في العام ٢٠٠٧ قدمت ورقة بحثية في مؤتمر قسم اللغة العربية في جامعة بيت لحم عنوانها " الشحاد اليهودي والشحاد الفلسطيني" اعتمدت فيها على رواية ( ثيودور هرتسل) "أرض قديمة جديدة" وقصة نجاتي صدقي "شمعون بوزاجلو" ورواية نبيل أبو حمد "العطيلي" وقد تلقف الدراسة المرحوم القاص سلمان ناطور ونشرها في مجلة "قضايا إسرائيلية"، وقد مهدت للدراسة بكتابة عن فكرة / لازمة / موتيف الشحاد في الأدب العالمي .
أمس كنت أقرأ في رواية الكاتبة سامية عيسى " خلسة في كوبنهاجن " التي صدرت في العام ٢٠١٤ وإذا بها تتوقف أمام أحوال الفلسطينيين ؛ لاجئين وفدائيين ودنمركيين .
صار الفلسطينيون عالة على هيئة الأمم المتحدة منذ العام ١٩٤٨ يقفون مرة في الشهر طوابير طوابير ، ليستلموا الطحين والسكر والرز والسمن و ... وركنوا بقية الشهر إلى الراحة يلعبون السيجة والضامة وطاولة النرد ويحلمون بالعودة .
عندما انطلقت الثورة الفلسطينية واشتدت وقويت وصارت فصائل انتمى إليها الجيل الذي ولد في المنفى وصار كثيرون من الفدائيين يقبضون رواتبهم من هذا الفصيل أو ذاك يسألون في نهاية كل شهر عن الراتب ويشربون في المعسكرات الشاي والقهوة وينتظرون القيام بعملية فدائية قد يطول موعدها ، والويل لمن يختلف مع الفصيل !!
في الدنمارك صار الفلسطينيون يقيمون في مراكز الانتظار ليحصلوا على الجنسية الدنماركية ، وإذا ما حصلوا عليها نالوا منحا شهرية وشقة سكنية وأنفقوا أوقاتهم في تبادل الذكريات والحنين إلى مخيمات اللجوء في لبنان ، علما بأن حياتهم فيها كانت قاسية وصعبة ، بخلاف حياتهم في الدنمارك فهي ألطف وأرحب وأبحبح ، وعندما يستبد بهم الحنين يقلعون إلى المخيمات ، وفي المخيمات يستبد بهم الحنين إلى الدنمارك .
وماذا عن حياتنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ؟
صار أهل غزة ينتظرون المنحة القطرية ، وموظفو السلطة الفلسطينية الراتب الشهري ، والكل يوم يصرف الراتب يصطف في طابور أمام الصراف الآلي أو في المصرف نفسه ، وفي فترة الكورونا اصطف كثيرون أمام البنك ليستلموا معونة شهرية مقدارها ٧٠٠ شيكل تصرف لمرة واحدة .
صارت الشحدة عادة فينا ، وصار كثيرون منا يتقبلونها ، علما بأن المثل الشعبي لا يغيب عن أذهان الفلسطينيين .
" عود كلب ولا تعود بني آدم " .
هل درست مراكز الاستشراق الإسرائيلية والأمريكية المثل ، فطلبت من قطر أن تصرف لأهل غزة منحة شهرية وطلبت من دول الاتحاد الأوروبي دفع رواتب المتقاعدين و ... و ... وفي الرواية تقول الساردة :
" أثر فقدان احترام الفلسطينيين لأنفسهم بسبب قبولهم الإعانات أو المخصصات لستين عاما وأكثر " عليهم وجعلتهم أسوأ الجاليات في الدنمارك ...
ولا حول ولاقوة إلا بالله !!
لا حول ولا قوة إلا بالله !!
هل فقدنا كرامتنا ؟
وكانت سميرة عزام في قصتها " لأنه يحبهم " كتبت عن فلسطيني فقد كرامته منذ فقد أرضه .
صباح الخير
خربشات
٢ أيلول ٢٠٢١ .
أمس كنت أقرأ في رواية الكاتبة سامية عيسى " خلسة في كوبنهاجن " التي صدرت في العام ٢٠١٤ وإذا بها تتوقف أمام أحوال الفلسطينيين ؛ لاجئين وفدائيين ودنمركيين .
صار الفلسطينيون عالة على هيئة الأمم المتحدة منذ العام ١٩٤٨ يقفون مرة في الشهر طوابير طوابير ، ليستلموا الطحين والسكر والرز والسمن و ... وركنوا بقية الشهر إلى الراحة يلعبون السيجة والضامة وطاولة النرد ويحلمون بالعودة .
عندما انطلقت الثورة الفلسطينية واشتدت وقويت وصارت فصائل انتمى إليها الجيل الذي ولد في المنفى وصار كثيرون من الفدائيين يقبضون رواتبهم من هذا الفصيل أو ذاك يسألون في نهاية كل شهر عن الراتب ويشربون في المعسكرات الشاي والقهوة وينتظرون القيام بعملية فدائية قد يطول موعدها ، والويل لمن يختلف مع الفصيل !!
في الدنمارك صار الفلسطينيون يقيمون في مراكز الانتظار ليحصلوا على الجنسية الدنماركية ، وإذا ما حصلوا عليها نالوا منحا شهرية وشقة سكنية وأنفقوا أوقاتهم في تبادل الذكريات والحنين إلى مخيمات اللجوء في لبنان ، علما بأن حياتهم فيها كانت قاسية وصعبة ، بخلاف حياتهم في الدنمارك فهي ألطف وأرحب وأبحبح ، وعندما يستبد بهم الحنين يقلعون إلى المخيمات ، وفي المخيمات يستبد بهم الحنين إلى الدنمارك .
وماذا عن حياتنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ؟
صار أهل غزة ينتظرون المنحة القطرية ، وموظفو السلطة الفلسطينية الراتب الشهري ، والكل يوم يصرف الراتب يصطف في طابور أمام الصراف الآلي أو في المصرف نفسه ، وفي فترة الكورونا اصطف كثيرون أمام البنك ليستلموا معونة شهرية مقدارها ٧٠٠ شيكل تصرف لمرة واحدة .
صارت الشحدة عادة فينا ، وصار كثيرون منا يتقبلونها ، علما بأن المثل الشعبي لا يغيب عن أذهان الفلسطينيين .
" عود كلب ولا تعود بني آدم " .
هل درست مراكز الاستشراق الإسرائيلية والأمريكية المثل ، فطلبت من قطر أن تصرف لأهل غزة منحة شهرية وطلبت من دول الاتحاد الأوروبي دفع رواتب المتقاعدين و ... و ... وفي الرواية تقول الساردة :
" أثر فقدان احترام الفلسطينيين لأنفسهم بسبب قبولهم الإعانات أو المخصصات لستين عاما وأكثر " عليهم وجعلتهم أسوأ الجاليات في الدنمارك ...
ولا حول ولاقوة إلا بالله !!
لا حول ولا قوة إلا بالله !!
هل فقدنا كرامتنا ؟
وكانت سميرة عزام في قصتها " لأنه يحبهم " كتبت عن فلسطيني فقد كرامته منذ فقد أرضه .
صباح الخير
خربشات
٢ أيلول ٢٠٢١ .