بعد ان أعلن الزعيم العراقي الشيعي السيد مقتدى الصدر قراره بالعودة عن قراره بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية في العراق والتي ستجري في العاشر من تشرين اول اكتوبر القادم،بعد انسحاب لم يدم أكثر من اربعين يوما تقريبا،إتضح من خلال تعليقات وتصريحات القادة الصدريين خلال الايام الماضية ان هذا التيار الذي حصد في الانتخابات الاخيرة والتي جرت في العام 2018 أكبر عدد من المقاعد ألبرلمانية بواقع 54 مقعدا من اصل 328 مقعدا بكتلة شارك تياره فيها تحت مسى "الاستقامة " محتالفا مع الحزب الشيوعي العراقي وبعض الاحزاب والهيئات المجتمعية ألصغيرة ،فإنه يتضح ان هذا التيار لا يريد مجرد مشاركة نمطية في تلك الانتخابات بل يسعى لإحداث انقلاب برلماني ورئاسي وتشريعي في الحياة السياسية والقيادية في البلاد، وأول هذا التغير الذي يسعى له التيار الصدري هو :
أولا : التخلص من حالة الزهد في منصب رئاسة الوزراء،ففي العام 2003 عرض على هذا التيار الاوسع والأكبر جماهيرا في العراق ان يكون منصب رئيس الوزراء من نصيبه،لكن الصدريين اعرضوا عن ذلك لكون العراق وقتها تحت الاحتلال الامريكي من جهة،ومن جهة ثانية لكي يبقوا ملتصقين بالقاعدة الجماهيرية العريضة التي يملكونها، اما اليوم وبعد تصاعد مكانتهم البرلمانية من المرتبة الثانية بواقع 33 مقعدا في انتخابات 2014 الى المرتبة الاولى بواقع 54 مقعدا في انتخابات 2018،ومشاركتهم في حكومات عراقية متعاقبة ،مثل حكومة العبادي والمالكي وعادل عبد المهدي والكاظمي والتي كان اخرها تمثيلهم باربع وزراء ،وانسحابهم منها بمبرر أن الفساد المستشري في الدوائر والوزارت لم يقتلع، وهم ــ أي الصدريين ــ اول من رفع شعار "شَلِّعْ قَلّْعْ" على لسان زعيمهم السيد مقتدى الصدر، وبالتالي يشعرون انهم اخفقوا في تلبية الوعود للجماهير وخصوصا انصارهم وقواعدهم الجماهيرية، لذلك يسعون لتكون رئاسة الوزراء من نصيبهم في مرحلة ما بعد الانتخابات القادمة ليكونوا على مقدرة في رسم السياسات وتطبيق القوانين و محاولة تنظيف البلاد من الفساد والمحسوبية والمحاصصة.
ثانيا : في تصريح لقناة "نيوز عربي" الاخبارية الجمعة الفائتة، توقع حاكم الزاملي احد قادة هذا التيار أن يحصل تياره على مئة مقعد من مقاعد البرلمان القادم، وقد قصد بذلك أن التيار يسعى لحصد أكبر عدد من المقاعد لغرض تسهيل سن القوانين وتطبيقها وفرضها والتماهي مع الحكومة التي يسعون ان يكون الرأس فيها،ومعظم اعضائها من نفس التيار او المتحالفين معه الآن او في المستقبل،أو المتقاطعين معه في السياسات العامة.
ثالثا : يسعى التيار الصدري لان يكون معبرا عن حال العراق وتطلعاته ، وان يفعل المطلوب داخليا وخارجيا، فداخليا، ومنذ ان ظهر على سطح الحالة السياسية،فقد خط لنفسع خطا يتماهى مع الشعور العروبي الرافض للحتلال الامريكي مع انه كان من اشد خصوم النظام العراقي السابق،ففي الوقت التي رأت المرجعية الدنية العليا في العراق بقيادة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني ان فتوى الجهاد والقتال الان أي في ذلك الوقت غير مهيئة وان هناك اساليب اخرى لرفض الاحتلال، اعلن التيار الصدري ثورته الشعبية المسلحة في وجه الاحتلال ما بين العام 2004 و2008،في جيش شعبي اطلق عليه اسم "جيش المهدي"،ثم حل هذا الجيش بعد تجاوزت من بعض فئاته ليشكل لواء "اليوم الموعود" لقتال الاحتلال الامريكي،وبعد الانسحاب الامريكي وظهور داعش وسيطرتها على الموصول وثلاث محافظات شمالية وشرقية اعلن تشكيل "سرايا السلام" تزامنا من اعلان الجهاد الكفائي الذي اعلنه المرجع السيد علي السيستاني، وبهذا التغيرات والتحولات الدراماتيكية، بقي التيار الصدري مواكبا لاحداث العراق،ومحاولات تلبية رغبات الجماهير العراقية من الناحية الكفاحية والنضالية.مستمدا رؤيته من المرجع الديني السيد كاظم الحائري في قم المقدسة.
وبالرغم من كل الازمات التي مر فيها العراق،والتي كان الاحتلال على رأسها،وما نتج عنه من دخول الجماعات الارهابية والاقتتال الطائفي والفساد الاداري والمالي الكبير،الذي رمى بالعراق في خانة ذيل دول الفساد في العالم ،فقد كان للتيار الصدري فضاء لاستيعاب،ومحاولة معالجة لكل هذه المظاهر وما نتح عنها، وبالرغم من دخوله معترك الحكومات المتعاقبة الا انه كان ينسحب منها بعد ان كان يشعر بعدم قدرته على تحقيق وعودته لقاعدته العراقية وشعاراته التي كان يرفعها،فإنسحب من حكومة المالكي، بل وخاض معارك قاسية مع القوى الامنية العراقية في بغداد والبصرة زمن المالكي، وانسحب من حكومة الكاظمي بعد حريقي مشفيي بغداد والناصرية واللتان اوديا بحياة عشرات العراقيين، وكان اول من آزر الحراك الشعبي المطلبي في المدن العراقية،بالرغم من ان هذا الحراك خرج عن اهدافه نوعا ما مما ادى الى حدوث صدام بينه وبين انصار التيار في بعض المدن والمواقع ،كما ان ان التيار الصدري مع تيارات وأحزاب وتنظيمات المقاومة العراقية كانوا اول من دعا لإقرار قرار برلماني ملزم يقضي بإنسحاب القوات الغربية وعلى رأسها القوات الامريكية واعتبارها قوة احتلال، وقد عبر جماهيريا بدعم القرار في التظاهرة المليونية التي شهدتها بغداد بتاريخ الرابع والعشرين من كانون ثان من العام 2020 أي بعد اغتيال قاسم سليمان وأبو مهدي المهندس بثلاثة اسابيع.
ومن الناحية الاقتصادية انفرد التيار الصدري بطرح خطة اقتصادية لخروج البلاد من وضعها الاقتصادي كان اهم ما فيها هو توزيع فائض الثروة من عائدات النفط والغاز على طبقات الشعب خاصة الفئات المسحوقة.
ومن الناحية الخارجية ،فبالرغم من علاقته الطيبة مع الجارة ايران، والتي لها علاقات وثيقة بكثير من الاحزاب الشيعية الوازنه في العراق مثل تحالف الفتح المكون من والحكيم وغيرهم من فصائل المقاومة العراقية والحشد الشعبي ، إلا ان التيار الصدري لم يقطع العلاقات مع بعده وعمقه العربي خاصة لدول تقف موقف العداء من ايران كالمملكة العربية السعودية ،فقد ذهب الزعيم الصدري مقتدى الصدر الى الرياض والتقى بمسئولين سعوديين على رأسهم ولي العهد محمد بن سلمان.
من هنا، يتضح ان هذا التيار،سئم حالة الركود في الواقع العراقي في كل الجوانب، وقرر أن تكون مشاركته في الانتخابات البرلمانية القادمة قفزة تاريخية الغرض منها نقل العراق من حالته ألحالية الى ما يجب ان يكون عليه، وذلك من خلال إمتلاكه قدرا اكبر من خيوط صنع القرار.
أولا : التخلص من حالة الزهد في منصب رئاسة الوزراء،ففي العام 2003 عرض على هذا التيار الاوسع والأكبر جماهيرا في العراق ان يكون منصب رئيس الوزراء من نصيبه،لكن الصدريين اعرضوا عن ذلك لكون العراق وقتها تحت الاحتلال الامريكي من جهة،ومن جهة ثانية لكي يبقوا ملتصقين بالقاعدة الجماهيرية العريضة التي يملكونها، اما اليوم وبعد تصاعد مكانتهم البرلمانية من المرتبة الثانية بواقع 33 مقعدا في انتخابات 2014 الى المرتبة الاولى بواقع 54 مقعدا في انتخابات 2018،ومشاركتهم في حكومات عراقية متعاقبة ،مثل حكومة العبادي والمالكي وعادل عبد المهدي والكاظمي والتي كان اخرها تمثيلهم باربع وزراء ،وانسحابهم منها بمبرر أن الفساد المستشري في الدوائر والوزارت لم يقتلع، وهم ــ أي الصدريين ــ اول من رفع شعار "شَلِّعْ قَلّْعْ" على لسان زعيمهم السيد مقتدى الصدر، وبالتالي يشعرون انهم اخفقوا في تلبية الوعود للجماهير وخصوصا انصارهم وقواعدهم الجماهيرية، لذلك يسعون لتكون رئاسة الوزراء من نصيبهم في مرحلة ما بعد الانتخابات القادمة ليكونوا على مقدرة في رسم السياسات وتطبيق القوانين و محاولة تنظيف البلاد من الفساد والمحسوبية والمحاصصة.
ثانيا : في تصريح لقناة "نيوز عربي" الاخبارية الجمعة الفائتة، توقع حاكم الزاملي احد قادة هذا التيار أن يحصل تياره على مئة مقعد من مقاعد البرلمان القادم، وقد قصد بذلك أن التيار يسعى لحصد أكبر عدد من المقاعد لغرض تسهيل سن القوانين وتطبيقها وفرضها والتماهي مع الحكومة التي يسعون ان يكون الرأس فيها،ومعظم اعضائها من نفس التيار او المتحالفين معه الآن او في المستقبل،أو المتقاطعين معه في السياسات العامة.
ثالثا : يسعى التيار الصدري لان يكون معبرا عن حال العراق وتطلعاته ، وان يفعل المطلوب داخليا وخارجيا، فداخليا، ومنذ ان ظهر على سطح الحالة السياسية،فقد خط لنفسع خطا يتماهى مع الشعور العروبي الرافض للحتلال الامريكي مع انه كان من اشد خصوم النظام العراقي السابق،ففي الوقت التي رأت المرجعية الدنية العليا في العراق بقيادة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني ان فتوى الجهاد والقتال الان أي في ذلك الوقت غير مهيئة وان هناك اساليب اخرى لرفض الاحتلال، اعلن التيار الصدري ثورته الشعبية المسلحة في وجه الاحتلال ما بين العام 2004 و2008،في جيش شعبي اطلق عليه اسم "جيش المهدي"،ثم حل هذا الجيش بعد تجاوزت من بعض فئاته ليشكل لواء "اليوم الموعود" لقتال الاحتلال الامريكي،وبعد الانسحاب الامريكي وظهور داعش وسيطرتها على الموصول وثلاث محافظات شمالية وشرقية اعلن تشكيل "سرايا السلام" تزامنا من اعلان الجهاد الكفائي الذي اعلنه المرجع السيد علي السيستاني، وبهذا التغيرات والتحولات الدراماتيكية، بقي التيار الصدري مواكبا لاحداث العراق،ومحاولات تلبية رغبات الجماهير العراقية من الناحية الكفاحية والنضالية.مستمدا رؤيته من المرجع الديني السيد كاظم الحائري في قم المقدسة.
وبالرغم من كل الازمات التي مر فيها العراق،والتي كان الاحتلال على رأسها،وما نتج عنه من دخول الجماعات الارهابية والاقتتال الطائفي والفساد الاداري والمالي الكبير،الذي رمى بالعراق في خانة ذيل دول الفساد في العالم ،فقد كان للتيار الصدري فضاء لاستيعاب،ومحاولة معالجة لكل هذه المظاهر وما نتح عنها، وبالرغم من دخوله معترك الحكومات المتعاقبة الا انه كان ينسحب منها بعد ان كان يشعر بعدم قدرته على تحقيق وعودته لقاعدته العراقية وشعاراته التي كان يرفعها،فإنسحب من حكومة المالكي، بل وخاض معارك قاسية مع القوى الامنية العراقية في بغداد والبصرة زمن المالكي، وانسحب من حكومة الكاظمي بعد حريقي مشفيي بغداد والناصرية واللتان اوديا بحياة عشرات العراقيين، وكان اول من آزر الحراك الشعبي المطلبي في المدن العراقية،بالرغم من ان هذا الحراك خرج عن اهدافه نوعا ما مما ادى الى حدوث صدام بينه وبين انصار التيار في بعض المدن والمواقع ،كما ان ان التيار الصدري مع تيارات وأحزاب وتنظيمات المقاومة العراقية كانوا اول من دعا لإقرار قرار برلماني ملزم يقضي بإنسحاب القوات الغربية وعلى رأسها القوات الامريكية واعتبارها قوة احتلال، وقد عبر جماهيريا بدعم القرار في التظاهرة المليونية التي شهدتها بغداد بتاريخ الرابع والعشرين من كانون ثان من العام 2020 أي بعد اغتيال قاسم سليمان وأبو مهدي المهندس بثلاثة اسابيع.
ومن الناحية الاقتصادية انفرد التيار الصدري بطرح خطة اقتصادية لخروج البلاد من وضعها الاقتصادي كان اهم ما فيها هو توزيع فائض الثروة من عائدات النفط والغاز على طبقات الشعب خاصة الفئات المسحوقة.
ومن الناحية الخارجية ،فبالرغم من علاقته الطيبة مع الجارة ايران، والتي لها علاقات وثيقة بكثير من الاحزاب الشيعية الوازنه في العراق مثل تحالف الفتح المكون من والحكيم وغيرهم من فصائل المقاومة العراقية والحشد الشعبي ، إلا ان التيار الصدري لم يقطع العلاقات مع بعده وعمقه العربي خاصة لدول تقف موقف العداء من ايران كالمملكة العربية السعودية ،فقد ذهب الزعيم الصدري مقتدى الصدر الى الرياض والتقى بمسئولين سعوديين على رأسهم ولي العهد محمد بن سلمان.
من هنا، يتضح ان هذا التيار،سئم حالة الركود في الواقع العراقي في كل الجوانب، وقرر أن تكون مشاركته في الانتخابات البرلمانية القادمة قفزة تاريخية الغرض منها نقل العراق من حالته ألحالية الى ما يجب ان يكون عليه، وذلك من خلال إمتلاكه قدرا اكبر من خيوط صنع القرار.