سعد عبدالرحمن - العقاد ضاحكا :)

للمفكر العلامة عباس محمود للعقاد رحمة الله عليه صورة في أذهان الناس تختلف اختلافًا كبيرًا عن شخصيته الحقيقية، فأغلب الناس مثلًا لا يتصورون العقاد إلا شخصًا عابسًا (لا سيما أن اسمه صيغة مبالغة في العبوس) متجهمًا طول الوقت، وأغلبهم أيضًا يعتقدون أنه لا يتكلم ولا يكتب إلا في العويص من القضايا ولا يتناول بالنقاش إلا العميق من الأفكار ، وفي الواقع أنه كان على خلاف ذلك ودودًا لطيف المعشر لا يلقى الناس إلا هاشًّا باشًّا، وله باعٌ لا بأس به في المزاح والدعابة ولكن مع أصدقائه المقربين فقط ومن ألوان مزاحه هذا الزجل الذي بعث به إلى صديقه الشاعر والمترجم طاهر الجبلاوي يستعجله القدوم من قنا - حيث كان يعمل - إلى القاهرة في العيد :
قال يوم تسعطاشر يوم عيد .. وفسحته جمعة طويلة
اركب وابــــورك ســـــكة حديد .. والا بـــــــرجلك توصيلة
دول حضـــــروا حفــــلة تكريم .. حفلة ولكن إيــــه يعني؟
فيها ســــــلامة وفيــــها سليم .. وفيـــها تخطب وتغني
يحرق مداهبـــك شــو بتريد؟ .. ما تيجي هلا، جاك نيلة
ومن أشكال دعاباته هذه القصيدة الحلمنتيشية التي أرسلها أيضًا إلى الجبلاوي حين نقل فترة للعمل بأسيوط :
يا أيـــــــها الجبــــــــــلاوي .. يا أصل كــــل الفتاوي
هل أنت في مصـر آتٍ .. أم أنت بأسيوط ثاوي؟
كلمت في النقل قومًا .. منهم رشيــــــدٌ وغاوي
ومنهمــــــــو مســــتقيمٌ .. فيــــــما يقــــول ولاوي
فمــــــــا أفادوا بـــــشيءٍ .. إلا عريـــــض الدعاوي
فاقعد بقى واصطليها .. في الحر والحرُّ شاوي
أو خــــــد إجـــــــازة شهرٍ .. واركب حمارًا حصاوي
واحضر إلى مصــر حالًا .. بالًا بعشـــــــر خطاوي
بزيــــــادة شعــــر ٌومعر ٌ.. واسمع لما قال "راوي"
ويداعب صديقه الموسيقار محمد حسن الشجاعي فيشبهه مرة بفاجنر موسيقار الألمان العظيم وكان الشجاعي من أشد المعجبين بموسيقاه على صعوبتها ويشبهه مرة أخرى بالعم بحبح وهي شخصية مسرحية فيقول:
هذا الشجـاعيُّ آتٍ .. من ها هنا يتبختر
يمشي رويدًا رويدًا .. كأنما هــــــو فجنر
هذا الشجاعيُّ آتٍ .. من ها هنا يترنح
يمشي رويدًا رويدًا .. كأنه العــم بحبح
وأرسل بالبريد زجلًا يداعب به صديقًا له اسمه حسني اشتهر بقوته البدنية وله معشوقة بدينة تشبه البرميل في قوامها، ومن هذا الزجل قوله:
اطلع لي وانزل في الميدان .. وأنـــــا أوريـــــــــلك شغلك
هوا انت قـــــدِّي يـــــــا غلبان .. يا بتاع براميـــــل الجيران

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى