كان الجو أمس باردا ، فالشمس حجبتها الغيوم التي بخلت بأمطار هطلت ولكنها لم تكن مدرارة .
في شارع النصر من البلدة القديمة ، وأنا أسير مع الدكتور
خليل قطناني
، قال أحد المارة على مسامعنا ، كأنه يخاطبنا :
- الناس مستخفة بالموضوع .
وأضاف :
- اليوم ماتت في رام الله امرأة ومات زوجها بعد نصف ساعة .
ولم أعد أتذكر السبب الذي دفعه لأن يقول ما قال .
في ساعات المساء زرت وأخي ابن خالتي المصاب بالكورونا ، فحدثنا عما يحدث في المستشفى الوطني والعربي التخصصي حيث أنفق أربعة أيام . مدح أبو صالح جهود الأطباء والممرضين وقال إنهم يقومون بعمل بطولي ، فهم يضحون بأنفسهم ولا يقتصر عملهم على العلاج والتمريض . إنهم يحرصون على نظافة المستشفى ويعملون كخلية نحل .
سألت " أبو صالح " عن سبب خروجه بعد أربعة أيام ، فأخبرني أن أعداد المرضى في ازدياد والأسرة كلها مشغولة ، وذكر أنما تتقاضاه المستشفيات الخاصة من أجور خيالي .
عندما سألت عن خالتي ، وهي في الرابعة والثمانين من عمرها ، أجابني بأنه طلب منها الابتعاد ، حرصا على سلامتها ، وحين ترددت ذكرها بالمثل الشعبي الذي يكرره الناس في من يعرض نفسه للمخاطر ويعزو النتيجة إلى القدر :
" دير طيزك للدبابير وقول تقادير " .
وفي حالة زيارة المصاب بالكورونا فلا بد من العمل بالمثل " الزيارة غارة " .
كنت أمس قررت أن أكتب تحت عنوان " سهرة مع أبو إبراهيم " وابو إبراهيم هو الدكتور محمد اشتية رئيس الوزراء ، فقد كان حضوره في العام الأخير لافتا وموضع إعجاب من أطراف وسخرية وتندر من أطراف .
في الكتابة عن " أبو إبراهيم " من قبل أوردت كلمات ما غنته امرأة " يا اشتية شوية شوية عالشعب يا عيني " وكتبت عما قاله في مؤتمر صحفي حين عزا أمر تلقيح مائة ألف عامل فلسطيني إلى السلطة الفلسطينية ، لا إلى الدولة العبرية ، ولأنني لا أعرف الدكتور عن قرب ، إذ التقيت به مرات قليلة جدا ، منها مرة في جريدة " الشعب " في العام ١٩٨٦ ، فقد قررت أن أعود إلى مجموعته القصصية الوحيدة " إكليل من شوك " لأعرف نفسيته من قصصه ، متتبعا خطى العقاد في دراسته الشاعر العباسي ابن الرومي " حياته من شعره " . هل تكفي مجموعة قصصية واحدة لدراسة نفسية صاحبها من خلال قصصها ؟
أمس أعدت قراءة قصتين من قصص أبو ابراهيم لأفهم السبب الذي حدا به إلى قول ما قال عن اللقاح . أعدت قراءة قصة " الممكن واللا ممكن " وقصة " الموز الأعوج " . واكتشفت أن " أبو إبراهيم " مش قليل ، ولولا خوفي من أن يزج بي في السجن لأفصحت وأبنت ، ورؤساء وزرائنا " مش قليلين " . إنهم أبناء هذا الشعب العظيم ؛ شعب الجبارين ، وروحهم روح هذا الشعب ، حتى ( بنيامين نتنياهو / أبو يائير ) حلت فيه روح شعبنا فصار يخاطب الجمهور العربي بما يطرب له العرب . صار أبو يائير صاحب نكتة وخفيف ظل وصار ينعت نفسه ، حين يتكلم مع الجمهور العربي ب " أبو يائير " .
يبدو أنني في قادم الأيام سأكتب ، ولو قليلا ، تحت عنوان " سهرة مع " أبو إبراهيم " " ، مستوحيا من قصصه بعض مواقفه .
قصة أبو إبراهيم " الموز الأعوج " قصة طريفة وأعتقد أنه اعتمادا عليها يجب أن نقرأ بعض خطاباته .
صباح الخير
خربشات
٢٥ آذار ٢٠٢١
في شارع النصر من البلدة القديمة ، وأنا أسير مع الدكتور
خليل قطناني
، قال أحد المارة على مسامعنا ، كأنه يخاطبنا :
- الناس مستخفة بالموضوع .
وأضاف :
- اليوم ماتت في رام الله امرأة ومات زوجها بعد نصف ساعة .
ولم أعد أتذكر السبب الذي دفعه لأن يقول ما قال .
في ساعات المساء زرت وأخي ابن خالتي المصاب بالكورونا ، فحدثنا عما يحدث في المستشفى الوطني والعربي التخصصي حيث أنفق أربعة أيام . مدح أبو صالح جهود الأطباء والممرضين وقال إنهم يقومون بعمل بطولي ، فهم يضحون بأنفسهم ولا يقتصر عملهم على العلاج والتمريض . إنهم يحرصون على نظافة المستشفى ويعملون كخلية نحل .
سألت " أبو صالح " عن سبب خروجه بعد أربعة أيام ، فأخبرني أن أعداد المرضى في ازدياد والأسرة كلها مشغولة ، وذكر أنما تتقاضاه المستشفيات الخاصة من أجور خيالي .
عندما سألت عن خالتي ، وهي في الرابعة والثمانين من عمرها ، أجابني بأنه طلب منها الابتعاد ، حرصا على سلامتها ، وحين ترددت ذكرها بالمثل الشعبي الذي يكرره الناس في من يعرض نفسه للمخاطر ويعزو النتيجة إلى القدر :
" دير طيزك للدبابير وقول تقادير " .
وفي حالة زيارة المصاب بالكورونا فلا بد من العمل بالمثل " الزيارة غارة " .
كنت أمس قررت أن أكتب تحت عنوان " سهرة مع أبو إبراهيم " وابو إبراهيم هو الدكتور محمد اشتية رئيس الوزراء ، فقد كان حضوره في العام الأخير لافتا وموضع إعجاب من أطراف وسخرية وتندر من أطراف .
في الكتابة عن " أبو إبراهيم " من قبل أوردت كلمات ما غنته امرأة " يا اشتية شوية شوية عالشعب يا عيني " وكتبت عما قاله في مؤتمر صحفي حين عزا أمر تلقيح مائة ألف عامل فلسطيني إلى السلطة الفلسطينية ، لا إلى الدولة العبرية ، ولأنني لا أعرف الدكتور عن قرب ، إذ التقيت به مرات قليلة جدا ، منها مرة في جريدة " الشعب " في العام ١٩٨٦ ، فقد قررت أن أعود إلى مجموعته القصصية الوحيدة " إكليل من شوك " لأعرف نفسيته من قصصه ، متتبعا خطى العقاد في دراسته الشاعر العباسي ابن الرومي " حياته من شعره " . هل تكفي مجموعة قصصية واحدة لدراسة نفسية صاحبها من خلال قصصها ؟
أمس أعدت قراءة قصتين من قصص أبو ابراهيم لأفهم السبب الذي حدا به إلى قول ما قال عن اللقاح . أعدت قراءة قصة " الممكن واللا ممكن " وقصة " الموز الأعوج " . واكتشفت أن " أبو إبراهيم " مش قليل ، ولولا خوفي من أن يزج بي في السجن لأفصحت وأبنت ، ورؤساء وزرائنا " مش قليلين " . إنهم أبناء هذا الشعب العظيم ؛ شعب الجبارين ، وروحهم روح هذا الشعب ، حتى ( بنيامين نتنياهو / أبو يائير ) حلت فيه روح شعبنا فصار يخاطب الجمهور العربي بما يطرب له العرب . صار أبو يائير صاحب نكتة وخفيف ظل وصار ينعت نفسه ، حين يتكلم مع الجمهور العربي ب " أبو يائير " .
يبدو أنني في قادم الأيام سأكتب ، ولو قليلا ، تحت عنوان " سهرة مع " أبو إبراهيم " " ، مستوحيا من قصصه بعض مواقفه .
قصة أبو إبراهيم " الموز الأعوج " قصة طريفة وأعتقد أنه اعتمادا عليها يجب أن نقرأ بعض خطاباته .
صباح الخير
خربشات
٢٥ آذار ٢٠٢١