(1)
الحيرة حول هلال شهر رمضان
من كل الأشهر العربية لا يحظى شهر باحتفاء وطول انتظار سوى شهر رمضان المبارك. يلتف المسلمون فى جميع أنحاء العالم حول أجهزة الراديو والتلفزيون لسماع الخبر المنتظر، ألا وهو ظهور الهلال فى أى جزء من السماء. لكن ما قد يفسد الفرحة بحلول الشهر الكريم هذا الخلاف الذى طالما ينشب بين المسلمين حول حقيقة رؤية الهلال.
فالشهر العربى عامة يمتد بين تسعة وعشرين وثلاثين يوما...وفى عصور الإسلام الأولى كان الهلال علامة مؤكدة لبداية ونهاية الشهر الكريم وذلك لأنه لم يكن لدى المسلمين الأوائل علم كاف بالحسابات الفلكية، فكان لابد من رؤية الهلال بالعين المجردة، فيكفى أن يشاهده اثنان من ذوى الثقة ليتم إعلان بداية الصوم.
اتبع الناس العرف السائد وهو أن ظهور الهلال فى بلد مسلم يجعل الصيام ملزما لباقى الدول الإسلامية الأخرى. لم يكن هناك وسائل اتصالات تربط بين الدول فكانت بداية رمضان واحدة للبلاد المجاورة بعضها لبعض..غير أنه كان هناك حالات صام فيها البعض يوما قبل البداية وأخر بعد النهاية. حتى يومنا هذا ما يزال الإجماع حول بداية الشهر مسألة جوهرية لتأكيد تآخى المسلمين ووحدتهم.
هناك إعتقاد سائد أن التكنولوجيا الحديثة قد سهلت الأمور، لكن حقيقة الأمر أن الإتفاق على بداية الشهر اليوم أصبح مسألة أكثرإثارة للجدل، فالحيرة بين استخدام الحسابات الفلكية والوسائل التكنولوجية المتقدمة من جانب وبين الطرق التقليدية من جانب آخر لايزال أمرا واقعا.
غير أن هناك العديد من الأحاديث التى تشير إلى أن الرسول والصحابة ــ عليهم أفضل السلام ـــ اختلفوا أيضا حول أمر الرؤية. فوفق ما ورد فى الموقع الإلكترونى لـلــ ( الجميعة الإسلامية لشمال أمريكا)، فإن النقاش يدورحول أربع نقاط أساسية: أولا هل يجب الصوم فى البلاد الأخرى لو ظهر الهلال فى بلد واحد؟ ثانيا هل نبدأ الصيام لو تم رؤية الهلال فى المملكة العربية السعودية أو أى بلد آخر، أو أن نلتزم برصد الهلال محليا؟ ثالثا كيف نتصرف فى حالة تلبد السماء بالغيوم واستحالة رصد الهلال؟ رابعا فإذا كانت الحسابات الفلكية ممكنة فما الداعى لرؤية الهلال؟
بالتشاور مع (مجلس الفقة لأمريكا الشمالية)، رأى (مجلس الشورى الإسلامى) فى أمريكا الشمالية أنه سيتم قبول أى تقرير يشير إلى ثبوت رؤية الهلال فى أمريكا الشمالية طالما أنه لا يناقض الحسابات الفلكية. ولكن يؤكد الخبراء أن الحسابات التكنولوجية المتقدمة أكثر دقة من أى إدعاءات بخصوص الرؤية التى قد يشوبها الشك والخطأ بسبب اختلاط أجسام سماوية أخرى بشكل الهلال.
كما أنه فى بعض البلاد التى قد تتغير فيها الأحوال المناخية الصديقة للرؤية بشكل دائم ــ مثلما هو الحال فى البحر الكاريبى الذى تضربه الأمطار باستمرار أو فى القطب الشمالى الذى يمتد فيه النهارلشهور طويلةــ فلا حل سوى الحسابات الفلكية. أما المؤيدين للرؤية فيقولون إن الحسابات ضرورية فقط فى حالات الطقس السىء. يقول بعض العلماء أنه لا يمكن تجاهل الحسابات الفلكية خاصة فى العصر الذى نجح فيه الإنسان فى الهبوط على سطح القمر.
لكن لماذ نبدأ الصيام فى أوقات مختلفة؟ فهل يمكن أن نعزى ذلك إلى اختلاف الحسابات الفلكية من بلد إلى بلد؟ يقول البعض إنه إذا كنا نصلى فى أوقات مختلفة، فعلينا أن نسلم بأننا نصوم فى أوقات مختلفة أيضا. ولكن يتفق أغلب العلماء على أن الحسابات الفلكية ضرورية لمحاجة أى رؤية قد لا تتسم بالدقة.
كان بمقدور المسافات الطويلة التى تفصل بين بلد وأخر أن تسقط صحة وجوب الصوم فى جميع البلاد طالما ظهر الهلال فى بلد واحد. فى زمن الرسول والعصور التى تلته كان الكثيرون يصومون يوما بعد نهاية الشهر لتشككهم فى صحة الحسابات والروىء على السواء. يعتمد التقويم الإسلامى على أطوار القمر،
فرمضان هو الشهر التاسع فى هذا التقويم الذى يتقدم فيه التاريخ كل عام احدى عشر يوما وهذا ما يسبب الجدل القائم كل عام حول بداية شهر رمضان ويدفع البعض إلى الخروج لتقصى الهلال بأنفسهم.
وفق ما يقول علماء الفلك فإن حجم الارض وانحناءها هما ما يجعلان القمر يظهر فى أيام وأماكن مختلفة وبالتالى ما يسببان بداية رمضان فى أيام مختلفة كل عام. فيما ينتظر المسلمون حلول شهر رمضان تستقبل المجالس الإسلامية تقارير عدة عن رؤية الهلال وتستغرق وقتا لإثبات صحتها.
كثير منها يفضل الرؤية التقليدية ويرسل مبعوثين لتقصى الهلال...هناك من تلك المجالس من يأسف على أن بلدين متجاورين كالأردن وسوريا مثلا يصومان فى بعض السنين فى أيام مختلفة مع أن ثبوت الرؤية فى أى منهما لابد أن يوجب الصوم فى الأخر.
احتفالات رمضان اليوم ما هى إلا صدى لتقاليد الماضى لكن بعضها تشكل نتيجة لظروف جعرافية ومناخية كما هو فى البيئات البدوية التى كان الهلال فيها يرى بالعين المجردة بواسطة رجل من ذوى الثقة وشاهدين الذين ينقلون الرؤية إلى شيخ القبيلة وتكتسب رؤيتهم التصديق بعدما يؤدون القسم على القرآن الكريم.
بدوره يرسل الشيخ رسله ليبلغوا العشائر البعيدة بثبوت الرؤية... شعلة كبيرة من النار كانت واحدة من الوسائل التى يتم بها إبلاغ الناس عن يدء الشهر الكريم..طبعا كان ذلك قبل أن يعرف البدو كيف يستخدمون الأسلحة النارية التى أصبحوا يعلنون بها بعد ذلك بداية الصوم بإطلاق النار فى الهواء.
من المشكلات التى واجهت الصائمين فى الماضى كانت تحديد أوقات الإفطار بالأخص عند البدو الرحل..فى بعض الأيام المغيمة الممطرة كانت الشمس تشرق فجأة بعد أن يشرع الصائمون فى الإفطار. كان الصيام شاقا فى أيام الصيف بسبب طول أيام النهار ولكنه كان مثاليا لرصد الهلال والصوم.
الحيرة حول هلال شهر رمضان
من كل الأشهر العربية لا يحظى شهر باحتفاء وطول انتظار سوى شهر رمضان المبارك. يلتف المسلمون فى جميع أنحاء العالم حول أجهزة الراديو والتلفزيون لسماع الخبر المنتظر، ألا وهو ظهور الهلال فى أى جزء من السماء. لكن ما قد يفسد الفرحة بحلول الشهر الكريم هذا الخلاف الذى طالما ينشب بين المسلمين حول حقيقة رؤية الهلال.
فالشهر العربى عامة يمتد بين تسعة وعشرين وثلاثين يوما...وفى عصور الإسلام الأولى كان الهلال علامة مؤكدة لبداية ونهاية الشهر الكريم وذلك لأنه لم يكن لدى المسلمين الأوائل علم كاف بالحسابات الفلكية، فكان لابد من رؤية الهلال بالعين المجردة، فيكفى أن يشاهده اثنان من ذوى الثقة ليتم إعلان بداية الصوم.
اتبع الناس العرف السائد وهو أن ظهور الهلال فى بلد مسلم يجعل الصيام ملزما لباقى الدول الإسلامية الأخرى. لم يكن هناك وسائل اتصالات تربط بين الدول فكانت بداية رمضان واحدة للبلاد المجاورة بعضها لبعض..غير أنه كان هناك حالات صام فيها البعض يوما قبل البداية وأخر بعد النهاية. حتى يومنا هذا ما يزال الإجماع حول بداية الشهر مسألة جوهرية لتأكيد تآخى المسلمين ووحدتهم.
هناك إعتقاد سائد أن التكنولوجيا الحديثة قد سهلت الأمور، لكن حقيقة الأمر أن الإتفاق على بداية الشهر اليوم أصبح مسألة أكثرإثارة للجدل، فالحيرة بين استخدام الحسابات الفلكية والوسائل التكنولوجية المتقدمة من جانب وبين الطرق التقليدية من جانب آخر لايزال أمرا واقعا.
غير أن هناك العديد من الأحاديث التى تشير إلى أن الرسول والصحابة ــ عليهم أفضل السلام ـــ اختلفوا أيضا حول أمر الرؤية. فوفق ما ورد فى الموقع الإلكترونى لـلــ ( الجميعة الإسلامية لشمال أمريكا)، فإن النقاش يدورحول أربع نقاط أساسية: أولا هل يجب الصوم فى البلاد الأخرى لو ظهر الهلال فى بلد واحد؟ ثانيا هل نبدأ الصيام لو تم رؤية الهلال فى المملكة العربية السعودية أو أى بلد آخر، أو أن نلتزم برصد الهلال محليا؟ ثالثا كيف نتصرف فى حالة تلبد السماء بالغيوم واستحالة رصد الهلال؟ رابعا فإذا كانت الحسابات الفلكية ممكنة فما الداعى لرؤية الهلال؟
بالتشاور مع (مجلس الفقة لأمريكا الشمالية)، رأى (مجلس الشورى الإسلامى) فى أمريكا الشمالية أنه سيتم قبول أى تقرير يشير إلى ثبوت رؤية الهلال فى أمريكا الشمالية طالما أنه لا يناقض الحسابات الفلكية. ولكن يؤكد الخبراء أن الحسابات التكنولوجية المتقدمة أكثر دقة من أى إدعاءات بخصوص الرؤية التى قد يشوبها الشك والخطأ بسبب اختلاط أجسام سماوية أخرى بشكل الهلال.
كما أنه فى بعض البلاد التى قد تتغير فيها الأحوال المناخية الصديقة للرؤية بشكل دائم ــ مثلما هو الحال فى البحر الكاريبى الذى تضربه الأمطار باستمرار أو فى القطب الشمالى الذى يمتد فيه النهارلشهور طويلةــ فلا حل سوى الحسابات الفلكية. أما المؤيدين للرؤية فيقولون إن الحسابات ضرورية فقط فى حالات الطقس السىء. يقول بعض العلماء أنه لا يمكن تجاهل الحسابات الفلكية خاصة فى العصر الذى نجح فيه الإنسان فى الهبوط على سطح القمر.
لكن لماذ نبدأ الصيام فى أوقات مختلفة؟ فهل يمكن أن نعزى ذلك إلى اختلاف الحسابات الفلكية من بلد إلى بلد؟ يقول البعض إنه إذا كنا نصلى فى أوقات مختلفة، فعلينا أن نسلم بأننا نصوم فى أوقات مختلفة أيضا. ولكن يتفق أغلب العلماء على أن الحسابات الفلكية ضرورية لمحاجة أى رؤية قد لا تتسم بالدقة.
كان بمقدور المسافات الطويلة التى تفصل بين بلد وأخر أن تسقط صحة وجوب الصوم فى جميع البلاد طالما ظهر الهلال فى بلد واحد. فى زمن الرسول والعصور التى تلته كان الكثيرون يصومون يوما بعد نهاية الشهر لتشككهم فى صحة الحسابات والروىء على السواء. يعتمد التقويم الإسلامى على أطوار القمر،
فرمضان هو الشهر التاسع فى هذا التقويم الذى يتقدم فيه التاريخ كل عام احدى عشر يوما وهذا ما يسبب الجدل القائم كل عام حول بداية شهر رمضان ويدفع البعض إلى الخروج لتقصى الهلال بأنفسهم.
وفق ما يقول علماء الفلك فإن حجم الارض وانحناءها هما ما يجعلان القمر يظهر فى أيام وأماكن مختلفة وبالتالى ما يسببان بداية رمضان فى أيام مختلفة كل عام. فيما ينتظر المسلمون حلول شهر رمضان تستقبل المجالس الإسلامية تقارير عدة عن رؤية الهلال وتستغرق وقتا لإثبات صحتها.
كثير منها يفضل الرؤية التقليدية ويرسل مبعوثين لتقصى الهلال...هناك من تلك المجالس من يأسف على أن بلدين متجاورين كالأردن وسوريا مثلا يصومان فى بعض السنين فى أيام مختلفة مع أن ثبوت الرؤية فى أى منهما لابد أن يوجب الصوم فى الأخر.
احتفالات رمضان اليوم ما هى إلا صدى لتقاليد الماضى لكن بعضها تشكل نتيجة لظروف جعرافية ومناخية كما هو فى البيئات البدوية التى كان الهلال فيها يرى بالعين المجردة بواسطة رجل من ذوى الثقة وشاهدين الذين ينقلون الرؤية إلى شيخ القبيلة وتكتسب رؤيتهم التصديق بعدما يؤدون القسم على القرآن الكريم.
بدوره يرسل الشيخ رسله ليبلغوا العشائر البعيدة بثبوت الرؤية... شعلة كبيرة من النار كانت واحدة من الوسائل التى يتم بها إبلاغ الناس عن يدء الشهر الكريم..طبعا كان ذلك قبل أن يعرف البدو كيف يستخدمون الأسلحة النارية التى أصبحوا يعلنون بها بعد ذلك بداية الصوم بإطلاق النار فى الهواء.
من المشكلات التى واجهت الصائمين فى الماضى كانت تحديد أوقات الإفطار بالأخص عند البدو الرحل..فى بعض الأيام المغيمة الممطرة كانت الشمس تشرق فجأة بعد أن يشرع الصائمون فى الإفطار. كان الصيام شاقا فى أيام الصيف بسبب طول أيام النهار ولكنه كان مثاليا لرصد الهلال والصوم.