عبد الواحد السويّح ( تونس )
« طفل »
أمارسُ اللّعبَ يوميّا
أشتري أحيانا قطعةَ "جارفي" وعلبةَ "شوكولا"
أهتمُّ بالحكايات وأغرقُ في القصص القصيرة
أفرحُ بملابسِ العيد الجديدة
أتبوّلُ أحيانا على سور الملعب
أقبّلُ الخبزَ قبل رميه
أنظرُ إلى الشّمس كلّما فقدتُ ضرسا وأطلبُ منها ضرسَ غزالٍ
أتّكئُ على فراشي كلّ ليلة وأحلم بـ"شاكيرا"
بعد كلّ هذه السّنوات اكتشفتُ أنّني مازلت طفلا
******************
* طفل *
هذا الطفل ذكي و ينبض حياة فيفعل فيها ما يريد ، يمارس اللعب يوميا في هذه الحياة الرتيبة ، و فعل الممارسة هنا حمًال أوجه ، ربما قصده أبو محمود السويح ليبين لنا أهمية الممارسة كفعل في القطغ مع اليومي الذي يقتل فينا كل رغبة و حب ، و لكن هذا الطفل الذكي يقطع احيانا هذا الروتين في حياته البسيطة القائمة على اللعب فَــ " أشتري احيانا قطعة " جارفي " * و علبة شوكولا " ، و هما رديفان للمتعة و اللذّة القائمتين على فعل التذوّق المادي الذي لا يكون كاملا الا اذا تبعته متعة روحية عمادها المطالعة و سماع الحكايات لتكملها " أفرح بملابس العيد الجديدة " شأنه شأن جميع الأطفال الذين تكلّم عنهم السويح هنا .
و مرة اخرى يكسر السويح النظام المتسلسل للأحداث فيصدمنا بلذة أخرى يعيشها و عشناها معه من خلال التمرّد على نواميس المجتمع بفعل معيب اخلاقيا " أتبوّل أحيانا على سور الملعب " ، و هي عملية على قذارتها ذات ابعاد نفسية و لغوية تشي بالرفض و الكره لحرمان الطفل الساكن فيه و فينا من حق دخول الملعب للفرجة على مجريات مباراة احيانا و اخرى لمجرّد اللعب تماهيا مع الكبار .
و يواصل السويح الرحلة في هذا " الطفل " في تناصّ مع Jules Vallès و كتابه " l'enfant " و خاصة في واقعة " j'ai le respect du pain " , فإذا به " اقبل الخبز قبل رميه " كل ذلك في بعد تربوي ديني خالط المسيحي بالاسلامي لينتج بعدا انسانيا يقوم على تنشئة قوامها احترام النعم و المحافظة عليها ليجد " ضرس غزال " جديد يمكنه من الاستمتاع بهذه النعم .
و يكبر فيه و فينا هذا الطفل فــ " أتكئ على فراشي كل ليلة و أحلم بشاكيرا " ، إنها مرحلة التشوف لماض لم يرد السويح الخروج منه و نحن معه ، " فبعد كل هذه السنوات ، اكتشفت أني ما أزال طفلا " ، و ما أجمل هذا الطفل فيه و فينا و الذي لولاه لما قاوم السويح روحه المخضّبة بآلام السنين و برّد نيرانها المستعرة في ظلام وحدته " بقطعة جارفي " .
* قطعة جارفي : قطعة مثلّجات.
م أ مخلوف ( تونس )
« طفل »
أمارسُ اللّعبَ يوميّا
أشتري أحيانا قطعةَ "جارفي" وعلبةَ "شوكولا"
أهتمُّ بالحكايات وأغرقُ في القصص القصيرة
أفرحُ بملابسِ العيد الجديدة
أتبوّلُ أحيانا على سور الملعب
أقبّلُ الخبزَ قبل رميه
أنظرُ إلى الشّمس كلّما فقدتُ ضرسا وأطلبُ منها ضرسَ غزالٍ
أتّكئُ على فراشي كلّ ليلة وأحلم بـ"شاكيرا"
بعد كلّ هذه السّنوات اكتشفتُ أنّني مازلت طفلا
******************
* طفل *
هذا الطفل ذكي و ينبض حياة فيفعل فيها ما يريد ، يمارس اللعب يوميا في هذه الحياة الرتيبة ، و فعل الممارسة هنا حمًال أوجه ، ربما قصده أبو محمود السويح ليبين لنا أهمية الممارسة كفعل في القطغ مع اليومي الذي يقتل فينا كل رغبة و حب ، و لكن هذا الطفل الذكي يقطع احيانا هذا الروتين في حياته البسيطة القائمة على اللعب فَــ " أشتري احيانا قطعة " جارفي " * و علبة شوكولا " ، و هما رديفان للمتعة و اللذّة القائمتين على فعل التذوّق المادي الذي لا يكون كاملا الا اذا تبعته متعة روحية عمادها المطالعة و سماع الحكايات لتكملها " أفرح بملابس العيد الجديدة " شأنه شأن جميع الأطفال الذين تكلّم عنهم السويح هنا .
و مرة اخرى يكسر السويح النظام المتسلسل للأحداث فيصدمنا بلذة أخرى يعيشها و عشناها معه من خلال التمرّد على نواميس المجتمع بفعل معيب اخلاقيا " أتبوّل أحيانا على سور الملعب " ، و هي عملية على قذارتها ذات ابعاد نفسية و لغوية تشي بالرفض و الكره لحرمان الطفل الساكن فيه و فينا من حق دخول الملعب للفرجة على مجريات مباراة احيانا و اخرى لمجرّد اللعب تماهيا مع الكبار .
و يواصل السويح الرحلة في هذا " الطفل " في تناصّ مع Jules Vallès و كتابه " l'enfant " و خاصة في واقعة " j'ai le respect du pain " , فإذا به " اقبل الخبز قبل رميه " كل ذلك في بعد تربوي ديني خالط المسيحي بالاسلامي لينتج بعدا انسانيا يقوم على تنشئة قوامها احترام النعم و المحافظة عليها ليجد " ضرس غزال " جديد يمكنه من الاستمتاع بهذه النعم .
و يكبر فيه و فينا هذا الطفل فــ " أتكئ على فراشي كل ليلة و أحلم بشاكيرا " ، إنها مرحلة التشوف لماض لم يرد السويح الخروج منه و نحن معه ، " فبعد كل هذه السنوات ، اكتشفت أني ما أزال طفلا " ، و ما أجمل هذا الطفل فيه و فينا و الذي لولاه لما قاوم السويح روحه المخضّبة بآلام السنين و برّد نيرانها المستعرة في ظلام وحدته " بقطعة جارفي " .
* قطعة جارفي : قطعة مثلّجات.
م أ مخلوف ( تونس )