لفتت رواية خالد خليفة "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة " 2013 نظري إلى دال "العار "، فلقد تكرر الدال فيها غير مرة ،وتكرر بمعان مختلفة لافتة.
ثمة روايات أسبق احتل فبها دال "العار " حيزا في العنوان مثل رواية ابراهيم نصرالله "شرفة العار "2010 ،ولأنني لم أقرأها فلم تحثني على متابعة الدال. وربما نكون أول رواية بدا الدال فيها مكونا من مكونات العنوان.
قاريء الأدب العربي يتذكر قصائد وروايات اتت على العار الاجتماعي والعار السياسي أيضا منها "لقيطة "لمحمد عبد الحليم عبد الله و"براءة "لمظفر النواب.
"لقيطة "تأتي على العار الاجتماعي و"براءة "على العار السياسي، وقد كان مظفر النواب جريئا في "في الحانة القديمة "حين خالف السائد ورأى أن الشرف الفردي يهون أمام الشرف الجمعي ،فتقبل البغي ولم يتقبل البغاء السياسي.
في نهاية 90 القرن 20 كتب عبد الرحمن منيف مقدمة لطبعة جديدة لرواية "شرق المتوسط " وأتى على عالم السجن في العالم العربي ورأى أن السجن السياسي هو أكبر عار عربي معاصر.
كانت المقدمة لافتة وكانت الإشارة إلى العار السياسي منسجمة مع أطروحات النواب في قصائده الشعبية والفصيحة: "فالبعض يبيع اليابس والأخضر ويدافع عن كل قضايا الكون ويهرب من وجه قضيته/ لم يفن منك سوى هذا اللحم الفاني " ..الخ.
الكتابة عن العار السياسي والأخلاقي ستلامس في روايات نوال السعداوي ومنها رواية "زينة ".ولن تختلف الكاتبة كثيرا عن النواب.
لكن التكرار اللافت للدال "العار " والمتعدد المدلولات برز أوضح ما يكون في رواية "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة " .
لم أقم بانجاز دراسة استقصائية تعاقبية لظهور هذا الدال في الأدب العربي ولكني وأنا أدرس روايات غسان كنفاني وادرسها شخصيا لاحظت استخدام مبكر له استخداما لافتا.
في روايته "ما تبقى لكم "1966 بكتب الكاتب عن أسرة تفككت بسبب النكبة. أستشهد الأب في يافا في 1948 وتشتت العائلة. أقام حامد الشاب وأخته مريم في غزة وأقامت الأم في عمان. ولما أقامت مريم علاقة غير شرعية مع زكريا فقد قرر حامد ترك غزة للحاق بأمه:" وأنت. أنت. انت. ؟ ما الذي ساعنيه لك؟ وسيقولون كاد أخوها يجن فهرب بعاره ، ولقد وضعت ولدها الأول منه بعد خمسة شهور من الزواج فقط. يا للعار! "
هكذا خاطبت مريم زوجها زكريا.
الدال نفسه سيتكرر في "عائد إلى حيفا " 1969 ولكن بمدلول مختلف.
بعد أن يزور اللاجيء الفلسطيني سعيد. س بيته في حيفا بحثا عن ابنه خلدون الذي تركه في السرير لينجو هو وزوجته صفية من الموت يلتقي بخلدون الذي غدا يهوديا ينتمي إلى أبيه الروحي لا ابيه البيولوجي. ويرفض خلدون/ دوف رابطة الدم وينحاز إلى رابطة الفكر. سلوك خلدون/ دوف يترك أثرا في سعيد. س الذي منع ابنه خالد من الالتحاق بالفدائيين. واعتمادا على ما سبق يصبح خلدون عار أبيه وخالد شرفه الباقي :" إن دوف هو عارنا ،ولكن خالد هو شرفنا الباقي ".
لا أتذكر إن كان ربعي المدهون في روايته"مصائر " 2015 ذكر الدال وهو يكتب عن العكية الأرمنية ايفانا اردكيان.
احبت هذه ضابطا انجليزيا وهربت معه إلى لندن، فغضب منها والداها وقاطعاها حتى توفيا ولم تنجح في مصالحتهما رغم ما أرادت تقديمه لهما. هل نظر إليها ابواها على أنها أكثر من عار شخصي؟ هل رأيا في زواجها من ضابط احتلال عارا وطنيا فوق العار الشخصي؟ أغلب الظن أن هذا ما رأياه.
رواية خليفة "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة " رواية تكرر فيها هذا الدول بمعان مختلفة تستحق رصدا وهذا ما قمت به.
الموضوع شائك وطريف ويستحق متابعة.
كان الشاعر اليمني عبد العزيز المقالح كتب: " الصمت عار
ونحن عشاق النهار
نبكي...إلخ
وكان مظفر النواب في قصيدة "تل الزعتر " تساءل:"ما هذا الصمت يسمى باللغة العربية؟ "
لعل متابعة مداولات دول العار في رواية خالد خليفة " لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة " أمر مجد.
خالد خليفة ورواية العار
"لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة " عنوان إحدى روايات الروائي السوري خالد خليفة صاحب رواية "مديح الكراهية ".كلتا الروايتين وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية (بوكر ) .
روايتا خليفة تصلحان لأن تدرسا وفق المنهج الاجتماعي ،فهما تاتيان على الواقع السوري منذ سبعينات القرن الماضي وتصورانه وتبينان ما ألم به من تطورات وصلت حد الصدام المسلح و آلت سورية إلى ما آلت إليه الآن من دمار وخراب وتمزيق وتدخل دول خارجية كثيرة في الشأن السوري .
ما إن يفرغ المرء من قراءة الرواية حتى يتساءل "لماذا لم يختر الكاتب عنوان "العار " لروايته ، فهو أنسب .
يتكرر دال العار في الرواية تكرارا لافتا وعلى لسان السارد وبعض الشخوص.
يمكن متابعة ورود تكرار العار في الرواية لملاحظة الأمر.
في ص12 يقول السارد " كنت أدخل في عامي العاشر ولا نعرف شيئا عن الموت والعار ".
بعد صفحات ليست كثيرة يبدأ السارد يتكلم عن بداية معرفته بالعار.
في ص39 يتحدث عن امه ويرد ذكر دال العار الذي بدأت الأم تشعر به:
"
تنتبه لأول مرة إلى شعور العار الذي يحيط بها من كل جانب ، تشعر بالرضا حين تكتشف أن الكثيرين مثلها يشعرون بالعار ،زميلاتها وصديقاتها والناس في الشوارع ، آلتي تتجاهل صور الرئيس رغم ادعاء ابديته "
يتحول الشعور بالعار إلى ما هو أكثر ،فيبدأ الناس يفكرون في مدلولاته لأنه يتدخل إلى منازلهم ومن الذين يفكرون والدة السارد الذي لا يعلن هويته إلا في صفحات متأخرة. ( ص 41 ) وتقدم اقتراحات لمعانيه ترد في الصفحة 42 والصفحة 49 ويأخذ جزء كبير من شخصيات الرواية حصته من العار.
جان يفكر في الهجرة من حلب فقد كره المدينة التي أجبر فيها على المشاركة مع حزبيين في مسيرات تمدح الحزب والرئيس ( ص48 ) و "يشعر بأنه لن يكمل طريقه إلى الرصيف الآخر قبل إصابته بسكتة قلبية...ويشعر بالعار أيضا " .
يكتب جان رسائل لابنه في باريس يصف فيها أحواله وزملاءه الذين يدبكون في مسيراته الحزبية الإجبارية وقد تحدث جان في رسائله باسهاب عن "عاره الشخصي لأنه كان شاهدا على لحظة سيتناساها الجميع ليستطيع النظر في عيون بعض بعد خمسين سنة " ويحس جان بلا جدوى أي شيء وفكر بالانتحار "يتحدث بصوت هاديء أنه يريد العيش هنا حتى لو تفكك جسده ،يريد أخذ حصته من العار ".
يتوالى تكرار دال العار تكرارا لافتا وكلما مر حدث ما لا يقتنع به شعر بالعار. فحين أعطاه رئيس فرع الحزب محاضرة عن الوطن والمواطن يخرج جان من المبنى الكئيب ويصف تلك اللحظة "بقمة العار الذي بقي من أجله في هذه للمدينة العتيقة "( ص56 ) .
ليس الحزب وحده ما يشعر بالعار في الرواية.
يصبح نزار اللوطي عار أبيه ( ص96/ 97 ) وهبة التي رفضت ما طلبه عضو الحزب منها فاغتصبوها ،هبة هذه تبقى عشر سنوات لم تكف فيها لتنسى ذلك العار "
وتبقى المدينة سنوات طويلة "تحت وطأة الموت والعار "( ص120) .
وحين يأتي السارد على حلب وما حل بها تحت حكم الحزب والمسؤولين الفاسدين الذين لا يعرفون إلا الولاء للرئيس والدبكة له.
ولننظر في الفقرات التالية:
"استفتاءات الرئيس التي جعلت جان حين يكتب لابنه بأنه شعر لأول مره في حياته بعار لا حدود له" (ص 153 ) .
سوسن حين تخرج من عيادة طبيب رتق لها غشاء البكارة أحست بالعار (ينظر ص 158 و159 و 161 و1969.
في ص 232 يفوز الدكتاتور في الانتخابات يشعرون ب"عار شعب باكمله ينمو ببطء كقطار البضائع الذي مات جده تحت عجلاته. ونفاق الناس للرئيس يولد أيضا الشعور بالعار.
زميل السارد في مكتب المحاسبة يخبره عن زميل آخر " اكتشف أن زوجته عاهرة والولدين ليسا من صلبه " ولهذا قتل زوجته وابنه ، وإن اعتقد السارد غير ذلك: " إنه لم يعد يحتمل حياته وصمته وعاره ، آلتي اكتملت صورتها لدى جان فألف كتابا صغييرا عن "العار" ومشتقاته في الحياة السورية " .
طبعا الكتابة عن العار ليس كتابة بكرا فهناك روائيون كتبوا عن العار في الادبين العربي والعالمي (سلمان رشدي/ نسرين تسليمه /كويتزي/ ابراهيم نصر الله "شرفة العار" .
ترى ألم يكن من الاجدر أن يكون عنوان الرواية هو "رواية العار ".
أ. د. عادل الاسطة
نابلس 19/ 1/2018
ثمة روايات أسبق احتل فبها دال "العار " حيزا في العنوان مثل رواية ابراهيم نصرالله "شرفة العار "2010 ،ولأنني لم أقرأها فلم تحثني على متابعة الدال. وربما نكون أول رواية بدا الدال فيها مكونا من مكونات العنوان.
قاريء الأدب العربي يتذكر قصائد وروايات اتت على العار الاجتماعي والعار السياسي أيضا منها "لقيطة "لمحمد عبد الحليم عبد الله و"براءة "لمظفر النواب.
"لقيطة "تأتي على العار الاجتماعي و"براءة "على العار السياسي، وقد كان مظفر النواب جريئا في "في الحانة القديمة "حين خالف السائد ورأى أن الشرف الفردي يهون أمام الشرف الجمعي ،فتقبل البغي ولم يتقبل البغاء السياسي.
في نهاية 90 القرن 20 كتب عبد الرحمن منيف مقدمة لطبعة جديدة لرواية "شرق المتوسط " وأتى على عالم السجن في العالم العربي ورأى أن السجن السياسي هو أكبر عار عربي معاصر.
كانت المقدمة لافتة وكانت الإشارة إلى العار السياسي منسجمة مع أطروحات النواب في قصائده الشعبية والفصيحة: "فالبعض يبيع اليابس والأخضر ويدافع عن كل قضايا الكون ويهرب من وجه قضيته/ لم يفن منك سوى هذا اللحم الفاني " ..الخ.
الكتابة عن العار السياسي والأخلاقي ستلامس في روايات نوال السعداوي ومنها رواية "زينة ".ولن تختلف الكاتبة كثيرا عن النواب.
لكن التكرار اللافت للدال "العار " والمتعدد المدلولات برز أوضح ما يكون في رواية "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة " .
لم أقم بانجاز دراسة استقصائية تعاقبية لظهور هذا الدال في الأدب العربي ولكني وأنا أدرس روايات غسان كنفاني وادرسها شخصيا لاحظت استخدام مبكر له استخداما لافتا.
في روايته "ما تبقى لكم "1966 بكتب الكاتب عن أسرة تفككت بسبب النكبة. أستشهد الأب في يافا في 1948 وتشتت العائلة. أقام حامد الشاب وأخته مريم في غزة وأقامت الأم في عمان. ولما أقامت مريم علاقة غير شرعية مع زكريا فقد قرر حامد ترك غزة للحاق بأمه:" وأنت. أنت. انت. ؟ ما الذي ساعنيه لك؟ وسيقولون كاد أخوها يجن فهرب بعاره ، ولقد وضعت ولدها الأول منه بعد خمسة شهور من الزواج فقط. يا للعار! "
هكذا خاطبت مريم زوجها زكريا.
الدال نفسه سيتكرر في "عائد إلى حيفا " 1969 ولكن بمدلول مختلف.
بعد أن يزور اللاجيء الفلسطيني سعيد. س بيته في حيفا بحثا عن ابنه خلدون الذي تركه في السرير لينجو هو وزوجته صفية من الموت يلتقي بخلدون الذي غدا يهوديا ينتمي إلى أبيه الروحي لا ابيه البيولوجي. ويرفض خلدون/ دوف رابطة الدم وينحاز إلى رابطة الفكر. سلوك خلدون/ دوف يترك أثرا في سعيد. س الذي منع ابنه خالد من الالتحاق بالفدائيين. واعتمادا على ما سبق يصبح خلدون عار أبيه وخالد شرفه الباقي :" إن دوف هو عارنا ،ولكن خالد هو شرفنا الباقي ".
لا أتذكر إن كان ربعي المدهون في روايته"مصائر " 2015 ذكر الدال وهو يكتب عن العكية الأرمنية ايفانا اردكيان.
احبت هذه ضابطا انجليزيا وهربت معه إلى لندن، فغضب منها والداها وقاطعاها حتى توفيا ولم تنجح في مصالحتهما رغم ما أرادت تقديمه لهما. هل نظر إليها ابواها على أنها أكثر من عار شخصي؟ هل رأيا في زواجها من ضابط احتلال عارا وطنيا فوق العار الشخصي؟ أغلب الظن أن هذا ما رأياه.
رواية خليفة "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة " رواية تكرر فيها هذا الدول بمعان مختلفة تستحق رصدا وهذا ما قمت به.
الموضوع شائك وطريف ويستحق متابعة.
كان الشاعر اليمني عبد العزيز المقالح كتب: " الصمت عار
ونحن عشاق النهار
نبكي...إلخ
وكان مظفر النواب في قصيدة "تل الزعتر " تساءل:"ما هذا الصمت يسمى باللغة العربية؟ "
لعل متابعة مداولات دول العار في رواية خالد خليفة " لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة " أمر مجد.
خالد خليفة ورواية العار
"لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة " عنوان إحدى روايات الروائي السوري خالد خليفة صاحب رواية "مديح الكراهية ".كلتا الروايتين وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية (بوكر ) .
روايتا خليفة تصلحان لأن تدرسا وفق المنهج الاجتماعي ،فهما تاتيان على الواقع السوري منذ سبعينات القرن الماضي وتصورانه وتبينان ما ألم به من تطورات وصلت حد الصدام المسلح و آلت سورية إلى ما آلت إليه الآن من دمار وخراب وتمزيق وتدخل دول خارجية كثيرة في الشأن السوري .
ما إن يفرغ المرء من قراءة الرواية حتى يتساءل "لماذا لم يختر الكاتب عنوان "العار " لروايته ، فهو أنسب .
يتكرر دال العار في الرواية تكرارا لافتا وعلى لسان السارد وبعض الشخوص.
يمكن متابعة ورود تكرار العار في الرواية لملاحظة الأمر.
في ص12 يقول السارد " كنت أدخل في عامي العاشر ولا نعرف شيئا عن الموت والعار ".
بعد صفحات ليست كثيرة يبدأ السارد يتكلم عن بداية معرفته بالعار.
في ص39 يتحدث عن امه ويرد ذكر دال العار الذي بدأت الأم تشعر به:
"
تنتبه لأول مرة إلى شعور العار الذي يحيط بها من كل جانب ، تشعر بالرضا حين تكتشف أن الكثيرين مثلها يشعرون بالعار ،زميلاتها وصديقاتها والناس في الشوارع ، آلتي تتجاهل صور الرئيس رغم ادعاء ابديته "
يتحول الشعور بالعار إلى ما هو أكثر ،فيبدأ الناس يفكرون في مدلولاته لأنه يتدخل إلى منازلهم ومن الذين يفكرون والدة السارد الذي لا يعلن هويته إلا في صفحات متأخرة. ( ص 41 ) وتقدم اقتراحات لمعانيه ترد في الصفحة 42 والصفحة 49 ويأخذ جزء كبير من شخصيات الرواية حصته من العار.
جان يفكر في الهجرة من حلب فقد كره المدينة التي أجبر فيها على المشاركة مع حزبيين في مسيرات تمدح الحزب والرئيس ( ص48 ) و "يشعر بأنه لن يكمل طريقه إلى الرصيف الآخر قبل إصابته بسكتة قلبية...ويشعر بالعار أيضا " .
يكتب جان رسائل لابنه في باريس يصف فيها أحواله وزملاءه الذين يدبكون في مسيراته الحزبية الإجبارية وقد تحدث جان في رسائله باسهاب عن "عاره الشخصي لأنه كان شاهدا على لحظة سيتناساها الجميع ليستطيع النظر في عيون بعض بعد خمسين سنة " ويحس جان بلا جدوى أي شيء وفكر بالانتحار "يتحدث بصوت هاديء أنه يريد العيش هنا حتى لو تفكك جسده ،يريد أخذ حصته من العار ".
يتوالى تكرار دال العار تكرارا لافتا وكلما مر حدث ما لا يقتنع به شعر بالعار. فحين أعطاه رئيس فرع الحزب محاضرة عن الوطن والمواطن يخرج جان من المبنى الكئيب ويصف تلك اللحظة "بقمة العار الذي بقي من أجله في هذه للمدينة العتيقة "( ص56 ) .
ليس الحزب وحده ما يشعر بالعار في الرواية.
يصبح نزار اللوطي عار أبيه ( ص96/ 97 ) وهبة التي رفضت ما طلبه عضو الحزب منها فاغتصبوها ،هبة هذه تبقى عشر سنوات لم تكف فيها لتنسى ذلك العار "
وتبقى المدينة سنوات طويلة "تحت وطأة الموت والعار "( ص120) .
وحين يأتي السارد على حلب وما حل بها تحت حكم الحزب والمسؤولين الفاسدين الذين لا يعرفون إلا الولاء للرئيس والدبكة له.
ولننظر في الفقرات التالية:
"استفتاءات الرئيس التي جعلت جان حين يكتب لابنه بأنه شعر لأول مره في حياته بعار لا حدود له" (ص 153 ) .
سوسن حين تخرج من عيادة طبيب رتق لها غشاء البكارة أحست بالعار (ينظر ص 158 و159 و 161 و1969.
في ص 232 يفوز الدكتاتور في الانتخابات يشعرون ب"عار شعب باكمله ينمو ببطء كقطار البضائع الذي مات جده تحت عجلاته. ونفاق الناس للرئيس يولد أيضا الشعور بالعار.
زميل السارد في مكتب المحاسبة يخبره عن زميل آخر " اكتشف أن زوجته عاهرة والولدين ليسا من صلبه " ولهذا قتل زوجته وابنه ، وإن اعتقد السارد غير ذلك: " إنه لم يعد يحتمل حياته وصمته وعاره ، آلتي اكتملت صورتها لدى جان فألف كتابا صغييرا عن "العار" ومشتقاته في الحياة السورية " .
طبعا الكتابة عن العار ليس كتابة بكرا فهناك روائيون كتبوا عن العار في الادبين العربي والعالمي (سلمان رشدي/ نسرين تسليمه /كويتزي/ ابراهيم نصر الله "شرفة العار" .
ترى ألم يكن من الاجدر أن يكون عنوان الرواية هو "رواية العار ".
أ. د. عادل الاسطة
نابلس 19/ 1/2018