في وداع حسين أبو حاشية أحد فدائيي ستينيات القرن العشرين .
اليوم شيع جثمان حسين أبو حاشية ( أبو الوليد ) أحد فدائيي حركة فتح بعد هزيمة حزيران ١٩٦٧ ، وقد عرفته قبل التحاقه بالعمل الفدائي من خلال صداقته لأخي درويش حيث عملا معا في كراج تصليح كهرباء السيارات .
التحق أبو الوليد الشاب اليافع بالمقاومة وأسر في أثناء قيامه بعملية فدائية في ٦٠ القرن ٢٠ وأنفق سنوات طويلة في السجن ثم خرج منه في عملية تبادل أسرى ليعيش في المنفى سنوات وليعود إلى الوطن/ مخيم بلاطة ، مع العائدين ، إثر اتفاقات أوسلو .
توفي أخي في العام ١٩٧٣ في حادث سير هو الذي لم يلتحق بالمقاومة مع صديقه فحزن صديقه الأسير عليه حزنا جما ، إذ كانا صديقين وزميلي عمل ، وانتقلت صداقة أبو الوليد لأخي إلى صداقة بقية الإخوة ، فتواصلت العلاقة حتى يومنا ، بل وصار أخوه " الغزال " صديقا لنا . كما لو أن الصداقة انتقلت بالوراثة .
عندما كنت أتردد ، قبل جائحة الكورونا ، على مقهى الهموز في نابلس ، كنت أجلس مع أبو الوليد وأصدقائه نتجاذب أطراف الحديث ، ثم حلت الجائحة ولم أعد أراه إلا نادرا ، إن التقينا بالمصادفة في البلدة القديمة .
لم أكن أعرف مدى صداقة أبو الوليد لأخي وبلوغها أرفع أنواع الصداقة إلا اليوم . لقد عرفت من أخي أنه دفن في قبر مجاور إلى جانب قبر أخي ، وكان أوصى أهله بذلك .
من ١٩٧٣ إلى ٢٠٢٢ حوالي خمسين عاما ، ولا أعرف إن كان أخي قبل ١٩٧٣ زار أبو الوليد وهو في الأسر في تلك السنوات الصعبة .
أبو الوليد الذي حمل روحه على راحته ليستشهد في سبيل الوطن على أمل أن يتحرر ويعود اللاجئون إلى ديارهم ، مخلفين مخيمات اللجوء وراءهم ، توفي دون أن يتحقق حلمه ، تماما كما توفي أبوه وجده وغيرهما ممن حلموا بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها .
رحم الله أبو الوليد ومن كانت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها ، وكلنا نمشي خطا كتبت علينا ، ومن كتبت عليه خطا مشاها .
لآل أبو حاشية خالص العزاء ورحم الله أبو الوليد الخلوق المهذب الصادق الوفي .
مات أبي في ١٥ تموز ٢٠٠٦ وماتت أمي في ١٥ تموز ٢٠١١ ومات أخي درويش في ٢ آب ١٩٧٣ ، وفي ١٦ تموز ٢٠٢٢ توفي أبو الوليد .
عادل الأسطة
نابلس ١٧ تموز ٢٠٢٢ .
اليوم شيع جثمان حسين أبو حاشية ( أبو الوليد ) أحد فدائيي حركة فتح بعد هزيمة حزيران ١٩٦٧ ، وقد عرفته قبل التحاقه بالعمل الفدائي من خلال صداقته لأخي درويش حيث عملا معا في كراج تصليح كهرباء السيارات .
التحق أبو الوليد الشاب اليافع بالمقاومة وأسر في أثناء قيامه بعملية فدائية في ٦٠ القرن ٢٠ وأنفق سنوات طويلة في السجن ثم خرج منه في عملية تبادل أسرى ليعيش في المنفى سنوات وليعود إلى الوطن/ مخيم بلاطة ، مع العائدين ، إثر اتفاقات أوسلو .
توفي أخي في العام ١٩٧٣ في حادث سير هو الذي لم يلتحق بالمقاومة مع صديقه فحزن صديقه الأسير عليه حزنا جما ، إذ كانا صديقين وزميلي عمل ، وانتقلت صداقة أبو الوليد لأخي إلى صداقة بقية الإخوة ، فتواصلت العلاقة حتى يومنا ، بل وصار أخوه " الغزال " صديقا لنا . كما لو أن الصداقة انتقلت بالوراثة .
عندما كنت أتردد ، قبل جائحة الكورونا ، على مقهى الهموز في نابلس ، كنت أجلس مع أبو الوليد وأصدقائه نتجاذب أطراف الحديث ، ثم حلت الجائحة ولم أعد أراه إلا نادرا ، إن التقينا بالمصادفة في البلدة القديمة .
لم أكن أعرف مدى صداقة أبو الوليد لأخي وبلوغها أرفع أنواع الصداقة إلا اليوم . لقد عرفت من أخي أنه دفن في قبر مجاور إلى جانب قبر أخي ، وكان أوصى أهله بذلك .
من ١٩٧٣ إلى ٢٠٢٢ حوالي خمسين عاما ، ولا أعرف إن كان أخي قبل ١٩٧٣ زار أبو الوليد وهو في الأسر في تلك السنوات الصعبة .
أبو الوليد الذي حمل روحه على راحته ليستشهد في سبيل الوطن على أمل أن يتحرر ويعود اللاجئون إلى ديارهم ، مخلفين مخيمات اللجوء وراءهم ، توفي دون أن يتحقق حلمه ، تماما كما توفي أبوه وجده وغيرهما ممن حلموا بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها .
رحم الله أبو الوليد ومن كانت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها ، وكلنا نمشي خطا كتبت علينا ، ومن كتبت عليه خطا مشاها .
لآل أبو حاشية خالص العزاء ورحم الله أبو الوليد الخلوق المهذب الصادق الوفي .
مات أبي في ١٥ تموز ٢٠٠٦ وماتت أمي في ١٥ تموز ٢٠١١ ومات أخي درويش في ٢ آب ١٩٧٣ ، وفي ١٦ تموز ٢٠٢٢ توفي أبو الوليد .
عادل الأسطة
نابلس ١٧ تموز ٢٠٢٢ .