قضت يوم الأحد كله في رقن محتوى موضوع طلب منها الكتابة فيه حتى ساعة متأخرة ، لم تهدأ ولم ترتح حتى أرسلته إلى القاهرة على البريد الإلكتروني ، أقفلت الحاسوب وقامت تصلي العشاء ، بعدها تناولت عشاءها ، كان عبارة عن تفاحة وبرتقالة وبلعت بعده قرصي الدواء، أقفلت باب الشقة و علقت المفاتيح ، ثم اطمأنت إلى أنها أقفلت قنينة الغاز ورجعت إلى مجلسها حيث المدفأة الكهربائية تشيع دفئها على السرير ، أرخت ستائر الشرفة لتمنع ومضات البرق الخلب الذي يشق زجاج الشرفة فيضيئ ما بداخلها قبل أن يزمجر الرعد مدويا فوق البحر فيتضاعف صوته حتى ليخيل إليها أن صواعقا ستقتحم البناية كلها.
أيام وزخات المطر القوية لم تتوقف بمدينة طنجة لا ليلا ولا نهارا .
اندست في الفراش و لفت جسدها بالبطانية و راحت تشاهد التلفزة ، تنتقل من قناة لأخرى ، لاشيء يشدها للمشاهدة ، خفضت الصوت وهي تعلم أن الإقامة في هذا الوقت تكون فارغة من سكانها اللهم الشقة التي على يمينها تشغلها طالبة في معهد السياحة ، تستأنس بوجودها بعد عودتها مساءا حين تسمع خرير الماء المنساب في المطبخ و حركة مشيها فتعلم أنها عادت إلى شقتها وباقي الشقق في الطابق الأول كلها مغلقة.
خفضت صوت التلفاز وقبل أن تحط رأسها على الوسادة أقفلت زر المدفأة فلم تعد تشع حرارتها حتى تنام وهي آمنة من كل خطر.
ألقت نظرة أخيرا على الموبايل لترى رد القاهرة على الرسالة التي بعثت بها المراجعة ، لم يكن أي جديد أو مراسلة ، أغلقته ووضعته بعيدا عنها ثم تمددت لتقرأ وردها اليومي من آيات و دعاء وابتهالات وراحت في عالم النوم والأحلام .
دوى الرعد قويا مزمجرا ففتحت عينيها رأت أن الماء يتلألأ من وراء زجاج الشرفة الواسعة التي تتيح لها رؤية أوسع لما حولها ، أغمضت عينيها، ثم عادت وفتحتهما نفس المنظر الماء يصل أسفل شرفتها أين محج محمد السادس و السيارات التي تمرق منه ذهابا وإيابا ؟و أين الكورنيش و الشاطئ ؟ أين أمواجه التي لا تهدأ بين مد وجزر فتتكسر على حد الرمال فتنقلب زرقتها بياضا والرمال تحتضنها.
فركت عينيها و أعادت فتحهما ، لا أثر للموج ولا لدويه ، الماء غير الماء ، أول مرة ترى بحرا ماؤه يميل إلى البنفسجي وارتداده ضعيف يكاد يصل حافة الشرفة في حياء.
سرحت بصرها تستطلع ما حولها وتتساءل أين هي الآن؟؟
بدا لها عن بعد قارب يتحرك نحوها ،غريب على شكل جندول يتقدم نحوها ، تساءلت والدهشة قد ألجمت كل طاقات استيعابها لما يجري حولها ،سؤال واحد طفا ملحا عليها :
هل حدث شيء في الكون أخفى معالم طريفة والساحل الإسباني وقرب ساحل إيطاليا و بالذات فينيسيا ؟؟؟؟؟؟
يتبع .....
د. ثريا لهي -
الإثنين 28 نونبر سنة 2016 م
www.facebook.com
أيام وزخات المطر القوية لم تتوقف بمدينة طنجة لا ليلا ولا نهارا .
اندست في الفراش و لفت جسدها بالبطانية و راحت تشاهد التلفزة ، تنتقل من قناة لأخرى ، لاشيء يشدها للمشاهدة ، خفضت الصوت وهي تعلم أن الإقامة في هذا الوقت تكون فارغة من سكانها اللهم الشقة التي على يمينها تشغلها طالبة في معهد السياحة ، تستأنس بوجودها بعد عودتها مساءا حين تسمع خرير الماء المنساب في المطبخ و حركة مشيها فتعلم أنها عادت إلى شقتها وباقي الشقق في الطابق الأول كلها مغلقة.
خفضت صوت التلفاز وقبل أن تحط رأسها على الوسادة أقفلت زر المدفأة فلم تعد تشع حرارتها حتى تنام وهي آمنة من كل خطر.
ألقت نظرة أخيرا على الموبايل لترى رد القاهرة على الرسالة التي بعثت بها المراجعة ، لم يكن أي جديد أو مراسلة ، أغلقته ووضعته بعيدا عنها ثم تمددت لتقرأ وردها اليومي من آيات و دعاء وابتهالات وراحت في عالم النوم والأحلام .
دوى الرعد قويا مزمجرا ففتحت عينيها رأت أن الماء يتلألأ من وراء زجاج الشرفة الواسعة التي تتيح لها رؤية أوسع لما حولها ، أغمضت عينيها، ثم عادت وفتحتهما نفس المنظر الماء يصل أسفل شرفتها أين محج محمد السادس و السيارات التي تمرق منه ذهابا وإيابا ؟و أين الكورنيش و الشاطئ ؟ أين أمواجه التي لا تهدأ بين مد وجزر فتتكسر على حد الرمال فتنقلب زرقتها بياضا والرمال تحتضنها.
فركت عينيها و أعادت فتحهما ، لا أثر للموج ولا لدويه ، الماء غير الماء ، أول مرة ترى بحرا ماؤه يميل إلى البنفسجي وارتداده ضعيف يكاد يصل حافة الشرفة في حياء.
سرحت بصرها تستطلع ما حولها وتتساءل أين هي الآن؟؟
بدا لها عن بعد قارب يتحرك نحوها ،غريب على شكل جندول يتقدم نحوها ، تساءلت والدهشة قد ألجمت كل طاقات استيعابها لما يجري حولها ،سؤال واحد طفا ملحا عليها :
هل حدث شيء في الكون أخفى معالم طريفة والساحل الإسباني وقرب ساحل إيطاليا و بالذات فينيسيا ؟؟؟؟؟؟
يتبع .....
د. ثريا لهي -
الإثنين 28 نونبر سنة 2016 م
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.
www.facebook.com
