ان الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل وانزل الكتب وشرع الشرائع لاجل ان يعيش الناس بخير وحب وسلام وفضيلة. ولا ريب ان هذه الغايات والمقاصد لها سبلها وادواتها واهمها التعايش والمشاركة وإظهار الود والاحترام. على المؤمن ان يظهر حبه للناس جميعا واحترامه لهم ولآرائهم وان يتقرب منهم ويبين لهم انه محب وبهذا تتحقق غايات الرسالات ويقبل الناس على حب الايمان وأهله.
لكن ظهرت حركة عالمية لا ندري من اين مصدرها – وأرجح ان مصدرها الشيطان- تحث على الكراهية والتقاطع والصراع والعنصرية. وهي ظاهرة لا تجد امة او فكرا او دينا يخرج عنها بدرجة او أخرى وهذا ما أدى الى المآسي والحروب والخراب في الأرض. ولم ينجُ المسلمون من هذه الظاهرة الباطلة، فظهرت اراء فقهية تصب في هذا الإطار بسبب عدم فهم للنص وبحجة التولي والتبري، حتى انزل هذا على الموحدين من اهل الأديان، ثم انجر على الطوائف الإسلامية فيما بينهما، وبعدها تطور الى التولي مذهبي، الى ان أصبح الان في عصرنا التولي المدرسي والعلمائي، والذي على أساسه صار مفهوم التولي والتبري عند الكثيرين من عصرنا وهو من الغرائب. لا ريب ان كل هذا باطل من اوله واخره، ولا ريب انها كلها من خطوات الشيطان.
ان التولي والتبري حق وصدق لكن ليس بالصورة التي تصورها بعض الفقهاء والتي توسعت لتشمل طيفا واسعا من البشرية وتصنع حاجزا حضاريا بين الناس، بل المراجعة الدقيقة للقران تجد ان التوالي والتبري هو للمعتدي بما هو معتدي والمعاند بما هو معاند والمؤذي بما هو مؤذي والمحارب بما هو محارب. ان سوء الفهم للنص صدر بسبب اعتقاد ان تلك الأوامر الولائية عامة في عناوين جاءت فيها، وفي الحقيقة هي كلها من العام الذي اريد به الخاص، ولقد بينت ذلك في مناسبات كثيرة، وان تحرير الحكم العام من تلك الأوامر ليس له شاهد ولا مصدق بل خلاف غايات القرآن ومقاصده. ولم يقتصر هذا الفهم الخاطئ على فقهاء الإسلام بل أيضا جرى على المستشرقين الذين تجنوا على القرآن وأيضا جرى على المناوئين والمتتبعين فتجنوا على النص القرآني ولم يسلموا من هذا الفهم الخاطئ فنسبت للشريعة أمور هي براء منها.
ان القرآن من اوله الى اخره له غاية ولائية واحدة هي الايمان بالله تعالى والتبري من الفساد، وحينما يكون العمل غير مخالف لتلك الغاية يخرج من خانة الولاء والبراء، فكل عمل يقوم به أي انسان لا يخالف الايمان بالله ولا يسبب فسادا في الأرض فانه يخرج من موانع الولاء والتبري. فلا يصح تحريمه او منعه من دون علم عام حقيقي في المقام والا كان من الظاهرية والحشوية. وهذا هو الأساس والركن الذي يجب التعامل به مع فعاليات ونشاطات الأمم الأخرى غير المسلمة موحدة او غير موحدة، ولا بد من التأكيد على ضرورة تحبيب الايمان وأهله الى الناس ومشاركتهم افراحهم واحزانهم وإظهار اقصى درجات الحب والإنسانية والتعاطف مع كل انسان.
ومن هنا نأتي الى مشاركة غير المسلمين باحتفالاتهم، فاذا كان الاحتفال غير مخل بالايمان بالله وبتوحيده ولا ينشر فسادا ولا فاحشة، يخرج هذا الامر عن مجال التولي والتبري، ويكون الأصل فيه الجواز ولمنعه لا بد من دليل خاص ينطبق على موضوعه من دون اجتهاد متسامح معتمد على العاطفة والشهرة والتسالم والمقبولية المسبقة. لا يصح الاستمرار بهذا الشكل من الفقه البائس الذي لا يقول الا ما يرضي ما هو سائد بحجة العلم، لا بد للفقه ان يرضي الله تعالى بتحقيق غاياته ومقاصده وليس إرضاء الناس وافكارهم وتصوراتهم البعيدة عن غايات القران.
وبعد مراجعتي لأقوال بعض الفقهاء واستدلالاتهم المانعة لمشاركة غير المسلمين في احتفالاتهم وجدتها اغلبها ترجع الى ما بينته من الأصل الباطل في توسيع الولاية والبراءة، او توسعة الفهم لمفهوم الفساد، وهكذا استدلال في واقعه ليس استدلالا أصلا، اذ ان مشاركة الاخرين في افراحهم واحزانهم وتحبيبهم بالايمان وإظهار الحب للبشرية والتقارب والتالف ونشر السلام والوئام بين البشر كلها أمور راسخة في وجدان الشريعة، بل لو قلنا انها راسخة في وجدان القران والسنة لكان صحيحا.
ومن هنا لا أجد ولن يجد أحد دليلا علميا وجيها لمنع المسلم من مشاركة أي انسان على الأرض اعياده او احتفاله بمناسبات دينية او غير دينية بشرط الا تكون مخلة بالتوحيد ولا موجبة للفساد في الأرض، بل إذا كان هذا الامر جائزا للمسلم البعيد عن بلاد هؤلاء الناس المحتفلين غير المسلمين، فانه مستحب للمسلم الذي يعيش معهم في بلدهم، بل هو مستحب مؤكدا لمن تربطه بهم علاقات صداقة او عمل. ان أصوات المقاطعة والصراع والتجافي بين الأديان وأهلها يجب ان ينتهي الى الابد. نحن في زمن موت صراع الأديان وكل صوت يقف بجانب صراع الأديان فهو صوت ميت.
لكن ظهرت حركة عالمية لا ندري من اين مصدرها – وأرجح ان مصدرها الشيطان- تحث على الكراهية والتقاطع والصراع والعنصرية. وهي ظاهرة لا تجد امة او فكرا او دينا يخرج عنها بدرجة او أخرى وهذا ما أدى الى المآسي والحروب والخراب في الأرض. ولم ينجُ المسلمون من هذه الظاهرة الباطلة، فظهرت اراء فقهية تصب في هذا الإطار بسبب عدم فهم للنص وبحجة التولي والتبري، حتى انزل هذا على الموحدين من اهل الأديان، ثم انجر على الطوائف الإسلامية فيما بينهما، وبعدها تطور الى التولي مذهبي، الى ان أصبح الان في عصرنا التولي المدرسي والعلمائي، والذي على أساسه صار مفهوم التولي والتبري عند الكثيرين من عصرنا وهو من الغرائب. لا ريب ان كل هذا باطل من اوله واخره، ولا ريب انها كلها من خطوات الشيطان.
ان التولي والتبري حق وصدق لكن ليس بالصورة التي تصورها بعض الفقهاء والتي توسعت لتشمل طيفا واسعا من البشرية وتصنع حاجزا حضاريا بين الناس، بل المراجعة الدقيقة للقران تجد ان التوالي والتبري هو للمعتدي بما هو معتدي والمعاند بما هو معاند والمؤذي بما هو مؤذي والمحارب بما هو محارب. ان سوء الفهم للنص صدر بسبب اعتقاد ان تلك الأوامر الولائية عامة في عناوين جاءت فيها، وفي الحقيقة هي كلها من العام الذي اريد به الخاص، ولقد بينت ذلك في مناسبات كثيرة، وان تحرير الحكم العام من تلك الأوامر ليس له شاهد ولا مصدق بل خلاف غايات القرآن ومقاصده. ولم يقتصر هذا الفهم الخاطئ على فقهاء الإسلام بل أيضا جرى على المستشرقين الذين تجنوا على القرآن وأيضا جرى على المناوئين والمتتبعين فتجنوا على النص القرآني ولم يسلموا من هذا الفهم الخاطئ فنسبت للشريعة أمور هي براء منها.
ان القرآن من اوله الى اخره له غاية ولائية واحدة هي الايمان بالله تعالى والتبري من الفساد، وحينما يكون العمل غير مخالف لتلك الغاية يخرج من خانة الولاء والبراء، فكل عمل يقوم به أي انسان لا يخالف الايمان بالله ولا يسبب فسادا في الأرض فانه يخرج من موانع الولاء والتبري. فلا يصح تحريمه او منعه من دون علم عام حقيقي في المقام والا كان من الظاهرية والحشوية. وهذا هو الأساس والركن الذي يجب التعامل به مع فعاليات ونشاطات الأمم الأخرى غير المسلمة موحدة او غير موحدة، ولا بد من التأكيد على ضرورة تحبيب الايمان وأهله الى الناس ومشاركتهم افراحهم واحزانهم وإظهار اقصى درجات الحب والإنسانية والتعاطف مع كل انسان.
ومن هنا نأتي الى مشاركة غير المسلمين باحتفالاتهم، فاذا كان الاحتفال غير مخل بالايمان بالله وبتوحيده ولا ينشر فسادا ولا فاحشة، يخرج هذا الامر عن مجال التولي والتبري، ويكون الأصل فيه الجواز ولمنعه لا بد من دليل خاص ينطبق على موضوعه من دون اجتهاد متسامح معتمد على العاطفة والشهرة والتسالم والمقبولية المسبقة. لا يصح الاستمرار بهذا الشكل من الفقه البائس الذي لا يقول الا ما يرضي ما هو سائد بحجة العلم، لا بد للفقه ان يرضي الله تعالى بتحقيق غاياته ومقاصده وليس إرضاء الناس وافكارهم وتصوراتهم البعيدة عن غايات القران.
وبعد مراجعتي لأقوال بعض الفقهاء واستدلالاتهم المانعة لمشاركة غير المسلمين في احتفالاتهم وجدتها اغلبها ترجع الى ما بينته من الأصل الباطل في توسيع الولاية والبراءة، او توسعة الفهم لمفهوم الفساد، وهكذا استدلال في واقعه ليس استدلالا أصلا، اذ ان مشاركة الاخرين في افراحهم واحزانهم وتحبيبهم بالايمان وإظهار الحب للبشرية والتقارب والتالف ونشر السلام والوئام بين البشر كلها أمور راسخة في وجدان الشريعة، بل لو قلنا انها راسخة في وجدان القران والسنة لكان صحيحا.
ومن هنا لا أجد ولن يجد أحد دليلا علميا وجيها لمنع المسلم من مشاركة أي انسان على الأرض اعياده او احتفاله بمناسبات دينية او غير دينية بشرط الا تكون مخلة بالتوحيد ولا موجبة للفساد في الأرض، بل إذا كان هذا الامر جائزا للمسلم البعيد عن بلاد هؤلاء الناس المحتفلين غير المسلمين، فانه مستحب للمسلم الذي يعيش معهم في بلدهم، بل هو مستحب مؤكدا لمن تربطه بهم علاقات صداقة او عمل. ان أصوات المقاطعة والصراع والتجافي بين الأديان وأهلها يجب ان ينتهي الى الابد. نحن في زمن موت صراع الأديان وكل صوت يقف بجانب صراع الأديان فهو صوت ميت.