مجدي جعفر - قراءة في ديوان "بقايانا" للشاعر محمد عبدالحي

( 1 )

هذه هي المجموعة الشعرية الأولى بالعامية المصرية للشاعر الشاب محمد عبدالحي، والتي تأتي كترجمة وجدانية لبعض تجاربه وخبراته التي مر بها، وتأتي أيضا كترجمة ذاتية لما يمور في نفسه ويجول في خاطرة، ويحاول أن ينقل لنا انعكاسات وآثار بعض الصور والمواقف الحياتية التي رآها أو عاشها على نفسه، ومدى ثراء وتنوع تجاربه الشخصية، ومدى اقترابها وتباعدها من الواقع المعيش، وهل نجح الشاعر في التعبير عن نفسه وعن واقعه وعن أبناء جيله وعن بيئته وعصره؟.كل هذه الأسئلة وغيرها سنحاول أن نجيب عنها، من خلال هذه القراءة، كما سنجيب عن أسئلة أخرى وهي الأهم، تتعلق بالرؤى والأفكار التي يثيرها الديوان، وبالتشكيلات الفنية التي استخدمها، وهذه المقاربة النقدية أقرب إلى القراءة في الرؤية والتشكيل في هذا الديوان الصادر عن دار لوغاريتم في ( 144 ) صفحة من القطع المتوسط، في غلاف أنيق، ومعبر عن أجواء الديوان، يغشى وجه الغلاف اللون الأسود القاتم الذي يشير إلى الليل والظلام، ولكن ثمة ميلاد للقمر في بداياته، فيظهر لنا في هذه السموات المعتمة على شكل الهلال، وقليل من قطرات الضوء مبعثرة حوله كنجمات بعيدة، فتبدو قطرات قليلة من الضوء تحاول جاهدة أن تبدد مساحات العتمة، وعلى ظهر الغلاف الذي أخذ هو الآخر من الليل سواده، مقطع قصير من قصيدة " مهزوم " يجسد بعض سمات الشاعر، وأهمها الوحدة، والغربة والحزن والألم .

( عيطت مرة لوحدي ع الترعة

خلصت كانت بدأت الغيطان

محتاج أخف همومي من كتفي

محتاج حقيقي أقلل الأوزان

حمل الكتاف خلى القلوب بتنخ

حمل القلوب عباني كوم أحزان )

وكأن هذه التصميميات الفنية للغلاف مع دلالات كلمة " بقايانا " مع هذا المقطع القصير، كلها تتآزر لتأخذ القارئ وتهيأه نفسيا لأجواء الديوان الحزينة والولوج إلى عالم الشاعر المغترب، شاعر الحزن والألم.

........

( 2 )

من نص " السيرة الذاتية " نتعرف على الشاعر من بطاقة هويته:

( الإسم : زي النبي مع فرق ذات عن ذات

الحالة : أعزب غبي ضاع من حياته حاجات

المهنة : طالب لم يزل عايش في عالم منعزل )

وعن والديه يقول :

( الأب : يغزل من كفوفه هدوم ليوم بارد

والأم : تنزف هم يملى الكون إذا عاند )

( السن : يجوز هتقولوا شباب

لكن في حقيقة شكله عجوز )

( في بطاقته الشخصية بيشبه

إلى واحد غير شكله نهائي )

والشاعر يجد سعادته في البُعد عن الناس، وفي العزلة :

( شوفت أما بعدت وعشت بعيد

ازاي بقا قلبك ماشي سعيد )

( الميزة بعيد عنكم شاعر

بيلاعب شعره بأحزانه

إن مرة ف يوم يحزن غيره

بيجسد حزنه ف أعماله )

ومن خلال هذه الأبيات التي أوردناها من نص " السيرة الذاتية "، نستشف أنه بداية يعاني العزلة، والوحدة، والحزن، والألم، وهي من أبرز سمات شعره كما سنرى، لكن لماذا يبدو الشاعر لنا حزينا ويعاني من قسوة الوحدة والألم والضياع والغربة داخل وطنه؟ ولماذا يستعذب الحزن ويجد سعادته في البُعد عن الناس :

يقول في نص " وحداني " :

( إعلن في كل مكان جمال غُربتك

وإفضل بعيد راقب عيون الكل

هتلاقي نفسك بين ضلوع وحدتك

عايش سعيد ومفيش حاجات بتذل )

ويرى أن الموت أكرم من تلك الحياة التي نعيشها في ذُل ومهانة:

( الموت وسيلة لجنة أو ل النار

بس الحياة أكبر وسيلة ل ذُل )

وما أقسى أن تشيخ روح الشباب وتنكسر وتموت:

( خليك وقضي الباقي من عُمرك

ميت بروحك بس جسمك حي )

........





( 3 )

وبالبحث عن أسباب الحزن والألم والوحدة والغربة والضياع، نجدها تنحصر في :

1 – غدر الحبيبة :

وننقل له من الإهداء الطويل جدا :

( لكل دموعي آخر الليل على الحلوة اللي كات بايعة )

إذن نحن أمام حبيبه باعت حبه، وأسالت دموهه سيل، ويفصح في قصيدة " زي القهوة " عن الموقف أو الحدث الدرامي الذي جعل الحزن يغشى قلبه :

( ترد وعينها فيها سرور

لقيت غيرك / دليلك كاذب

لا كان ينفع نكون اتنين

ولا ينفع نكون واحد

لا أنا كرهاك ولا حبّاك

أنا تايهة في عذاب قلبي

وخدت قرار أنا هنساك )

ولعلنا نرى أن هذا البيع من المحبوبة كان من أسباب وجع قلبه، وحزنه، ودموعه.

2 – الشاعر المطارد.

وشاعرنا شأنه شأن بعض الشعراء الذين يولدون وفي داخلهم شهوة الإصلاح، ولا يملك غير الكلمة، الكلمة التي تكشف وتعري كل فاسد ومفسد، فتصبح حياته مهددة ويعيش في خطر دائم ومستمر، فهو مطارد من السلطة إذا كان مناهضا لأفعالها، ومطارد من المجتمع إذا منتقدا لمثالب الناس، ومنتقدا لأعرافهم وبعض عاداتهم وتقاليدهم، فيقول عن نفسه :

( رحال ومُوتك في البلاد مطلوب

شجرة ثمارك تتحدف بالطوب

شجرة فسادهم تتسقي بالدم ) ..

هذا المقطع من نص " رحال " يكشف فيه عن فساد السلطة، وعن دور الشاعر في مجابهة السلطة بأشعاره التي تكشف عن فسادها.

ويكشف أيضا في نص " ضد الهكسوس "،عن علاقة الشاعر والمثقف بالسلطة، وهي علاقة مرتبكة دائما، فالزمن الذي يحيا فيه الشاعر، أخرجت السلطة فيه، الشعر والشعراء من دائرة الإهتمامات، وألقت بالشعر والشعراء في غياهب النسيان، فالزمن ليس زمن الشاعر الحقيقي من أمثال عنترة وشوقي وحافظ وحداد وبيرم والفاجومي، ولكنه زمن الأنصاف من الشعراء الذين ينضوون تحت عباءة السلطة، فيقول :

( روبابيكيا يا شعر الزمن يلا

شعرك يا " عنتر " مرمي في الجرة

" شوقي " و " حافظ " شعرهم ببلاش

" حداد " و " بيرم " منسي بالمرة

شعر " الفاجومي " كلبش ل دماغكم

أصفاد حديد وتعيدوا في الكرة

بصيت جوار الحيط لقيتني لقيت

شعر الجميع مرمي هناك بره )

3 – الفقر والبطالة.

في نص " فضفضة " يكشف عن أزمة الشاب الذي أمضى معظم سنوات عمره في التعليم، ولم يجد العمل الذي يناسب مؤهله الدراسي، فيقول :

( 16 سنة وسط التعليم

شهادات بالكوم وأجمل تقييم )

وهذا الخريج المتفوق يعاني من أزمة البطالة الخانقة، فيضطر إلى العمل في أعمال لا تحتاج أصلا إلى مستوى التعليم الراقي الذي حصله وأنفق في تحصيله أجمل أيام عمره:

( بنزل بعناء إلى مصنع خُردة )

وانظر كيف يعامله كبير العُمال :

( بيقولي يا جاهل وخلافه

شكلك محتاج إلى كام شدّه )

ويضطر من أجل لقمة العيش :

( أسمنت وطوب وباقول ماشي

وبشيل الهم على كتافي )

والشاعر يعبر عن أزمة الشباب المتعلم والمثقف، والذي يعاني من البطالة، ومن ضيق اليد وعُسر الحال، ويتسبب كل هذا في أزمات نفسية خانقة، تفضي به إلى الاكتئاب والحزن.

4 – الهم القومي :

ويظهر الحس القومي لدي الشاعر جليا في نص " با عتذر يا أرض صامدة " ويتوجه فيه بالحديث إلى أهالينا في فلسطين، يعتذر عن عجزه عن فعل شيء لهم، وكأنه - أي الشاعر - يمثل حالة العجز والانبطاح العربي والإسلامي، فالكل تقريبا تخلى عن القضية الفلسطينية، وترك الفلسطينيين وحدهم يدافعون عن أولى القبلتين وثالث الحرمين.

( 4 )

تظل قصيدة " بقايانا " التي يحمل الديوان اسمها، من أهم القصائد، وكل قصائد الديوان تدور في فلكها، وكل قصيدة أخذت منها بنصيب، وهي تمثل الشاعر خير تمثيل موضوعيا وفنيا، وتجيب أيضا عن الأسئلة والتي سبق أن طرحناها.

فالزمن ليس زمن المتعلم والمثقف والشاعر، ولا زمن العالم أو الفيلسوف، فنحن في زمن نكد ضنين :

( وعيبنا إن الزمان الشين

بينصف بس أنصافه )

فهذا الزمن ينصف فقط الراقصة أو المطرب أو لاعب الكرة :

( بقايانا في نجوم خمسة

في لعب الكورة باللمسة )

فالشاعر المثالي يحلم :

( في شلة جميلة بالتحديد

لا فيها الغدر والغيرة

ولا حتى الكلام الزيف

لكن فيها صفاء نية

وفيها الكل سواسية )

وهذا الحلم الجميل يموت بسبب القائمين على التخطيط، وتصبح الرؤية ضبابية والمستقبل غامض، فيموت الحلم :

( في مستقبل ما هوش حاضر

يموت الحلم وتكابر )

والسبب الرئيس الذي عمق الحزن لدي الشاعر، هو اختطاف ثورة يناير 2011 التي قام بها الشباب، وباختطافها، يضيع الحلم، الحلم في غد أكثر إشراقا، ولا يجد العيش ولا الحرية ولا الكرامة الإنسانية ولا العدالة الإجتماعية، فالشاعر ينسحب بعد اختطافها :

( بقايانا في ذكرى اليوم

وذكرى الأمس وإمبارح

في ثورة تموت وبنسامح )

فهل موت ثورة 25 يناير كما يقول الشاعر أو اختطافها هو ما جعل الشاعر مكتئبا وحزينا؟ فبموتها مات الحلم في تحقيق الشعارات التي رفعتها في العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية، وشاعرنا من الجيل الذي شاء قدره أن يكون لسان حال هذه الثورة المختطفه، وباختطافها يموت الحلم، وما أقسى أن يموت الحلم الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التحقق على أرض الواقع، الحلم في غد أكثر اشراقا وتألقا وصفاء، أو حتى الحلم في حياة ممكنة وأكثر احتمالا، هل هذا ماجعل الشاعر ينزوي، وينسحب، وينعزل، ويحزن، ويكتئب؟.

أعتقد أن شباب الشعراء الذين قاموا بثورة يناير بحاجة إلى الوقوف نقديا أمام منتجهم الشعري، الذي يغلب عليه الاحباط واليأس والحزن والألم والغربة والانكسار، ووصل بعضهم يئسا إلى الانزواء والانعزال والوحدة، ونتمنى من نقادنا الكبار الوقوف أمام هذه الظاهرة، ومن الدولة ومؤسساتها سرعة تحقيق مطالب ثورة يناير، وهي مطالب مشروعة، وعلى الجميع تحمل مسؤليته ومد يد العون إلى هؤلاء الشباب، وانقاذهم من براثن الوحدة والعزلة واليأس والاحباط، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

........

( 5 )

حاسة البصر تلعب دورا رئيسيا في الفنون عامة، وصور الشاعر الشعرية اعتمدت في معظمها في هذا الديوان على حاسة البصر، فالعين اللاقطة للشاعر نقلت لنا من العالم الخارجي الأشياء بأشكالها وألوانها وأحجامها، والديوان عبارة عن صور بصرية تترى، وتتوالى، ولكن ثمة بعض الصور الشعرية الأخرى جاءت بالديوان واعتمد فيها الشاعر على الحواس الأخرى، وخاصة الحواس الثانوية، فحاستي البصر والسمع من الحواس الرئيسة، ولا غنى للشاعر عنهما، فالشاعر الموهوب يتمتع بعين لاقطة وبأذن واعية رهيفة وإحساساته الصوتية عالية بحيث يسمع وطء النملة على العشب المبتل، مثل الموسيقي، وشاعرنا مشبع بهاتين الحاستين، وصوره البصرية والسمعية، وموسيقاه، تؤكد ذلك، ولكن اللافت في هذا الديوان هو وجود الكثير من الصور التي اعتمد فيها الشاعر على الحواس الثانوية، والتي غالبا ما تكون مهملة، ونغبط الشاعر عليها، ونطلب منه المزيد منها في الدواوين القادمة، ولن يتأتى له ذلك إلا إذا قام بإشباعها، وتدريبها.

ومن الصور الشمية التي تعتمد على الأنف:

( ريحة المطر وسط الشارع )، ( وإن فاح من بين أشطر شعره بخور العطار )

ومن الصور التذوقية التي نعتمد فيها على اللسان :

( وطعمي المُر يشهد لي ) ،( ودوقت المُر من كاسي )

( معاك القهوة دي اسألها

دي لو زايدة تهاجرها

ولو سادة تكملها ) ، ( يجوز المُر يحلالي ) ، ( وطعم الموت يحلالي )

ومن الصوراللمسية التي نعتمد فيها على الجلد :

( يا شيء موشوم على صدري )

ويمكن تتبع هذه الصور التي تؤكد سلامة حواس الشاعر الشاب كلها، والتي لو أحسن استخدام هذه الحواس الثانوية مع حاستي السمع والبصر في التقاط الصور الشعرية الجديدة وغير النمطية، سيكون من الشعراء الكبار بإذن الله.

..........

( 6 )

ومن التقنيات الفنية التي لجأ إليها الشاعر :

1 - الاستفادة من أدب الرسائل والمذكرات والبوح :

من نص " تفاصيلي " :

الكاتب بدأ النص وكأنه يكتب رسالة :

( بعد السلام على كل من خانني

أو حتى صمم إنه يمشي بعيد

.....

......

بكتب وب أوصف ليكوا نفسي الآن )

ثم يتحول الشاعر من كتابة الرسالة إلى كتابة المذكرات :

( موضوع في نوتة بس بلا عنوان )

وينقل لنا من النوته :

( ب أصحى يوماتي وكُل شيء فيّ

رافض بداية إنه كان ليّ )

ويبدأ في البوح، بوح الذات المنسحقة، والمنشطرة، والمغتربة.

2 – الإفادة من تقنيات السرد :

ويتجلى هذا الغرام في نص " كوني الحر " القائم على الوصف، فيصف غرفته التي هي كل عالمه، بمحتوياتها، وبكل مفرداتها :

( وأنا أوضة نومي الكون الحر

الأرض بتحضن 1000 كتاب

والمكتب مخزن شعري المُر

ودولابي بيشمل كام ذكرى

عن ناس حبوني لكن مابقوش

ومرايتي بتعكس صورة ل شخص

يشبه شكلي وما عرفهوش

السقف بيشهد على حالي

وجميع أحوالي يدونها )

( وسريري حزين دايما بيئن

ويزهق من نومي وكسلي

في ميدالية عليها حروف " ش – ي – م – ا – ء "

موجودة في ركن إسود أزلي

شباك مكسور من جهة واحدة

وسليم من جهة زادت عزلي

والباب مقفول دايما جدا

ف يمنع شعري يكون غزلي )

ومن نص " سنة أولى حزن " يقترب أكثر من اليومي والمعاش.

فالشاعر يصف حاله :

( واقف قصاد المراية

بصيت علىّ بحزن

تجاعيد على جبيني

وعلامة في إيديا

نضارة على عيني

وغمام حواليا )

ويقول في مقطع آخر من ذات النص :

( أنا لسه فاكر كل شارع

مريت عليه بهدوء

ريحة المطر وسط الشارع

دُخان طبيعي من القهاوي

نقطة غسيل على بدلة شيك )

لا شك أن الشاعر أفاد من تقنيات السرد، فيتعالق هنا الوصف مع السرد في تناغم جميل، وكان أقرب إلى السارد منه إلى الشاعر، فغلبت عليه " الذهنية " والذهنية في رأيي ضد الشعر، فكان من الممكن أن يجهد خياله ويشخذ طاقته النفسية في التقاط صورا جزئية أو صورة كلية أكثر عمقا وأكثر تحليقا من هذه الصور، ويجمع فيها بين هذه الأشياء التي تبدو متباعدة، والصور التي أوردناها لا شك أنها ستعجب كُتّاب السرد، لبساطتها، وواقعيتها، ولا تخلو أيضا من جمال.

3 - تكرار الصور.

يعاني هذا الديوان من تكرار الصور، بل قد تتكرر الصورة الواحدة في القصيدة الواحدة، فانظر إلى هذه الصورة :
( أنا حاسس بإني عجوز

على رغم صغر سني )

( الشكل لا يوحي

إلى شاب في العشرين

الشكل يوحي

لعجوز بقاله سنين )

4 – الصور الساكنة والصور المتحركة :

المتلقي تعجبه الصور " الدينامية " التي تضج بالحركة والحياة، فالحدث الدرامي في النص يتحرك، ويمارس الفعل ورد الفعل، أما الصور الاستاتيكية " الساكنة، فالحدث ساكن، لا يتحرك، وصور شاعرنا الساكنة من الكثرة بحيث لا تُحصى، ونتمنى أن تكون صور الشاعر القادمة أكثر دينامية.

.........

وبعد :

نحن أمام شاعر موهوب، يملك أدواته الفنية، ويعي الأصول التي يقف عليها العمل الفني ( الشعري ) دون عثرات كثيرة، وقادر في السنوات القليلة القادمة أن يثري شعر العامية المصرية، ويضيف إليه، ومن الله التوفيق؟

.........

( ورقة نقدية لمناقشة الديوان بقصر ثقافة بلبيس مساء الأربعاء الموافق 29 / 9 2021م ).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى