أحمد بن فرج الاشبيلي - غَرَامِي صَحِيحٌ وَالرَّجَا فِيكَ مُعْضَـلُ

غَرَامِي صَحِيحٌ وَالرَّجَا فِيكَ مُعْضَـلُ
وَحُزْنِــي وَدَمْعِــي مُرْسَـلٌ وَمُسَـلْسَــلُ
وَصَــبْـرِيَ عَنْكُـــمْ يَشْــهَدُ الْعَقْـــلُ أَنَّـــهُ
ضَـــعِيــفٌ وَمَتْــرُوكٌ وَذُلِّـــيَ أَجْمَــــلُ
وَلاَ حَسَــــنٌ إِلاَّ سَــــمَاعُ حَدِيــثِكُـــمْ
مُشَــافَهَــــةً يُمْلَــــى عَلَـــــيَّ فَأَنْقُـــــلُ
وَأَمْـرِيَ مَوْقُـوفٌ عَلَيْـكَ وَلَيْـسَ لِـــي
عَلَـــى أَحَــــدٍ إِلاَّ عَلَيْــــــكَ الْمُعَــــــوَّلُ
وَلَـوْ كَــانَ مَرْفُوعًا إِلَيْــكَ لَكُنْـتَ لِـــي
عَلَـــى رَغْـــمِ عُذَّالِـــي تَـــرِقُّ وَتَعْــــدِلُ
وَعَـــذْلُ عَذُولِـــي مُنْكَــــرٌ لا أُسِــيغُهُ
وَزُورٌ وَتَدْلِيـــــسٌ يُــــــرَدُّ وَيُهْمَــــــلُ
أُقَضِّي زَمَانِي فِيــكَ مُتَّصِــلَ الأَســــى
وَمُنْقَطِعًـــــا عَمَّـــــا بِــــــهِ أَتَوَصَّــــلُ
وَهَـا أَنَا فِــي أَكْفَــانِ هَجْـــرِكَ مُـدْرَجٌ
تُكَلِّفُنِـــــي مَـــا لا أُطِيـــــقُ فَأَحْمِـــــلُ
وَأَجْرَيْتُ دَمْعِي فَـوْقَ خَـدِّي مُدَبَّجًــا
وَمَـــا هِـــــيَ إلا مُهْجَتِــــي تَتَحَلَّـــــلُ
فَمُتَّفِــقٌ جِسْــمِي وَسُـهْـدِي وَعَبْرَتِـي
وَمُفْتَـــرِقٌ صَـــبْرِي وَقَلْبِـي الْمُبَلْبَـــلُ
وَمُؤْتَلِفٌ وَجْـدِي وَشَـجْـوِي وَلَوْعَتِـي
وَمُخْتَلِـفٌ حَظِّـــي وَمَـا مِنْـــكَ آمُــلُ
خُــذِ الْوَجْــدَ مِنِّــي مُسْـنَدًا وَمُعَنْعَـنًا
فَغَيْـــرِي بِمَوْضُــوعٍ الْهَـوَى يَتَحَلَّـــلُ
وَذِي نُبَـذٌ مِنْ مُبْهَــم الْحُــبِّ فَاعْتَبِــرْ
وَغَامِضُــهُ إنْ رُمْـتَ شَـرْحًــا أَطَـــوِّلُ
عَزِيــــزٌ بِكُـــمْ صَـبٌّ ذَلِيــــلٌ لِعِزِّكُـــمْ
وَمَشْــهُـورُ أَوْصَــافِ الْمُحِـبِّ التَّذَلُّــلُ
غَرِيـبٌ يُقَاسِــي الْبُعْـدَ عَنْكَ وَمَــا لَـهُ
وَحَقِّــــكَ عَـــنْ دَارِ الْقِلَـــى مُتَحَـــــوَّلُ
فَرِفْقًـا بِمَقْطُــــوعِ الْوَسَـائِلِ مَــا لَـــهُ
إِلَيْـــكَ سَـبِيـــلٌ لا وَلا عَنْــــكَ مَعْــــدِلُ
فَــلا زِلْــتَ فِـــي عِــزٍّ مَنِيــــعٍ وَرِفْعَــةٍ
وَلا زِلْـــتَ تَعْلُــــو بِالتَّجَنِّــــي فَأَنْــــزِلُ
أُوَرِّي بِسُــــعْدَى وَالرَّبَـــــابِ وَزَيْنَــــبٍ
وَأَنْـتَ الَّــذِي تُعْنَــى وَأَنْــتَ الْمُؤَمَّــــلُ
فَخُــــذْ أَوَّلاً مِــــنْ آخِــــرٍ ثُـــــمَّ أَوَّلاً
مِـنْ النِّصْـفِ مِنْــهُ فَهْــوَ فِيــهِ مُكَمَّـــلُ
أَبَـــرُّ إِذَا أَقْسَـــمْتُ أَنِّــي بِحُبِّــهِ أَهِيــمُ
وَقَلْبِــــي بِالصَّـــــبَابَــــةِ مُشْــــــــعَـلُ
أعلى