الموت حق،وكل من يخلق سيموت،وهذا الحق والقدر الهائل الكبير، والسر العظيم الذي يهز الله سبحانه به صدور العباد،يُترك في الغالب لمراسم نمطية معتادة ومألوفة ومعروفة، فالميت يترك أمره بعد وفاته من بعده لأهله وخاصته، هذا بشكل عام، لكن هناك أناس حتى في موتهم يعطون ألرسائل ويحرصون على أن يكون ما بعد مفارقتهم لهذه الحياة رسالة بل رسائل وسنة بل سنن وقيمة بل قيم، الحال تلك عادة تنطبق على بعض الخاصة،والخاصة فقط، وهنا نحن في حال المجاهد الصابر المحتسب وزير الاسرى الاسبق، والاسبر المحرر لما يزيد على خمسة عشر عاما المرحوم المهندس وصفي قبها،والذي غيبه الموت مجاهدا مناضلا مقداما حاضرا في كل الساحات والمواقف ومخلصا لحركته ألمجاهدة ووفيا لها ولنهجها ولأبناء شعبه،وحدويا رغم ما اصابه من ظلم وجور من أهل جلدته،مؤمنا بالله عز وجل ومتيقنا بأن شعبه المظلوم المقاوم جدير بالانتصار،كما أنه في الجانب الانساني مثال في الخلق واحترام الاخر حتى لو إختلف معه،وإنسان في قيمه معان سامية لا يصلها قناعة وممارسة الا القليل سواء كان ذلك في البشاشة والتعامل وتقدير الآخر ،والحفاظ على مشاعره،وليونة الجانب والحافظ على الحكمة في الاختلاف ..باختصار كان في صفاته صفة قائد جدير بالتقدير، وهذا ليس كلاما نظريا، بل تجسد فعلا في ردة فعل الجماهير الفلسطينية في محافظة جنين وباقي محافظات الوطن لنبأ رحيلة مساء الخميس الفائت إثر تداعيات جائحة كورونا...فقد لا نكاد نجد قائدا ميدانيا يمكن أن يكون له ذلك الا القليل ومنهم المرحوم قبها
اللافت في مراسم بعد الوفاة، والتي التزم بها ذوه وحركته حركة "حماس"،والتي عبرت عن تواصل في النهج بعد بعد خروج الروح الكريمة الزكية من الجسد ،فقد اوصى المجاهد الراحل المرحوم المهندس وصفي قبها والذي ينحدر من بلدة برطعة قضاء جنين والتي تقع على ما يسمى الخط الاخضر ، والتي تعتبر عائلته الكريمة عائلة القبها أكبر العائلات والعشائر عددا في محافظة جنين ، أوصى ان يدفن في مقبرة الشهداء في المخيم، وان تكون الصلاة عليه في مسجد المخيم الكبير الذي شارك هو شخصيا وعلى امتداد سنوات وعقود مراسم تشييع ومسيرات الشهداء التي كانت تخرج منه، كما انه اوصى بان يكون بيت العزاء فيه في المخيم في قاعة وساحة مركز الشباب الاجتماعي والتي لا تفتتح غالبا الا لعزاء الشهداء..
لقد إختار مخيم جنين، فلبى مخيم جنين بشبابه وفرسانه ومجاهدية ومحبيه نداء الوصية،والتف من حول جثمانه الطاهر الملفوف بعلم الحركة المقاومة يحمل نعشه الذي تزاحم من حوله الالاف ان لم نقل عشرات الاف،فكان نعشا مرفوعا بالسواعد الملثمة ومن بينها نبتت عشرات البنادق في مشهد اعطى رسالة أن هذه البقعة من الارض محررة بالرغم من سطوة المحتل،فساروا به بين هتاف ودعاء، حتى وري الثرى في روضة الشهداء في المخيم، في فناء من شيّع وأبَّن َوترحم ،وكان لافتا قيام أحد القادمين من محافظة القدس للمشاركة في تشييع الجثمان بتقبيل يد أحد المجاهدين الملثمين وهو يحمل السلاح،في مشهد يشاهد في غزة ومخيم حنين وأماكن قليلة في الضفة...كما وقف يستقبل العزاء فيه قادة مجاهدون ومناضلون من حركات المقاومة سواء من "حمــاس" او "الجهــاد" و"فتــح" و"الشعبيــــة"و"الديمقراطية "بالإضافة لعائلته الكريمة.
لقد اراد من خلال وصيته هذه أن يؤكد انه مقاوم حتى في مرحلة بعد الموت، وأن ينتهج سنة حسنه سيقلده الكثيرون فيها،وأن يرسل رسالة أن عنوان المرء في واقعنا الفلسطيني قد لا يكون مسقط رأسه فقط ، بل مسقط احتضان النهج والمقاومة،وأعطى لمخيم جنين بهذه الوصايا بعدا للصورة التي تتردد فخرا في الوطن والإقليم والعالم ، وأراد ان يقول إن زرع الجسد الطاهر الوفي الامين بجانب أجساد الشهداء المزروعة في فناء المخيم والشاهدة على البطولة وبحر التضحيات،تظاهرة وإقرار وتأكيد وصرخة مدوية في فضل الشهادة،والسير على خطاهم حتى فيما بعد الموت.. خاصة وانه كان مطلوبا لسلطات الاحتلال في الفترة الاخيرة بحجة نشاطاته الخيرة والمساندة لالام شعبه وتضحياتهم...
فرحمة الله على كل قائد فذ مفكر يقاتل حتى ما بعد الطلقة الاخيره، كمثل المرحوم بإذن الله تعالى المهندس وصفي قبها.
عصري
عصري فياض
اللافت في مراسم بعد الوفاة، والتي التزم بها ذوه وحركته حركة "حماس"،والتي عبرت عن تواصل في النهج بعد بعد خروج الروح الكريمة الزكية من الجسد ،فقد اوصى المجاهد الراحل المرحوم المهندس وصفي قبها والذي ينحدر من بلدة برطعة قضاء جنين والتي تقع على ما يسمى الخط الاخضر ، والتي تعتبر عائلته الكريمة عائلة القبها أكبر العائلات والعشائر عددا في محافظة جنين ، أوصى ان يدفن في مقبرة الشهداء في المخيم، وان تكون الصلاة عليه في مسجد المخيم الكبير الذي شارك هو شخصيا وعلى امتداد سنوات وعقود مراسم تشييع ومسيرات الشهداء التي كانت تخرج منه، كما انه اوصى بان يكون بيت العزاء فيه في المخيم في قاعة وساحة مركز الشباب الاجتماعي والتي لا تفتتح غالبا الا لعزاء الشهداء..
لقد إختار مخيم جنين، فلبى مخيم جنين بشبابه وفرسانه ومجاهدية ومحبيه نداء الوصية،والتف من حول جثمانه الطاهر الملفوف بعلم الحركة المقاومة يحمل نعشه الذي تزاحم من حوله الالاف ان لم نقل عشرات الاف،فكان نعشا مرفوعا بالسواعد الملثمة ومن بينها نبتت عشرات البنادق في مشهد اعطى رسالة أن هذه البقعة من الارض محررة بالرغم من سطوة المحتل،فساروا به بين هتاف ودعاء، حتى وري الثرى في روضة الشهداء في المخيم، في فناء من شيّع وأبَّن َوترحم ،وكان لافتا قيام أحد القادمين من محافظة القدس للمشاركة في تشييع الجثمان بتقبيل يد أحد المجاهدين الملثمين وهو يحمل السلاح،في مشهد يشاهد في غزة ومخيم حنين وأماكن قليلة في الضفة...كما وقف يستقبل العزاء فيه قادة مجاهدون ومناضلون من حركات المقاومة سواء من "حمــاس" او "الجهــاد" و"فتــح" و"الشعبيــــة"و"الديمقراطية "بالإضافة لعائلته الكريمة.
لقد اراد من خلال وصيته هذه أن يؤكد انه مقاوم حتى في مرحلة بعد الموت، وأن ينتهج سنة حسنه سيقلده الكثيرون فيها،وأن يرسل رسالة أن عنوان المرء في واقعنا الفلسطيني قد لا يكون مسقط رأسه فقط ، بل مسقط احتضان النهج والمقاومة،وأعطى لمخيم جنين بهذه الوصايا بعدا للصورة التي تتردد فخرا في الوطن والإقليم والعالم ، وأراد ان يقول إن زرع الجسد الطاهر الوفي الامين بجانب أجساد الشهداء المزروعة في فناء المخيم والشاهدة على البطولة وبحر التضحيات،تظاهرة وإقرار وتأكيد وصرخة مدوية في فضل الشهادة،والسير على خطاهم حتى فيما بعد الموت.. خاصة وانه كان مطلوبا لسلطات الاحتلال في الفترة الاخيرة بحجة نشاطاته الخيرة والمساندة لالام شعبه وتضحياتهم...
فرحمة الله على كل قائد فذ مفكر يقاتل حتى ما بعد الطلقة الاخيره، كمثل المرحوم بإذن الله تعالى المهندس وصفي قبها.
عصري
عصري فياض