في سرد الأخطاء الشائعة، وذكر صواب كل منها، فوائد ودلائل عديدة، ومن تلك الفوائد النص على الخطأ وصوابه لتبقى لغتنا العربية العظيمة بمنأى عن التغريب، والغزو الثقافي الذي يهدد وجودنا من كل ناحية،. ومن دلائل ذلك أيضاً الحرص الشديد ، والغيرة المستميتة على نقاء لغة هي عنوان قوميتنا العربية، وأقوى رابط يجمع شتات أمة واحدة رسم حدودها المستعمرون الغزاة في العصر الحديث.
وكنت ذكرت في الزوايا السابقة أن علماء العربية حاربوا اللَّحْنَ ( الخطأ) الذي تفشّى على بعض الألسنة، فنصُّوا على صوابه، ودوَّنوا قواعد العربية لضبط هذا الأمر. ومما روي في ذلك قول العسكري ( وجَّهَ إلينا عيسى بن موسى ليلاً فصِرْنا إليه، والجند سِمَاطان، وقد امتلأنا رعباً منه فقال: مادعوتكم إلا لخيراً، فزالت هيبته من قلوبنا لقبح لحْنه ) ( الخطأ في هذا النص هو نصب ( خيراً وصوابها الجر ) ويروى كذلك أن والي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي - وكان من فصحاء العرب - دخل أحد المساجد ليصلي فإذا به يسمع أحد المصلين يجر كلمة رسوله ( الثانية ) من قوله تعالى ( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسولُه.. ) فهاله - أفزعه - الأمر فاستدعى أحد علماء العربية هو الليث بن عاصم وقال له إن الخطب قد استفحل - عظمت المصيبة - علينا .. فما كان من هذا العالم إلا أن ابتدع علامات الإعراب ، ولم تكن موجودة من قبل. وأعود - والعود أحمد لأذكر بعض الأخطاء المتداولة بيننا، ثم أثني بصواب كل منها ، ومن ذلك:
- تخرّج من معهد كذا .. والصواب: تخرّج في معهد كذا، لأن تخرّج معناه تعلّم وتدرّب، وهو خرّيج ومتخرّج، أما الذي يتعلم في معهد، ويفوز بشهادته فنقول: إنه تخرّج في معهد كذا، وفاز بشهادته.
- دار في خُلدي .. والصواب : دار في خَلَدي ، بمعنى بالي ونفسي، لأن الخُلد اسم حيوان معروف.
- هيَّأت الدولة إنتاج ونقل وتوزيع المعدّات الزراعية .. والصواب: - هيَّأت إنتاج المعدّات الزراعية ، ونقلها ، وتوزيعها ، والسبب : إذا أريد العطف على المضاف فلا يعطف إلا بعد استكمال المضاف إليه في الغالب.
- ركبت على الفرس ، وركبت على البعير.. والصواب : ركبت الفرسَ، وركبت البعيرَ. وذلك أن الفعل ( رَكِبَ ) يحتاج إلى حرف جر إذا دخل على ما
لا يُرْكَبُ كقولنا : ركبت إلى أخيك ، وإذا كان مما يُرْكَب لم يحتج إلى حرف جر فنقول : ركبت الفرسَ، وركبت البعيرََ.
- فلان لايملك ديناراً فضلاً عن درهم .. والصواب : فلان لايملك درهماً فضلاً عن دينار ، لأن كلمة (فضلاً ) يكون ماقبلها أدنى أو أقل شأناً مما بعدها. وتقع كذلك بين كلامين متغايري المعنى، وأكثر استعمالها بعد نفي، ومثل ذلك : فلان لايملك بيتاً فضلاً عن قصر ، ويراد من هذا الكلام أنه لايملك بيتاً ولا قصراً.
د. موفق السراج
وكنت ذكرت في الزوايا السابقة أن علماء العربية حاربوا اللَّحْنَ ( الخطأ) الذي تفشّى على بعض الألسنة، فنصُّوا على صوابه، ودوَّنوا قواعد العربية لضبط هذا الأمر. ومما روي في ذلك قول العسكري ( وجَّهَ إلينا عيسى بن موسى ليلاً فصِرْنا إليه، والجند سِمَاطان، وقد امتلأنا رعباً منه فقال: مادعوتكم إلا لخيراً، فزالت هيبته من قلوبنا لقبح لحْنه ) ( الخطأ في هذا النص هو نصب ( خيراً وصوابها الجر ) ويروى كذلك أن والي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي - وكان من فصحاء العرب - دخل أحد المساجد ليصلي فإذا به يسمع أحد المصلين يجر كلمة رسوله ( الثانية ) من قوله تعالى ( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسولُه.. ) فهاله - أفزعه - الأمر فاستدعى أحد علماء العربية هو الليث بن عاصم وقال له إن الخطب قد استفحل - عظمت المصيبة - علينا .. فما كان من هذا العالم إلا أن ابتدع علامات الإعراب ، ولم تكن موجودة من قبل. وأعود - والعود أحمد لأذكر بعض الأخطاء المتداولة بيننا، ثم أثني بصواب كل منها ، ومن ذلك:
- تخرّج من معهد كذا .. والصواب: تخرّج في معهد كذا، لأن تخرّج معناه تعلّم وتدرّب، وهو خرّيج ومتخرّج، أما الذي يتعلم في معهد، ويفوز بشهادته فنقول: إنه تخرّج في معهد كذا، وفاز بشهادته.
- دار في خُلدي .. والصواب : دار في خَلَدي ، بمعنى بالي ونفسي، لأن الخُلد اسم حيوان معروف.
- هيَّأت الدولة إنتاج ونقل وتوزيع المعدّات الزراعية .. والصواب: - هيَّأت إنتاج المعدّات الزراعية ، ونقلها ، وتوزيعها ، والسبب : إذا أريد العطف على المضاف فلا يعطف إلا بعد استكمال المضاف إليه في الغالب.
- ركبت على الفرس ، وركبت على البعير.. والصواب : ركبت الفرسَ، وركبت البعيرَ. وذلك أن الفعل ( رَكِبَ ) يحتاج إلى حرف جر إذا دخل على ما
لا يُرْكَبُ كقولنا : ركبت إلى أخيك ، وإذا كان مما يُرْكَب لم يحتج إلى حرف جر فنقول : ركبت الفرسَ، وركبت البعيرََ.
- فلان لايملك ديناراً فضلاً عن درهم .. والصواب : فلان لايملك درهماً فضلاً عن دينار ، لأن كلمة (فضلاً ) يكون ماقبلها أدنى أو أقل شأناً مما بعدها. وتقع كذلك بين كلامين متغايري المعنى، وأكثر استعمالها بعد نفي، ومثل ذلك : فلان لايملك بيتاً فضلاً عن قصر ، ويراد من هذا الكلام أنه لايملك بيتاً ولا قصراً.
د. موفق السراج