عبد الكريم شعبان - وحين انطلقنا عن الجسر

وحين انطلقنا عن الجسر
قلت لعشب الطريق...انتظرني
ومال المغيب إلى جهة الشمس
كانت حقول البنفسج تسقط خضرتها في الجواء
وكانت سراويل بعض الغيوم تمزقها الريح
لكن عيني لم تشبعا من أزاهير نيسان
فاشتعل المرج بالورود
واشتبه الأمر للعين
هل هذه رئة البحر
أم تلك هبة ريح من الشرق
مرت ظباء عراقية الخطو
واثاقلت بالمرور
فأهديتها نظرتين
وساقيتها ماء عيني
فانفردت في العراء
ترد الحنين إلى أصله
وتراوح بين الحرور
وبين الظلال
وحين كبا مهر قلبي
وكدت أطير عن السرج
جذلان
سامحته بابتسامة سهو
واسلست حبل الحنين
فساقيته الدمع حتى ارتويت
وخضرني في المياه الدلال
وصولا إلى شرفة الحب
لم أنس أن المحبين يستأنفون المسير
بعيد الرواء
ويستنفذون المواويل
حيث يصير الغناء ابتهالا
وما ضر
لو شارف الابتهال
تسائلني شرفات الحنين....
لمن دمعة الشوق تلك
ولا أستطيب الجواب
ولا تستعيد السؤال
أمر على امسها
والصباحات سكرى
وتهتف هاتفة ...
من تريد
ويسكتني في السؤال الجمال
على بعد نبضين
من خفق قلبي
سألتك ...
هل أنت أنثى
ولا أتردد في البحث عن دمعتين
لئلا تجف
قبيل الغروب الرمال
أميل إلى نبع مائك
يروي الشرايين
أشرب أشرب
لا ارتوي
فيزول الزوال
لعل المدى ضيق
والمساحات مرهونة للصدى
والصدى عالق في رؤوس الجبال
لعل رياح الشمال استعارت أنينك
هذا الأنين الذي اتقنته رياح الشمال
سلام لأعناب كرمك
كيف تدلت
وكيف اتكا عنب الكرم
فوق رؤوس التلال
أعلى