عارف العزوني - البرتقال في موسمه الحاضر

تصاعدت مواسم البرتقال تصاعدا مطردا وتدرجت في النمو الى ان وصلت الى هذا الحد الذي يعتبر رقما قياسيا. فقد قدر الخبراء ان الموسم الحاضر يبلغ اربعة عشر مليون صندوق وربما زاد على ذلك بقليل.
وقد نجح وفد الحمضيات الرسمي الذي سافر الى المملكة المتحدة خلال الصيف، ببيع عشرة ملايين صندوق الى وزارة التموين البريطانية بسعر محدد قدره سبعة عشر شلنا وثلاثة بنسات للصندوق الواحد، على شروط اعتبرها المتعهدون صعبة ومجحفة بحقهم من حيث الظروف الخاصة المحيطة بالشحن، وذلك ان الوزارة تقبل هذا وتقره من ناحيتها، اذا كان التلف او(التخميج) الذي يلحق البرتقال اثناء السفر بحراً يصل الى معدل 10%. اما اذا زاد عن ذلك فيحق للوزارة ان تحاسب التاجر به على اساس الثمن المحدد والتكاليف. ومن جملة هذه التكاليف 50 ملا للشحن و 50 ملا عن الخشب.
ومن المحتمل ان يباع من اصل الموسم الحاضر في القارة الأوروبية، اي في هولندا وبلجيكا والدنمارك والسويد والنرويج وسويسرا وغيرها، مليون وستمائة الف صندوق الى مليونين. ويتبقى بعد ذلك للاستهلاك المحلي وللعصارات مليونا صندوق يعتقد انها فوق حد الكفاية.
ومن غير المأمول ان يشحن البرتقال خلال الموسم الحاضر الى سوريا ولبنان كالعادة، لأن هذين البلدين العربيين الشقيقين يشترطان في دخول البرتقال ان يكون مزودا بشهادة تثبت انه عربي الانتاج وحكومة فلسطين لا تعطي مثل هذه الشهادة، وكل ما يمكنها ان تقوله وتعترف به انه برتقال فلسطيني. وهذه نقطة خلاف بارزة قد تحول دون اتمام صفقات بيع تعود على فريق من المتاجرين بهذا الصنف ببعض الفوائد.
البواخر أُعدت لنقل البرتقال اليافي من موانئ يافا وحيفا وتل ابيب، في هذه السنة بواخر صالحة مجهزة بالهوايات كما بذلت وزارة التموين عنايتها الفائقة من هذا القبيل. والبواخر المعدة للنقل سويدية وانكليزية ونروجية لها وكالات معروفة في فلسطين.
بدأ الشحن وسيبدأ الى المملكة المتحدة في 15 تشرين الثاني ويظل متواصلا حتى نهاية اذار وربما طالت مدته الى 15 نيسان بالنسبة للكمية ولوسائل الشحن والنشاط في الموانئ.
مواد التعبئة توجد الان في البلاد من مواد التعبئة اللازمة لشحن البرتقال معبأً وملفوفا بالورق لأربعة ملايين ونصف مليون صندوق خشب. وقد اشترى مجلس تصريف الحمضيات قسما منه، واشترت وزارة التموين القسم الآخر ومن المنتظر ان تصل الى فلسطين خلال الاشهر القادمة ثلاثة ملايين صندوق خشب اخرى والمتبقي يصل خلال الشتاء.
الدونمات كانت العادة المتبعة منذ سنتين ان يأخذ التاجر او المتعهد حصته في الشحن بنسبة ما هو مرتبط به او ما بحيازته من الدونمات المغروسة اثمارا حمضية. وتبلغ الدونمات المزروعة اثمارا حمضية في فلسطين 220 الفا توزع كلها على الكتل التجارية البالغة 24 كتلة من كلا الجانبين العربي واليهودي مناصفة.
وطلب الجانب اليهودي في الموسم الحاضر، ان تجرى النسبة على قاعدة الانتاج ولما تشدد العرب في مقاومة هذه الفكرة، عدل مجلس الحمضيات عن اتباعها ورجع الى اقرار الطريقة القديمة. وهكذا اصبحت النسبة للدونم الواحد 60 صندوقا من البرتقال بعد قسمة الانثي عشر مليون صندوق المزمع تصديرها على المائتين والعشرين الف دونم المزروعة اثمارا حمضية.
وقد تبين ايضا ان العرب يملكون 115 الف دونم، واليهود يملكون 95 الف دونم من مجموع هذه الدونمات.
مجلس الحمضيات خوّل لنفسه في هذه السنة صلاحيات واسعة على حساب كتل التعهد. او كما يقول احد المتعهدين انه توسع في النظريات وحاول ان يغفل العرف والعادة والتقاليد وطبيعة ايام الشحن التي تكون من فرط نشاطها مليئة بالمتناقضات. ففي مثل تلك الحالة وحين تكون العنابر مزدحمة بالصناديق والأنواء منتظرين هبوبها، لا يبقى هناك اقل مجال للسير حسب الخريطة التي وضعها مجلس الحمضيات وعين بموجبها في عنبر الباخرة المكان المخصص لكل تاجر. هذا هو معنى قولهم ان مجلس الحمضيات توسع في النظريات.
اشترى مجلس الحمضيات ماكنات (ديكو) من كاليفورنيا واعدها في عنابر البرتقال في كل ميناء، وفي داخل هذه الماكنات غاز مضغوط ترش به الصناديق فيصونها من التلف والتخميج خلال اربعين يوما، وعدد هذه الماكنات المشتراة سبع، وثمن كل ماكنة ثلاثة آلاف جنيه، اي ان المجلس دفع 21 الف جنيها من اصل حساب كتل التعهد وسيستوفيها منها.
أعلى