يتطلب النص بما عمل إبداعي، مبدعا يمتلك موهبة فطرية متوقدة، وخيالا خصبا، ولغة سلسة، تمكنه من استيلاد النص، شعرا كان ام نثرا، في لحظة انقداح ومضته في وجدانه، حيث يقوم المبدع عندئذ، بنقل أحاسيسه المرهفة التي عاشها في تلك اللحظة عبر نصه المنثال عنها، الى وسطه من المتلقين، لكي يعيشوا تلك المشاعر التي عبّر عنها المبدع، بتفاعل وجداني، وحس عاطفي، باعتبار ان الشاعر بحاجة الى من يشاركه تجربته الوجدانية ، ولأنه لا يكتب لنفسه فقط، بل وللآخرين في نفس الوقت. لذلك فالنص الإبداعي بخصائصه المعنوية، والفنية، ما هو الا خاطرة منسابة من مبدعها الى المتلقي، بغض النظر عن مستواه الثقافي، وحسه الذوقي، وقدرته الذاتية على الفهم، والاستيعاب، وتوليد مرادات مضافة، لما يرسله إليه المبدع في نصه. ولاشك ان العمل الإبداعي بجودة نظمه، يظل فيضا متواصلا يخترق عوالم المتلقي، حيث يداعب دواخله بسلاسة، لينال إعجابه بتلقائية، من غير ان يهبط المبدع إلى ابتذال نصي، يطيح بذائقة المتلقي تكسبا لشهرة زائفة.
ولاشك ان المتلقي بغض النظر عن امكاناته الذوقية، والثقافية، سيتفاعل بسهولة وتلقائية، مع ذلك النص الابداعي الذي يلامس همومه بصدق، ويعبرعن معاناته بشفافية، ويمنحه اعلى قدر من المتعة، والغذاء الروحي في نفس الوقت. ولذلك قد نجد المتلقي مع الوقت، يحرص على ان يرتقي بإمكانات ذوقه فنيا، وبجهد ذاتي أحيانا، ليكون على مستوى النص مهما كانت طبيعة بنيته، فالنص كأي معطى أبداعي، هو حلقة الوصل بين المبدع، ومتلقيه، ما دام يتصف بالتلقائية التعبيرية عن الهموم، والقدرة على الإيحاء، والتأثير.
وعلى ذلك فان فهم المتلقي لمدلولات النص، وتفاعله الحسي معه، يظل احد مقاييس تحديد جمالية النص بالحد الادنى ابتداء، لاسيما وان النص الذي يبقى مستوطنا في الذاكرة الجمعية، انما هو في الغالب ذلك الذي يكون وليد لحظات هموم المتلقي، التي نجح المبدع في التقاطها، فصاغها نصا ابداعيا دون تكلف، بحيث يجد فيه جمهور المتلقين هواجسهم، وأحلامهم كما لو عبروا عنها بأنفسهم.
فالنص وان كان معبرا عن هواجس ذات القائل، لكنه لا يقتصرعلى مخاطبة الذات وحسب، بل ويتوجه في نفس الوقت الى الآخرين، فيكون بهذه الخاصية نوعا من الاتصال التعبيري عن الهواجس مع الجمهور. فالشاعر بما هو انسان في بيئة اجتماعية معينة في اللحظة التي ينبض احساسه فيها شعرا، فانه يظل فردا في مجتمع، هو نتاجه، في العادات، والسلوك، والاندماج الوجداني معه ، وبالتالي فان انجذابه إلى ثقافة وتقاليد مجتمعه، تظل من دون شك عاملا مؤثرا، في تكوين نمط أسلوبه الشعري، باعتبارها خميرة تلك النشأة الماثلة في مخيلته، والمستوطنة في وجدانه، حيث تنعكس بإبداعه النص انثيالات تخاطرية بحس مرهف، وفي جو من رومانسية متجانسة مع ارهاصات تلك البيئة، حيث يرغب المبدع في توصيل حقيقة حسه للآخرين تعايشا، او تمردا على ذلك الواقع. ولذلك يلاحظ ان لكل عمل إبداعي بعدان، أولهما اجتماعي، ينطلق من فضاء الواقع المعيش، وثانيهما فردي، ينطلق من خيال المبدع ، حيث يحرص على مخاطبة جمهوره بنصه الذي محصلة تفاعل البعدين معا. وكلما كانت صلة الشاعر بعناصر الحياة عميقة، كلما كان نصه قريبا من حركة عناصرها، بما يجعله نتاجا مؤثرا في وجدان الناس. فالنص ينبغي أن يعكس صورة أمينة للواقع، ومن ثم فلا بد له من أن يحمل في ثناياه خميرة من إرهاصات ذلك الواقع، لكي يكون عندئذ مزيجا حيا مع ما يوحيه الخيال المتطلع للمبدع، بما هو مزاج وموهبة ابتداءً. لذلك لا بد لمبدع النص من ان يطلق عنان خياله في التطلُّع، من دون أن يتعمد اختلاق مرموزات نصه، بحيث يقترب فيما يسرده انثيالا من حقيقة واقعه، رغم أنه يعتمد في سرده للأحداث في بنية نصه على خياله، في استيلاد صورعناصر واقعه الحي، ومن ثم صبها في سياق معين من بنية النص.
ولاشك ان المتلقي بغض النظر عن امكاناته الذوقية، والثقافية، سيتفاعل بسهولة وتلقائية، مع ذلك النص الابداعي الذي يلامس همومه بصدق، ويعبرعن معاناته بشفافية، ويمنحه اعلى قدر من المتعة، والغذاء الروحي في نفس الوقت. ولذلك قد نجد المتلقي مع الوقت، يحرص على ان يرتقي بإمكانات ذوقه فنيا، وبجهد ذاتي أحيانا، ليكون على مستوى النص مهما كانت طبيعة بنيته، فالنص كأي معطى أبداعي، هو حلقة الوصل بين المبدع، ومتلقيه، ما دام يتصف بالتلقائية التعبيرية عن الهموم، والقدرة على الإيحاء، والتأثير.
وعلى ذلك فان فهم المتلقي لمدلولات النص، وتفاعله الحسي معه، يظل احد مقاييس تحديد جمالية النص بالحد الادنى ابتداء، لاسيما وان النص الذي يبقى مستوطنا في الذاكرة الجمعية، انما هو في الغالب ذلك الذي يكون وليد لحظات هموم المتلقي، التي نجح المبدع في التقاطها، فصاغها نصا ابداعيا دون تكلف، بحيث يجد فيه جمهور المتلقين هواجسهم، وأحلامهم كما لو عبروا عنها بأنفسهم.
فالنص وان كان معبرا عن هواجس ذات القائل، لكنه لا يقتصرعلى مخاطبة الذات وحسب، بل ويتوجه في نفس الوقت الى الآخرين، فيكون بهذه الخاصية نوعا من الاتصال التعبيري عن الهواجس مع الجمهور. فالشاعر بما هو انسان في بيئة اجتماعية معينة في اللحظة التي ينبض احساسه فيها شعرا، فانه يظل فردا في مجتمع، هو نتاجه، في العادات، والسلوك، والاندماج الوجداني معه ، وبالتالي فان انجذابه إلى ثقافة وتقاليد مجتمعه، تظل من دون شك عاملا مؤثرا، في تكوين نمط أسلوبه الشعري، باعتبارها خميرة تلك النشأة الماثلة في مخيلته، والمستوطنة في وجدانه، حيث تنعكس بإبداعه النص انثيالات تخاطرية بحس مرهف، وفي جو من رومانسية متجانسة مع ارهاصات تلك البيئة، حيث يرغب المبدع في توصيل حقيقة حسه للآخرين تعايشا، او تمردا على ذلك الواقع. ولذلك يلاحظ ان لكل عمل إبداعي بعدان، أولهما اجتماعي، ينطلق من فضاء الواقع المعيش، وثانيهما فردي، ينطلق من خيال المبدع ، حيث يحرص على مخاطبة جمهوره بنصه الذي محصلة تفاعل البعدين معا. وكلما كانت صلة الشاعر بعناصر الحياة عميقة، كلما كان نصه قريبا من حركة عناصرها، بما يجعله نتاجا مؤثرا في وجدان الناس. فالنص ينبغي أن يعكس صورة أمينة للواقع، ومن ثم فلا بد له من أن يحمل في ثناياه خميرة من إرهاصات ذلك الواقع، لكي يكون عندئذ مزيجا حيا مع ما يوحيه الخيال المتطلع للمبدع، بما هو مزاج وموهبة ابتداءً. لذلك لا بد لمبدع النص من ان يطلق عنان خياله في التطلُّع، من دون أن يتعمد اختلاق مرموزات نصه، بحيث يقترب فيما يسرده انثيالا من حقيقة واقعه، رغم أنه يعتمد في سرده للأحداث في بنية نصه على خياله، في استيلاد صورعناصر واقعه الحي، ومن ثم صبها في سياق معين من بنية النص.