لا يخفى على أحد العداء والخاصم الذي كان ولا زال بين كل من إيران البلد الاسلامي المجاور جغرافيا وحضاريا للوطن العربي وخاصة منطقة الخليج،والعربية السعودية الدولة المهمة سياسيا واقتصاديا ومكانيا بين الدول العربية والمنطقة، وهذا العداء نشأ بعيد انتصار الثورة الاسلامية في ايران في العام 1979، ولم يكن قبله أي زمن وجود الشاه،بل على العكس، كان هناك ود بين البلدين إن لم نقل خوفا وتبعية، لكون البلدين في ذلك الوقت كانتا في الفلك الأمريكي وحجة العداء السعودي لإيران هي اتهامها المطابق لاتهامات الغرب لها بأنها تتدخل في شؤون الدول العربية المجاورة، وتسعى لنشر فكر الثورة الاسلامية في الدول العربية،وتأسس وتدعم التنظيمات التي تسعى لزعزعة الاستقرار في الدول العربية حسب ما تقوله السعودية.وهذه الحجج تخفي ورائها السبب الحقيقي وهو عداء ايران لسياسات الغرب وإسرائيل، التي لا تقبل ايران حتى بوجودها تحت الشمس.
بالمقابل إيران التي نهضت بعد الثورة، ومنذ اربعين عاما وهي تسير رغم الحصار والعداء الغربي وبعض العرب، تسير نحو الامام بكل ثقة دون ان تتخلى على قيم ثورتها التاريخية، وهي تحقق نجاحات ونمو صاعد في كل المجالات والاتجاهات، ومن صلب مبادئها الوقوف الى جانب الشعوب العربية او المسلمة المظلومة، وحتى باقي شعوب العالم الاخرى، تقف في توافق سلس مع اعمق تجليات ثقافة تلك الثورة ، وعلى رأس تلك التجليات هي القضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية كقضية شعب مظلوم مكافح مناضل ضد احتلال ارضه وتشريد شعبه قضية واضحة الحق ساطعة المشروعية، وقد وقف ولا زال كثير من دول وشعوب العالم الى جانب ذلك الحق كل حسب ما يراه مناسبا، وبالطريقة التي يشعر انها تجسد سياسته المخططة على طريق المصالح، والانسجام مع العدالة الدولية والإنسانية، طبعا وهذا المفهوم مختلف نسبيا بين دول وشعوب وامم كل حسب قربه من الشعب الفلسطيني سواء بالثقافة واللغة والدين والعرق مثل العرب او الدين والانسانية أو العالم الثالث كالدول والشعوب الاسلامية، وباقي دول العالم التي تساند الحق وتعادي من يدعم الدول المستبدة على اساس فكرة أو شعور أو كلاهما معا، كالمنظومات الاشتراكية أو ما تبقى منها من دول.
ودعونا هناك نأخذ النموذجين السعودي والإيراني، وعلاقتهما في القضية ألفلسطينية، ودون أن نسهب في سبر تاريخ البلدين، لنأخذ مقياس الاسبوع الفائت ونشرح مشهدين من كل من البلدين تجاه القضية الفلسطينية حتى نعلم قرب وبعد كل من البلدين من هذه القضية العادلة، المشهد الاول من إيران، فقبل ايام كان موعد تنصيب الرئيس الايراني الجديد السيد ابراهيم رئيسي، وكان حفل التنصيب الذي جرى في مجلس الشورى مهيبا بمشاركة مئة وخمسة عشر شخصية من رئيس ورئيس وزراء ووزير ونائب وقائد وممثل دبلوماسي من اربع وسبعين دولة بالرغم من الطحن الاعلامي المعادي لايران على اتساع العالم،ومن بينهم وفد حركة حماس بقيادة رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية ووفد حركة الجهاد الامين العام زياد النحالة والأمين العام المساعد للجبهة الشعبية اللواء أبو احمد فؤاد، والامين العام الجديد للجبة الشعبية القيادة العامة طلال ناجي، وقد إستقبلوا كامل الاستقبال،وجلسوا في المقاعد الاولى المخصصة للضيوف في مقدمة قاعة البرلمان الايراني، واستقبلهم الرئيس الايراني والقيادات الايرانية على انفراد على مدى ايام من التنصيب، مع سيل من التأكيد من قبل القيادة الايرانية على استمرار الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني.
