قال تعالى : {قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} المائدة «١٠٩/٥».
قال ابن عباس : أي لا علم لنا إلا علم أنت أعلم به منا. الـقـرطبي «٣٦١/٦».
قيل : كيف قال ذلك، مع أنهم عـالمون بماذا أجيبوا؟!
نقول : إنما هذا جواب دهشة وحيرة وتهول حين تطيش عقولهم من زفزة جهنم، أو أن
المعنى : لاعلم لنا بحقيقة ما أجابوا به ، إنا لا نعلم إلا ظاهره، ولكنك تعلم ظاهره وباطنه. والدليل على ذلك آخر الآية.
وقيل : المراد منه المبالغة في تحقيق نصيحتهم كمن يقول لغيره : ما تقول في فلان؟ فيقول : أنت أعرف به (أو أعلم به) منی ، كأنه قيل : لا يحتاج فيه الى شهادة لظهوره ووضوحه وجلائه..
قال أبو السـعـو د : فيه إظهـار للشكوى، ورد للأمر إلى علمه تعالى.
إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله
قال تعالى : {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ} الأنعام «٦\١١٧».
( ويقول أيضا :{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ} النجم «٢/٥۳» والقلم «٦٨\٧».
قيل : وردت الآية الأولى هكذا، ولكن وردت في النجم والقلم بزيادة البـاء، ولفظ الماضي، لأن الماضى لا يعمل في المفعول به، فنوى البـاء وحيث حذفت أضـمـر فـعل يعمل فيما بعده. وانظر البـحـر «». (١١٠/٤) وتفسير الطبري «٦٤/١٢».
وقال أبو حيان : وهذه الجملة خبرية تتضمن الوعـيـد والـوعـد، لأن كونه تعالى عالما بالضـال والمهتدي، فإن هذا كناية عن مجازاتهما.
من كتاب "تأملات قرآنية" تأليف أبى سماحة العالم الموسوعى الجليل الدكتور السيد الجميلى
رحمه الله رحمة واسعة
اللهم تقبل من أبى
صلاته ، وصيامه لك ، وسائر طاعاته ، وصالح أعماله ، وأثقل بها ميزانه يوم القيامة ، وثبِّته على الصراط يوم تزل الأقدام ، واجعله من الفائزين ، وأسكِنه في أعلى الجنات في جوار نبيِّك ومصطفاك ﷺ .. يا رب العالمين
* نشرت فى الأحرار
٢٠ من رمضان
١٤٢٨ هـ
٢ من أكتوبر ٢٠٠٧م
إ
قال ابن عباس : أي لا علم لنا إلا علم أنت أعلم به منا. الـقـرطبي «٣٦١/٦».
قيل : كيف قال ذلك، مع أنهم عـالمون بماذا أجيبوا؟!
نقول : إنما هذا جواب دهشة وحيرة وتهول حين تطيش عقولهم من زفزة جهنم، أو أن
المعنى : لاعلم لنا بحقيقة ما أجابوا به ، إنا لا نعلم إلا ظاهره، ولكنك تعلم ظاهره وباطنه. والدليل على ذلك آخر الآية.
وقيل : المراد منه المبالغة في تحقيق نصيحتهم كمن يقول لغيره : ما تقول في فلان؟ فيقول : أنت أعرف به (أو أعلم به) منی ، كأنه قيل : لا يحتاج فيه الى شهادة لظهوره ووضوحه وجلائه..
قال أبو السـعـو د : فيه إظهـار للشكوى، ورد للأمر إلى علمه تعالى.
إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله
قال تعالى : {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ} الأنعام «٦\١١٧».
( ويقول أيضا :{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ} النجم «٢/٥۳» والقلم «٦٨\٧».
قيل : وردت الآية الأولى هكذا، ولكن وردت في النجم والقلم بزيادة البـاء، ولفظ الماضي، لأن الماضى لا يعمل في المفعول به، فنوى البـاء وحيث حذفت أضـمـر فـعل يعمل فيما بعده. وانظر البـحـر «». (١١٠/٤) وتفسير الطبري «٦٤/١٢».
وقال أبو حيان : وهذه الجملة خبرية تتضمن الوعـيـد والـوعـد، لأن كونه تعالى عالما بالضـال والمهتدي، فإن هذا كناية عن مجازاتهما.
من كتاب "تأملات قرآنية" تأليف أبى سماحة العالم الموسوعى الجليل الدكتور السيد الجميلى
اللهم تقبل من أبى
* نشرت فى الأحرار
٢٠ من رمضان
٢ من أكتوبر ٢٠٠٧م
إ
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.
www.facebook.com