عناية جابر - فكرتي سوداء وطويلة، بأعجوبة ينجو النهار

بهذه الطريقة المدهشة
التي تشرح فيها وجهة نظرك
أعترف لك فوراً
بأنني أنا الملومة
التي عكرت نهرك
ولعقت بشراهة
نبع مائك العذب

***

ما بيننا، هو السر
ويبدو من الصعب
ابقاؤه سراً
مع أننا أتلفنا الرسائل
وقطعنا الاتصالات
والتلفونات
سوى انه السر الحقيقي
بحيث لا يمكنه، ان يكون سراً أبداً

لطالما توجسنا
من سر ناعم رقيق
ومن طبيعته العذبة
الله وحده الآن
يعيد الأمور
الى نصابها

***

ما زال قلبي مثقلاً
لأن الشتاء ليس قريباً
والصيف لا يبدو منتهياً

هذا يعني
مزيداً من "البوب كورن" و"الآيس كريم"
مزيداً من المعارك الضارية
والثقوب الضخمة
وربما
علاقة خارج اطار الزواج
كما يحدث لليائسين
وللمدمنين على الأفلام العربية
بالأبيض والأسود

الفصول في موعدها، يقول العقلاء
الأمر الطبيعي
لحياة طبيعية

الشتاء عندي
يفي بالغرض

أفكر أنها تمطر
لمجرد التفكير بالمطر

أوراق الخريف ميتة
والأفكار تختفي تحتها

على كل حال
أفرد ملابسي الشتوية
فالشتاء يأتي
ويأخذني بالأحضان

بمقدور المطر
ان يخبرني اشياء شيقة
وبدل ان أصغي
أنا التي تتكلم.

***

الكئيب الليل
فلا ألمس الذكريات
ولا حبوب النوم

فكرتي سوداء وطويلة
لكن أية فكرة
كانت؟

دائم أنت في الليل
في وجع أسناني
وفي قلبي المريض
بأعجوبة
ينجو النهار.

***

ثم ماذا؟
ليل مهذب جداً
ومنام حضاري

فن التحديق بالعتمة
وما من مسدس

الليل بتكشيرة طويلة
يهوي وجهك في الحفرة
تهوي فروعه

الجلوس أمام النافذة
كأنما لأخدع الأرق
كأنما الحب
لا يقصم الظهر

أدخنك وأشربك
وأرسل القصائد
خلفك

الليل يتفتح
ويستمر في ليل آخر
الجفن الخشبي
الإهانة
والانتظار
اللون الذي حط
بخوذة حديدية
الفجر الطري مخبؤ
في ضربة الضوء الرشيقة.

***

إذا قصيدة حلوة
من الضروري تماماً
تركها للنمل

كل الشعراء الذين أتعامل معهم
عاطلون عن الشعر
يقولون انهم يجمعون
أجزاءه المسكرة
ويمسحون بماء الورد
طفحه الجلدي.

أكتب قصيدتي
بسرعة قياسية
ما أن تحط
فراشة بيضاء

حانقة من أمر ما
أنظر الى السماء
عصبية مثلي
الغيمة التي عبرت
على دراجة هوائية

***

انها الرابعة صباحاً فقط
وأظن انه معطوب
الفجر الذي ينفث
هواء ساخناً

صديقتي تحب الصيف
نقول "صيفنا" معقول
في النهار نسبح
وتحت أنظار المساء
نسهر في الجبال

كل شخص يقول ما يحلو له
أنا شخصياً "مشوبة"
ومن الممكن أن "أفرط"
في أية لحظة.

***

القصيدة تمسك بي
لئلا أسقط بقوة
لأسقط بنعومة

ولأني أضع ختم المرأة العاشقة
فاني أحلم بجنون
أتوسد الحجر
كما لو عشب

***

عدت لتوي من عندك
واذ فتحت بابي
ضربني حنين ضخم
شق فستاني

عند الاشارة الضوئية
تنطلق اللذة في رأسي
"كيف يمكنك ذلك"
لا شك لديك طريقتك
ولديك ذلك الشيء.

كانت وخزة صغيرة
ولكن جسدي متورم
وينبض مع
دقات الساعة.
أعلى