في حين، ان الوضع في السعودية تجاه القضية الفلسطينية ، بالرغم من الغطاء الخجول لتأكيد الملك سلمان من خلال كلماته النادرة أو اتصالته هو التأكيد على دعم حقوق شعب فلسطين، في الوقت الذي اصدرت فيه محكمة الجزاء السعودية أحكاما قاسية بحق 69 فلسطينيا واردنيا على رأسهم السيد محمد الخضري ممثل حماس الرسمي السابق في السعودية والتهمة تقديم دعم للمقاومة الفلسطينية، وقد وصلت الاحكام للسجن الفعلي اثنان وعشرون عاما، والخضري بالذات حكم بالسجن خمسة عشر عاما نصفها مع وقف النفاذ، وهذا الحدث ليس مجرد حادث قضائي، بل هو سياسي بإمتياز، لانه جاء بعد دور الامير سلمان في محاولة تمرير صفقة القرن ، والتقارب مع اسرائيل والذي تجسد في عدة مظاهر منها زيارة الرئيس الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو للسعودية ولقاءه مع الامير سلمان بحضور وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والسماح للطائرات الاسرائيلة في المرور من فوق الاراضي السعودية في طريقها للإمارات والبجرين وتأييد موقف البحرين والإمارات والسودان والمغرب في التطبيع الكامل مع اسرائيل، ويمكن أن نقول ايضا وقف الدعم المعتاد والروتيني الذي كانت السعودية تلتزم به للسلطة الفلسطينية، ووجود جو من البرودة على هذه العلاقة بالرغم من تمسك السلطة وقيادة م ت ف الحالية بها، والدفاع عنها كمن لا يريد أن يصدق أن السعودية تغيرت كثيرا او ابعدت عن هذه القضية العربية الجوهرية.
وإذا كنا نريد أن نحكم على المشهدين بموضوعية وبعيدا عن الميول، وعدم تصديق ما نرى، فإن الحقيقة الساطعة والدامغة تشير بمؤشرها لتمسك ايران بموقفها الثابت من قضية فلسطين بل وتوسع هذا الموقف ليستوعب الكل الفلسطيني تقريبا الرافض والمؤيد لإيران وسياساتها أو الرافض لها، بالمقابل السعودية سارت خطوات كبيرة بعيدا عن القضية الفلسطينية عمليا للأسباب آنفة الذكر،وهي مستمرة في سياساتها بهذا الاتجاه،ولم تبقي من مواففها تجاه قضية فلسطين وشعب فلسطين سوى الموقف الفخري الذي يؤكده الملك السعودي في اطلالاته النادرة أو مكالماته الفريدة مع القيادة الفلسطينية الحالية.
والسؤال الذي يفرض نفسه من داخل هذان المشهدان المتناقضان، أليس من المفروض على ساسية القيادة الفلسطينية أن توزان في العلاقة بين الدولتين على الأقل، أو تكون على مسافة واحده منهما على الاقل ، ــ إن لم نقل التعامل بالمثل ـــ خاصة وأن كلا الدولتين لهما وزن اقليمي هام، مع راجحة الكفة لصالح ايران في كل شيء تقريبا؟؟ وبمقدور إيران تعويض كل ما يخسره شعب فلسطين من إبتعاد العربية السعودية عن القضية الفلسطينية العادلة والجوهرية للعرب؟؟ مع التأكيد على شيء هام وضروري وملفت، وهو أن تجربة العلاقات الحسنة بين الدول والتنظيمات خاصة الفلسطينية مع ايران لم تكن يوما من الايام خاصة للمصالح السياسية ،وهذا ما أكدته قيادات وفصائل فلسطينية تعاونت مع ايران منذ عقود، وقدمت لها ايران كل الدعم مع الاختلاف الايدلوجي والمذهبي والقومي بينهما،دون ان تطلب ايران ولو مرة ثمنا لهذا الدعم.
