د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ١٩ : ياسر عرفات والكورونا وشعب الجبارين

أمس صباحا أصغيت إلى برنامج المذيعة ميسون مناصرة اليومي . اتصلت ميسون بشابة نابلسية وأتيتا على عمل المؤسسة التي تديرها الشابة في فترة الكورونا ، ومما قالته ميسون إن الشعب الفلسطيني سيتغلب على الكورونا ، فهو شعب الجبارين الذي صمد في وجه الاحتلال عقودا وعقود .
ترى ماذا كان ياسر عرفات سيقول في مواجهة الكورونا لو بقي على قيد الحياة ؟ هل سيسخر ممن يبالغون في شأنها ، لأن شعبه شعب الجبارين ، ولا يعقل أن يخاف من فايروس غير مرئي؟
وأنا أسير أمس في شوارع البلدة القديمة لم ألحظ إلا بعض باعة ، فالمحلات ، باستثناء الصيدليات والمخابز ، مغلقة .
أمس كانت المدينة مثل ملاعب كرة القدم الأوروبية في هذه الأيام : الجمهور في بيته واللاعبون يلعبون يشاهدهم طاقم الفريقين واللاعبون الاحتياطيون .
في طريقي إلى شقتي ، قرب مقر نادي حطين كان شاب يخاطب أحد معارفه كأنما يعايره :
- سمعت أنك مكورن .
ولما لم يرق كلامه له
أجابه :
- شكلك أنت اللي بكورنوا !
إجابة الشاب جعلتني أقول ، دون أن يطلب مني :
- ليس ثمة كبير وقوي على المرض .
المواطنون الذين كانوا يجلسون على قارعة الطريق يثرثرون أو يؤرجلون كانوا ينتظرون ما سيقرره محافظ المدينة ثم مجلس الوزراء بخصوص تمديد الإغلاق أو عدم تمديده . في المساء تقرر التمديد لمدة خمسة أيام .
الذين أصغيت إليهم أبدوا امتعاضهم من التمديد ، فالإصابات على الرغم من الإغلاق ما زالت مرتفعة ، ويبدو أنه ليس الحل في مجتمع أسره ممتدة تجعل من الإغلاق فرصة للتواصل الاجتماعي والزيارات العائلية .
إن صح ما تقوله التقارير عن أوضاع المشافي فنحن على أبواب كارثة صحية وانهيار صحي يذكرنا بما صارت إليه إيطاليا في مثل هذه الأيام من العام الماضي .
أطرف الأشرطة التي سمعتها مساء أثارت أسئلة مثل :
- هل يجوز لمن لم يأخذ اللقاح أن يتزوج ممن أخذه ؟
- هل يجوز لمن أخذ اللقاح أن يتبرع بالدم لمن لم يأخذه ؟
بفوز ريال مدريد على التشيه وتعادل اتلاتيكو مدريد مع خيتافي اشتعل الدوري الإسباني ، ويبدو أن متابعة الرياضة تقلل من الإصابة بالكورونا . يبدو !!
صباح الخير
خربشات
١٤ آذار ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى