ سطورا أو أبياتا تقارب تلك الأسئلة .
في كتابه " القدس في الأدب العربي الحديث في فلسطين والأردن " أورد د . عبدالله الخباص مقطعا للشاعر اسكندر الخوري البيتجالي أظهر صورة للحياة الاجتماعية في المدينة ، ومنه :
" يتخطرن في الشوارع تيها
بحلى وأساور وعقود
يتلفتن تارة بازدراء ويقهقهن تارة كالوليد
من بنات اليهود جئن إلينا
من أوروبية بكل زي جديد "
ويصف اسكندر الخوري تأثير الفتيات الأوروبيات القادمات على فتيات القدس ، ويحذر الأخيرات من تقليد القادمات . ( ص54 )
في مقالي في دفاتر الايام ( 8 / 3/ 2015 ) وعنوانه " وأمل دنقل وجيل الالم : لم نر القدس :
"
كتبت :
إذا أردنا أن نقرأ عن القدس فعلينا أن نعود الى شعراء أبنائها وكتاب القصة القصيرة فيها ، وذكرت عنوان ديوان الشاعر فوزي البكري " صعلوك من القدس القديمة " 1982 ، وفي هذا الديوان نقرأ عن القدس ما لا نقرؤه في أشعار كثيرين ممن فاقوا هذا الشاعر شهرة وانتشارا ، وربما يثير المرء هنا سؤالا :
لماذا ؟
ولماذا لم تحقق أسعاره الشهرة التي حققتها أشعار غيره ممن لامسوا موضوع القدس ملامسة بسطر شعري او بقصيدة او بقصائد قليلة ؟
أيعود الأمر إلى جماليات قصائده أم إلى طبيعة شخصية الشاعر ؟
وقد يفكر المرء في الأمر ، ولكني هنا معني بصورة القدس في قصائده .
فوزي البكري مواطن مقدسي اختار ان يعيش صعلوكا ، وقد أعلن عن هذا في ديوانه ، وفي عنوان ديوانه وفي مضمون قصائده . إنه ابن البلدة القديمة ، ويقر بأنه صعلوك منها ، وهو يختلف عن المربي اسحق موسى الحسيني ، وحين كتب الأخير عن القدس بعض قصائد كتب كتابة مختلفة كليا عن كتابة البكري . لقد كتب عن مكانة القدس المدينة دينيا وعن علاقته بها روحيا ، ولم يكتب عن صعاليكها وفقرائها وما يقوم به المحتل الاسرائيلي من أعمال تهويد ، خلافا للبكري الذي كتب عن هذه كلها . ومع أن البكري متأثر تأثرا واضحا بمظفر النواب ، أسلوبا ونمط حياة وإعلانا عن مخالفة السائد وافتخارا بشرب الخمر ، إلا أنه لم يكتف ، وهو يكتب عن المدينة ، بسطر واحد عنها ، فلقد خصص لها قصائد عديدة.
في قصيدته " هل يسقط بيت المقدس ؟ " يبين مكانة القدس ، ويأتي على ما تقوم به الجهات المحتلة من حفر ، ويشير أن ما يلم بالصخرة شبيه بما ألم بالكعبة زمن أبرهة الأشرم " للبيت رب يحميه " ، ويخاطب الكعبة شارحا ما يلم بشقيقتها القدس الثكلى ، ويهجو الشاعر العرب المعاصرين الذين هوجموا في عقر دارهم ولم يحركوا ساكنا ، ويصف حالة أهل القدس الذين يتألمون ويعانون من الفقر والجوع ، ثم يدين العرب والمسلمين إن سقط بيت المقدس . ( هنا نتذكر مظفر النواب )
ما ورد في القصيدة السابقة ربما لم يشذ عما قرأناه في قصائد قيلت زمن الصليبيين /الفرنجة ، وفي قصائد لاحقة،ولا يختلف الأمر في قصيدة " على أطلال المدينة ".
لا تروق أحوال القدس للشاعر ، وهو يبكي ويغضب ، لكن غضبته خرساء ، ثم يبين مكانة القدس :
هي وحي بصدر الكون وهي ثدي الفضيلة ، ولكن أمجادها الآن ذليلة ، وهي تعيش على أفيون التراث وتحتسي خمر البطولة ، وتقتات على الجماجم ، ولهذا يطلب الشاعر منها أن تحرق التاريخ . القدس :
أخت المآسي ، وهي معفرة الجديلة ، ولأنها تحت الاحتلال فإن العسل فيها يتحول إلى دمع وتغدو الانسام عابسة ثقيلة ، وتبتعد عن المدينة أسراب السنونو .
ما يختلف في أشعار البكري ، وهو يكتب عن القدس ، قصيدته "في الحي الحزين " .هنا يكتب الشاعر عن لجوئه الى الخمر والطعام ويفصح عن سبب هذا :
حتى يجلي وساخة الامخاخ ، حتى يجلي الصدأ عن مخه ، فالهموم كثيرة في المدينة وهذه حاولت تصيده على الرغم من انه ما زال شابا ، ولهذا أخذ ، مثل أبي نواس ، يداوي الهموم بالخمر ، طاردا الأولى ، فالخمر تكسر الافخاخ التي حاولت صيده . ويأتي ، في القصيدة ، على من يلومونه على سلوكه بانه بهذا يهدم المدينة ، ويرد عليهم ، كما رد أبو نواس على النظام ، وقائلا :
إن من يهدم الحي الحزين ليس عربدة الشاعر ولجوؤه إلى شرب الخمر ، وإنما من سيهدمه هو الاحتلال الاسرائيلي : معاول المعراخ . ص104 :
" لن يهدم الحي الحزين تطوحي
وترنحي وتعربدي وصراخي
سيظل بنيان المدينة قائما
ما لم تنله معاول المعراخ ".
وفي قصائد البكري نقرأ عن مقدسيين صعاليك ، لا عن مقدسيين مقاومين فقط ، كما بدا في قصائد من لم يقيموا في المدينة ، مثل أمل دنقل وراشد حسين .
أ. د. عادل الأسطة