محمد أحمد محجوب - ذكراك

ذكراك يبعثها السماء الباكي
يااية الإبداع في دنياك
مرت بنا الأيام وهي فتية
ذكرى أمجدها عن الإشراك
كنا صغارا يستفز قلوبنا
حسن الطبيعة والنسيم الحاكي
ونواضر الأزهار في تلك الربى
وخرير جدولها الأسيف الشاكي
وترنم القمري في أفنانه
وثغاة شاة أو صغير باكي
ونرى الجمال تعددت ألوانه
وتوحدت في طرفك الفتاك
ونراك في طهر الملاك وحسنه
وبساطة الطفل الغرير حلاك
تمشين لا تدرين صبا هائما
يصبو إليك ولا ينال لقاك
ويمضه الشوق المبرح والجوى
ويظل يرصد في الزمان سناك
وينادم الأفلام وهي بعيدة
ويغازل الارام في مغناك
ويبث في ليل الخريف همومه.
ويود طول العمر أن يرعاك
كم مرة يخطو إليك فلا يرى
إلا وقد فتكت به عيناك
مترددا في خطوه لا مقدم
نحو القاء ولا يود نواك
ويعود في ألم ويلزم داره
خوف الهزيمة بعد طول عراك
يابغية الفنان إنت عزيزة
مهما تباعد وصلنا لحماك
في كل عام نستعيد قصيدة
كنا نطالعها على مراك
أيام كنت - ةلا أصدق ما أرى-
عيني تشاهد فتنة الأملاك
وظللت أرتاد الجمال وخاطري
لم يحوِ من دنيا الجمال سواك
في الفجر أول ما راك وفي المسا
القاك بين الزهر و الأفلاك
قدست حسنك قبل معرفتي الهوى
وتخذته مثل الجمال الذاكي
وجعلت أدوسه مثل الدمى
وأحاول الإفصاح حين أراك
علمتني شعر الياة وسحرها
والسحر صنو الشعر من معناك
لقنته من كل لفظ فاتن
أو بسمة جلت عن الإدراك
ذكراك باقية على طول المدى
مهما أحاول لا أرى إلاك
إن عاش غيرك في الخمول فإنما
ذكراك يبعثها السماء الباكي
أعلى