كم مرة سرحتَ في جبر الله لخاطرك؟ كم مرة سألته في سرّك وأنت مبتسم، أهذا أنت يا الله؟ أهذا كرمك ولطفك؟ كم مرة بكيت دون أن تشعر وذُهلت من جمال التخطيط وحُسن التدبير في شؤونك؟ كم مرة نزل عليك الفرج مثل قطرة الندى في ليل عاتم ظننت أن نوره لن يطلع؟ إنه الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، والحي القيّوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، والغفور الذي تاب على عبده بعد ظلمه، والعظيم الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا، والكريم الذي تجاوز كرمه كل الخلق والمخلوقات، والعدلُ الذي لا تغفل عينه عن عبد من عباده والرّزّاق الذي يرزق من وسع ولو بعد حين.
إنّه الله الذي نادى مريم من تحتها ألا تحزن، والذي أوحى إلى يوسف بعد أن ألقاه إخوته في غيابات الجُب، والذي وعد أم موسى أنه راد إليها ابنها وجاعله من المرسلين، والذي طمأن محمد أنه ما ودّعه ربه وما قلى، والذي بشّر زكرياء بيحيى رغم سنه الكبير وامرأته العاقر. إنّه العظيم الذي وصّانا بألا نقهر اليتيم وألا ننهر السائل، والذي أنزل آية عبس وتولّى كي يجبر خاطر عبد أعمى عبس في وجهه الرسول بينما كان منشغلا في أمور الأُمّة والذي كرّر أنّ مع العسر يُسر مرتين. كيف ينساك ربٌّ يحبّك بهذه التفاصيل ويهتمّ لشأنك بهذا القدر؟
إن الله يُعطي بحكمة في أوقات نحتاج فيها العطاء فيُرضينا رضاً يجعلنا ننسى بعده ما كان يحزننا ويُشقينا. تنزل عطاياه على قلوبنا كالبلسم فتطيّبه وتطهره وتجمع أجزاءه فيغتني بما أُوتي ويكتفي. يقضي الحكيم حوائجنا بفضله السماويّ فيُعطينا أكثر مما ترجينا ويجزي صبرنا بأجمل مما توقعنا. يمسح على قلبنا برقّة فيُهذّبه ويوزن دقاته على إيقاع من اليقين والثبات، يسكن فيه الطمأنينة والتوكّل والراحة، لذلك فلنتأملّ في عطايا المنّان، فلنراقب شكلها وكميتها وتوقيتها فلكل تفصيل معنى، ولا نفوّت على أنفسنا النظر في حكمته ورحمته وعفوه وإلمامه بأمورنا أكثر منا.
حين نتدبّر في تدبير الله لأمورنا ونمنح أنفسنا فرصة تذوق النعم وفهم حالها وتقبّل نقصانها واستيعاب حكمة تأخيرها، يطمئن بالنا ويهدأ عقلنا ولا يكون لشعور الاطمئنان ذاك مثيل ولا بديل. نلمس قدرة العليم على إصلاح كل شيء في لحظة كما يصلح الفجر حال القلوب المنهكة. عندما ننظر إلى صرفه عنا لشرّ أردناه أو جلبه لخير كرهناه، عندما ينتشلنا من حادث أو يبعد عنا أمرا مؤذيا ظننا فيه خيرا، نتأكّد أن كل ما يصيبنا آت منه وحده ولو اجتمع الخلق كله على إصابتنا بغيره. هو وحده من يقول كن فيكون في شؤوننا، فلا نغفل عن إحساس الأمان الذي يملأ القلب بعد معرفة العليّ العليم ومدى قدرته وإلهيةِ تقديره.
يتسع معنى الرزق لدينا ويتعمق، ويتغير مفهوم السعادة ويتجدد، نملك طاقات جديدة تساعدنا على عيش حياة أفضل يشعّ فيها الكثير من الهيول والتقبّل. يستحق الشعور بالأمان الذي يترتب عن قرار الرضا بالقضاء والقدر عناء البحث عنه والسعي وراء امتلاكه. فكل قلب راض هو مستقر وثابت ومؤمن رغم اشتداد المحن والصدمات. لذلك فلنقرر في نظرتنا للحياة وفلنسع لامتلاك ذلك الشعور من أجل قلوبنا، لا داعي لنهدر جهد عقولنا مع غيرنا، كما لا داعي لتتبع أعيننا ما ليس لنا، ولنحتضن طاقاتنا ونسخّرها لخدمة أنفسنا في حدود ملعبنا ولنترك همّ التدبير لمن هو أعلم به وأقوى عليه. فلنتأملّ دقة حب الله لنا وحسن معيته ولطفه ورأفته بنا في كل شيء يقدره لنا.
فلنجعل كلامنا مع الله، فلنناديه أنَّه مسّنا الضر وهو أرحم الراحمين، ولنشكو بثنا وحزننا إليه فهو أقرب لنا من حبل الوريد، ولنطلب منه ما نريد فهو الغني ذو الرحمة، ولنحسن الظن به فهو عند حسن ظن عبده به. هذه وعود الحيّ الباقي التي وعدنا إياها لكيلا نحمّل أنفسنا ما لا طاقة لها به. فلنتوكّل عليه ولنثق بتدبيره فنحن العباد الضعفاء الذين لا حول ولا قوة لنا إلا به والناس كلّ لا يزر وزر أخرى. ولتكن حياتنا كتاب عنوانه أنه “لسوف يُعطيك ربّك فترضى.”
إنّه الله الذي نادى مريم من تحتها ألا تحزن، والذي أوحى إلى يوسف بعد أن ألقاه إخوته في غيابات الجُب، والذي وعد أم موسى أنه راد إليها ابنها وجاعله من المرسلين، والذي طمأن محمد أنه ما ودّعه ربه وما قلى، والذي بشّر زكرياء بيحيى رغم سنه الكبير وامرأته العاقر. إنّه العظيم الذي وصّانا بألا نقهر اليتيم وألا ننهر السائل، والذي أنزل آية عبس وتولّى كي يجبر خاطر عبد أعمى عبس في وجهه الرسول بينما كان منشغلا في أمور الأُمّة والذي كرّر أنّ مع العسر يُسر مرتين. كيف ينساك ربٌّ يحبّك بهذه التفاصيل ويهتمّ لشأنك بهذا القدر؟
إن الله يُعطي بحكمة في أوقات نحتاج فيها العطاء فيُرضينا رضاً يجعلنا ننسى بعده ما كان يحزننا ويُشقينا. تنزل عطاياه على قلوبنا كالبلسم فتطيّبه وتطهره وتجمع أجزاءه فيغتني بما أُوتي ويكتفي. يقضي الحكيم حوائجنا بفضله السماويّ فيُعطينا أكثر مما ترجينا ويجزي صبرنا بأجمل مما توقعنا. يمسح على قلبنا برقّة فيُهذّبه ويوزن دقاته على إيقاع من اليقين والثبات، يسكن فيه الطمأنينة والتوكّل والراحة، لذلك فلنتأملّ في عطايا المنّان، فلنراقب شكلها وكميتها وتوقيتها فلكل تفصيل معنى، ولا نفوّت على أنفسنا النظر في حكمته ورحمته وعفوه وإلمامه بأمورنا أكثر منا.
حين نتدبّر في تدبير الله لأمورنا ونمنح أنفسنا فرصة تذوق النعم وفهم حالها وتقبّل نقصانها واستيعاب حكمة تأخيرها، يطمئن بالنا ويهدأ عقلنا ولا يكون لشعور الاطمئنان ذاك مثيل ولا بديل. نلمس قدرة العليم على إصلاح كل شيء في لحظة كما يصلح الفجر حال القلوب المنهكة. عندما ننظر إلى صرفه عنا لشرّ أردناه أو جلبه لخير كرهناه، عندما ينتشلنا من حادث أو يبعد عنا أمرا مؤذيا ظننا فيه خيرا، نتأكّد أن كل ما يصيبنا آت منه وحده ولو اجتمع الخلق كله على إصابتنا بغيره. هو وحده من يقول كن فيكون في شؤوننا، فلا نغفل عن إحساس الأمان الذي يملأ القلب بعد معرفة العليّ العليم ومدى قدرته وإلهيةِ تقديره.
يتسع معنى الرزق لدينا ويتعمق، ويتغير مفهوم السعادة ويتجدد، نملك طاقات جديدة تساعدنا على عيش حياة أفضل يشعّ فيها الكثير من الهيول والتقبّل. يستحق الشعور بالأمان الذي يترتب عن قرار الرضا بالقضاء والقدر عناء البحث عنه والسعي وراء امتلاكه. فكل قلب راض هو مستقر وثابت ومؤمن رغم اشتداد المحن والصدمات. لذلك فلنقرر في نظرتنا للحياة وفلنسع لامتلاك ذلك الشعور من أجل قلوبنا، لا داعي لنهدر جهد عقولنا مع غيرنا، كما لا داعي لتتبع أعيننا ما ليس لنا، ولنحتضن طاقاتنا ونسخّرها لخدمة أنفسنا في حدود ملعبنا ولنترك همّ التدبير لمن هو أعلم به وأقوى عليه. فلنتأملّ دقة حب الله لنا وحسن معيته ولطفه ورأفته بنا في كل شيء يقدره لنا.
فلنجعل كلامنا مع الله، فلنناديه أنَّه مسّنا الضر وهو أرحم الراحمين، ولنشكو بثنا وحزننا إليه فهو أقرب لنا من حبل الوريد، ولنطلب منه ما نريد فهو الغني ذو الرحمة، ولنحسن الظن به فهو عند حسن ظن عبده به. هذه وعود الحيّ الباقي التي وعدنا إياها لكيلا نحمّل أنفسنا ما لا طاقة لها به. فلنتوكّل عليه ولنثق بتدبيره فنحن العباد الضعفاء الذين لا حول ولا قوة لنا إلا به والناس كلّ لا يزر وزر أخرى. ولتكن حياتنا كتاب عنوانه أنه “لسوف يُعطيك ربّك فترضى.”