غالبا ما أستشهد ببيت شعر للشاعر الجليلي سميح صباغ هو :
" إني تشهيت زغاريد النساء يحملن شوق ألف عام للأغاني والفرح "
وهو بيت ضمنه إميل حبيبي في روايته " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل " ، وسميح صباغ صوت شعري شاع اسمه في ٦٠ القرن العشرين ثم اختفى ، مثله مثل سالم جبران ، أمام أصوات أخرى لم يخفت بريقها أبرزها محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وراشد حسين .
وأمس صباحا تذكرت البيت الشعري وأنا أشاهد شريط فيديو نشره ستوديو خالد أبو جرادة للمغني الشعبي في الأفراح باسل جبارين .
وأنا أشاهد الشريط الذي أعدت نشره كتبت " أدام الله الأفراح " وأضفت " ولكني أعتقد أن إطلاق النار ليس صوابا " .
والصحيح أنني أمعنت النظر في الشريط جيدا .
ثمة فرح في مخيم بلاطة أقيم في شارع ضيق ، (مثلنا يقول " مكان الضيق بوسع ألف صديق " ) ولم يتجاوز عدد المحتفلين المائتين ، وكان بعضهم يحمل الأسلحة النارية ، وكان باسل جبران يغني ، ومع الطرب والرقص والفرح انتشى أحدهم فأطلق من مسدسه بضع رصاصات ، والحمد لله أن لم يحدث مكروه .
ما لفت نظري هو المباني على جانبي الشارع وكانت تتكون من غير طابق ، وكانت الارتدادات بينها شبه منعدمة . الشارع فقط هو ما فصل بين البيوت على جانبيه ، وفي كل جانب تلاصقت البيوت .
حين كنت أقيم في المخيم قبل العام ١٩٧٨ كنت أسير في زفات الأعراس التي غالبا ما كانت تجوب شوارع المخيم ، حيث يحتفي الشباب بالعريس وحوله قوس من الورود وخلف العريس شاب يحمل كرسيا ليجلس عليه العريس كلما توقفت الزفة ودبك الدبيكة ولوح اللويح وغنى الزجال " شطبنا اسم العريس من دفتر العزوبية " و " عريسنا زين الشباب وزين الشباب عريسنا " و " يا عريس اطلب وتمنى جبنالك غزال محنى " و ... و... ورحم الله أبو هاني السيكاوي الذي كان الفرح والانبساط والسرور والابتسامة والنشوة يلازمون هيئته ، وهو يغني ، كما لو أن الفرح - أي فرح في المخيم - هو فرحه الشخصي .
كان الشباب في المخيم يومها يفرحون مع العريس وأهله ، وكانت النساء من أهل العريس يسرن مع الزفة يزغردن فرحات مسرورات ، وكان العرس يتم في ساحات واسعة كانت جزءا من طوبوغرافية المخيم قبل أن يضيق بسكانه وتتناقص الساحات عاما فعاما وتتلاشى نهائيا . يومها لم يكن السلاح يظهر وكان الفرح يتم دونه وكان المشاركون أكثر عددا وأكثر انبساطا وسرورا أيضا .
أدام الله الأفراح في ديارنا الفلسطينية وحمى الله أبناء شعبنا من الرصاص الطائش ، وأمس نشر الصديق حسام الرزه فقرة ساخرة عدد فيها الطرق التي يموت فيها الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ولم أعد أتذكر إن كان أشار إلى الموت برصاص الأفراح الطائش ( سوف أعيد نشر ما كتب على صفحتي ) ، ومع ذلك فليس لي إلا أن أكرر بيت الشاعر سميح الصباغ ، وأظن أنه من قرية البقيعة الجليلية :
" إني تشهيت زغاريد النساء
يحملن شوق ألف عام للأغاني والفرح "
و
أدام الله الأفراح في ديارنا .
صباح الخير
خربشات
٢٨ تموز ٢٠٢١ .
خالد أبو جرادة
المغني باسل جبارين
" إني تشهيت زغاريد النساء يحملن شوق ألف عام للأغاني والفرح "
وهو بيت ضمنه إميل حبيبي في روايته " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل " ، وسميح صباغ صوت شعري شاع اسمه في ٦٠ القرن العشرين ثم اختفى ، مثله مثل سالم جبران ، أمام أصوات أخرى لم يخفت بريقها أبرزها محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وراشد حسين .
وأمس صباحا تذكرت البيت الشعري وأنا أشاهد شريط فيديو نشره ستوديو خالد أبو جرادة للمغني الشعبي في الأفراح باسل جبارين .
وأنا أشاهد الشريط الذي أعدت نشره كتبت " أدام الله الأفراح " وأضفت " ولكني أعتقد أن إطلاق النار ليس صوابا " .
والصحيح أنني أمعنت النظر في الشريط جيدا .
ثمة فرح في مخيم بلاطة أقيم في شارع ضيق ، (مثلنا يقول " مكان الضيق بوسع ألف صديق " ) ولم يتجاوز عدد المحتفلين المائتين ، وكان بعضهم يحمل الأسلحة النارية ، وكان باسل جبران يغني ، ومع الطرب والرقص والفرح انتشى أحدهم فأطلق من مسدسه بضع رصاصات ، والحمد لله أن لم يحدث مكروه .
ما لفت نظري هو المباني على جانبي الشارع وكانت تتكون من غير طابق ، وكانت الارتدادات بينها شبه منعدمة . الشارع فقط هو ما فصل بين البيوت على جانبيه ، وفي كل جانب تلاصقت البيوت .
حين كنت أقيم في المخيم قبل العام ١٩٧٨ كنت أسير في زفات الأعراس التي غالبا ما كانت تجوب شوارع المخيم ، حيث يحتفي الشباب بالعريس وحوله قوس من الورود وخلف العريس شاب يحمل كرسيا ليجلس عليه العريس كلما توقفت الزفة ودبك الدبيكة ولوح اللويح وغنى الزجال " شطبنا اسم العريس من دفتر العزوبية " و " عريسنا زين الشباب وزين الشباب عريسنا " و " يا عريس اطلب وتمنى جبنالك غزال محنى " و ... و... ورحم الله أبو هاني السيكاوي الذي كان الفرح والانبساط والسرور والابتسامة والنشوة يلازمون هيئته ، وهو يغني ، كما لو أن الفرح - أي فرح في المخيم - هو فرحه الشخصي .
كان الشباب في المخيم يومها يفرحون مع العريس وأهله ، وكانت النساء من أهل العريس يسرن مع الزفة يزغردن فرحات مسرورات ، وكان العرس يتم في ساحات واسعة كانت جزءا من طوبوغرافية المخيم قبل أن يضيق بسكانه وتتناقص الساحات عاما فعاما وتتلاشى نهائيا . يومها لم يكن السلاح يظهر وكان الفرح يتم دونه وكان المشاركون أكثر عددا وأكثر انبساطا وسرورا أيضا .
أدام الله الأفراح في ديارنا الفلسطينية وحمى الله أبناء شعبنا من الرصاص الطائش ، وأمس نشر الصديق حسام الرزه فقرة ساخرة عدد فيها الطرق التي يموت فيها الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ولم أعد أتذكر إن كان أشار إلى الموت برصاص الأفراح الطائش ( سوف أعيد نشر ما كتب على صفحتي ) ، ومع ذلك فليس لي إلا أن أكرر بيت الشاعر سميح الصباغ ، وأظن أنه من قرية البقيعة الجليلية :
" إني تشهيت زغاريد النساء
يحملن شوق ألف عام للأغاني والفرح "
و
أدام الله الأفراح في ديارنا .
صباح الخير
خربشات
٢٨ تموز ٢٠٢١ .
خالد أبو جرادة
المغني باسل جبارين