الدكتور عوَّاد بن بايق الشمَّريّ - دلالات الإشارات الجسدية في شرح ابن السكيت على ديوان عروة بن الورد

الملخَّص:

هدفت هذه الدراسة إلى تحديد معنى الإشارات الجسمية، والوقوف على دلالاتها المختلفة، وتحديد قيمتها في شرح ابن السكيت لديوان عروة بن الورد أحد شعراء الصعاليك في العصر الجاهلي، وقد اتبع الباحث المنهج الوصفيّ المعتمد على التحليل، والاستنباط. وقد توصلت الدراسة إلى أن الإشارات الجسدية تمثل جانباً رئيساً من جوانب علم الدلالة اللغوي؛ إذ تعمل على أداء المعنى بصورة جيدة، كما كشفت الدراسة عن كون الإشارات الجسدية قد تكون اختيارية، وقد تكون إجبارية مفروضة على الشخص، كما أظهرت كثرة استخدام عروة بن الورد للإشارات الجسدسة المستخدمة في المساعدة، والإيثار، والتضحية للآخرين؛ مثل: الحياء، والعين، والأسنان، واليد، وأخيراً كشفت عن عدم وجود أي إشارة جسدية؛ تدل على سوء الخلق؛ كالأنف، أو عض الأصابع، أو الشفتين؛ وهذا يعكس طبيعة عروة بن الورد الذي كان يتصف بدماثة الخلق.


مقدمة:

يقسم علم الدلالةSymantic السياق Context قسمين: سياقاً لغويا، وسياقاً غير لغوي، ويهتم السياق اللغوي بفهم النصوص والعبارات، ولكن توجد بعض النصوص والعبارات غامضة؛ بحيث لا يفهم من السياق اللغوي شيء؛ مما يضطرنا إلى الذهاب إلى ما يطلق عليه السياق غير اللغوي؛ وهو سياق خارج نطاق اللغة تماماً([1]).

ومن المعروف أن النشاط التواصلى بين البشر بعضهم وبعض يتكون من ثلاثة عناصر، وهى: متحدث أو مرسل، ومستمع أو مستقبل، ونظام إشارى، أو لغة مشتركة بين المرسل والمستقبل، ولهذا النظام محتوى يرمز إليه([2]).

ويؤكد ذلك علماء النفس أن التفاعل بين المواقف والأحداث التي يمر بها الإنسان يظهر على شكل استجابات، أو تعبيرات جسمية داخلية وخارجية؛ فعندما يصاب الإنسان بحالة انفعالية معينة، تزداد سرعة دقات قلبه، وتشتد؛ فينتج عن ذلك زيادة كمية الدم التي يرسلها القلب إلى أجزاء الجسم المختلفة، كما يؤدي الانفعال إلى انقباض، أو ضيق في الأوعية الدموية الموجودة في الأحشاء، وإلى اتساع في الأوعية الدموية الموجودة في الجلد والأطراف، ويؤدي ذلك إلى اندفاع الدم من الأحشاء نحو الأجزاء الخارجية في الجسم والأطراف؛ فيتسبب ذلك في احمرار وجه الإنسان، وشعوره بالحرارة التي تظهر على وجهه([3]).

أسباب اختيار الموضوع:

قلة الدراسات اللغوية في مجال تحديد الدلالات اللغوية للإشارات الجسدية.
رغبة الباحث نفسه في سبر أغوار الشاعر الكبير عروة بن الورد؛ لمكانته الاجتماعية الكبرى بين شعراء الصعاليك.

التعريف بالشاعر:

هو عروة بن الورد بن زيد، وقيل: ابن عمرو بن زيد بن عبد الله بن ناشب، وينتهي نسبه إلى غطفان بن سعد بن نزار.

وكان شاعراً من شعراء الجاهلية، وفارساً من فرسانها، وصعلوكاً من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد، وكان يلقب بشاعر الصعاليك؛ لجمعه إياهم، وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم، ولم يكن لهم معاش ولا مغزى([4]).

وفي تعريف الصعلقة يقول الفيروزآبادي: “وعروة الصعاليك هو عروة بن الورد؛ لأنه كن يجمع الفقراء في حظيرة فيرزقهم بما يغنمه”([5]).

ترجمة ابن السكيت:

هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق، ولد عام(186ه- 802م)، وتوفي عام(244ه- 852)م، وهو إمام في اللغة والادب، ولقبه أبوه بالسكيت؛ لكثرة سكوته، وطول صمته.

ومن أهم مؤلفاته وأذيعها صيتاً كتلب”إصلاح المنطق”، وله أيضاً كتاب”الألفاظ”، و”الأضداد”؛ ومنها”شرح ديوان عروة بن الورد”- موضوع الدراسة([6]).

تساؤلات الدراسة:

تقوم هذه الدراسة على الإجابة عن السؤال الرئيس التالي:

ما أهم الدلالات اللغوية للإشارات الجسدية في ديوان عروة بن الورد؟

ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية:

ما واقع الإشارات الجسدية في الدراسات اللغوية؟
ما أهم الإشارات الجسدية التي جاءت في ديوان عروة بن الورد؟
ما أهم الدلالات اللغوية للإشارات الجسدية في ديوان عروة بن الورد؟

الهدف من البحث: تتمثل أهداف هذا البحث فيما يأتي:

تفسير ظاهرة الإشارات الجسدية في الدراسات اللغوية.
الوقوف على أهمية دراسة الإشارات الجسدية وضوابطها.
جمع ظاهرة دلالات الجسد في ديوان عروة بن الورد، وتحديد دلالاتها.

منهج البحث والأدوات:

المنهج الذى يرتئيه الباحث فى توضيح هذا النظام هو المنهج الوصفي القائم على التحليل والاستنباط؛ إذ يقوم الباحث بعرض تعريف شامل للإشارات الجسدية، والتأريخ لها في كتب اللغويين العرب، وعرض لدلالاتها المختلفة، وضوابطها، وأنواعها، ثم تطبيق ذلك على ديوان عروة بن الورد.

حدود الدراسة:

الحدود الزمنية: حدد الباحث الفترة الزمنية التي امتد على إثرها ديوان عروة بن الورد.
الحدود المكانية: حدد الباحث المكان بالإحالة إلى الأماكن المذكورة في الديوان- موضوع الدراسة-.
الحدود الموضوعية: حدد الباحث موضوع الدراسة بشرح ابن السكيت على شرح ديوان عروة بن الورد.

الدراسات السابقة:

لقد تبين لي من خلال اطلاعي على كثير من الدراسات اللغوية والأدبية والبلاغية- عدم وجود دراسة لغوية واحدة ومتخصصة اهتمت بدراسة الإشارات الجسدية؛ ولاسيما ديوان عروة بن الورد.
ومن أهم الدراسات التي اطلعت عليها ما يلي: دراسة(عيد الجندي، 2018) ([7]): هدفت هذه الدراسة إلى دراسة الحركة الجسمية في لامبة العجم للطغرائي من الوجهة البلاغية. وتختلف هذه الدراسة شكلاً وموضوعاً عن دراستي؛ لاهتمامها بالجانب البلاغي فقط، وليس اللغوي,

دراسة(عبد المجيد الإسداوي، 2012) ([8]):

هدفت هذه الدراسة إلى دراسة التعبير الإشاري في الشعر الجاهلي؛ من خلال أربع صور؛ وهي: صور الذات، والمرأة، والممدوح، والمهجو.

وتختلف هذه الدراسة شكلاً وموضوعاً عن دراستي؛ وذلك لكونها تنصب في الدرس الأدبي، وليس في الدرس الدلالي.

دراسة(ياسر عوض الله، 1999م) ([9]):

هدفت هذه الدراسة إلى استخلاص الدلالات اللغوية للحركات الجسمية من الأحاديث النبوية الشريفة.

وتختلف هذه الدراسة عن دراستي في كونها اهتمت بالحديث النبوي الشريف الذي هو مصدر أصيل من مصادر التشريع الإسلامي، وليس بكتب الشعر العربي، بالإضافة إلى اهتماهمها بكلام الرسول- صلَّى الله عليه وسلَّم- نفسه.

التفسير اللغوي للإشارات الجسمية:

الإشارة لغةً:

يدل الأصل اللغوي للإشارة على الإظهار؛ ومن ذلك قولهم: شار العسل يشوره شَوْراً وشِياراً وشيارةَةً ومَشاراً: استخرجه من الوَقْبة واجتناه، وأشاره واستشاره: كشاره، وشار الدابة يشورها شوراً: إذا عرضها لتباع، والشارة عند العرب: المشورة([10]).

الإشارات الجسدية اصطلاحاً:

مما لاشك فيه أن الكلام ليس هو الوسيلة الوحيدة للتعبير؛ فهناك وسائل أخرى، وطرق للتعبير عن التفكير، والمشاعر، فهناك التعبير بالإشارة؛ كتحريك الرأس واليدين، وهناك التعبير بملامح الوجه، وبالصيحات، وهناك التعبير بالأدوات الصناعية، كالطبول وغيرها ([11]).
أى إن اللغة – أى لغة – تنقسم إلى قسمين : 1- لغة منطوقة. 2- لغة الجسد. Body language ([12]).

ونفهم مما سبق أن التعبيرات غير اللغوية تطلق على الإشارات الجسمية، والتى نفسرها بأى وسيلة تنقل لنا فكرة بدون استخدام الصوت.

ويلزم أن نوضح الفرق بين الإشارات الجسمية والمعنى الإشارى؛ فالأخير Denatative meaning هو الذى يقابل الماصدق Denatative في علم المنطق ، ويقصد به كل ما يشير إلى الجنس، أو الفكرة الكلية؛ إذ إنه يصدق على عدة أفراد ([13]).

ويعرف علم الحركة الجسدية بأنه العلم الذي يختص بوصف أعضاء الجسم وحركاته التي تحدث وفق نمط معين؛ وهي تحدث نتيجة للتعلم، وترتبط بثقافة المجتمع([14]).

والإشارات الجسدية صارت علماً لغوياً فى عصرنا الحديث، ويتبع فى دراسته علم الرموز Semiolog ([15])، وعلم الحركة الجسمية Kinesics ([16]).

أى إن دراسة الإشارات الجسمية ليست أساسا نظريا لعلم الدلالة، وإن كانت عاملا مساعدا في نقل المعاني.

والإشارات الجسدية ليست ثابتة، نراها على حالتها في أي شعب، وفي أي مجتمع، فكل مجتمع له تقاليده الثابتة، وله عرفه الخاص الذى يتميز به عن المجتمعات الأخرى، فمثلاً نشاهد المصري يتوسط يده، أو يوقفها عند الانتهاء من الحديث، وفى المقابل نرى الأمريكي يخفض رأسه عند هذه الحال نفسها،([17]) وفى هذا يقول الدكتور حسن ظاظا: ” وتختلف الشعوب بعضها عن بعض في الاستعانة بالحركات والإشارات أثناء الكلام، فبعض أجناس البشر إذا تكلم أحدهم لا يكاد يحرك إلا شفتيه، بينما الآخر إذا فتح فمه انطلقت معه في جسمه لوالب الحركة، فهز رأسه، وأشاح بيديه، وحرك كتفيه ودق بقدميه” ([18]).

وترجع فكرة الإشارات الجسدية إلى العصور القديمة، ولعل كون الفرد قادرا على الكلام مع بعض الإشارات الأخرى هو الذى سهل مسألة انتشار هذا الجانب.

ولقد جاءت إشارات كثيرة في ثنايا الكتب والمؤلفات العربية عن التعبيرات غير اللغوية، منها قول الجاحظ :”والإشارة واللفظ شريكان، ونعم العون هى له… ولولا الإشارة لم يتفاهم الناس معنى خاص بالخاص “ ([19]).

وقد جاءت الظاهرة نفسها فى القرآن الكريم؛ فقد كان كثيرا، ومثل ركنا مهما من إعجازه، ويعد التصوير القرآنى ضربا من هذا النوع، والنظر فى قوله تعالى: ” مثل الذين كفروا بربهم، أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون على شيء مما كسبوا “([20])، فنجد لوحة فنان، أراد أن يوضح معنى، فنقله في صورة بيانية ساحرة ([21]).
كما وردت أيضاً عند علماء الحديث المعاصرين؛ يقول ابن الجوزي: “التبسم قد يكون عند الغضب، كما يكون عند التعجب والسرور؛ فإن كلا منهما يوجب انبساط دم القلب وفورانه؛ ولهذا تظهر حمرة الوجه لسرعة فوران الدم فيه؛ فينشأ عن ذلك السرور والغضب تعجب يتبعه ضحك وتبسم”([22]). دلالاتها:

أمكن للباحث إحصاء أهم دلالات الإشارات الجسدية؛ كما يلي:

1- وسيلة من وسائل التعبير عن المعاني، فتقطيب الجبين يدل دلالة واضحة على الحزن والتشاؤم، كأن صاحبه يقول :” إني لا أحب ذلك “ ([23]).

2- تستعمل كعوامل مساعدة فى إيضاح الأصوات الكلامية، وفى هذا يقول زيدان: ” مازلنا نستعمل الإشارات ونحن نتكلم بالألفاظ لمساعدة هذه الألفاظ على أداء معانيها “ ([24]).

3- يعتمد على أرباب الفنون، كالرقص، والغناء، والمسرح ([25]).

4- تعتبر أداة في كشف قيم المجتمع وتقاليده.

5- تهم صاحب المعجم، الذى يعتمد على المعاني أيما اعتماد ([26]).

6- تفضل في نقل المعاني لمسافات طويلة، كالتليفون.

7- تعتبر نائبا عن كلمات الحظر الاجتماعي (Taboo) ([27]).

8- تقوم بعمل وصلات بين المرسل والمستقبل.
9- تحدد اتجاه المتكلم في كلامه ([28]). 10- لها أهمية في التعليم، وفى خدمات المتعلمين ([29]). ضوابطها:

أما عن ضوابط الإشارات الجسدية؛ فقد اشترط اللغويون ضرورة اتفاقها مع القواعد الاجتماعية Social rules؛ إذ ينبغي لهذا فك الرموز المحلية في كل لغة Local codes؛ خاصة ونحن قد أَبَنَّا عن اختلاف الإشارات الجسدية من منطقة لأخرى ([30]).

أنواعها:

تقسم الإشارات الجسدية إلى قسمين، كما يأتي:

1- اضطرارية: وهى التي تعبر عن الانفعالات، مثل الابتسام والنهوض إذا حدث شيء تأثر بشيء، ويروى عن المستر فلادستون خطيب إنجلترا الشهير أن سامعيه كثيرا ما كانوا يقفون بغتة عند سماع خطبه “ ([31]).

اختيارية: بقصد من صاحبها، كلغة الخرس، مع الأخذ فى الحسبان أن التعبيرات الاختيارية سرعان ما تتحول إلى معنى رمزى، لا علاقة بينه وبين الإشارة، والتى حدثت من قبل ([32]).

التطبيق اللغوي في ديوان عروة بن الورد:

إذا تتبعنا التعبيرات غير اللغوية فى ” فتح البارى ” لوجدناها كثيرة مفرطة، ولو درسنا لها نظاما فى دراستنا هذه لوجدنا أهمها، وأكثرها ورودا ما يأتى:

ونبدأ بأول واحدة مما سبق، كما يلى:

(1)- الجسم:

ذكره ابن السكيت في عرضه لقول عروة بن الورد([33]):
أُقَسِّمُ جسمي في جسوم كثيرة
وأحسو قراح الماء، والماء بارد

يقول ابن السكيت: أقسم جسمي: الجسم هنا طعامه؛ يقول: أقسم ما أريد أن أطعمه في محاويج قومي، ومن يلزمني حبقه.

(2)- اليد:

اليد فى اللغة العربية تطلق على معانٍ كثيرة، فتطلق مثلا على اليد التى هى عضو من أعضاء الإنسان، وتطلق أيضا على الجاه، والقوة، والإحسان.([34])

ولا يهمنا من ذكر اليد هنا إلا اليد التي هي عضو من أعضاء الإنسان، وتقديم عدة شواهد؛ لإثبات أن لليد لغة غير منطوقة.

اليد بمعناها الحقيقي:

جاء ذلك في شرح ابن السكيت لقول عروة([35]):
ينوؤون بالأيدي وأفضل زادهم
بقية لحم من جزور مُمَلَّحِ

يقول: هؤلاء أصحاب الكنيف مجهدون، فلا يقدرون من جهدهم أن يستقلوا حتى يعتمدوا على أيديهم.
ومنه أيضاً([36]):
يقلب في الأرض الفضاء بطرفه
وهن مناخات ومرجلنا يغلي

يقول ابن السكيت: يقلب في الأرض الفضاء بطرفه: يروى بكفه.

ويذكر الدكتور كريم حسان الدين أن المعجم العربي وبعض الكتب اللغوية قد وصفت لنا سلوك الكف وحركاتها المختلفة؛ فإذا ضم المتكلم أصابع الكف فهي قبضة، وإذا ضمها على شيء فهي حفنة، وإذا بسطها للسؤال فهي التكفف، وإذا أشار بها لمن أمامه فهو الإيماء، وإذا أشار بها لمن خلفه فهو الإيباء، وغذا ضرب راحة الكف بالأخرى فهو التصفيق، وإذا ضرب براحة الكف الخد فهو اللطم، وإذا ضرب الوجه فهو الصك، وغذا ضرب الرأس فهو الصقع، وإذا ضرب القفا فهو الصفع، وإذا ضرب بكفه الصدر أو الجنب فهو الوكز، وإذا ضرب الظهر أو العجز فهو النخس([37]).

اليد بمعنى التشاجر:

نذكر هنا شرح ابن السكيت لقول عروة([38]):
إلى حَكَمٍ تناجلَ مَنْسِماها
حصى المَعْزاء من كنفي حقيل

يقول ابن السكيت: تناجل: أي ترامى بالحصى

اليد بمعنى الامتلاك:

وورد ذلك أيضاً في شرح ابن السكيت لقول عروة([39]):
إذاً لملكت عصمة أم وهب
على ما كان من حسك الصدور

فيقول ابن السكيت: ويقال: عصمة فلان بيد فلان، أي: ملك أمرها. يقول: إذا لأمسكتها؛ فكنت مالك أمرها على ما بيني وبين قومها من العداوة.

يقول ألن بيز: “هه الإيماءة تبدو للوهلة الأولى أنها إيماءة ثقة بالنفس؛ إذ إن بعض الأشخاص الذين يستخدمونها غالباً ما يكونون مبتسمين ويبدون سعيدين”([40]).

(3)- العين:

العين التي نقصدها هنا هي عين الإنسان التي يستخدمها وسيلة للإبصار وقد توسع العرب فى العين فأطلقوها على كثير من التعبيرات المجازية، مثل : اذهب فاعتن لنا منزلا، أي ارتده، ورأس عين : بلدة.([41])

ووضع العين وضعا معينا يجعلنا نفهم كثيرا من المعاني.

وإذا بحثنا أكثر فى التدليل بالعيون؛ لعرفنا أن العين هي أكثر أجهزة الجسم البشرى تدليلا؛ ولهذا لقبوها بنوافذ الروح Windows of soul.

ويستفيد العلماء والأطباء من حركات العيون في علاج الكثير من المهارات الاجتماعية.([42])

يقول الدكتور حسام الدين: ” إن العين تملك لغة خاصة بها إذا صح التعبير، فهي تعبر عما في نفس صاحبها إذا أراد أو لم يرد، وإذا حاول أن يبدى ما يريد أو يخفيه، وهى تكشف عن الحب والبغض “.([43])

وفى هذا يقول أحد الدراسين في لغة العيون: ” وهكذا، فإن القيام بإيماءة ما، أو إلقاء تعليق ما ينبغي أن تسبقهما عملية عقلية يتم الكشف عنها أولاً من خلال العينين “.([44])
إذاً لملكت عصمة أم وهب
على ما كان من حسك الصدور

فيقول ابن السكيت: ويقال: عصمة فلان بيد فلان، أي: ملك أمرها. يقول: إذا لأمسكتها؛ فكنت مالك أمرها على ما بيني وبين قومها من العداوة.
جاء فيها في شرح ابن السكيت على الديوان([45]):
تبيت على المرافق أم وهب
وقد نام العيون لها كتيتُ؟

يقول ابن السكيت: كتيت مثل كتيت البعير الذي لم يحكمه. قال: وإنما بكت من الغيظ. يقال: كتّ البعير والفصيل يكت كتيتاً: إذا صاح صياحاً ليناً، يريد أن أم وهب قد نامت العيون لها، ولها كتيت.

