كانت أجواء أمس ربيعية بامتياز . كانت تغري بالبقاء في البيت والتمدد مقابل أشعة الشمس ، ولكن ماذا يفعل المرء إن استبد به الضجر ؟
في الثانية عشرة ظهرا قصدت المدينة . ترددت أولا بسبب بطء حركة السيارات ثم وجدتني أصعد الحافلة بعد أن سألت السائق الذي توقف :
- إلى البلد ؟
- إلى البلد .
أجاب .
ولمسافة أربعة كم لم يقل أي راكب ، فلا أحد يقصد المدينة ، والسائق قال :
- لأول مرة أخرج اليوم منذ ثمانية أيام .
عرضت عليه أن يوصلني إلى شارع الرازي فلم يتردد .
ثمة هدوء في الشارع . هدوء تام ، فلا سيارات ولا أطفال يلعبون الكرة في ساحة المدرسة أو في الشارع .
في الرابعة عصرا غادرت الشقة ذارعا شارع النصر من غرب البلدة القديمة حتى سوقها الشرقي . البلدة القديمة محلاتها ، إلا أقلها ، مغلقة ، ولكن الشارع لا يبدو مهجورا ، فثمة مواطنون يقفون معا يتحدثون في أمور حياتهم . ثمة بعض باعة خضار وبعض مخابز وبعض دكاكين وملحمة هنا وصيدلية هناك وحافلات تقف ليتبضع أصحابها أو لتقل الركاب .
" إغلاق بعبصة أو تبعبص " كتب أحد المواطنين على حائط مدونته ، وفي الصباح قال خبير اقتصادي لإذاعة أجيال إن الكورونا ، في هذه الأيام ، خلافا للعام الماضي ، لم تلق بظلال سلبية كبيرة على حياة أهل الضفة الغربية ، فموظفو السلطة قبضوا رواتبهم كلها ومثلهم موظفو الجامعات والبنوك والمؤسسات ، وعمال الورش وعمال الأرض المحتلة ١٩٤٨ لم يتوقفوا عن العمل .
وأنا أتابع التعقيبات على ذاكرة الأمس قرأت ما كتبه الشاعر
Wallid Hallis
ابن غزة الذي يقيم في دولة اسكندنافية ، فتذكرت قصيدة كتبها في ٧٠ القرن ٢٠ ونشرها على صفحات مجلة " البيادر " ومفتتحها :
" على أمل العيش ألقى أبي بذرة في مكامن أمي
وقال أخلف ذكرا
سوف أخلف ذكرا ... " الخ
وعقبت على تعقيبه .
ماذا فعلت الأيام بالشاعر وبالشاعر ابن خان يونس باسم النبريص ؟
" لا تندهي ما في حدا .
ما في حدا لا تندهي
صاروا صدى "
أصغيت إلى شريط الفيديو الذي أرسله إلي من الأردن الصديق أبو سائد . الشريط يصور قاعات المحاضرات في إحدى الجامعات في الأردن . ثمة مقاعد ولا طلاب وصوت فيروز :
" لا تندهي ما في حدا
صاروا صدى " .
ما في حدا وإن انتصرت الكورونا سنصبح كلنا صدى .
وأنا في شقتي نظرت من الشرفة على الشارع فرأيت سيارتي عمومي واقفتين . قلت :
- ١٤٠ ألف دينار أردني في الشارع ليست سوى حديد الآن لا يكسب بصلة ، فالناس في بيوتها و " لا تندهي ما في حدا " .
صباح الخير
خربشات
١٥ آذار ٢٠٢١
في الثانية عشرة ظهرا قصدت المدينة . ترددت أولا بسبب بطء حركة السيارات ثم وجدتني أصعد الحافلة بعد أن سألت السائق الذي توقف :
- إلى البلد ؟
- إلى البلد .
أجاب .
ولمسافة أربعة كم لم يقل أي راكب ، فلا أحد يقصد المدينة ، والسائق قال :
- لأول مرة أخرج اليوم منذ ثمانية أيام .
عرضت عليه أن يوصلني إلى شارع الرازي فلم يتردد .
ثمة هدوء في الشارع . هدوء تام ، فلا سيارات ولا أطفال يلعبون الكرة في ساحة المدرسة أو في الشارع .
في الرابعة عصرا غادرت الشقة ذارعا شارع النصر من غرب البلدة القديمة حتى سوقها الشرقي . البلدة القديمة محلاتها ، إلا أقلها ، مغلقة ، ولكن الشارع لا يبدو مهجورا ، فثمة مواطنون يقفون معا يتحدثون في أمور حياتهم . ثمة بعض باعة خضار وبعض مخابز وبعض دكاكين وملحمة هنا وصيدلية هناك وحافلات تقف ليتبضع أصحابها أو لتقل الركاب .
" إغلاق بعبصة أو تبعبص " كتب أحد المواطنين على حائط مدونته ، وفي الصباح قال خبير اقتصادي لإذاعة أجيال إن الكورونا ، في هذه الأيام ، خلافا للعام الماضي ، لم تلق بظلال سلبية كبيرة على حياة أهل الضفة الغربية ، فموظفو السلطة قبضوا رواتبهم كلها ومثلهم موظفو الجامعات والبنوك والمؤسسات ، وعمال الورش وعمال الأرض المحتلة ١٩٤٨ لم يتوقفوا عن العمل .
وأنا أتابع التعقيبات على ذاكرة الأمس قرأت ما كتبه الشاعر
Wallid Hallis
ابن غزة الذي يقيم في دولة اسكندنافية ، فتذكرت قصيدة كتبها في ٧٠ القرن ٢٠ ونشرها على صفحات مجلة " البيادر " ومفتتحها :
" على أمل العيش ألقى أبي بذرة في مكامن أمي
وقال أخلف ذكرا
سوف أخلف ذكرا ... " الخ
وعقبت على تعقيبه .
ماذا فعلت الأيام بالشاعر وبالشاعر ابن خان يونس باسم النبريص ؟
" لا تندهي ما في حدا .
ما في حدا لا تندهي
صاروا صدى "
أصغيت إلى شريط الفيديو الذي أرسله إلي من الأردن الصديق أبو سائد . الشريط يصور قاعات المحاضرات في إحدى الجامعات في الأردن . ثمة مقاعد ولا طلاب وصوت فيروز :
" لا تندهي ما في حدا
صاروا صدى " .
ما في حدا وإن انتصرت الكورونا سنصبح كلنا صدى .
وأنا في شقتي نظرت من الشرفة على الشارع فرأيت سيارتي عمومي واقفتين . قلت :
- ١٤٠ ألف دينار أردني في الشارع ليست سوى حديد الآن لا يكسب بصلة ، فالناس في بيوتها و " لا تندهي ما في حدا " .
صباح الخير
خربشات
١٥ آذار ٢٠٢١