{إلى آدمَ، في منفاه..!}
يَسْأَلُني مَحْجوبٌ عَنْكَ
[أَ تَذْكُرُ مَحْجوبًا، يا وَلَدي،
طائِرَكَ الْغِرِّيدَ الْأَنْقَى..؟]
تَسْألُني الْوَرْدَةُ تَنْبُتُ أَوْثَقَ،
حَوْلَ الصُّلْبِ؛ وتَرْقَى..
تَسْأَلُني، عَنْكَ، شِقِيقَةُ
رُوحِكَ [تَعْرِفُها، طَبْعًا..!]
قُدْسُ الْأَبْهَى..
تَسْأَلُني أَشْجارُ الشَّارِعِ..
أَطْيارُ الْفَجْرِ الأُولَى..
ضَوْءٌ يَتَسَلَّلُ، خَجِلاً،
مِنْ ثَقْبٍ في سَقْفِ المَعْنَى..
وسَماءٌ أُخْرَى
أَخْطَأْتُ كِتابَتَها
[كَمْ أُخْطِئُ، يا وَلَدي..!]
تَعْبُرُها الغَيْمَةُ غامِضَةً،
ومُبَلَّلَةَ المَسْرَى..
تَسْأَلُني عَنْكَ المُوسيقَى،
صاعِدَةً مِنْ صَمْتِ الأَحْجارِ،
ذُهولاً أعْمَى،
وبَياضًا لا تَأْوِيلَ لَهُ..!
[أَوِّلْ ، يا آدَمُ، لي
هَذي الرُّؤْيَا..!]
يَسْأَلُني الشَّايُ الْأَخْضَرُ،
عَنْكَ طَوِيلاً، كُلَّ مَساءٍ..
وكَراسِيُّ المَقْهَى
[أَيْنَ جَلَسْنا..!]
والنَّادِلُ مُبْتَسِمًا،
والأَشْياءُ الأَسْمَى..
تَسْأَلُني الطُّرُقاتُ،
خَطَوْناها صَوْبَ الشَّاطِئِ،
حَيْثُ الصَّخْرُ الرَّمْلِىُّ،
وحيثُ الأَصْدافُ تَلألَأُ
تَحْتَ الشَّمْسِ، وحيثُ الزُّرْقَةُ
[هَلْ تَتَخَيَّلُها، الْآنَ، مَعي..؟]
سَيِّدَةُ الأَلْوانِ الأَشْهَى..
تَسْأَلُني تِينَةُ جَدِّكَ، عاكِفَةً،
قُرْبَ الغارِ، كَصُوفيٍّ يَتَعَبَّدُ..
تَحْرُسُ "جَبَلَ النَّاظورِ"
مِنَ الإفرنْجِ [غُزَاةً، ولُصُوصًا،
وسَماسِرَةً مِنْ كِلِّ جِهاتِ الماءِ،
يَجِيئُونَ..!]
تَمِيلُ بِكامِلِ فِتْنَتِها..
وتُطِلُّ عَلَى هَذي الدُّنْيا،
هازِئِةً، ثابِتَةً في تُرْبَتِها..
لا تَخْشَى المَهْوَى..
تَسْأَلُني النَّجْمَةُ، تَبْرُقُ
وَسْطَ الظُّلْمَةِ.. أَرْياحٌ
تَعْصِفُ عُرْضَ البَحْرِ.. فَراغٌ
يَتَفَلْسَفُ في مَغْزَى المَوْتِ..
وأَصْواتُ الغابَةِ تَأْتِي،
[أَنْصِتْ، تَسْمَعْ..!]
مُتْرَعَةً بطُفولاتٍ شَتَّى..
تَسْأَلُني القِطَعُ النَّقدِيَّةُ،
في "الكَتالوغِ".. ورُقْعَةُ
شِطْرَنْجِكَ، مُشْرِقَةً..
ما زالَتْ بَصْمَةُ إبهامِكَ،
فَوْقَ القَلْعَةِ، يا (آدَمُ)
[حَدِّقْ، تُبْصِرْها، ناطِقَةً: هل تَنْهارُ
قِلاعُ الحَقِّ، لِتَعْلُوَ في البُطْلانِ
قِلاعٌ مَبْغَى..؟!]
يَسْأَلُني الْعالَمُ، عَنْكَ،
حَبيبَ القَلْبِ..
ولَيْسَ لَدَيَّ جَوابٌ، أَبَدَا..!
أَ أَقُولُ بِأَنَّكَ مُخْتَطَفٌ..!
أَ أَقولُ بِأَنَّكَ مُنْتَزَعٌ،
كَالغُصْنِ الغَضِّ،
مِنَ الجِذْعِ الأَبْقَى..
مُقْتَلَعٌ،
كَالنَّايِ،
بمِشْرَطِ عاهِرَةٍ صَدِئٍ
[لا تَرْحَمُ..!]
مِنْ قَصَبِ الأَصْلِ الأَتْقَى..
الواضِحُ أَنَّكَ مُعْتَقَلٌ،
في قَبْرُونَةَ [أَرْضٌ مَنْفَى..!]
سَجَّانُكَ زانٍ..
وعَدُوُّكَ فانٍ..
وقَريبًا، تَكْسِرُ قُضْبَانًا..
وتَطيرُ، جَناحًا
لا تُخْطِئُهُ العَيْنُ..
تُحَلِّقُ أَعْلَى..!
شعر/ المكّي الهمّامي
____________________
(*) القصيدة إدانة شعريّة لجريمة التَّغْيِيب الأبويّ
#التغييب_الأبوي_جريمة_ضد_الإنسانية
(بنزرت التّونسيّة)
يَسْأَلُني مَحْجوبٌ عَنْكَ
[أَ تَذْكُرُ مَحْجوبًا، يا وَلَدي،
طائِرَكَ الْغِرِّيدَ الْأَنْقَى..؟]
تَسْألُني الْوَرْدَةُ تَنْبُتُ أَوْثَقَ،
حَوْلَ الصُّلْبِ؛ وتَرْقَى..
تَسْأَلُني، عَنْكَ، شِقِيقَةُ
رُوحِكَ [تَعْرِفُها، طَبْعًا..!]
قُدْسُ الْأَبْهَى..
تَسْأَلُني أَشْجارُ الشَّارِعِ..
أَطْيارُ الْفَجْرِ الأُولَى..
ضَوْءٌ يَتَسَلَّلُ، خَجِلاً،
مِنْ ثَقْبٍ في سَقْفِ المَعْنَى..
وسَماءٌ أُخْرَى
أَخْطَأْتُ كِتابَتَها
[كَمْ أُخْطِئُ، يا وَلَدي..!]
تَعْبُرُها الغَيْمَةُ غامِضَةً،
ومُبَلَّلَةَ المَسْرَى..
تَسْأَلُني عَنْكَ المُوسيقَى،
صاعِدَةً مِنْ صَمْتِ الأَحْجارِ،
ذُهولاً أعْمَى،
وبَياضًا لا تَأْوِيلَ لَهُ..!
[أَوِّلْ ، يا آدَمُ، لي
هَذي الرُّؤْيَا..!]
يَسْأَلُني الشَّايُ الْأَخْضَرُ،
عَنْكَ طَوِيلاً، كُلَّ مَساءٍ..
وكَراسِيُّ المَقْهَى
[أَيْنَ جَلَسْنا..!]
والنَّادِلُ مُبْتَسِمًا،
والأَشْياءُ الأَسْمَى..
تَسْأَلُني الطُّرُقاتُ،
خَطَوْناها صَوْبَ الشَّاطِئِ،
حَيْثُ الصَّخْرُ الرَّمْلِىُّ،
وحيثُ الأَصْدافُ تَلألَأُ
تَحْتَ الشَّمْسِ، وحيثُ الزُّرْقَةُ
[هَلْ تَتَخَيَّلُها، الْآنَ، مَعي..؟]
سَيِّدَةُ الأَلْوانِ الأَشْهَى..
تَسْأَلُني تِينَةُ جَدِّكَ، عاكِفَةً،
قُرْبَ الغارِ، كَصُوفيٍّ يَتَعَبَّدُ..
تَحْرُسُ "جَبَلَ النَّاظورِ"
مِنَ الإفرنْجِ [غُزَاةً، ولُصُوصًا،
وسَماسِرَةً مِنْ كِلِّ جِهاتِ الماءِ،
يَجِيئُونَ..!]
تَمِيلُ بِكامِلِ فِتْنَتِها..
وتُطِلُّ عَلَى هَذي الدُّنْيا،
هازِئِةً، ثابِتَةً في تُرْبَتِها..
لا تَخْشَى المَهْوَى..
تَسْأَلُني النَّجْمَةُ، تَبْرُقُ
وَسْطَ الظُّلْمَةِ.. أَرْياحٌ
تَعْصِفُ عُرْضَ البَحْرِ.. فَراغٌ
يَتَفَلْسَفُ في مَغْزَى المَوْتِ..
وأَصْواتُ الغابَةِ تَأْتِي،
[أَنْصِتْ، تَسْمَعْ..!]
مُتْرَعَةً بطُفولاتٍ شَتَّى..
تَسْأَلُني القِطَعُ النَّقدِيَّةُ،
في "الكَتالوغِ".. ورُقْعَةُ
شِطْرَنْجِكَ، مُشْرِقَةً..
ما زالَتْ بَصْمَةُ إبهامِكَ،
فَوْقَ القَلْعَةِ، يا (آدَمُ)
[حَدِّقْ، تُبْصِرْها، ناطِقَةً: هل تَنْهارُ
قِلاعُ الحَقِّ، لِتَعْلُوَ في البُطْلانِ
قِلاعٌ مَبْغَى..؟!]
يَسْأَلُني الْعالَمُ، عَنْكَ،
حَبيبَ القَلْبِ..
ولَيْسَ لَدَيَّ جَوابٌ، أَبَدَا..!
أَ أَقُولُ بِأَنَّكَ مُخْتَطَفٌ..!
أَ أَقولُ بِأَنَّكَ مُنْتَزَعٌ،
كَالغُصْنِ الغَضِّ،
مِنَ الجِذْعِ الأَبْقَى..
مُقْتَلَعٌ،
كَالنَّايِ،
بمِشْرَطِ عاهِرَةٍ صَدِئٍ
[لا تَرْحَمُ..!]
مِنْ قَصَبِ الأَصْلِ الأَتْقَى..
الواضِحُ أَنَّكَ مُعْتَقَلٌ،
في قَبْرُونَةَ [أَرْضٌ مَنْفَى..!]
سَجَّانُكَ زانٍ..
وعَدُوُّكَ فانٍ..
وقَريبًا، تَكْسِرُ قُضْبَانًا..
وتَطيرُ، جَناحًا
لا تُخْطِئُهُ العَيْنُ..
تُحَلِّقُ أَعْلَى..!
شعر/ المكّي الهمّامي
____________________
(*) القصيدة إدانة شعريّة لجريمة التَّغْيِيب الأبويّ
#التغييب_الأبوي_جريمة_ضد_الإنسانية
(بنزرت التّونسيّة)