وضع الإنسان الأخلاق لكي يعيشَ حياتَهُ بشكلٍ أفضلَ ؛فهو قد عاش تجارباً في ماضيه عرِفِ من خلالها ما يضرُّه وما ينفعه كنوعٍ؛ فأصبح يحارب كلَّ ما يضر ،وهذا الأمر طبيعيا لأن كلَّ نوعٍ يسعى للحافظ على نفسه من الإنقراض، وهكذا تعاقبت الأجيالُ وهي تطبق المرسومَ الأخلاقي الذي وضعه آدمُ الأول ،ومع مرور الزمن نسي الإنسان أن الأخلاق التي وضعها ليست غايةً أنما هي وسيلة لجعلِ الحياةِ أفضلَ ، فالغاية هي الحفاظ على الحياة ، وليست الأخلاق ، ولكن حدث العكس؛ إذ أضحت الأخلاق من كونها خبرات تكتسب للعيش بأمان إلى مقدسات وثوابت ،وبدلا من أن تكون وسيلة تحافظ على الإنسان صارت غاية يحافظ عليها الإنسان ويحارب لأجلها نفسه كرغباتٍ أولاً، ومن يخالفه في رؤتيه الأخلاقية ثانيا .
الأخلاق هي قوانين نفعية نتجت عن التجربة الأولى التي عرفت من خلالها المجموعات ما يساعدها على البقاء والحفاظ على نفسها من الإنتهاكات الفردية ،ولكن مع مرور الزمن نسيت الأجيال اللاحقة العلة وراء نشأة تلك الأخلاق وحافظت عليها كموروث دون أن تسأل مثلاً : لماذا علينا أن نفعل هذا ولا نفعل هذا . فقد يتنهي سبب حرمان فعلٍ ما إذا انتهت العلة ، وقد يتحرم فعلٌ ما إذا ظهر أسباب واقعية تسوغ تحريمُها كقطع الأشجار الجائر فقد كان في عصور بعيدة أمراً عادياً ، وذلك لأن الأشجار كانت هي وسيلة الإنسان الوحيدة للحصول على النار والسكن وغيرها من أغراض الحياة ، أما اليوم وقد اتسعت سبل العيش وأصبح قطع الإشجار الجائر مهدداً للطبيعة وثم الإنسان بوصفها جزءا منها؛ فقد حرم كل ذلك القطع الجائر الأشجار في بعض المجتمعات.
بسبب التلقيد وغياب الرؤية النفعية ارتقت الأخلاق من النفعية إلى مرتبة التقديس و غابت عنها إدارة الحياة التي كانت سبب نشأتها وترسخت الدغمائية في الفعل الأخلاقي وصارت بذلك قطعيةٌ بين الأخلاق والواقع المعاش؛ لأن الأخلاق لم تتطور مع تطور الواقع، بل ظلت محافظة على معياريتها الصارمة، ومن هنا صارت هادمة للحياة بعد أن كانت بانية لها .
يجب أن تنشأ الأخلاقنا من داخل السياق الزمكاني الذي نعيش فيه ،لا أن تسقط علينا من سياق مغاير، له ظروفه التي أنتجت قوانينَه .
الأخلاق هي قوانين نفعية نتجت عن التجربة الأولى التي عرفت من خلالها المجموعات ما يساعدها على البقاء والحفاظ على نفسها من الإنتهاكات الفردية ،ولكن مع مرور الزمن نسيت الأجيال اللاحقة العلة وراء نشأة تلك الأخلاق وحافظت عليها كموروث دون أن تسأل مثلاً : لماذا علينا أن نفعل هذا ولا نفعل هذا . فقد يتنهي سبب حرمان فعلٍ ما إذا انتهت العلة ، وقد يتحرم فعلٌ ما إذا ظهر أسباب واقعية تسوغ تحريمُها كقطع الأشجار الجائر فقد كان في عصور بعيدة أمراً عادياً ، وذلك لأن الأشجار كانت هي وسيلة الإنسان الوحيدة للحصول على النار والسكن وغيرها من أغراض الحياة ، أما اليوم وقد اتسعت سبل العيش وأصبح قطع الإشجار الجائر مهدداً للطبيعة وثم الإنسان بوصفها جزءا منها؛ فقد حرم كل ذلك القطع الجائر الأشجار في بعض المجتمعات.
بسبب التلقيد وغياب الرؤية النفعية ارتقت الأخلاق من النفعية إلى مرتبة التقديس و غابت عنها إدارة الحياة التي كانت سبب نشأتها وترسخت الدغمائية في الفعل الأخلاقي وصارت بذلك قطعيةٌ بين الأخلاق والواقع المعاش؛ لأن الأخلاق لم تتطور مع تطور الواقع، بل ظلت محافظة على معياريتها الصارمة، ومن هنا صارت هادمة للحياة بعد أن كانت بانية لها .
يجب أن تنشأ الأخلاقنا من داخل السياق الزمكاني الذي نعيش فيه ،لا أن تسقط علينا من سياق مغاير، له ظروفه التي أنتجت قوانينَه .