كان عبد السلام محمد هارون "ت 1408هـ/ ١٩٨٨م" من كبار شيوخ العلماء، وأكابر المحققين، وجهابذة المؤلفين .. وقد ظل حتى وقت مـتـقـدم مـن عـمـره الحافل على نفس الوتيرة مـن الشـبـاب المتجدد ، والذهن المتوقد ، والبصيرة القوية ، والعمل الدؤوب حتى آخر رمق في حياته .. وقد كان خلقه الرفيع مضربا للأمثال.
لقد صدر مرسوم ملكي بنقل الأستاذ عبد السلام محمد هارون المدرس بمدرسة الظاهر الإلزامية "الإبتدائية" إلى مدرس النحو والصـرف بـجـامـعـة الاسكندرية وتقلب بعـد ذلك في مناصب التدريس بالجامعات المختلفة من مدرس بكلية الآداب إلى أستاذ بدار العلوم فرئيسا لقسم الدراسات النحوية بها ثم أنتخب عضوا بمجمع اللغة العربية وهو الذي قام بتأسيس جامعة الكويت مع صفوة ونخبة من أساتذة الجامعات المصرية ثم تولى رئاسة قسم اللغة العربية بها.
عاد سنة 1975 إلى مصر المحروسة فعين أمينا عاما للمجمع وحصل على جائزته الأولى في التحقيق والنشر كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية عام 1981.
ولما أن قرأ تحقيقي العلمي المتواضع لكتاب الطب النبوى لابن قيم الجوزية منذ نيف وعشـريـن عـامـا توقف عنده طويلا وأثنى عليه ثناء كريما يليق بمثله وأكبر مما يستحقه محقق وتفضل مشكورا مأجورا على حسن صنيعه وكريم فضله بكتابة مقدمة رائعة تجل عن الوصف وتعلو على التقويم.
ولما قرأت كثيرا عن كتابه الأوحد الذي صنعه لأول مرة في تاريخ الأدب العربي واللغة العربية وهو "معجم شواهد العربية" وقد كنت ذرعت الأرض جيئة وذهابا للبحث عنه فلم أعثر عليه ولم أظفر بطائل مما أحزنني كثيرا بل أكربني وآلمنى ألما وجيعا كلما قرأت عنه في بحوث رسائل الدكتوراه للباحثين ولم أر المصدر الذي طال اشتياقي له ولكن الحياء يمنعني من مجرد مفاتحة أستاذى حتى لا أسبب له حرجا لعلمي أن الكتاب شبيه بالمفقود لكونه مطبوعا
منذ فترة بعيدة حتى صار أثرا بعد عين وان كان مذكورا .
ولم أستطع مقاومة الفضول الجامح فذكرت له مشكلتي وأردت أن يدلني على كيفية العثور على نسخة وفوجئت بأستاذي الجليل يصرح لي بأن لديه نسخة واحدة في مكتبته وعرض على اما أن يعطيني إياها أو أنتظر شهرا لحين صدور الطبعة الجديدة المزيدة المنقحة بمعرفة الخانجی ناشره المعروف.
وانتظرت شهرا وشهرين وثلاثة وسنة وسنتين .. الخ ولم تصـدر الطبعة المنتظرة المرجوة لظروف خارجية عارضة ولم أجرؤ على مجرد معاودة الكلام عليها مرة أخرى حتى توفى إلى رحمة الله .. وكان الحـزن عليه أكبر من احتمالي وحزني على الأمل الضائع مـوضـوع آخـر .. ومـرت سنوات وسنوات وفـي مـحـادثة مع نجله الأستاذ الدكتور نبيل عبد السلام هارون ذكرت له القصة فبحث في مكتبة أبيه فوجدها النسخة الوحيدة فعلا من "معجم شواهد العربية" فأحضرها بنفسه الى بيتي بالمعادي.
لقد صدر مرسوم ملكي بنقل الأستاذ عبد السلام محمد هارون المدرس بمدرسة الظاهر الإلزامية "الإبتدائية" إلى مدرس النحو والصـرف بـجـامـعـة الاسكندرية وتقلب بعـد ذلك في مناصب التدريس بالجامعات المختلفة من مدرس بكلية الآداب إلى أستاذ بدار العلوم فرئيسا لقسم الدراسات النحوية بها ثم أنتخب عضوا بمجمع اللغة العربية وهو الذي قام بتأسيس جامعة الكويت مع صفوة ونخبة من أساتذة الجامعات المصرية ثم تولى رئاسة قسم اللغة العربية بها.
عاد سنة 1975 إلى مصر المحروسة فعين أمينا عاما للمجمع وحصل على جائزته الأولى في التحقيق والنشر كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية عام 1981.
ولما أن قرأ تحقيقي العلمي المتواضع لكتاب الطب النبوى لابن قيم الجوزية منذ نيف وعشـريـن عـامـا توقف عنده طويلا وأثنى عليه ثناء كريما يليق بمثله وأكبر مما يستحقه محقق وتفضل مشكورا مأجورا على حسن صنيعه وكريم فضله بكتابة مقدمة رائعة تجل عن الوصف وتعلو على التقويم.
ولما قرأت كثيرا عن كتابه الأوحد الذي صنعه لأول مرة في تاريخ الأدب العربي واللغة العربية وهو "معجم شواهد العربية" وقد كنت ذرعت الأرض جيئة وذهابا للبحث عنه فلم أعثر عليه ولم أظفر بطائل مما أحزنني كثيرا بل أكربني وآلمنى ألما وجيعا كلما قرأت عنه في بحوث رسائل الدكتوراه للباحثين ولم أر المصدر الذي طال اشتياقي له ولكن الحياء يمنعني من مجرد مفاتحة أستاذى حتى لا أسبب له حرجا لعلمي أن الكتاب شبيه بالمفقود لكونه مطبوعا
منذ فترة بعيدة حتى صار أثرا بعد عين وان كان مذكورا .
ولم أستطع مقاومة الفضول الجامح فذكرت له مشكلتي وأردت أن يدلني على كيفية العثور على نسخة وفوجئت بأستاذي الجليل يصرح لي بأن لديه نسخة واحدة في مكتبته وعرض على اما أن يعطيني إياها أو أنتظر شهرا لحين صدور الطبعة الجديدة المزيدة المنقحة بمعرفة الخانجی ناشره المعروف.
وانتظرت شهرا وشهرين وثلاثة وسنة وسنتين .. الخ ولم تصـدر الطبعة المنتظرة المرجوة لظروف خارجية عارضة ولم أجرؤ على مجرد معاودة الكلام عليها مرة أخرى حتى توفى إلى رحمة الله .. وكان الحـزن عليه أكبر من احتمالي وحزني على الأمل الضائع مـوضـوع آخـر .. ومـرت سنوات وسنوات وفـي مـحـادثة مع نجله الأستاذ الدكتور نبيل عبد السلام هارون ذكرت له القصة فبحث في مكتبة أبيه فوجدها النسخة الوحيدة فعلا من "معجم شواهد العربية" فأحضرها بنفسه الى بيتي بالمعادي.