لم أجد سُلطة عُليا فإتخذتُ من بابا نويل شماعة

بابا نويل يتأرجح على عقرب مذبحة الوقت
لا يوجد secret santa هذه المرة
فالهدايا أصبحت في متناول الجميع
اي طريق يعجبك، أوقف أتوبيسا ، وارتجل
نصب المشانق للجميع
في شكل مساكاتٍ ضخمة
مسّاكات أتوبيسات النقل العام
التي لا تنفك روحك باللواذ منها
زيّنها بالدماء لطخها بأوراق البردي
إكرامًا أن الطريقة الفرعونية أكثرهم شاعرية
وأكثرهم غموضًا؛
مكافآت العام الجديد للعامة
للعامة جميعهم
كُل الفئات، كُل الطبقات، كُل الأعمار
فليس على بابا نويل دَينٌ أكبر من هذا
قرابة العام مديون
اثنا عشر شهرًا يعدُ
ولا يحصي
أمنيات العام كلها كانت
أمنيةً واحدة
على لسان الأفراد كافة
”أن يعطينا حياة جديدة“
نناچيك من متى؟
اثنا عشر شهرًا تزايد أرواحنا الصارخة على بعضها البعض
في كروت التمنيات الملونة-المبعوثة إليك في أفضل تتويجٍ مُمكن
ولا يتغير شيئًا من الطلب!
كل ما اجتاحه الفساد
كل ما اعتراه الألم
كل ما لمسه العذاب
كل البقاع
بيت لحمٍ
بورما
السعودية
تونس
اليمن
السودان
مصر
شمهروش
وكل المجازر التافهة تحت عدستكم ههه والكونسترتس الغنائية الأهم
من هذا طبعًا طبعًا
رغبوا جميعهم نفس الشيء
ولا تنسي أوردتي المحتقنة التي تتعرقل الدماء بها في كُل نَفَس
نستنجد جميعًا بصرخةٍ واحدة
”أرجوك سيدي، أعطِنا حياةً جديدة“
وعلى هذا المنوال
أكرر سيدي
كنت أضمم أرجلي لصدري المتصلب من الخوف
وأطفىء لمعة عيني
وأشُعِلُ حواسي وأدعي!
تعلم أنني امراءة صغيرة
بجسدٍ كهل
ثقيل للغاية حتى
أمام الكوارث الطبيعية
لم تراقصني هزة الزلزال من قبل
كنت أضحك كحلاوة الروح عند الذبح
ولم أغسل وجهي في الرياح
وغرفتي دائمًا مظلمة؛ حدادًا إن شئت
نائية عن العالم
ونافذتها ال١٥x١٠ أطلت على ما حدث بأكمله
طوال العام؛ إن كُنت مهتمًا
فقط أتألم وأكتب، أتألم وأكتب، أتألم وأكتب، يعني لمتى؟
بابا نويل، خنچي نحكي!
فالساعة الرملية لصبري أسدلتها من عنقها
وإختلط معي الأبيض والأسود
أتضامن
أنفصم
خبرني، الإرادة الخارجية متى ستحتكم؟
كظمت غيظي قرابة ثلاثمائة وخمسة وستون يومًا
كذب عليّ كافكا حين قال”
لم أكن أتخيل أن هذا الكم الهائل من الأيام يخلق حياةً ضئيلة كهذه“
لم تكن ضئيلة البتة!
كانت أيام هائلة وحسب
هائلة جدًا
وزخمة
لم أحطم رقمًا قياسيًا مثلهم لقرءاة الكتب هذا العام
لم ألتفت لشتى الأيدلوچيات
لم ألق بالًا لكم المعضلات الفلسفية العقلانية وآخري وجدانية وكل هذا النوش المُلقى على طاولات السوشيال ميديا
وحتى فستان رانيا يوسف رأيته عباءةَ سوداء
وأقسم أنني حتي الآن لم أشاهد ردة فِعل زينب
ربما لإنها ليست موجودة
مثلنا تمامًا
ناهيك عن السخافات المنثورة هنا وهناك أحملها بقوة معصمي وأتنقل كأكياس القمامة
ألا يكفيك كُل هذا الزُهد لتعثر عليّ وتلتفت!
أأطفىء رقعتي أكثر؟
أعرّي الذات لك شيئًا أوضح؟
أم الآنا المُتفحمة؟
كُل هذة الشموع المتقدة حولي
في الغرفة بعدد أيام السنة تستدعي السلام لا النجدة؟؟؟
٣٦٥ روح محبوسة
٣٦٥ شمعة بها وجه
وجوه مزعوجة جدًا
والخلفية الأعظم رعبًا عذراء حاملة ابنها تدخل منزلك كل ليلة تحُلّفك بطُهرها
وأنت تكتفي باحتساء الشاي
ببلاهة
أحادثك؛ بأبلغ لغة في العالم وأقسم أن يداي ترتعشان
ألم تنتفض؟
ثرثرت كثيرًا
ورفعت يداي كثيرًا كثيرًا
أما عادت إسقاطاتي تُجدي نفعًا؟
أم لم تعد القضايا الإنسانية تُشترى
أم انفّض الاوكازيون؟
مدمعي جفّ
ويبس قلبي
وأحللت عُقدةً من لساني لك
وأخاف
أخاف بعد رجائي
بعد رجائي هذا كُله ياسيدي
ان تُشعل لي شمعة جديدة
ليزدادوا واحدة
تضعها بشفقة بين يدّاي الخابيتين المخذولتين
وترحل فرارًا نحو السماء التي
ظللنا نحلم بها جميعًا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى