لا سبيل للإنسان على وجه هذه البسيطة من المحاولة لمحو الذاكرة، التي تتدفق بمخزون من الآثار، والحية بكثير من الحصرية، والطامحة لرؤى الاستشراف على البعدين القريب والبعيد، إنها بمثابة الرحلة اللامتناهية، أو الجدل الفلسفي في الدائرة المفرغة، كلما شعرت بالوصول إلى الهدف المنشود، كلما غرقت في نهاية البداية، لهذا يسارع الإنسان إلى تفعيل طاقة النسيان، ولكنه سرعان ما يجد نفسه قد شغل طاقة الذاكرة من جديد، ففي كل نسيان تذكر، وفي كل تذكر استرسال.