أورد السيد أحمد سعد زايد المنشغل بالفلسفة والثقافة تعليقا على تفسير الهداية والعرفان لأبي زيد الدمنهوري، معتبراً إياه تفسيراً عقلانياً. ولكن السؤال الذي أطرحه منذ وقت طويل:
ما الفائدة من تفسير عقلاني وغير عقلاني، فهذا في حد ذاته يؤكد موت النص، ويعتبر التفسير نص خاص بذاته ويعاني من نسبيته كتفسير بشري لنص مقدس. هذه هي النقطة الجوهرية التي تعرقل أي محاولة لتطوير الفهم الديني.
نفس هذه المشكلة عانى منها الكثير ممن يعتبرون أنفسهم مجددين في فهم النص، سواء من المسلمين أم حتى من اليهود والمسيحيين.
إن النص المقدس -بشكل عام- مستقل بذاته، كمجموع متميز من المفردات والجمل. ولكنه ليس نصاً محكماً وإلا كان منغلقاً على ذاته وكلما كان محكماً عنى ذلك أنه غير مفهوم. أما إن طرح النفس نفسه كرسالة، فإنه يتساوى مع أي نص آخر، ويخضع لذات شروط أي نص بشري. لأن الرسالة تعني الفهم، والفهم ليس واحداً عند البشر، والمعنى كما يقول دريداً مؤجلٌ دائماً، إلا في حالة وجود تفسير مركزي له، كتفسير الإله نفسه أو تفسير الرسول أو الملاك..الخ. بل وحتى في هذه الحالات التي لم تحدث إلا قليلاً فإن التفسير هو بذاته وبمرور الوقت سيحتاج إلى تفسير، وسيخضع بالتالي لذات شروط التفسير البشري. وبما أن التفسير عمل إنساني فهو لا يبلغ حد الكمال، وبما هو كذلك فهو نسبي، وبما أنه نسبي، فهو لا يُحايث النص، بل ينفصل بذاته عن النص، ويخضع للنقد بل وقد يفضي إلى إصدار حكم.
ما النتائج التي خرج بها المشروع الأركوني مثلاً؟ أو مشروع نصر حامد أبو زيد، أو شحرور أو غيرهم؟ إن النتائج بالنسبة لي صفرية، لأنهم تجاهلوا الحقيقة الأولية، التي اعتمدت التفكيكية على إظهارها والكشف عنها، وهي اللا مركزية وتاجيل المعنى واللعب. ثلاثة عناصر حاسمة، هدمت ذلك الطموح البشري للحلول محل الآلهة عبر تأويل النص. والتأويل هو معنى بعيد، والتفسير معنى قريب، ولكن كلاهما في الواقع معانٍ بعيدة. فلا أحد يملك سلطة المعنى.
لكن هذا لا يمنع أبداً من الاحتفاء بالتفاسير الجديدة، ولكن داخل نسبيتها وبشريتها وذاتيتها في مواجهة النص الخاضع للتأويل، المحتفظ بقداسته وإطلاقه المعنوي.
ما الفائدة من تفسير عقلاني وغير عقلاني، فهذا في حد ذاته يؤكد موت النص، ويعتبر التفسير نص خاص بذاته ويعاني من نسبيته كتفسير بشري لنص مقدس. هذه هي النقطة الجوهرية التي تعرقل أي محاولة لتطوير الفهم الديني.
نفس هذه المشكلة عانى منها الكثير ممن يعتبرون أنفسهم مجددين في فهم النص، سواء من المسلمين أم حتى من اليهود والمسيحيين.
إن النص المقدس -بشكل عام- مستقل بذاته، كمجموع متميز من المفردات والجمل. ولكنه ليس نصاً محكماً وإلا كان منغلقاً على ذاته وكلما كان محكماً عنى ذلك أنه غير مفهوم. أما إن طرح النفس نفسه كرسالة، فإنه يتساوى مع أي نص آخر، ويخضع لذات شروط أي نص بشري. لأن الرسالة تعني الفهم، والفهم ليس واحداً عند البشر، والمعنى كما يقول دريداً مؤجلٌ دائماً، إلا في حالة وجود تفسير مركزي له، كتفسير الإله نفسه أو تفسير الرسول أو الملاك..الخ. بل وحتى في هذه الحالات التي لم تحدث إلا قليلاً فإن التفسير هو بذاته وبمرور الوقت سيحتاج إلى تفسير، وسيخضع بالتالي لذات شروط التفسير البشري. وبما أن التفسير عمل إنساني فهو لا يبلغ حد الكمال، وبما هو كذلك فهو نسبي، وبما أنه نسبي، فهو لا يُحايث النص، بل ينفصل بذاته عن النص، ويخضع للنقد بل وقد يفضي إلى إصدار حكم.
ما النتائج التي خرج بها المشروع الأركوني مثلاً؟ أو مشروع نصر حامد أبو زيد، أو شحرور أو غيرهم؟ إن النتائج بالنسبة لي صفرية، لأنهم تجاهلوا الحقيقة الأولية، التي اعتمدت التفكيكية على إظهارها والكشف عنها، وهي اللا مركزية وتاجيل المعنى واللعب. ثلاثة عناصر حاسمة، هدمت ذلك الطموح البشري للحلول محل الآلهة عبر تأويل النص. والتأويل هو معنى بعيد، والتفسير معنى قريب، ولكن كلاهما في الواقع معانٍ بعيدة. فلا أحد يملك سلطة المعنى.
لكن هذا لا يمنع أبداً من الاحتفاء بالتفاسير الجديدة، ولكن داخل نسبيتها وبشريتها وذاتيتها في مواجهة النص الخاضع للتأويل، المحتفظ بقداسته وإطلاقه المعنوي.