ومنه قوا ابن السكيت على بيت عروة([46]):

ينام عشاء ثم يصبح طاوياً
يحث الحصى عن جنبه المتعفر

يقول ابن سكيت: ينام عشاء ثم يصبح طاوياً، ويروى يصبح قاعداً، ويروى يصبح ناعساً، يقول: ليس بصاحب إدلاج ولا غزو.

(4)- السقوط:

نذكر هنا قول ابن السكيت([47]):
قلت لقوم في الكنيف
عشية بتنا عند ماوان رُزَّح

ماوان: واد فيه ماء، فيما بين النقرة والربذة، فغلب عليه الماء؛ فسمي ذلك الماء ماوان. رزَّح: قد سقطوا من الإعياء، وكانت منازل بني عبس فيما بين أيانين والنقرة وماوان والربذة، هذه منازلهم.

(5)- الاستراحة:

تعرض لها ابن السكيت في قول عروة([48]):
تنالوا الغني أو تبلغوا بنفوسكم
إلى مستراح من حمام مبرَّح

يقول: أو تبلغوا بنفوسكم إلى مستراح: يريد إلى أن تصيبوا مستراحاً من عنائكم الذي برَّح بكم. يقول: تزودوا من هذا المكان لعلكم تنالون الغنى فتستريحوا من هذا الجوع والعناء الذي برح بكم وحهدكم.

ويستطرد في ألفاظ الإشارات الجسدية الدالة على الراحة فيقول في شرح قول عروة([49]):
لعلكم أن تصلحوا بعدما أرى
نبات العضاه التائب المتروِّح

نبات العضاة الثائب: أي كما يؤوب العضاه، ويثوب ورقه بعد الورق الذي سقط، والعضاه: كل ما كان من شجر البر له شوك من طلح أو سمر. والمتروح الذي استقبل البرد فوجد مسه يقطر ورقه من غير مطر؛ فمثل أصحاب الكنيف بهذا، فقال لهم: لعلكم تصلحون بعدما أرى بكم من الجهد وتالهزال، وتبنت لحومكم كما صلحت هذه العضاه بعد اليبس.

(6)- الوجه:

الوجه بمعناه الحقيقي:

جاء في([50]):
أقيموا بني لُبنى صدور ركابكم
فكل منايا النفس خير من الهزل

أقيموا: أي وجهوا في الغزو وانصبوا له، والهزل: الجوع، والهازل: الجائع، يقال: هزل الرجل دابته.

الحياء:

جاء ذلك في قول ابن السكيت على بيت عروة([51]):
ومستهنئ زيدٌ أبوه فلا أرى
له مدفعاً فاقني حياءك واصبري

يقول ابن السكيت: فاقني حياءك: أي احفظيه وأمسكيه عليك، ومنه: غنم قنية: أي غنم إمساك، يقال: قنية وقنوة؛ فمن قال: قنية، قال قنيان، ومن قال قنوة: قال: قنوان.

الجمال:

أورده الشارح في بيانه لهذا البيت([52]):
وكانت لا تلوم فأرَّقني
ملامتها على دل جميل

يقول: على دل جميل: يقال: إنها لحسنة الدلّ في شكلها، وهيئتها، وجمالها.

(7)- المشي:

المشي بمعناه الحقيقي:

ورد فيه فول ابن السكيت تعليقاً على هذا البيت([53]):
إذا قلت استهل على قديد
يحور ربابه حَوْرَ الكسير

يقول الشارح: قديد: محل من مكة على مرحلتين، واستهل: أي صات، وربابه: أي سحابه، ويحور: يرجع، والكسير: الذي يبطئ في المشي.

وجاء فيه أيضاً([54]):
ذريني أطوف في البلاد لعلني
أخليك أو أغنيك عن سوء محضري

يقول ابن السكيت في شرحه: ذريني أطوف: أي أسير في البلاد؛ لعلني أصيب حاجتي فأغنيك عن سوء محضر، أي أغنيك عن أن تحضري محضراً سيئاً، يعني المسألة، وأخليك: أي أقتل عنك فأفارقك فتخلي للأزواج، والتخلية الطلاق.

ومنه أيضاً([55]):
فإني لمستاف البلاد بسُرْبة
فمبلغ نفسي عُذرها أو مطوِّفُ

يقول الشارح: فإني لمستاف: من المسافة، أي سالك بعدها؛ يقول الرجل: إني آخذ مسافة هذه الأرض، أي بعدها، والمسافة بين الأرضين، والسربة: جماعة الخيل، ما بين العشرين إلى الثلاثين.

الخروج:

ورد فيه قول ابن السكيت([56]):
ومن يك مثلي ذا عيال ومقتراً
من المال يطرح نفسه كل مطرح ليبلغ عذراً أو يصيب رغيبةً ومُبلغ نفس عذرها مثل منجح

ومقتر: مقل: يقول: نخرج فنطلب، فإن أصبنا رغيبة، فذلك الذي نريد، وكنا نطلب، وإن رجعنا مخفقين لم نصب شيئاً من غزوتنا، فلم نقعد عن الطلب، ولم ندع غاية كنا قد أعذرنا في الطلب، فإن من عمل هذا كان قد بلغ من نفسه عذرها، وكان كأنه قد أنجح حين لم يقعد عن الطلب.

(8)- المشاعر:

لم أجد في شرح ابن السكيت غير قوله في شرح قول عروة:
فهل يطربن في إثركم مَن تَرَكتم
إذا قام يعلوه حلالٌ فيقعد

يقول: يطربن: الطرب: خفة تأخذ من فرح أو حزن.

(9)- الجلوس:

الجلوس بمعناه الحقيقي:

وجاء في الجلوس أيضاً قول ابن السكيت على شرح قول عروة([57]):
رهينة قعر البيت كل عشية
يطيف بي الوِلْدان أهْرَجُ كالرَّأْل

يقول: رهينة قعر البيت: يقول: أنا مرتهن في البيت لا أبرح قعره. وأهرج: يقال: هرج يهرج وهو تدارك الخطو. والرأل: فرخ النعام؛ فيقول: أنا منحن كأني فرخ النعامة.

ونفهم من هذا الشاهد دلالته على الصمت؛ فالصمت يستخدم عادة؛ للتخلص من المواقف المحرجة([58]).

الجلوس بمعناه المجازي:

من الحقول المعجمية التي ذكرها ابن السكيت في شرحه ما جاء على قول عروة([59]):
أيهلك معتم وزيد ولم أقِم
على ندب يوماً ولي نفس مخطر

يقول: أتهلك: يروى: أيهلك، معتم وزيد: هما قبيلتان من عبس، يقول: أيهلك في حياتي هذان، ولم أقم.

(10)- الرجل:

لقد جاءت الرجل مع بعض الأعضاء الأخرى، كذلك جاءت بمفردها، ووردت أيضا بأحد ملحقاتها كالقدم، والكعب، وما شابه ذلك.

ومنها في الشرح([60]):
تكشف عائد بَلْقاء تنفي
ذكور الخيل عن ولدٍ شفور

يقول ابن السكيت: تكشف عائذ: أي يتكشف البرق كتكشف عائذ، والعائذ: الحديثة النتاج، وتكشفها أنها تشفر برجليها، وترفع يديها لتنحّي ذكور الخيل عن ولدها، فيبدو بلق بطنها، فتشبه البرق في سواد الغيم ببياض هذا الفرس في سواد بطنها، وشفور: هي التي تشفر برجليها، والشفر: رفع الرجلين جداً، وإنما يعني رمحها، وشفور من صفة العائذ.

(11)- الفم:

الأسنان:

لقد استعارت العرب الأسنان؛ للتعبير عن دلالات مختلفة؛ فقالت: أسنان المشط؛ بمعنى التساوي والمشاكلة، وسن الثوم؛ أي حبة من رأسه، وسن القلم؛ للدلالة على مقدمته، وكذلك سن الندم؛ وكذلك عض الأسنان؛ للتعبير عن الامتعاض والغضب([61]).

وقد وردت الأسنان في الشرح بدلالات خاصة؛ ومنها في الشرح التعليق على قول عروة([62]):
ترى كل بيضاء العوارض طَفْلةٍ تُفْري إذا شال السمَّاك صِداها

العوارض: هي الأسنان من الضواحك، والطفلة: الناعمة الرطبة، وتفري: تشق صدارها إذا شال السماك، أي النجم ارتفع، والصدارة شيء تلبسه المرأة على صدرها.

الرِّيق:

نذكر هنا تعليق الشارح على([63]):
بآنسة الحديث رُضابُ فيها بُعيد النوم كالعنب العصر

فيقول: الرضاب: من كل شيء القطع، والرضاب: قطع الريق.

النتائج:

بعد استخراج شواهد الإشارات الجسدية ودلالاتها من شرح ابن السكيت على ديوان عروة بن الورد- تم الحصول على النتائج التالية:

للإشارات الجسدية دلالات متعددة؛ ومنها: إيصال الرسائل الشفهية بصورة أوضح، واهتمام أرباب المصالح الإنسانية بها.
تنقسم الإشارات الجسدية إلى إجبارية واختيارية؛ حسبما يتطلب الموقف الكلامي ذلك.
لم يكن اهتمام علماء اللغة المعاصرية بالإشارات الجسدية جديداً؛ فقد عرفها العرب من قبل، وتكلموا عنها.
كثرة الإشارات الجسدية في شرح ابن السكيت على ديوان عروة بن الورد؛ إذ ورد في الشرح دلالات كثيرة؛ مثل: دلالات اليد، والعين، والرجل، والأسنان.
عدم انتشار الإشارات الجسدية الدالة على سوء الخلق في الشرح؛ ولاسيما دلالات الأنف الخاصة بالتكبر، أو دلالات الصدر، أو عض الأسنان؛ مما يعكس دماثة خلق عروة بن الورد، وأنه كان يضحي من أجل قومه، حتى لو كلفه ذلك حياته.

