وظيفة النقد- إقامة ومواجهة
د. حمزة بوساحية
--------------------------
(2-1) عبد السلام المسدي: مراجعات في الثقافة العربية، ص،ص: 135، 136.
د. حمزة بوساحية
ما الذي يدفعنا اليوم إلى طرح سؤال ما وظيفة النقد؟ وما الدور الذي يؤديه في ظل التغيرات التي طرأت على الساحة الفكرية من تطور في نوعية الخطاب ووسيلة توصيله وحتى متلقيه؟.
يبدو هذا التساؤل مشروعا من الوجه العام، ولكن من وجه آخر ليس من الشرعية إفراد الطرح عن وظيفة النقد، إلا من خلال إردافه على وظيفة الأدب أو الفن، ذلك لأن محاولة إدراك المسافة بين الموضوع وخطابه لا تتم إلا بمعرفة مهمة الخطاب، لينسج الموضوع آلياته وإجراءاته وفق تلك المعرفة المسبقة بالخطاب المدروس. فإذا كان الفن هو تصور لمفهوم حقيقة ما عن طريق الخيال والتخيل والتخييل، فإن النقد هو مسار من الأسئلة تبحث عن إجابات تتصل بمنظومة الفكر، وسياق الخطاب. عودة على بدء للنظر في دافعية الطرح حول وظيفة النقد ودوره في ظل التغير الملحوظ في نوعية الخطاب ووسائل الاتصال قناة ومتلقين، لنكشف أن نمطا جديدا قد حل على المشهد الثقافي دفع بالنقد إلى تجديد مفاهيمه، انطلاقا من موضوع خطابه، فقد أجرت الأجناس الفنية مراجعات على مستوى "آليات التلقي وقوانين التواصل ومكونات الإبلاغ"1 هذه المستويات من شأنها أن جعلت النقد يتحول من مفهومه التقليدي في كونه تمييز العمل الفني رديئه من جيده، أي هو جملة الأحكام الذوقية، إلى مفهوم مغاير ينزع إلى مفهوم المؤسسة التي تضبطها قوانين وتسوسها أحكام.
إن سؤال بعض الباحثين اليوم حول وظيفة النقد والأزمة التي تعصف بالنقد نابع من حرصه الشديد ومحاولاته الحثيثة على تطوير مجال الفنون عموما إبداعا ونقدا، سواء أكان خطابا لغويا أو مرئيا، وتجدر الإشارة أن الأزمة التي وقع فيها النقد على الصعيد العربي هي أنه بقي سجين فهومات جاهزة مختلفة المرجعية والثقافة. فالنقد كما يرى عبد السلام المسدي هو "أن تكون صاحب حق شرعي في أن تسكن داخل بيت الأدب [الفن] فتختار أن تخرج منه لتقيم لنفسك بيتا يحاذيه فيشارفه، وتطل منه عليه دافعا به إلى مواجهته"2.
يبدو هذا التساؤل مشروعا من الوجه العام، ولكن من وجه آخر ليس من الشرعية إفراد الطرح عن وظيفة النقد، إلا من خلال إردافه على وظيفة الأدب أو الفن، ذلك لأن محاولة إدراك المسافة بين الموضوع وخطابه لا تتم إلا بمعرفة مهمة الخطاب، لينسج الموضوع آلياته وإجراءاته وفق تلك المعرفة المسبقة بالخطاب المدروس. فإذا كان الفن هو تصور لمفهوم حقيقة ما عن طريق الخيال والتخيل والتخييل، فإن النقد هو مسار من الأسئلة تبحث عن إجابات تتصل بمنظومة الفكر، وسياق الخطاب. عودة على بدء للنظر في دافعية الطرح حول وظيفة النقد ودوره في ظل التغير الملحوظ في نوعية الخطاب ووسائل الاتصال قناة ومتلقين، لنكشف أن نمطا جديدا قد حل على المشهد الثقافي دفع بالنقد إلى تجديد مفاهيمه، انطلاقا من موضوع خطابه، فقد أجرت الأجناس الفنية مراجعات على مستوى "آليات التلقي وقوانين التواصل ومكونات الإبلاغ"1 هذه المستويات من شأنها أن جعلت النقد يتحول من مفهومه التقليدي في كونه تمييز العمل الفني رديئه من جيده، أي هو جملة الأحكام الذوقية، إلى مفهوم مغاير ينزع إلى مفهوم المؤسسة التي تضبطها قوانين وتسوسها أحكام.
إن سؤال بعض الباحثين اليوم حول وظيفة النقد والأزمة التي تعصف بالنقد نابع من حرصه الشديد ومحاولاته الحثيثة على تطوير مجال الفنون عموما إبداعا ونقدا، سواء أكان خطابا لغويا أو مرئيا، وتجدر الإشارة أن الأزمة التي وقع فيها النقد على الصعيد العربي هي أنه بقي سجين فهومات جاهزة مختلفة المرجعية والثقافة. فالنقد كما يرى عبد السلام المسدي هو "أن تكون صاحب حق شرعي في أن تسكن داخل بيت الأدب [الفن] فتختار أن تخرج منه لتقيم لنفسك بيتا يحاذيه فيشارفه، وتطل منه عليه دافعا به إلى مواجهته"2.
--------------------------
(2-1) عبد السلام المسدي: مراجعات في الثقافة العربية، ص،ص: 135، 136.