أول أمس ، وأنا على الشرفة ، كنت أصغي إلى الأغاني التي يبثها المحتفلون في الديوان الذي صار قاعة فرح . أعادتني الأغاني إلى ٧٠ القرن ٢٠ واحتفالات الناس بالأفراح .
في ٧٠ القرن العشرين لم تكن ثمة صالات كثيرة في المدينة يحتفل بها الناس . كان هناك صالات قليلة ومع ٨٠ القرن ٢٠ تحولت بعض دور السينما إلى صالة فرح ، وتحديدا صالة سينما استوديو العاصي التي صارت اليوم أثرا بعد عين ، فقد هدم المبنى الذي كانت هي ودار سينما العاصي فيه وصار كراج سيارات .
كانت احتفالات النجاح تقام في البيوت ، وكانت تقتصر على النسوة ، فأم الطالب الناجح ونساء العائلة كن يستقبلن في بيوتهن المهنئات ، وكانت النسوة يرقصن على إيقاع الكاسيت وما شابه ، ثم يغادرن ويا دار ما دخلك إلا الفرح .
أول أمس ، وأنا على الشرفة ، شاهدت احتفالا شبيها باحتفالات ٧٠ القرن ٢٠ وثمانينياته ، ولم نكن في حينه نعرف المفرقعات . ربما عرفنا الفتاشات وهي أقل ضررا وإزعاجا ، والطريف أن سلطات الاحتلال لم تكن تسمح بالمفرقعات ، هي التي صارت مستوطناتها تنتجها لتباع في مناطق السلطة الفلسطينية .
ماذا جرى لحكومات الاحتلال الإسرائيلي ؟
صارت تلك الحكومات تغض الطرف عن بيع السلاح حتى في المناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ ، وصار المواطنون الفلسطينيون هناك يشترونه ليقتل بعضهم بعضا و " زجاج يكسر بعضه " ما دام لا يؤذي المواطنين اليهود .
كانت احتفالات أيام زمان أكثر بساطة وفرحا وأقل تكلفة وضررا ، ولا أعرف إن كان هناك من رصد أشكال الفرح والاحتفال رصدا تعاقبيا ، وإن كنت أعرف أنه تم رصدها في زمن محدد في قرية معينة مثلا .
من ختمة " القرآن " في الصف السادس واحتفالاتها بركوب الطالب على حمار يجول في الحي أو مشوار في سيارة ، إلى فرح النجاح في امتحان الثالث الإعدادي " المترك " ، إلى احتفالات التوجيهي ، فاحتفالات التخرج في الجامعة سلسلة من الأشكال المختلفة و " لكل زمان دولة ورجال " .
أول أمس احتفلت النسوة في الصالة على أنغام أغنية " قومي تنرقص يا صبية " وكانت الفتيات الصغيرات يرتدين بدلات العرائس فيما أكثر أمهاتهن يدخلن إلى الصالة محجبات ولا أعرف البقية ... .
هل أقول " ساق الله " على احتفالات تلك الأيام وعلى ساحة البلد التي كتب عنها الشاعر :
" كنا هناك وكانت ساحة البلد " وأقول " ساق الله " على أيام الاحتلال ؟ هل يحن امرؤ عاقل إلى احتلال ؟!
خليها على الله ، على رأي وديع الصافي ؟!!
صباح الخير
خربشات
٧ آب ٢٠٢١
في ٧٠ القرن العشرين لم تكن ثمة صالات كثيرة في المدينة يحتفل بها الناس . كان هناك صالات قليلة ومع ٨٠ القرن ٢٠ تحولت بعض دور السينما إلى صالة فرح ، وتحديدا صالة سينما استوديو العاصي التي صارت اليوم أثرا بعد عين ، فقد هدم المبنى الذي كانت هي ودار سينما العاصي فيه وصار كراج سيارات .
كانت احتفالات النجاح تقام في البيوت ، وكانت تقتصر على النسوة ، فأم الطالب الناجح ونساء العائلة كن يستقبلن في بيوتهن المهنئات ، وكانت النسوة يرقصن على إيقاع الكاسيت وما شابه ، ثم يغادرن ويا دار ما دخلك إلا الفرح .
أول أمس ، وأنا على الشرفة ، شاهدت احتفالا شبيها باحتفالات ٧٠ القرن ٢٠ وثمانينياته ، ولم نكن في حينه نعرف المفرقعات . ربما عرفنا الفتاشات وهي أقل ضررا وإزعاجا ، والطريف أن سلطات الاحتلال لم تكن تسمح بالمفرقعات ، هي التي صارت مستوطناتها تنتجها لتباع في مناطق السلطة الفلسطينية .
ماذا جرى لحكومات الاحتلال الإسرائيلي ؟
صارت تلك الحكومات تغض الطرف عن بيع السلاح حتى في المناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ ، وصار المواطنون الفلسطينيون هناك يشترونه ليقتل بعضهم بعضا و " زجاج يكسر بعضه " ما دام لا يؤذي المواطنين اليهود .
كانت احتفالات أيام زمان أكثر بساطة وفرحا وأقل تكلفة وضررا ، ولا أعرف إن كان هناك من رصد أشكال الفرح والاحتفال رصدا تعاقبيا ، وإن كنت أعرف أنه تم رصدها في زمن محدد في قرية معينة مثلا .
من ختمة " القرآن " في الصف السادس واحتفالاتها بركوب الطالب على حمار يجول في الحي أو مشوار في سيارة ، إلى فرح النجاح في امتحان الثالث الإعدادي " المترك " ، إلى احتفالات التوجيهي ، فاحتفالات التخرج في الجامعة سلسلة من الأشكال المختلفة و " لكل زمان دولة ورجال " .
أول أمس احتفلت النسوة في الصالة على أنغام أغنية " قومي تنرقص يا صبية " وكانت الفتيات الصغيرات يرتدين بدلات العرائس فيما أكثر أمهاتهن يدخلن إلى الصالة محجبات ولا أعرف البقية ... .
هل أقول " ساق الله " على احتفالات تلك الأيام وعلى ساحة البلد التي كتب عنها الشاعر :
" كنا هناك وكانت ساحة البلد " وأقول " ساق الله " على أيام الاحتلال ؟ هل يحن امرؤ عاقل إلى احتلال ؟!
خليها على الله ، على رأي وديع الصافي ؟!!
صباح الخير
خربشات
٧ آب ٢٠٢١