إن الشخصية هي مجموع السمات والأمارات والمخايل التي تجتمع مع بعضها البعض لتعطي بنسب متفاوتة طبيعية متميزة تتباين وتتغاير وتختلف عن غيرها.
وتختلف الشخصيات عن بعضها البعض في كل شيء تقريباً مثلما تختلف بصمات الأنامل كذلك، على الرغم من أن أصلها واحد وثابت .. فإن الانسان مخلوق من طين وهو عنصر البداية والخلق الأول، وكذلك مخلوق من ماء وهو الآخر العنصر الأول في بنائه .. ومع هذا التوافق في الأصل إلا إننا نجد بني آدم اخيافاً مختلفين في كل شيء .. فهم متباينون دائماً، ومتفقون أحيانا.
وإذا كان الجسم معنيا به على أساس أنه الممثل الشكلي للانسان .. إلا أن العناية بالنفس والروح والشخصية يجب الا تقل عن ذلك بحال، إذ ربما تجد انساناً مليح المنظر تراه قسيماً وسيماً جسيماً ومع هذا كله يكتنفه فهم سطحي، وله شخصية غير قويمة أو شخصية معتلة أو انقيادية أو غير ذلك من أنواع الشخصيات غير السوية .. وربما تجد انساناً نحيفاً مهزولاً تقتحمة العين اقتحاماً يحتوي بين جنبيه نفساً ابية، وهمة عالية، وذكاء حاداً، وطموحاً راقيا يقتحم الصعاب، ويلج الأبواب شجاعاً غير هياب.
------------------- [][][]
إن الشخصية هي التي تحدد أسلوب الانسان في الحياة، وهي المسؤولة عن طريقة تعامله مع نفسه أولاً، ثم مع الناس ثانيا، فإذا ما اضطربت علاقة الإنسان بنفسه فهذه كارثة محققة وهي ثالثة الأثافي .. أما اذا اضطربت علاقة الانسان مع غيره من بني جلدته وزملائه ورفقائه وحدث شرخ في جدار المودة وجسر الألفة والايناس فانفرط عقد التواصل بينه وبين الآخرين، كان هذا سبباً مباشراً في شقائه وتعاسته، والحيلولة دون سعادته، مالم يتدارك الأمر وينقب ويبحث في دخيلته، ويعالج الشرخ الذي وقع في شخصيته فمتى عرف السبب بطل العجب ومجرد أن يعرف هذا الانهيار في الشخصية وأمكن جبر كسرها ورتق فتقها كان هذا داعياً للعود الأحمد، والانسجام مع الحياة ومع الأحياء.
إن الحياة مع الشخصية المريضة أو المعتلة تعتبر كارثة محققة .. فهناك الشخصية العدوانية التي تكون موسومة بالغرور والأنانية وتبلد المشاعر وجمود الاحساسات، ولذلك تسمى بالشخصية ضد الناس وضد المجتمع.
فإذا ما تظاهر الخجل المفرط والحياء والتردد في شخصية ما فإن مشاركتها المجتمع وأحاد الناس تصبح أمراً متعذراً بل مستحيلاً من ثم فإنها وهي تدرك ذلك تماما تؤثر العزلة وتفضل الوحدة والانزواء عن الخلق وعن الناس.
ونعرض هنا مختصراً جامعاً لسمات بعض الشخصيات التي تصادفنا كل لحظة بل كل يوم في قطاعات مختلفة من الناس وليعلم أن الانسان في كل حركاته وسكناته ينم ويعرف عن نفسه ويعري شخصيته من حيث لا يدري.
------------------- الشخصية البارانوية
هذه الشخصية نسميها بالشخصية المعذبة وهي التي تبتلى بداء الشك والارتياب فيمن حولها، وفيمن يتعامل معها وهي تفقد الثقة بأكثر الناس ولاسيما الأقرباء المحيطين.. وهذا شقاء فارط لا مزيد عليه حيث يشك الانسان في اقرب اقربائه، ويرتاب في نياتهم، ويتوقع الشرور والمهالك ممن يريدون له الخير والصلاح، انه مخطىء - أي صاحب هذه الشخصية - في فهم ما يدور حوله ويترجم أعمال المخلصين من حوله على أنها لمصلحتهم هم أو لاستدراجه أو للمكر به والاحتيال عليه لذلك فإنها تفتقد الثقة، ومع فقدان الثقة بالنفس وبالناس الآخرين ينعدم الأمان ويذوي الاطمئنان والسكينة وفي هذا ما فيه من عذاب وتعذيب وارهاق وعنت.
إنها شخصية مضطهده - على حد تصورها - لذلك فإنها كثيرة التعلل والشكوى والجموح والضلوع الجانح الذي لا سند له من أدنى حق أو حقيقة.
------------------- الشخصية شبه الفصامية
هذه هي الشخصية الانطوائية التي تمتلء بالأحلام الوردية الناعمة والأفكار الهلامية، والوجدانيات الملتهبة، لكنها عاجزة عن تحقيق هاتيك الأمنيات والمآرب إنها دائما تفضل الوحدة والخلوة والانزواء عن الناس ومجافاتهم مع الهروب من محافلهم ومواجهتهم، وعند اللقاء المحتوم فإن الاضطراب واللعثمة والثأثـأة هي السمة المتميزة لهذه الشخصية على الرغم من احتوائها على جواهر وكنوز من الخير والنبل والاستقامة.
هذا الانسان المعذب يكون متردداً عند اتخاذ القرارات ولا سيما في مواجهة الأمور الشداد والمواقف الحاسمة إذ أنه يتدابر ازاءها ويعتريه الوجل والنكول .. وهذه الشخصية الانطوائية تكثر عند كثير من العلماء.
------------------- الشخصية السيكوبائية «المضادة للمجتمع»
هذه شخصية صلبة قاسية متحجرة المشاعر، عطل من التعاطف الانساني قلبها ميت في صدرها لا تثيرها آهات المحتاجين ولا أنات المكروبين، ولا صريخ الملهوفين، إنها شخصية مشهورة بالأنانية والأثرة، لا تعرف الايثار ولا تحترم مشاعر الجماعة، وهي لا تكترث بمصلحة المجتمع ولا بحاجاته، انما همها الأوحد هو تحصيل منفعتها الشخصية وحسب وليحترق الجميع، فلا واشجة تعاطف أو أصرة قربى أو لحمة قربى ولا غيرها .. صاحبها عدو للمجتمع والناس كاره للخير شرير يدمن الأذى، مثل اللصوص والمجرمين.
------------------- الشخصية العاجزة الضعيفة
هذه الشخصية العاجزة يعتورها قصور وضعف وخور وتوهين فهي لا تنهض بالأعباء المنوطة بها، والمطلوبة منها، وسرعان ما تشعر بالعنت والضجر والكلال والاعياء من ثم فصاحبها لا يمكن التعويل عليه أو الاستئناس به في أي عمل من الأعمال، فقد يتوقف أثناء العمل بطريقة فجائية، ثم ينصرف تلقائياً ولا يلقي بالاً لما كان تم قبل ذلك، ولا الى الذي لم يتم بعد غير مكترث البته وغير آبه بشيء على الاطلاق.
وليس هناك مندوحة من الفشل المقضى به على مثل هذه الشخصية التي لا تصلح ولا تنفع في عمل مثمر خلاق لعجزها عن البذل واستمرار العطاء، وقصورها المشين الذي يلاحقه العجز والفشل المستمر وهي لا تبالي.
من ثم تتأزم العلاقة بينه وبين الناس ويقع التصادم والتقاطع والتجافي من جراء تلك الطبيعة المذمومة التي لا يمكن أن يطيقها أحد سواء كان ذلك بالمعاشرة أو بالمعاملة إنه انسان محدود الفهم قصير النظر، غير محتمل للمسؤولية أبداً.
------------------- الشخصية غير الناضجة انفعالياً «الجاهلة»
هذه هي الشخصية المتوترة المستفزة المستنفرة بغير حق، وهي شخصية غير ناضجة انفعالياً، ونعتبرها بالمفهوم الدارج شخصية جاهلة أو مثل شخصية الجاهل.
سئل شيخ البلاغة الجاحظ عن الجهول فقال : هو الذي يجزم قبل أن يعلم، وهو الذي يغضب قبل أن يفهم هذه الشخصية الغضوبة لأتفه الأسباب، بل وبغير اسباب - هي بهذه الخلة والصفة الذميمة محرومة من خير عميم.
أيسر هذا انها محرومة من معرفة فضلاء الناس وأكابرهم .. فإننا لم يصادفنا انسان كريم خلقه صادق جاهلاً أو خالصه أو صاحبه بل إنه ينفر منه، ويزايله، ويتجاهله تماماً، وعلى أشكالها تقع الطيور، فلا يصادقه إلا من كان مشاكلاً مشابها له.
انه سهل الاثارة غضوب وهذا كله مع طيبة القلب وسلامة الصدر، ونقاء الباطن، فهو لا يضمر عداوة ولا حقداً على أحد، ولا يعرف وغر الصدر والحزازة ولا يتمنى شرا ولا سوء بأحد، ولكنه بعد قليل من الثورة العارمة سرعان ما يهدأ ويتوب إلى رشده ويعترف بخطئه، ويعتذر من ذنبه لمن ثار عليه، وأهانه ويستميحه عذراً في ذلك إلا أنه سرعان ما يثور مرة أخرى بنفس الصورة القبيحة في هياج وانفعال واختلاج لأتفه سبب وربما بغير سبب حقيقي، ثم يرغي ويزيد ويستطيل على المجني عليه البريء، ويقذعه بالمذكرات والقبائح ويغلظ له القول الجارح ويهتك مسدول الأستار ويكشف المستور بغباء وجهل فاضح .. ثم بعد لحظات بهدأ مرة أخرى ويعتذر.
وهكذا يدور في حلقة مفرغة لا نهائية من الأخطاء المستمرة والمتواصلة يعقبها الاعتذار والتوسل من الضحية بالعفو والصفح، ثم بعد فترة قصيرة يعود سيرته الأولى لما كان عليه ويحور الأمر إلى حافرته.
------------------- [][][]
هذا مجمل سريع موجز لبعض الشخصيات الشائعة في مجتمعنا وفي كل المجتمعات وفي لقاء قریب نواصل البحث عن شخصيات أخرى من واقع الدراسات الجادة في الطب النفسي وعلم النفس التطبيقي .. والله سبحانه وتعالى من وراء
القصد.
تكملة المقال فى التعليقات
اللهم تقبل من أبى صلاته ، وصيامه لك ، وسائر طاعاته ، وصالح أعماله ، وأثقل بها ميزانه يوم القيامة ، وثبِّته على الصراط يوم تزل الأقدام ، واجعله من الفائزين ، وأسكِنه في أعلى الجنات في جوار نبيِّك ومصطفاك ﷺ .. يا رب العالمين
وتختلف الشخصيات عن بعضها البعض في كل شيء تقريباً مثلما تختلف بصمات الأنامل كذلك، على الرغم من أن أصلها واحد وثابت .. فإن الانسان مخلوق من طين وهو عنصر البداية والخلق الأول، وكذلك مخلوق من ماء وهو الآخر العنصر الأول في بنائه .. ومع هذا التوافق في الأصل إلا إننا نجد بني آدم اخيافاً مختلفين في كل شيء .. فهم متباينون دائماً، ومتفقون أحيانا.
وإذا كان الجسم معنيا به على أساس أنه الممثل الشكلي للانسان .. إلا أن العناية بالنفس والروح والشخصية يجب الا تقل عن ذلك بحال، إذ ربما تجد انساناً مليح المنظر تراه قسيماً وسيماً جسيماً ومع هذا كله يكتنفه فهم سطحي، وله شخصية غير قويمة أو شخصية معتلة أو انقيادية أو غير ذلك من أنواع الشخصيات غير السوية .. وربما تجد انساناً نحيفاً مهزولاً تقتحمة العين اقتحاماً يحتوي بين جنبيه نفساً ابية، وهمة عالية، وذكاء حاداً، وطموحاً راقيا يقتحم الصعاب، ويلج الأبواب شجاعاً غير هياب.
------------------- [][][]
إن الشخصية هي التي تحدد أسلوب الانسان في الحياة، وهي المسؤولة عن طريقة تعامله مع نفسه أولاً، ثم مع الناس ثانيا، فإذا ما اضطربت علاقة الإنسان بنفسه فهذه كارثة محققة وهي ثالثة الأثافي .. أما اذا اضطربت علاقة الانسان مع غيره من بني جلدته وزملائه ورفقائه وحدث شرخ في جدار المودة وجسر الألفة والايناس فانفرط عقد التواصل بينه وبين الآخرين، كان هذا سبباً مباشراً في شقائه وتعاسته، والحيلولة دون سعادته، مالم يتدارك الأمر وينقب ويبحث في دخيلته، ويعالج الشرخ الذي وقع في شخصيته فمتى عرف السبب بطل العجب ومجرد أن يعرف هذا الانهيار في الشخصية وأمكن جبر كسرها ورتق فتقها كان هذا داعياً للعود الأحمد، والانسجام مع الحياة ومع الأحياء.
إن الحياة مع الشخصية المريضة أو المعتلة تعتبر كارثة محققة .. فهناك الشخصية العدوانية التي تكون موسومة بالغرور والأنانية وتبلد المشاعر وجمود الاحساسات، ولذلك تسمى بالشخصية ضد الناس وضد المجتمع.
فإذا ما تظاهر الخجل المفرط والحياء والتردد في شخصية ما فإن مشاركتها المجتمع وأحاد الناس تصبح أمراً متعذراً بل مستحيلاً من ثم فإنها وهي تدرك ذلك تماما تؤثر العزلة وتفضل الوحدة والانزواء عن الخلق وعن الناس.
ونعرض هنا مختصراً جامعاً لسمات بعض الشخصيات التي تصادفنا كل لحظة بل كل يوم في قطاعات مختلفة من الناس وليعلم أن الانسان في كل حركاته وسكناته ينم ويعرف عن نفسه ويعري شخصيته من حيث لا يدري.
------------------- الشخصية البارانوية
هذه الشخصية نسميها بالشخصية المعذبة وهي التي تبتلى بداء الشك والارتياب فيمن حولها، وفيمن يتعامل معها وهي تفقد الثقة بأكثر الناس ولاسيما الأقرباء المحيطين.. وهذا شقاء فارط لا مزيد عليه حيث يشك الانسان في اقرب اقربائه، ويرتاب في نياتهم، ويتوقع الشرور والمهالك ممن يريدون له الخير والصلاح، انه مخطىء - أي صاحب هذه الشخصية - في فهم ما يدور حوله ويترجم أعمال المخلصين من حوله على أنها لمصلحتهم هم أو لاستدراجه أو للمكر به والاحتيال عليه لذلك فإنها تفتقد الثقة، ومع فقدان الثقة بالنفس وبالناس الآخرين ينعدم الأمان ويذوي الاطمئنان والسكينة وفي هذا ما فيه من عذاب وتعذيب وارهاق وعنت.
إنها شخصية مضطهده - على حد تصورها - لذلك فإنها كثيرة التعلل والشكوى والجموح والضلوع الجانح الذي لا سند له من أدنى حق أو حقيقة.
------------------- الشخصية شبه الفصامية
هذه هي الشخصية الانطوائية التي تمتلء بالأحلام الوردية الناعمة والأفكار الهلامية، والوجدانيات الملتهبة، لكنها عاجزة عن تحقيق هاتيك الأمنيات والمآرب إنها دائما تفضل الوحدة والخلوة والانزواء عن الناس ومجافاتهم مع الهروب من محافلهم ومواجهتهم، وعند اللقاء المحتوم فإن الاضطراب واللعثمة والثأثـأة هي السمة المتميزة لهذه الشخصية على الرغم من احتوائها على جواهر وكنوز من الخير والنبل والاستقامة.
هذا الانسان المعذب يكون متردداً عند اتخاذ القرارات ولا سيما في مواجهة الأمور الشداد والمواقف الحاسمة إذ أنه يتدابر ازاءها ويعتريه الوجل والنكول .. وهذه الشخصية الانطوائية تكثر عند كثير من العلماء.
------------------- الشخصية السيكوبائية «المضادة للمجتمع»
هذه شخصية صلبة قاسية متحجرة المشاعر، عطل من التعاطف الانساني قلبها ميت في صدرها لا تثيرها آهات المحتاجين ولا أنات المكروبين، ولا صريخ الملهوفين، إنها شخصية مشهورة بالأنانية والأثرة، لا تعرف الايثار ولا تحترم مشاعر الجماعة، وهي لا تكترث بمصلحة المجتمع ولا بحاجاته، انما همها الأوحد هو تحصيل منفعتها الشخصية وحسب وليحترق الجميع، فلا واشجة تعاطف أو أصرة قربى أو لحمة قربى ولا غيرها .. صاحبها عدو للمجتمع والناس كاره للخير شرير يدمن الأذى، مثل اللصوص والمجرمين.
------------------- الشخصية العاجزة الضعيفة
هذه الشخصية العاجزة يعتورها قصور وضعف وخور وتوهين فهي لا تنهض بالأعباء المنوطة بها، والمطلوبة منها، وسرعان ما تشعر بالعنت والضجر والكلال والاعياء من ثم فصاحبها لا يمكن التعويل عليه أو الاستئناس به في أي عمل من الأعمال، فقد يتوقف أثناء العمل بطريقة فجائية، ثم ينصرف تلقائياً ولا يلقي بالاً لما كان تم قبل ذلك، ولا الى الذي لم يتم بعد غير مكترث البته وغير آبه بشيء على الاطلاق.
وليس هناك مندوحة من الفشل المقضى به على مثل هذه الشخصية التي لا تصلح ولا تنفع في عمل مثمر خلاق لعجزها عن البذل واستمرار العطاء، وقصورها المشين الذي يلاحقه العجز والفشل المستمر وهي لا تبالي.
من ثم تتأزم العلاقة بينه وبين الناس ويقع التصادم والتقاطع والتجافي من جراء تلك الطبيعة المذمومة التي لا يمكن أن يطيقها أحد سواء كان ذلك بالمعاشرة أو بالمعاملة إنه انسان محدود الفهم قصير النظر، غير محتمل للمسؤولية أبداً.
------------------- الشخصية غير الناضجة انفعالياً «الجاهلة»
هذه هي الشخصية المتوترة المستفزة المستنفرة بغير حق، وهي شخصية غير ناضجة انفعالياً، ونعتبرها بالمفهوم الدارج شخصية جاهلة أو مثل شخصية الجاهل.
سئل شيخ البلاغة الجاحظ عن الجهول فقال : هو الذي يجزم قبل أن يعلم، وهو الذي يغضب قبل أن يفهم هذه الشخصية الغضوبة لأتفه الأسباب، بل وبغير اسباب - هي بهذه الخلة والصفة الذميمة محرومة من خير عميم.
أيسر هذا انها محرومة من معرفة فضلاء الناس وأكابرهم .. فإننا لم يصادفنا انسان كريم خلقه صادق جاهلاً أو خالصه أو صاحبه بل إنه ينفر منه، ويزايله، ويتجاهله تماماً، وعلى أشكالها تقع الطيور، فلا يصادقه إلا من كان مشاكلاً مشابها له.
انه سهل الاثارة غضوب وهذا كله مع طيبة القلب وسلامة الصدر، ونقاء الباطن، فهو لا يضمر عداوة ولا حقداً على أحد، ولا يعرف وغر الصدر والحزازة ولا يتمنى شرا ولا سوء بأحد، ولكنه بعد قليل من الثورة العارمة سرعان ما يهدأ ويتوب إلى رشده ويعترف بخطئه، ويعتذر من ذنبه لمن ثار عليه، وأهانه ويستميحه عذراً في ذلك إلا أنه سرعان ما يثور مرة أخرى بنفس الصورة القبيحة في هياج وانفعال واختلاج لأتفه سبب وربما بغير سبب حقيقي، ثم يرغي ويزيد ويستطيل على المجني عليه البريء، ويقذعه بالمذكرات والقبائح ويغلظ له القول الجارح ويهتك مسدول الأستار ويكشف المستور بغباء وجهل فاضح .. ثم بعد لحظات بهدأ مرة أخرى ويعتذر.
وهكذا يدور في حلقة مفرغة لا نهائية من الأخطاء المستمرة والمتواصلة يعقبها الاعتذار والتوسل من الضحية بالعفو والصفح، ثم بعد فترة قصيرة يعود سيرته الأولى لما كان عليه ويحور الأمر إلى حافرته.
------------------- [][][]
هذا مجمل سريع موجز لبعض الشخصيات الشائعة في مجتمعنا وفي كل المجتمعات وفي لقاء قریب نواصل البحث عن شخصيات أخرى من واقع الدراسات الجادة في الطب النفسي وعلم النفس التطبيقي .. والله سبحانه وتعالى من وراء
القصد.
تكملة المقال فى التعليقات
اللهم تقبل من أبى صلاته ، وصيامه لك ، وسائر طاعاته ، وصالح أعماله ، وأثقل بها ميزانه يوم القيامة ، وثبِّته على الصراط يوم تزل الأقدام ، واجعله من الفائزين ، وأسكِنه في أعلى الجنات في جوار نبيِّك ومصطفاك ﷺ .. يا رب العالمين