مسرد المراجع:

(أولاً)- المراجع العربية:

القرآن الكريم
أساس البلاغة: الزمخشري، جار الله محمود، دار صادر، بيروت، 1979م.
الأصوات والإشارات : أ.كندراتوف، ترجمة : شوقى جلال، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1972م.
البيان والتبيين : (الجاحظ ) أبى بكر عثمان بن عمرو بن بحر، تحقيق : عبدالسلام محمد هارون، دار الفكر، بيروت، د.ت.
بغية الوعاة: ت: دياب، العصرية، بيروت، 2009م.
التصوير الفني في القرآن : سيد قطب، دار المعارف، القاهرة، 1994م.
التعبير الإشاري في الشعر الجاهلي: عبد المجيد الإسداوي، مجلة كلية دار العلوم، جامعة المنيا، المجلد 4، العدد26، 2012م.
الحركة الجسمية في لامية العجم للطغرائي- دراسة بلاغية: عيد الجندي، مجلة كلية الآداب، جامعة طنطا، العدد 32، 2018م..
دلالات الإشارات الجسمية: خيري قدري، مركز الحضارة العربية، القاهرة، 2006م.
الدلالات اللغوية للحركات الجسمية في الأحاديث النبوية: ياسر مسعد أحمد عوض الله، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، 1999م.
ديوان عروة بن الورد: عروة بن الورد، ت: عمر الطباع، دار الأرقم، بيروت، 1995م.
ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: قدم له ووضع حواشيه: راجي الأسمر، دار الكاتب العربي، بيروت، 1997م.
زاد المعاد: ابن قيم الجوزية، المطبعة المصرية، القاهرة، د. ت.
سيكولوجية فنون الأداء : جلين ويلسون، ترجمة : شاكر عبدالحميد، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2000م.
سيكولوجية اللغة والمرض العقلى: جمعة سيد يوسف، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1990م.
طبقات النحويين واللغويين: ابن المعتز، ت: فراج، دار المعارف، القاهرة، 2019م.
علم الدلالة : فريد عوض حيدر، الآداب، القاهرة، 2005م.
علم الدلالة “إطار جديد : ف.ر.بالمر، ترجمة : صبرى إبراهيم السيد، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1999م.
علم اللغة على عبدالواحد وافى، دار نهضة مصر، القاهرة، 1945م.
علم اللغة الاجتماعي : صبرى إبراهيم السيد، دار المعرفة، الإسكندرية، 1995م.
علم النفس اللغوى: نوال عطية، الأنجلو، القاهرة، 1990م.
الفلسفة اللغوية : جرجى زيدان، مراجعة : مراد كامل، دار الهلال، القاهرة، 1969م
القاموس المحيط: الفيرزآبادي، مجد الدين بن يعقوب، الحلبي، القاهرة، 1950م.
اللسان والإنسان : حسن ظاظا، دار المعارف، الإسكندرية، 1971م.
لغة الجسد- كيف تقرأ أفكار الآخرين من خلال إيماءاتهم: ألن بيز، ترجمة: سمير شيخاني، الدار العربية للعلوم- دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1997م.
مجمع الأمثال: الميداني، أبو الفضل أحمد بن محمد، ت: محمد محيي الدين عبد الحميد، مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، 1977م.
محاضرات في علم اللغة الاجتماعي: محمد حسن عبد العزيز، دار الهاني للطباعة، القاهرة، 2009م.
مصطلحات الدلالة العربية- دراسة في ضوء علم اللغة الحديث: جاسم محمد عبد العبود، دار الكتب العلمية، بيروت، 2007م.
النهاية في غريب الحديث والأثر: ابن الأثير، مجد الدين، ت: طه الزاوي ومحمود الطناحي، دار الفكر، بيروت، 1995م.

(ثانياً)- المراجع الأجنبية:

Rajeed: Introducing socio linguistics, pp187- 188.

.

([1]) مصطلحات الدلالة العربية- دراسة في ضوء علم اللغة الحديث: جاسم محمد عبد العبود، ص147، دار الكتب العلمية، بيروت، 2007م.

([2]) سيكولوجية اللغة والمرض العقلى : جمعة سيد يوسف، ص26، المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1990م.

([3]) دلالات الإشارات الجسمية: خيري قدري، ص10، مركز الحضارة العربيةن القاهرة، 2006م.

([4]) ديوان عروة بن الورد: عروة بن الورد، ت: عمر الطباع، ص5- 7، دار الأرقم، بيروت، 1995م.

([5]) القاموس المحيط: الفيرزآبادي، مجد الدين بن يعقوب، ج3، ص300

([6]) طبقات النحويين واللغويين: ابن المعتز، ص202- 204، وبغية الوعاة: ج2، ص349.

([7]) الحركة الجسمية في لامية العجم للطغرائي- دراسة بلاغية: عيد الجندي، مجلة كلية الآداب، جامعة طنطا، العدد 32، 2018م..

([8]) التعبير الإشاري في الشعر الجاهلي: عبد المجيد الإسداوي، مجلة كلية دار العلوم، جامعة المنيا، المجلد 4، العدد26، 2012م.