طبعا جواب السؤال الاخير يقول نعم بالتأكيد ، لكن عدم حصول ذلك يضاف الى كومة السياسات التي يعجز المرء المتبصر بفن الممكن عن تفسيرها وإيجاد مبرراتها، والتي نصحوا على مثلها ليل نهار.
بالمقابل إيران التي نهضت بعد الثورة، ومنذ اربعين عاما وهي تسير رغم الحصار والعداء الغربي وبعض العرب، تسير نحو الامام بكل ثقة دون ان تتخلى على قيم ثورتها التاريخية، وهي تحقق نجاحات ونمو صاعد في كل المجالات والاتجاهات، ومن صلب مبادئها الوقوف الى جانب الشعوب العربية او المسلمة المظلومة، وحتى باقي شعوب العالم الاخرى، تقف في توافق سلس مع اعمق تجليات ثقافة تلك الثورة ، وعلى رأس تلك التجليات هي القضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية كقضية شعب مظلوم مكافح مناضل ضد احتلال ارضه وتشريد شعبه قضية واضحة الحق ساطعة المشروعية، وقد وقف ولا زال كثير من دول وشعوب العالم الى جانب ذلك الحق كل حسب ما يراه مناسبا، وبالطريقة التي يشعر انها تجسد سياسته المخططة على طريق المصالح، والانسجام مع العدالة الدولية والإنسانية، طبعا وهذا المفهوم مختلف نسبيا بين دول وشعوب وامم كل حسب قربه من الشعب الفلسطيني سواء بالثقافة واللغة والدين والعرق مثل العرب او الدين والانسانية أو العالم الثالث كالدول والشعوب الاسلامية، وباقي دول العالم التي تساند الحق وتعادي من يدعم الدول المستبدة على اساس فكرة أو شعور أو كلاهما معا، كالمنظومات الاشتراكية أو ما تبقى منها من دول.
ودعونا هناك نأخذ النموذجين السعودي والإيراني، وعلاقتهما في القضية ألفلسطينية، ودون أن نسهب في سبر تاريخ البلدين، لنأخذ مقياس الاسبوع الفائت ونشرح مشهدين من كل من البلدين تجاه القضية الفلسطينية حتى نعلم قرب وبعد كل من البلدين من هذه القضية العادلة، المشهد الاول من إيران، فقبل ايام كان موعد تنصيب الرئيس الايراني الجديد السيد ابراهيم رئيسي، وكان حفل التنصيب الذي جرى في مجلس الشورى مهيبا بمشاركة مئة وخمسة عشر شخصية من رئيس ورئيس وزراء ووزير ونائب وقائد وممثل دبلوماسي من اربع وسبعين دولة بالرغم من الطحن الاعلامي المعادي لايران على اتساع العالم،ومن بينهم وفد حركة حماس بقيادة رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية ووفد حركة الجهاد الامين العام زياد النحالة والأمين العام المساعد للجبهة الشعبية اللواء أبو احمد فؤاد، والامين العام الجديد للجبة الشعبية القيادة العامة طلال ناجي، وقد إستقبلوا كامل الاستقبال،وجلسوا في المقاعد الاولى المخصصة للضيوف في مقدمة قاعة البرلمان الايراني، واستقبلهم الرئيس الايراني والقيادات الايرانية على انفراد على مدى ايام من التنصيب، مع سيل من التأكيد من قبل القيادة الايرانية على استمرار الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني.
