الإماراتيون يعدون العدة أمام برج زايد للزحف على فلسطين وتحريرها
أمس ظهرا جلست في مقهى البرلمان بالبلدة القديمة من نابلس ، ومنذ فترة لم أجلس فيه .
حل الوباء وصار التباعد ضرورة صحية ، وصرت أفضل الجلوس في مقاهي لها رصيف أو فيها فسحة ، وليس هذان تقريبا متوفرين في مقهى البرلمان ؛ المقهى الشتوي إلى حد ما .
حاولت أن أجد متسعا في رصيف الشارع الملاصق للمقهى ، وتمكنت من ذلك وسألني أبو الروح :
- شاي أم قهوة سادة ؟
وفضلت شرب القهوة السادة ، والكلام ملغوم وفي ذهن الآخرين له مدلولات رمزية عبثا حاولت خلال ثلاثين عاما تفريغ الدوال منها - أي المدلولات الرمزية .
"- تذكر دائما أنك في نابلس "
وصار الكل نابلسيا ؛ اللاجئون والفلاحون والوافدون . لقد نبلست نابلس كل من أقام فيها ، وصارت مثل عيون ( ميدوزا ) تحول كل من تبصره إلى ذهب . صارت نابلس تنبلس الوافدين إليها كلهم ، ولا بد من معرفة المخبأ ، فلا أسرار في المدينة . ( الحمدلله أنها لم تؤبلسهم - أي تجعلهم أباليس ) .
وأنا أحتسي القهوة السادة اتصل بي الصديق الافتراضي جمال زهران من عمان ، ليطمئن على صحتي ويعرف آخر أخباري ، وعرفت منه أنه من رواد مقهى السنترال وأنه يعرف المرحوم الكاتب رسمي أبو علي الكاتب الرصيفي من أيام بيروت ومن رواد مقهى الكواكب في عمان .
وأنا جالس على رصيف المقهى نظرت فيما أرسله إلي الصديق Mustafa Yousef Owaynat المقيم الآن في الولايات المتحدة الأمريكية ، وإذا به - أي المرسل - يتكون من فقرة وشريط فيديو .
الفقرة كتبها شاب إماراتي اسمه منصور خلفان مرفقة بالفيديو ، وفيها يقول إن اليهود في الإمارات أحيوا قرب برج ابن زايد في دبي حفلا موسيقيا ابتهاجا بعودتهم إلى أرض الأجداد وسيخصص ريعه لخدمة الطائفة اليهودية العائدة ، وأن المغني يغني وتفوح من غنائه رائحة الحنين .
هل شتمت دول الخليج لسياستها التطبيعية ؟
وأنا أشاهد بعض الفيديوات في صفحة الفيس توقفت أمام شريط بث حي مباشر من ساحة العجمي في يافا ، وأصغيت إلى صوت جوزف عازار يغني ما لحنه الأخوان رحباني :
" أذكر يوما كنت بيافا
- حدثنا حدث عن يافا "
وتساءلت إن كانت فلسطين صارت أندلسا ثانية .
كان يهود البلدان العربية في بداية تأسيس الدولة العبرية نادمين لقدومهم إلى فلسطين ، وكان الحنين يعيدهم إلى بلادهم ، فأقاموا أحياء سكنية قطنوا فيها معا ، ومقاهي اجتمعوا أيضا فيها ليتحدثوا بلغتهم الأم وليصغوا إلى الغناء العربي الذي ألفوه في بلدهم الأصلي .
وفي المقابل فإن اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان وسورية ، كما عرفت ، أنشأوا أحياء وحارات باسم القرى والمدن التي هجروا منها ، وسكن لاجئو هذه القرية أو تلك قرب بعضهم بعضا .
إن كان تطبيع دول الخليج مع الدولة العبرية سيعيد يهود البلدان العربية إليها وسيعيد في الوقت نفسه اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم ، فمعنى ذلك أن أعراب الخليج أبعد نظرا منا نحن الفلسطينيين رافضي التطبيع .
هناك مثل يقول :
" تؤخذ الحكمة من أفواه المجانين " .
ويبدو أن المثل ، في الأصل ، لم يكن كذلك ، وإنما كان " تؤخذ الحكمة من أفواه الخليجيين ؟ "
دقوا على الخشب !!
صباح الخير
خربشات
٨ آب ٢٠٢١
أمس ظهرا جلست في مقهى البرلمان بالبلدة القديمة من نابلس ، ومنذ فترة لم أجلس فيه .
حل الوباء وصار التباعد ضرورة صحية ، وصرت أفضل الجلوس في مقاهي لها رصيف أو فيها فسحة ، وليس هذان تقريبا متوفرين في مقهى البرلمان ؛ المقهى الشتوي إلى حد ما .
حاولت أن أجد متسعا في رصيف الشارع الملاصق للمقهى ، وتمكنت من ذلك وسألني أبو الروح :
- شاي أم قهوة سادة ؟
وفضلت شرب القهوة السادة ، والكلام ملغوم وفي ذهن الآخرين له مدلولات رمزية عبثا حاولت خلال ثلاثين عاما تفريغ الدوال منها - أي المدلولات الرمزية .
"- تذكر دائما أنك في نابلس "
وصار الكل نابلسيا ؛ اللاجئون والفلاحون والوافدون . لقد نبلست نابلس كل من أقام فيها ، وصارت مثل عيون ( ميدوزا ) تحول كل من تبصره إلى ذهب . صارت نابلس تنبلس الوافدين إليها كلهم ، ولا بد من معرفة المخبأ ، فلا أسرار في المدينة . ( الحمدلله أنها لم تؤبلسهم - أي تجعلهم أباليس ) .
وأنا أحتسي القهوة السادة اتصل بي الصديق الافتراضي جمال زهران من عمان ، ليطمئن على صحتي ويعرف آخر أخباري ، وعرفت منه أنه من رواد مقهى السنترال وأنه يعرف المرحوم الكاتب رسمي أبو علي الكاتب الرصيفي من أيام بيروت ومن رواد مقهى الكواكب في عمان .
وأنا جالس على رصيف المقهى نظرت فيما أرسله إلي الصديق Mustafa Yousef Owaynat المقيم الآن في الولايات المتحدة الأمريكية ، وإذا به - أي المرسل - يتكون من فقرة وشريط فيديو .
الفقرة كتبها شاب إماراتي اسمه منصور خلفان مرفقة بالفيديو ، وفيها يقول إن اليهود في الإمارات أحيوا قرب برج ابن زايد في دبي حفلا موسيقيا ابتهاجا بعودتهم إلى أرض الأجداد وسيخصص ريعه لخدمة الطائفة اليهودية العائدة ، وأن المغني يغني وتفوح من غنائه رائحة الحنين .
هل شتمت دول الخليج لسياستها التطبيعية ؟
وأنا أشاهد بعض الفيديوات في صفحة الفيس توقفت أمام شريط بث حي مباشر من ساحة العجمي في يافا ، وأصغيت إلى صوت جوزف عازار يغني ما لحنه الأخوان رحباني :
" أذكر يوما كنت بيافا
- حدثنا حدث عن يافا "
وتساءلت إن كانت فلسطين صارت أندلسا ثانية .
كان يهود البلدان العربية في بداية تأسيس الدولة العبرية نادمين لقدومهم إلى فلسطين ، وكان الحنين يعيدهم إلى بلادهم ، فأقاموا أحياء سكنية قطنوا فيها معا ، ومقاهي اجتمعوا أيضا فيها ليتحدثوا بلغتهم الأم وليصغوا إلى الغناء العربي الذي ألفوه في بلدهم الأصلي .
وفي المقابل فإن اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان وسورية ، كما عرفت ، أنشأوا أحياء وحارات باسم القرى والمدن التي هجروا منها ، وسكن لاجئو هذه القرية أو تلك قرب بعضهم بعضا .
إن كان تطبيع دول الخليج مع الدولة العبرية سيعيد يهود البلدان العربية إليها وسيعيد في الوقت نفسه اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم ، فمعنى ذلك أن أعراب الخليج أبعد نظرا منا نحن الفلسطينيين رافضي التطبيع .
هناك مثل يقول :
" تؤخذ الحكمة من أفواه المجانين " .
ويبدو أن المثل ، في الأصل ، لم يكن كذلك ، وإنما كان " تؤخذ الحكمة من أفواه الخليجيين ؟ "
دقوا على الخشب !!
صباح الخير
خربشات
٨ آب ٢٠٢١