([9]) الدلالات اللغوية للحركات الجسمية في الأحاديث النبوية: ياسر مسعد أحمد عوض الله، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، 1999م.

([10]) أساس البلاغة: الزمخشري، جار الله محمود، ص340، دار صادر، بيروت، 1979م، وانظر أيضاً: النهاية في غريب الحديث والأثر: ابن الأثير، مجد الدين، ت: طه الزاوي ومحمود الطناحي، ج2، ص508، دار الفكر، بيروت، 1995م.

([11]) اللسان والإنسان : حسن ظاظا، ص ص 15/16، دار المعارف، الإسكندرية، 1971م، وانظر أيضاً: علم اللغة على عبدالواحد وافى، ص81، دار نهضة مصر، القاهرة، 1945م.

([12]) سيكولوجية فنون الأداء : جلين ويلسون، ترجمة : شاكر عبدالحميد، ص167، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2000م.

([13]) علم النفس اللغوي : مرجع سابق، ص42.

([14]) محاضرات في علم اللغة الاجتماعي: محمد حسن عبد العزيز، ص80، دار الهاني للطباعة، القاهرة، 2009م.

([15]) علم الدلالة : فريد عوض حيدر، ص20.

([16]) علم اللغة الاجتماعي : صبرى إبراهيم السيد، ص181، دار المعرفة، الإسكندرية، 1995م.

([17]) الفلسفة اللغوية : جرجى زيدان، مراجعة : مراد كامل، ص137، دار الهلال، القاهرة، 1969م، وانظر أيضا : علم اللغة الاجتماعي: صبرى السيد، ص182.

([18]) اللسان والإنسان : مرجع سابق، ص16.

([19]) البيان والتبيين : (الجاحظ ) أبى بكر عثمان بن عمرو بن بحر، تحقيق : عبدالسلام محمد هارون، ج1، ص78، دار الفكر، بيروت، د.ت.

([20]) سورة : إبراهيم/18.

([21]) التصوير الفنى فى القرآن : سيد قطب، ص36، دار المعارف، القاهرة، 1994م.

([22]) زاد المعاد: ابن قيم الجوزية، ج3، ص19، المطبعة المصرية، القاهرة، د. ت.

([23]) الفلسفة اللغوية : مرجع سابق، ص136.

([24]) اللسان والإنسان : مرجع سابق، ص16.

([25]) المرجع السابق : ص16.

([26]) علم الدلالة “إطار جديد : ف.ر.بالمر، ترجمة : د.صبرى إبراهيم السيد، ص53، دار المعرفة الجامعية، الأسكدنرية، 1999م.

([27]) علم اللغة الاجتماعي : صبرى السيد، ص ص181/182.

([28]) سيكولوجية اللغة : مرجع سابق، ص29.

([29]) الأصوات والإشارات : أ.كندراتوف، ترجمة : شوقى جلال، ص31، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1972م.

([30]) سيكولوجية فنون الأداء : مرجع سابق، ص172.

([31]) الفلسفة اللغوية : مرجع سابق، ص135.

([32]) المرجع السابق : ص136.

([33])ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: ص35.

([34]) سيكولوجية فنون الأداء : مرجع سابق، ص190.

([35]) ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: قدم له ووضع حواشيه: راجي الأأسمر، ص27، دار الكاتب العربي، بيروت، 1997م.

([36]) ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: ص77.

([37]) الإشارات الجسمية: ص189.

([38]) ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: ص85.

([39]) ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: ص39- 40.

([40]) لغة الجسد- كيف تقرأ أفكار الآخرين من خلال إيماءاتهم: ألن بيز، ترجمة: سمير شيخاني، ص46، الدار العربية للعلوم- دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1997م.

([41]) مجمل اللغة : مرجع سابق، (عين)، ص ص494/495.

([42]) سيكولوجية فنون الأداء: مرجع سابق ، ص 186

([43]) الإشارات الجسمية : مرجع سابق، ص170.

([44]) سيكولوجية فنون الأداء : مرجع سابق، ص188.

([45]) ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: ص22.

([46])م.ن.ص50.

([47])م.ن.ص26.

([48]) ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: ص26.

([49]) م.ن.ص27.

([50])م.ن: ص57.

([51])م.ن.ص49.

([52]) ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: ص85.

([53])م.ن: ص37.

([54])م.ن.ص46.

([55]) .م.ن.ص71.

([56]) ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: ص26

([57])م.ن .ص75.

([58]) Rajeed: Introducing socio linguistics, pp187- 188.

([59]) ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: ص52.

([60])م.ن.ص37.

([61]) مجمع الأمثال: الميداني، أبو الفضل أحمد بن محمد، ت: محمد محيي الدين عبد الحميد، ج3، ص465، مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، 1977م.

([62])ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: ص61.

([63])ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السكيت: ص38.

Updated: 2021-09-26 — 15:01






الدكتور/ عوَّاد بن بايق الشمَّريّ، أستاذ مشارك الدراسات العربية، والعميد الحالي للكلية الجامعية بتيماء جامعة تبوك ـ المملكة العربية السعودية


- مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 70 الصفحة 59.



أعلى