حاتم السيد مصيلحي - مصر.. المعني والقيمة :

مصر ذلك الكيان الذي يحتوينا بين جنباته، يؤثر بالطبع فينا بما يحمله من جينات وراثية ومناخية وبيئية وحضارية، ونؤثر فيه بما نحمله من طباع وسجايا، ومن ثم يحدث التطابق الطبعي والطبيعي بين المحتوى بما حوى، فلايمكن الفصل بينهما ، لذا مصر ليست مكانا نسكنه، ولكن كيانا يجمع مابين الأرض ومن يسكنها ، ولايمكن الحكم على أحدهما بمعزل عن الآخر شأنه شأن النبات من الأرض، فيحكم على نضرته بانتسابه لأرضه الخصبة.
لذا حينما يطلق على نفر من الناس أنه (مصري) فإنه يضاف إليه كل مايتعلق بمصر من حضارة وتاريخ وسياسات ومواقف... ومن ثم يكون التعامل معه من هذا المنطلق ربما دون النظر إلى سماته الشخصية أو المعرفية ،وكذلك شأن الجنسيات الأخرى ،ويبقى السؤال ، على عاتق من تقع مسئولية التمثيل الديموجرافي؟ ! فدائما مايتهم الناس الأرض، دون النظر إلى أنفسهم هل أدوا حقها عليهم ،حتى تعطيهم حقهم عليها ؟!

إن كثيرا من الأمم والبلدان حققوا على أرضهم ما لم يحققه غيرهم على أرض أخرى رغم جدبها وندرة مواردها بتوظيف الأفكار في إطار الممكن المتاح ، فظهرت وعلت بفعل أبنائها ،ولم نسمع أحدا منهم يسيء لها أو يتمنى هجرها ملقيا عليها الملامة.. فماذا تصنع الأرض لساكنيها إن كانوا عن حرثها متخاذلين متكاسلين ؟!

فيا أبناء مصر بأيديكم أرض باركها الله واستودع فيها كنوزه وأسراره، فهلموا إليها تستخرجونها بسواعدكم القوية وهممكم العالية، تعلو بكم وتزدهر.
بقلم :حاتم السيد مصيلحي
Aa