صراع الأجيال مفهوم يدل على الاحتكاك بين جيلين والذي من خلاله تتوقد شرارة التغيير ..، وفيها يتراجع الجيل الذي كان في المقدمة الى الخلف ليترك المجال للجيل الذي بعده...، وهذا ما يعيشه اليوم مواليد اواخر الستينات والسبعينات والثمانينات وبداية التسعينات... هذه الأجيال عاشت أشياء متشابهة الى حد كبير بطموحات متقاربة وقيم انسانية مشتركة...
ما يجعلني اليوم اكتب عن هذا هو التمزق الذي تعيشه فئة كبيرة من هذه الأجيال التي ذكرتها أعلاه وخصوصا النخبة الواعية التي تدرك أن امسها ليس يومها وحاضرها ليس كغدها ..الا انها في ذات الوقت لا تستوعب كليا ما يحصل!! باستثناء انها ترفض رفضا كليا انهيار القيم التي تعبت في سقيها لتزهر في كتاباتها وأشعارها وفنها وممارستها اليومية والعلائقية .، تكاد هذه الفئة لا تتحمل هذا المخاض العسير الذي يدخلها في كآبة وانطواء على الذات... ، لسان حالها يقول كيف يأخذ هؤلاء الجدد مكاننا وقيمنا ويستبدلوها بكل هذه التفاهة والميوعة ...، كيف يجعلوننا غرباء في وجودنا !؟ اينما حللنا وارتحلنا يظهر شبحها أمامنا !؟ من نحن اليوم بعدما كنا كل شيء!؟
الجواب يكمن في ديمومة الزمن ، وحتمية التغيير، وبداهة الاستمرار..، وهذه كلها مفاهيم لا تعرف اذا كان اللون اسود او ابيض، لا تفرق ديمومة الزمن بين ما نسميه اخلاق ولااخلاق ، بين الجدوى والعبثية.. ، حين يحين وقت الخريف فكل الأشجار تسقط أوراقها، الإنسان بالنسبة للزمن كورق الشجر يسقطك بسهولة عندما يحين الوقت لفعل هذا، لذلك فالتغيير الذي يحدث اليوم شيء لا نملك خيار رفضه، بل أكثر من ذلك ليس نحن من يجب أن نحدد ما اذا كان كل ما جاء به هذا الجيل من أفكار وممارسات جيدا وصالحا أم لا، اصرارنا على الرفض هو ما يجعلنا نحس أن قيمنا افضل وفكرنا أرقى وهدفنا أسمى..، لم يكن أجدادنا وأباؤنا يعرفون الأصلح لنا ، كل ما ارادوه ان يثبتوا صدق معتقداتهم فسرقوا حياتنا، ومررنا بمراحل كثيرة قبل أن ندرك ان الأصح ليس ما ينبع من خارج ذواتنا بل من داخلها..، ونحن اليوم لا حق لنا في سرقة حياة أبنائنا مهما بدت لنا غير مقبولة ومنطقية، ينبغي ان نرفع راية السلام معهم ونسمح لهم ان يقفوا في المقدمة ونمنحهم كامل الثقة في ما سيفعلونه...، لأنهم سيقفون في المقدمة على كل حال فكما قلت سابقا هذا ليس خيارنا وليس حتى خيارهم، انها مسيرة لا تتوقف تأتي كتيبة وتتراجع اخرى..، واي شخص يتعصب لرأيه اليوم سيعود للخلف كغيره لكن عودته ستكون قاسية وربما مميتة وهذا لن يدركه الا من يقارب الامور بشكل كلي وليس جزئي ، ولن يقبله الا المتصالح مع ذاته...،ولن يتصالح احد مع ذاته هكذا ببساطة الا من بدل جهذا كبيرا...، وفهم مغزى وجوده بشكل يسمح له بالسماح لغيره بتدشين فترة جديدة ، ودورة كونية مقبلة بسلام.
-------
زينة اقللوش
ما يجعلني اليوم اكتب عن هذا هو التمزق الذي تعيشه فئة كبيرة من هذه الأجيال التي ذكرتها أعلاه وخصوصا النخبة الواعية التي تدرك أن امسها ليس يومها وحاضرها ليس كغدها ..الا انها في ذات الوقت لا تستوعب كليا ما يحصل!! باستثناء انها ترفض رفضا كليا انهيار القيم التي تعبت في سقيها لتزهر في كتاباتها وأشعارها وفنها وممارستها اليومية والعلائقية .، تكاد هذه الفئة لا تتحمل هذا المخاض العسير الذي يدخلها في كآبة وانطواء على الذات... ، لسان حالها يقول كيف يأخذ هؤلاء الجدد مكاننا وقيمنا ويستبدلوها بكل هذه التفاهة والميوعة ...، كيف يجعلوننا غرباء في وجودنا !؟ اينما حللنا وارتحلنا يظهر شبحها أمامنا !؟ من نحن اليوم بعدما كنا كل شيء!؟
الجواب يكمن في ديمومة الزمن ، وحتمية التغيير، وبداهة الاستمرار..، وهذه كلها مفاهيم لا تعرف اذا كان اللون اسود او ابيض، لا تفرق ديمومة الزمن بين ما نسميه اخلاق ولااخلاق ، بين الجدوى والعبثية.. ، حين يحين وقت الخريف فكل الأشجار تسقط أوراقها، الإنسان بالنسبة للزمن كورق الشجر يسقطك بسهولة عندما يحين الوقت لفعل هذا، لذلك فالتغيير الذي يحدث اليوم شيء لا نملك خيار رفضه، بل أكثر من ذلك ليس نحن من يجب أن نحدد ما اذا كان كل ما جاء به هذا الجيل من أفكار وممارسات جيدا وصالحا أم لا، اصرارنا على الرفض هو ما يجعلنا نحس أن قيمنا افضل وفكرنا أرقى وهدفنا أسمى..، لم يكن أجدادنا وأباؤنا يعرفون الأصلح لنا ، كل ما ارادوه ان يثبتوا صدق معتقداتهم فسرقوا حياتنا، ومررنا بمراحل كثيرة قبل أن ندرك ان الأصح ليس ما ينبع من خارج ذواتنا بل من داخلها..، ونحن اليوم لا حق لنا في سرقة حياة أبنائنا مهما بدت لنا غير مقبولة ومنطقية، ينبغي ان نرفع راية السلام معهم ونسمح لهم ان يقفوا في المقدمة ونمنحهم كامل الثقة في ما سيفعلونه...، لأنهم سيقفون في المقدمة على كل حال فكما قلت سابقا هذا ليس خيارنا وليس حتى خيارهم، انها مسيرة لا تتوقف تأتي كتيبة وتتراجع اخرى..، واي شخص يتعصب لرأيه اليوم سيعود للخلف كغيره لكن عودته ستكون قاسية وربما مميتة وهذا لن يدركه الا من يقارب الامور بشكل كلي وليس جزئي ، ولن يقبله الا المتصالح مع ذاته...،ولن يتصالح احد مع ذاته هكذا ببساطة الا من بدل جهذا كبيرا...، وفهم مغزى وجوده بشكل يسمح له بالسماح لغيره بتدشين فترة جديدة ، ودورة كونية مقبلة بسلام.
-------
زينة اقللوش