لا أظن شيئاً مهملًا في السنين المتأخرة إهمال حركة التراجم وكتابة التواريخ، فبينما تغدق دور النشر على نشر الكتب الكثيرة، وبينما يحرص كثيرون على تزويد الحركة العلمية بالجديد من الأفكار والرؤى المعرفية، إذا بها تضن على حركة التأليف الحديثة بفن التراجم، وكتابة التاريخ، والالتفات للعظماء في شتى المجالات المتعددة، ومع أن حاجات البحث العلمي إلى مثل هذه المؤلفات كثيرة جداً، سواء من الجهة الحضارية، أو من الجهة التاريخية للدول والشعوب فإن ما يُبذل في سبيل الرقيّ بذلك ضعيف جداً، لا يرقى إلى مستوى الأهمية، ولقد لاحظ المشتغلون بالتراجم وكتابة التواريخ هذا منذ زمن بعيد، حتى يصعب علينا في كثير من الأعمال معرفة حيوات كثير من الأعلام المعاصرين، مع أن الإلمام بتاريخِ البلاد ومعرفة سير الرجال جزء أصيل من معرفة تطوّرِ الإنسانية، ومكوّنات الحضارات، كما أنّه يمنح الشخص المستفيد الوعي الذاتيّ أولاً، ويزيده قدرةً على فَهم الواقع، فيمتلك حينئذٍ القوة على صناعة الحضارة، وفي أضعف الأحوال أنّ الإلمام بهذه المعارف تمنح الشخص الثقة بنفسه، ممّا يجعله في ترقّبٍ دائمٍ لتغيير الواقع المحيط به للأفضل.
وإذا سلمنا جدلًا بأن حركة التاريخ مستمرة في بعض جزئياتها إلا أنّه يعتريها أيضاً النقصان من عدة جهات، أبرزها أنّ الاهتمام في غالبه ينصب على ترجمة علماء المدن الكبار دون غيرهم من القرى والأقاليم، فلا يسجل التاريخ إنجازات هؤلاء المجهولين البعيدين عن المدن الحيوية، والمجتمع كذلك لا يحتفي إلا بالمشاهير، ولا يعبأ إلا بالأسماء التي تتسم بمقومات قد تكون بعيدة عن أرباب القرى، فهذا النابغة القابع في قريته هو بعيدٌ كل البعد عن الأنظار، وفي ذلك قصص كثيرة تجري في ذهني، منها شخصية شيخنا الإمام المقرئ إبراهيم بن علي شحاثة السمنودي، وكيف أبعد من القاهرة إلى مدينته "سمنود" في حادثة مشهورة يعرفها خواصه، ولولا لطف الله به وتمكنه في العلوم لاختفى نوره، وصار نسياً منسياً؛ كغيره من العلماء المغمورين الذين لا يعرف عنهم شيء، وفي نظري أنّ الكتابة عن علماء وعظماء القرى تقع على عاتق الباحثين والمؤرخين بها؛ لأنهم الأجدر بالتنقيب عن أخبارهم وذكر مآثرهم، وهو دينٌ يجب سداده لتلك القرى وعلمائها، وفي حياتنا المعاصرة أنموذج مشرف يمكن الاقتداء به وبأعماله، وهو المعلم الفاضل والتربوي النبيه الأستاذ المؤرخ "صبري سليمان محمد حجاب"، فقد خدم الرجل قريته وأهلها خدمة عظيمة، فترجم لكثير من علماء وعظماء قريته "سنتماي" بالمنصورة، ولو أن كل فاضل قام بهذا العمل في قريته أو مدينته لتجمع لدينا مئات السير الذاتية والتجارب النافعة، واستمرت حركة التدوين وكتابة التاريخ، ومن محاسن تصانيفه في ذلك كتابه المسمى: "سنتماي بين الماضي والحاضر".
ولمن لا معرفة له بــــــ"سنتماي" فهي إحدى القرى التابعة لمركز "ميت غمر" في محافظة الدقهلية بــــ"مصر"، وهي من القرى القديمة التي وردت باسم «سنتمويه» في أعمال الشرقية ضمن قرى الروك الناصري التي أحصاها ابن الجيعان في كتابه "التحفة السنية"، والروك الناصري كلمة تشير إلى عملية مسح الأراضي التي حدثت في عهد السلطان المملوكي "الناصر محمد بن قلاوون"، وأما علاقتي بهذه القرية وأهلها فتعود إلى مرحلة الثانوية الأزهرية من خلال تتلمذي على شيخنا العلامة الفرضي الحاج "شحاتة سليم بقة" من أعلام الأزهر الشريف وأهلها، وبحكم دراستي عليه في بيته لسنوات فقد كنت دائم التواجد والحضور في هذه القرية، ودائم الاتصال بأعيانها ممن لهم صلة قريبة بشيخنا الإمام "شحاتة سليم بقة".
حين أعود لكتابات الأستاذ "صبري حجاب" أجد أن الرجل قطع شوطاً كبيراً في خدمة أهل قريته، وأتعجب أنّ هذا الجهد هو عمل فردي يقوم به دون أي وازع إلا وازع تسجيل ما تحفل به قريته من منجزات، وعلى حد علمي فإنّ هذا الإنجاز التاريخي لم يلتفت إليه أحد، وقد تنوع عمله بين تراجم أعلام قريته على اختلاف تخصصاتهم، إلى رصد لبعض الأعمال العظيمة التي دخلت القرية، هذا إلى جانب الاحتفاء ببعض الممارسات التي مارسها أهل القرية قديماً، ولا تخلو مثل هذه الكتابات من جوانب مشرفة تتعلق بالجانب الإنسانيّ والجانب الحضاريّ للقرية، علاوة على إعطاء صورة عامة عن القرية، حتى يتمنى كثير من أهل القرى المجاورة أن يوفق لهم مثل هذا الرجل؛ ليرصد لهم قراهم، وما فيها من أعمال ورجال عظماء في شتى المجالات.
ترجم في بعض مقالاته لأستاذه المعلم القدير"أحمد قاسم" ترجمة وافية، وأورد بعض ذكرياته معه، فقال: "كان -رحمه الله تعالى- أستاذاً لي في الصف السادس الابتدائي العام الدراسي 1969-1970م، كان لنا المعلم والتربوي القدير، وكان لنا الأب بكل ما تحمل الكلمة من معاني الأبوة الصادقة"، ولم تخل تراجمه عن ذكر جهود أدباء هذه القرية، فترجم للأديب الشاعر "محمد محمد السيد الهواري" صاحب الدواوين الشعرية، وهو من مؤسسي نادي الأدب بميت غمر، وممن نشر قصائده قديماً في المجلات الأدبية؛ كمجلة "الثقافة"، وقرأت له فيها قصيدة "انتظار"، ولم أكن ملماً وقتئذٍ بشيء من سيرته، حتى تعرفت عليه من خلال ترجمة الأستاذ "صبري حجاب"، وفي قصيدته قوله:
لم يعد في العمر إلا ذكريات من لهيب
ودموع من فؤاد لا ولن يشكو النضوب
وجراح غائرات ليس يأسرها طبيـــــب
وانتظار خاشع في معبد الحب الحبيب
وهو كذلك يعرف الأجيال الناشئة بماضي الآباء والأجداد، فيأخذنا في رحلة تعريفية عن البطل الشهيد النقيب/ محيي الدين محمد شحاتة عبده، وهو من أبطال القوات المسلحة، وقد استشهد عام 1962م، وفي نظري يعد الأستاذ "صبري حجاب" ذاكرة حية واعية لما دار في أحداث قريته، ولا تخلو مقالاته عن رصد بعض مشاريع القرية المعرفية؛ كمشروع "المنظمة" في سنتماي، وهي: "فصول تقوية تضطلع بها منظمة الشباب بـــــ "سنتماي" في الإجازة الصيفة، ويقوم بالتدريس شباب الجامعات وبعض الخريجين الجدد في إحدى مدارس القرية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى "منظمة الشباب" الاسم القديم لمركز الشباب"، ثم يذكر الأساتذة الكرام والتلاميذ في هذه المنظمة.
ويذكر في حديث آخر بداية دخول الكهرباء للقرية، وطرفاً من الرياضة المنتشرة آنذاك التي تعرف بـــــ"شد الحبل"، ويعدد أعضاء فريقها والمنتسبين لها، ويوضح كيفية إجراء التدريبات، ولقد عجبت حقاً من صنيعه حين كتب موضوعاً مهماً عن "العمدة" وهو رئيس القرية، حرر فيه مصطلح "العمدة" أولًا، وعدد أهم مسؤولياته، وأهم الصفات التي يتحلى بها، ثم ذكر بعض العُمَد بقرية "سنتماي"، وتاريخ توليهم، وما يمتلكه بعضهم من أراض وبيوت، وهذه كلها جهود كبيرة ربما يصعب الإحاطة بها على كثيرين. أرجو دعم تجربته والتحدث عنها، فهي تجربة عظيمة وعمل فرديّ جليل يتسم بالجدية، وينبغي إظهاره، وأتمنى أن ينهض لمثل عمله كل مَن يرى في نفسه قدرة وامتلاكاً لأدوات الكتابة، فيكتب عن قريته ومدينته في شتى المجالات، فالتاريخ جزء أصيل من بقاء الأمم، ومن العوامل المساعدة على خدمة الحضارة والإنسانية!
ومن الفوائد المهمة التي تلقيتها عن أستاذي الأكبر المؤرخ محمد رجب البيومي المتعلقة بهذا الصدد أنّ كل شخص يحمل في نفسه "بذرة المؤرخ" صغيراً كان أم كبيراً، حتى ترى العامي الساذج يجلس في المجالس متحدثاً عن مراحل حياته، فيجمل في أمور، ويفصل في مواضيع أخرى، ويسلسل الحديث وفق منهج متبع فكرياً، وهذه البذرة "المستكنة" في النفوس هي سبب اندفاع كثير من المؤرخين إلى تسجيل مذكراتهم، وكتابة التراجم المختلفة، وهي نفسها التي يجب تنميتها عند الأشخاص الموهوبين لإخراج جيل مؤهلين للكتابة التاريخية.
د. علي زين العابدين الحسيني - كاتب أزهري
- المقال الأسبوعي بجريدة "الأمة العربية"
وإذا سلمنا جدلًا بأن حركة التاريخ مستمرة في بعض جزئياتها إلا أنّه يعتريها أيضاً النقصان من عدة جهات، أبرزها أنّ الاهتمام في غالبه ينصب على ترجمة علماء المدن الكبار دون غيرهم من القرى والأقاليم، فلا يسجل التاريخ إنجازات هؤلاء المجهولين البعيدين عن المدن الحيوية، والمجتمع كذلك لا يحتفي إلا بالمشاهير، ولا يعبأ إلا بالأسماء التي تتسم بمقومات قد تكون بعيدة عن أرباب القرى، فهذا النابغة القابع في قريته هو بعيدٌ كل البعد عن الأنظار، وفي ذلك قصص كثيرة تجري في ذهني، منها شخصية شيخنا الإمام المقرئ إبراهيم بن علي شحاثة السمنودي، وكيف أبعد من القاهرة إلى مدينته "سمنود" في حادثة مشهورة يعرفها خواصه، ولولا لطف الله به وتمكنه في العلوم لاختفى نوره، وصار نسياً منسياً؛ كغيره من العلماء المغمورين الذين لا يعرف عنهم شيء، وفي نظري أنّ الكتابة عن علماء وعظماء القرى تقع على عاتق الباحثين والمؤرخين بها؛ لأنهم الأجدر بالتنقيب عن أخبارهم وذكر مآثرهم، وهو دينٌ يجب سداده لتلك القرى وعلمائها، وفي حياتنا المعاصرة أنموذج مشرف يمكن الاقتداء به وبأعماله، وهو المعلم الفاضل والتربوي النبيه الأستاذ المؤرخ "صبري سليمان محمد حجاب"، فقد خدم الرجل قريته وأهلها خدمة عظيمة، فترجم لكثير من علماء وعظماء قريته "سنتماي" بالمنصورة، ولو أن كل فاضل قام بهذا العمل في قريته أو مدينته لتجمع لدينا مئات السير الذاتية والتجارب النافعة، واستمرت حركة التدوين وكتابة التاريخ، ومن محاسن تصانيفه في ذلك كتابه المسمى: "سنتماي بين الماضي والحاضر".
ولمن لا معرفة له بــــــ"سنتماي" فهي إحدى القرى التابعة لمركز "ميت غمر" في محافظة الدقهلية بــــ"مصر"، وهي من القرى القديمة التي وردت باسم «سنتمويه» في أعمال الشرقية ضمن قرى الروك الناصري التي أحصاها ابن الجيعان في كتابه "التحفة السنية"، والروك الناصري كلمة تشير إلى عملية مسح الأراضي التي حدثت في عهد السلطان المملوكي "الناصر محمد بن قلاوون"، وأما علاقتي بهذه القرية وأهلها فتعود إلى مرحلة الثانوية الأزهرية من خلال تتلمذي على شيخنا العلامة الفرضي الحاج "شحاتة سليم بقة" من أعلام الأزهر الشريف وأهلها، وبحكم دراستي عليه في بيته لسنوات فقد كنت دائم التواجد والحضور في هذه القرية، ودائم الاتصال بأعيانها ممن لهم صلة قريبة بشيخنا الإمام "شحاتة سليم بقة".
حين أعود لكتابات الأستاذ "صبري حجاب" أجد أن الرجل قطع شوطاً كبيراً في خدمة أهل قريته، وأتعجب أنّ هذا الجهد هو عمل فردي يقوم به دون أي وازع إلا وازع تسجيل ما تحفل به قريته من منجزات، وعلى حد علمي فإنّ هذا الإنجاز التاريخي لم يلتفت إليه أحد، وقد تنوع عمله بين تراجم أعلام قريته على اختلاف تخصصاتهم، إلى رصد لبعض الأعمال العظيمة التي دخلت القرية، هذا إلى جانب الاحتفاء ببعض الممارسات التي مارسها أهل القرية قديماً، ولا تخلو مثل هذه الكتابات من جوانب مشرفة تتعلق بالجانب الإنسانيّ والجانب الحضاريّ للقرية، علاوة على إعطاء صورة عامة عن القرية، حتى يتمنى كثير من أهل القرى المجاورة أن يوفق لهم مثل هذا الرجل؛ ليرصد لهم قراهم، وما فيها من أعمال ورجال عظماء في شتى المجالات.
ترجم في بعض مقالاته لأستاذه المعلم القدير"أحمد قاسم" ترجمة وافية، وأورد بعض ذكرياته معه، فقال: "كان -رحمه الله تعالى- أستاذاً لي في الصف السادس الابتدائي العام الدراسي 1969-1970م، كان لنا المعلم والتربوي القدير، وكان لنا الأب بكل ما تحمل الكلمة من معاني الأبوة الصادقة"، ولم تخل تراجمه عن ذكر جهود أدباء هذه القرية، فترجم للأديب الشاعر "محمد محمد السيد الهواري" صاحب الدواوين الشعرية، وهو من مؤسسي نادي الأدب بميت غمر، وممن نشر قصائده قديماً في المجلات الأدبية؛ كمجلة "الثقافة"، وقرأت له فيها قصيدة "انتظار"، ولم أكن ملماً وقتئذٍ بشيء من سيرته، حتى تعرفت عليه من خلال ترجمة الأستاذ "صبري حجاب"، وفي قصيدته قوله:
لم يعد في العمر إلا ذكريات من لهيب
ودموع من فؤاد لا ولن يشكو النضوب
وجراح غائرات ليس يأسرها طبيـــــب
وانتظار خاشع في معبد الحب الحبيب
وهو كذلك يعرف الأجيال الناشئة بماضي الآباء والأجداد، فيأخذنا في رحلة تعريفية عن البطل الشهيد النقيب/ محيي الدين محمد شحاتة عبده، وهو من أبطال القوات المسلحة، وقد استشهد عام 1962م، وفي نظري يعد الأستاذ "صبري حجاب" ذاكرة حية واعية لما دار في أحداث قريته، ولا تخلو مقالاته عن رصد بعض مشاريع القرية المعرفية؛ كمشروع "المنظمة" في سنتماي، وهي: "فصول تقوية تضطلع بها منظمة الشباب بـــــ "سنتماي" في الإجازة الصيفة، ويقوم بالتدريس شباب الجامعات وبعض الخريجين الجدد في إحدى مدارس القرية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى "منظمة الشباب" الاسم القديم لمركز الشباب"، ثم يذكر الأساتذة الكرام والتلاميذ في هذه المنظمة.
ويذكر في حديث آخر بداية دخول الكهرباء للقرية، وطرفاً من الرياضة المنتشرة آنذاك التي تعرف بـــــ"شد الحبل"، ويعدد أعضاء فريقها والمنتسبين لها، ويوضح كيفية إجراء التدريبات، ولقد عجبت حقاً من صنيعه حين كتب موضوعاً مهماً عن "العمدة" وهو رئيس القرية، حرر فيه مصطلح "العمدة" أولًا، وعدد أهم مسؤولياته، وأهم الصفات التي يتحلى بها، ثم ذكر بعض العُمَد بقرية "سنتماي"، وتاريخ توليهم، وما يمتلكه بعضهم من أراض وبيوت، وهذه كلها جهود كبيرة ربما يصعب الإحاطة بها على كثيرين. أرجو دعم تجربته والتحدث عنها، فهي تجربة عظيمة وعمل فرديّ جليل يتسم بالجدية، وينبغي إظهاره، وأتمنى أن ينهض لمثل عمله كل مَن يرى في نفسه قدرة وامتلاكاً لأدوات الكتابة، فيكتب عن قريته ومدينته في شتى المجالات، فالتاريخ جزء أصيل من بقاء الأمم، ومن العوامل المساعدة على خدمة الحضارة والإنسانية!
ومن الفوائد المهمة التي تلقيتها عن أستاذي الأكبر المؤرخ محمد رجب البيومي المتعلقة بهذا الصدد أنّ كل شخص يحمل في نفسه "بذرة المؤرخ" صغيراً كان أم كبيراً، حتى ترى العامي الساذج يجلس في المجالس متحدثاً عن مراحل حياته، فيجمل في أمور، ويفصل في مواضيع أخرى، ويسلسل الحديث وفق منهج متبع فكرياً، وهذه البذرة "المستكنة" في النفوس هي سبب اندفاع كثير من المؤرخين إلى تسجيل مذكراتهم، وكتابة التراجم المختلفة، وهي نفسها التي يجب تنميتها عند الأشخاص الموهوبين لإخراج جيل مؤهلين للكتابة التاريخية.
د. علي زين العابدين الحسيني - كاتب أزهري
- المقال الأسبوعي بجريدة "الأمة العربية"
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com