أ. د. عادل الأسطة - "ما إلنا بركة غير إسرائيل؟!"

وأنا أتجول أمس في شارع النصر ألقيت التحية على صانع التمرية وبائعها وتجاذبنا الحديث عن الحفرة القريبة من محله ، فلفت نظري إلى أن البلدية رممتها أول أمس ، وتمنى لو أن البلدية تخلع البلاط وتسفلت الشارع ، وهذا ما لم أوافقه عليه ، فالبلاط أجمل بكثير ، وتمنيت لو أن البلدية التي تقتطع رسوم النفايات مع وصل الكهرباء ، لو أنها تنظف الشارع أسبوعيا بفرشاة تنظيف ، فمنظره لا يسر الناظرين وهذا ما ينزعج منه صانع التمرية .
من شارع النصر إلى الدوار ثمة حركة مواطنين لافتة على الرغم من حر حزيران اللاهب الذي ينضج الدريق والخوخة والمايا / المانجا التي تسر الناظرين وتسيل لعابهم ، ولا أعرف كم كان عمر السيد يحيى السنوار / أبو إبراهيم ، عندما أكل هذه الفواكه أول مرة ، فسارد روايته " الشوك والقرنفل " محمد ابن المخيم لم يأكل التفاح في سني حياته الأولى بسبب الفقر . هل سارد رواية أبو إبراهيم هو أبو إبراهيم نفسه ؟
قرب المول اقتربت مني فتاة في السابعة عشرة من عمرها تقريبا وطلبت مساعدة ، فقلت لها :
- ليس أمامك سوى أن تطرقي باب " أبو مازن " ، فهو رب الأسرة والأب الحاني لهذا الشعب . ( ولم أكن قرأت بعد ما أوردته صحيفة يديعوت احرونوت عن طلب السلطة شراء غاز ورصاص من الدولة الإسرائيلية لقمع المتظاهرين ، فمن أكثر بركة إلنا/ لنا من إسرائيل لشراء السلاح منها ؟ ) .
الفتاة أجابتني بأن ليس أمامها إلا إسرائيل ودعت الله أن ينصرها - أي إسرائيل ، لا الفتاة . وهنا وجدتني أجيبها :
- إذن انشدي المساعدة منها .
هل أنكر سارد رواية السيد يحيى السنوار أن العمل في المصانع الإسرائيلية بعد العام ١٩٧١ هو ما حسن أوضاع الغزيين ؟! ولا أعرف ماذا سيقول الآن لو أعاد قراءة ما كتب بهذا الشأن .
لسان حال قسم من الفلسطينيين الآن هو أن السلطة تقمعنا وتفقرنا وأن إسرائيل تقمعنا وتبحبحنا ولو إلى حين ، فبعد البحبحة تأتي بالتأكيد الخوزقة والله أعلم .
أمس وأنا في السوق الشرقي وجدتني أسأل عن السيد خليل بنات ، والسبب هو أن والد المرحوم نزار بنات اسمه خليل ، وخليل بنات الذي سألت عنه كان معلما في مدارس وكالة غوث اللاجئين في مخيم عسكر القديم ، وكان يحب أكل الخيار والجبنة والخبز الأسمر .
الإنجليز هزموا الألمان بهدفين وأطرف ما في مباراة السويد واوكرانيا كان المعلق العربي حيث عدد أسماء لاعبين كثر تتحكم فيهم نساؤهم ، و " يا ويل اللي علته مرته " يقول النابلسيون ، ويبدو أن الست كورونا في نسختها الهندية ستعيدنا إلى البداية . هل لسان حالها سطر محمود درويش :
" إذا كان لي أن أعيد البداية اختار ما اخترت : ورد السياج "
صباح الخير
خربشات
٣٠ حزيران ٢٠٢١



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى