حكيم عنكر - الحسين الحياني يقتحم ملعب الرواية

صحافي رياضي من طينة الرواد، يقتحم عالم الأدب ويكتب روايته الأولى «صهيل منتصف الليل». لاشك أن الأمر سيسبب غيرة بالنسبة إلى خريجي كليات الآداب، إذ سيلوون ألسنتهم بالقول: ما علاقة رياضي بالرواية.. لكن مهلا، فأجمل الروايات يكتبها اليوم كتاب من مهن أخرى.
لقد ربح الحسين الحياني الرهان، وأصاب الهدف وهو يوجه سهام الحكي نحو مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ المغرب، تلك المرحلة طويلة الأمد التي تسمى ب«سنوات السيبة»، والتي عرف فيها النسيج الاجتماعي المغربي تمزقا كبيرا أدى إلى بروز النزعات القبلية أو بالأحرى إعادة إحيائها من جديد، ذلك أنها وجدت التربة غنية بسبب تراجع دور المخزن واندحاره أمام هيمنة استعمارية لم تفلح في كسب ود «الأهالي»، ولم تتمكن من بسط سيطرتها كاملة على القبائل المغربية التي ظلت تلعب في ملعب المخزن تارة وفي ملعب المعمر تارة أخرى، وفي ملاعب بعضها البعض في أحيان كثيرة، معيدة عقرب الوقت المغربي إلى الوراء.
عبر لعبة التذكر يمضي نص «صهيل منتصف الليل» للحسين الحياني في نسج خيوط ملحمة قبيلية، لعبة تذكر تتم على مسافة كبيرة من الأحداث، ولذلك تأتي مصطبغة بالأحداث والوقائع ومنصهرة بنوع من الحنين الجارف. وميزة هذه النصوص أنها تغرف أثناء لعبة التذكر، من محكيات مغربية، وتقدم مستويات لغوية وطبقات من الوعي العام.


حكيم عنكر
نشر في المساء يوم 16 - 04 - 2008





1648478842225.png



أعلى