في حين، ان الوضع في السعودية تجاه القضية الفلسطينية ، بالرغم من الغطاء الخجول لتأكيد الملك سلمان من خلال كلماته النادرة أو اتصالته هو التأكيد على دعم حقوق شعب فلسطين، في الوقت الذي اصدرت فيه محكمة الجزاء السعودية أحكاما قاسية بحق 69 فلسطينيا واردنيا على رأسهم السيد محمد الخضري ممثل حماس الرسمي السابق في السعودية والتهمة تقديم دعم للمقاومة الفلسطينية، وقد وصلت الاحكام للسجن الفعلي اثنان وعشرون عاما، والخضري بالذات حكم بالسجن خمسة عشر عاما نصفها مع وقف النفاذ، وهذا الحدث ليس مجرد حادث قضائي، بل هو سياسي بإمتياز، لانه جاء بعد دور الامير سلمان في محاولة تمرير صفقة القرن ، والتقارب مع اسرائيل والذي تجسد في عدة مظاهر منها زيارة الرئيس الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو للسعودية ولقاءه مع الامير سلمان بحضور وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والسماح للطائرات الاسرائيلة في المرور من فوق الاراضي السعودية في طريقها للإمارات والبجرين وتأييد موقف البحرين والإمارات والسودان والمغرب في التطبيع الكامل مع اسرائيل، ويمكن أن نقول ايضا وقف الدعم المعتاد والروتيني الذي كانت السعودية تلتزم به للسلطة الفلسطينية، ووجود جو من البرودة على هذه العلاقة بالرغم من تمسك السلطة وقيادة م ت ف الحالية بها، والدفاع عنها كمن لا يريد أن يصدق أن السعودية تغيرت كثيرا او ابعدت عن هذه القضية العربية الجوهرية.
وإذا كنا نريد أن نحكم على المشهدين بموضوعية وبعيدا عن الميول، وعدم تصديق ما نرى، فإن الحقيقة الساطعة والدامغة تشير بمؤشرها لتمسك ايران بموقفها الثابت من قضية فلسطين بل وتوسع هذا الموقف ليستوعب الكل الفلسطيني تقريبا الرافض والمؤيد لإيران وسياساتها أو الرافض لها، بالمقابل السعودية سارت خطوات كبيرة بعيدا عن القضية الفلسطينية عمليا للأسباب آنفة الذكر،وهي مستمرة في سياساتها بهذا الاتجاه،ولم تبقي من مواففها تجاه قضية فلسطين وشعب فلسطين سوى الموقف الفخري الذي يؤكده الملك السعودي في اطلالاته النادرة أو مكالماته الفريدة مع القيادة الفلسطينية الحالية.
والسؤال الذي يفرض نفسه من داخل هذان المشهدان المتناقضان، أليس من المفروض على ساسية القيادة الفلسطينية أن توزان في العلاقة بين الدولتين على الأقل، أو تكون على مسافة واحده منهما على الاقل ، ــ إن لم نقل التعامل بالمثل ـــ خاصة وأن كلا الدولتين لهما وزن اقليمي هام، مع راجحة الكفة لصالح ايران في كل شيء تقريبا؟؟ وبمقدور إيران تعويض كل ما يخسره شعب فلسطين من إبتعاد العربية السعودية عن القضية الفلسطينية العادلة والجوهرية للعرب؟؟ مع التأكيد على شيء هام وضروري وملفت، وهو أن تجربة العلاقات الحسنة بين الدول والتنظيمات خاصة الفلسطينية مع ايران لم تكن يوما من الايام خاصة للمصالح السياسية ،وهذا ما أكدته قيادات وفصائل فلسطينية تعاونت مع ايران منذ عقود، وقدمت لها ايران كل الدعم مع الاختلاف الايدلوجي والمذهبي والقومي بينهما،دون ان تطلب ايران ولو مرة ثمنا لهذا الدعم.
طبعا جواب السؤال الاخير يقول نعم بالتأكيد ، لكن عدم حصول ذلك يضاف الى كومة السياسات التي يعجز المرء المتبصر بفن الممكن عن تفسيرها وإيجاد مبرراتها، والتي نصحوا على مثلها ليل نهار.