نفحات ايمانية
قال تعالى : {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} سورة النجم الآية ١ .. وقال عز من قائل : {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ} سورة الطارق - الآيات ١ - ٣.
أقسم سبحانه وتعالى بالنجم وهو من مخلوقاته سبحانه وتعالى، وهذا دليل على خطورة النجم وأهميته للعرب في ذلك الوقت الذي نزل فيه القرآن الكريم إذ العرب كانوا من قديم كالهنود أصحاب أرصاد وتنجيم ولهم في هذا المضار والمجال باع طويل في رصد حركات النجوم، ومتابعة تنقلها في أبراجها المختلفة.
والعرب لم يقفوا عند حد المعرفة بالنجوم وحسب، ولكن ربطوا بين هذه المسيرات وطبائعها وبين حركات المخلوقين من بني الانسان من حيث الشقاوة أو السعادة وقد دونوا في كتبهم الماثورة عنهم كثيراً من المعارف والاستنباطات الصحيحة، لكن لم يسلم الأمر هذا من مدخولات غير صائية وغير سديدة.
لكن الاجماع كان معقوداً على أهمية دورها ولما خيف عليهم الوقوع في حبائل الشرك بسبب الفتنة بها أراد الله سبحانه وتعالى أن يلفتهم إلى أن هذه النجوم على ما هي عليه لا تخرج ولا يمكن أن تخرج على مقدوره ولا عن إرادته ولا سلطانه، اي إن ملاك الأمر في كل أرجاء الكون الماهول في يده سبحانه وتعالى .. مقرراً ان شيئاً مخلوقاً لا يمكن أن يخرج من قدر الله وقيوميته فقال عز شانه : {وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتٌۢ بِأَمْرِهِ} سورة النحل - الآية ١ .. ليؤكد للأفهام أن كل هذه المنظومات الرهيبة مهما بلغت درجتها مقودة مسيرة لا إرادة لها في نفسها إنما هي محكومة لا تملك من أمرها شيئاً.
والله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم.
ولولا أن هذه السماوات والأرضين محفوظة بلطف الله تعالى ورحمته لا نفرط عقدها المنظوم، ولاضطربت هذه المسيرات ولكن تسير حول بعضها البعض وحول نفسها بدقة مرسومة وليست بارادة عشوائية معرضة للانهيار في أية لحظة.
-------------------- [][][]
ثم يوضح القرآن ما هية هذه النجوم وأهميتها قال تعالى : {وَعَلَامَاتٍ ۚ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} سورة النحل - الآية ١٦ .. وقال أيضاً : وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها، وذلك لأن العرب وقتئذ كانوا كل أسفارهم وظعتهم وتنقلاتهم يسترشدون ويستعينون بالنجوم على تحديد مسارهم .. فكان لابد أن يعرفوا فضل الله تعالى عليهم ورحمته.
كذلك فإن الكواكب تحلي جيد السماء وصدرها من ثم تعطيها ذلك المنظر الجمالي الساحر، والله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال .. قال تعالى : {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} الصافات - الآية ١ .. وسع ربنا كل شيء رحمة وعلماً.
واستقر رأي علماء الكونيات إلى ان هذه النجوم تتخذ من عنصر الهيدروجين أصلا لتكوينها حيث يتم تجمع وتراكم وتكدس هذا الغاز تحت ضغوط عالية رهيبة يتولد منها النواة الأصلية لهذه النجوم التي تتكائف على شكل سحب مضغوطة ثم مع مرور الآلاف بل ملايين السنين يكتمل لها تطورها ونموها حتى تصير إلى ما هي عليه .. ثم تأخذ سبيلها إلى مجموعات ومجرات عديدة لا حصر لها ولا يصل إلى كوكبنا الأرضي ضوؤها إلا بعد الملايين من السنين الضوئية وبعد أن يقطع عشرات الملايين من المسافات الرهيبة المقيسة بالكيلومتر.
-------------------- [][][]
ثم تكون واقعة الفيل الثابتة في كل كتب السيرة والتي صورها القرآن الكريم في أبلغ تعبير وادق بيان عندما عمد أبرهة الحبشي في جيش كثيف العدد والعدة راكباً فيله المزعوم متوجهاً إلى بيت الله الحرام حتى يأتي عليه ويهدمه. ليصرف الناس عنه، حسدا من عند نفسه، ولم يجد من يقف في مواجهته، أو يتصدى له، فإزداد طغياناً وإصراراً على تنفيذ مقصوده، منتويا ببيت الله شراً لا مزيد عليه، وقلبه المريض وصدره المصدور يغريانة بالبطش والتنكيل، وزاد من لجاجته وإرادته الشر عدم التصدي له .. وهو يجهل أن للبيت ربا يحميه، وأن هذا البيت المصون محفوظ بعناية الله وقدرته، التي لا تقف أمامها قوة المخلوقين مهما بلغت.
و مجرد أن تشوف على البيت ورجاله حرن الفيل وقعد عن الاتجاه نحو البيت، وهو مطيع لأن يسير في أي اتجاه غير وجهة البيت، لكن أبرهة ريد منه أن يسرع السير موجفاً حثيثاً إلى البيت، لكن أرجل الفيل ساخت في الأرض، واستولت على أبرهة مشاعر الإحباط.
أما جنوده فقد تحطمت نفوسهم على صخرة الواقع الأليم وقد أرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل تنسـاقط وتنثال عليهم من السماء كالمطر الهتون، فجعلهم كالعصف الماكول، قال تعالى : ألم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف ماكول «سورة الفيل».
وقد ذهب العلماء مذاهب شتى في التاويل لقوله تعالى : {بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} فاختلفوا في تعيين طبيعة هذه الحجارة المرسلة على جيش أبرهة .. فذهب قوم أنها حجارة من جهنم حسب ظاهر النص القرآني الصريح وهؤلاء الذين لم يعمدوا إلى تأويل ورأوا اننا لسنا إلى تأويل، وكفى بالظاهر دليلاً على قدرة الله تعالى المقتدرة، فكون الحجارة شيئاً من جهنم ولو بالغة الصغر فإنها كفيلة بصنع المعجزات من تنكيل وإبادة غير مطاقة.
والمتحولون بالنص عن ظاهره قالوا :ربما كانت هذه الحجارة نوعاً من الفيروسات المدمرة التي تاتي على بنية الانسان فتنقض هذه البنية وتهدمها في بضع ثوان معدودة، وقال معارضو هذا الرأي والقائلون باستبعاده واستحالته إنها لو كانت كذلك لما كانت حدثت في موقعة أو حادثة أحادية غير متواترة وغير مالوفة .. لكنا نقول : إذا أراد الله تعالى شيئاً لا يمكن أن يمنعه شيء .. والفيروسات المدمرة موجودة من قديم الأزل لكن لا تمارس عملها ولا نشاطها المدمر التحللي إلا بارادة الله تعالى في التوقيت وفي المكان الموعود بها المسوقة إليه بتقدير الله تعالى .. كان تكون عذاباً وعقاباً لقوم عصاة بأعيانهم، كما قال تعالى : {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلْجَرَادَ وَٱلْقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ} سورة الأعراف - الآية ١٣٣ ، وذلك للامعان في النكاية والتنكيل بأعداء الله.
وقيل في هذا الصدد : ربما كانت هذه الحجارة نوعاً من الحصوات المحمولة على الطير الأبابيل وهي متحدرة إليها من بعض النجوم الملتهبة ككرات من النار الصاعقة المحرقة المبيدة .. والله سبحانه وتعالى أعلم.
-------------------- [][][]
إن حرب النجوم والرصد الجوي عن مسافات بعيدة هي الشغل الشاغل للقوى العالمية الضارية في العالم اليوم حتى إن نفراً من العلماء الباحثين ذهب إلى تاويل اجتهادي مؤداه أن الأطباق الطائرة التي تحدثنا عنها أنفا ما هي حرب النجوم المعاصرة التي تعمد إليها الدول الكبرى لاحكام الهيمنة والسيطرة التكنولوجية الرهيبة على أقطار الكرة الأرضية للاستجلاء دقائق الأماكن العسكرية وغير العسكرية وإزاحة كل الغموض عن أية أسرار محجوبة يكون محروصاً عليها مضنونا بها على الأعداء أو الأصدقاء على حد سواء.
وليس هناك ما يقطع بهذا القول أو يجزم بسلامته تماماً، لكن ما يذهب به إلى حيز الترجيح ويرتفع به إلى مقام التصديق السائغ أن القرائن المعتبرة على دفعه منزوية أو محدودة.
وفحوى حرب النجوم العصرية مبنية أساساً على أسلوب المتابعة والترقب لما يصنعه الآخرون من وسائل إغارة واقتحام جوي بعيد المدى من هؤلاء الآخرين والمسارعة إلى احباطها من خلال الجو وإبطال أية محاولة للبدء فيها وتحقيق المقصود لاصابة الهدف أو الغرض المستهدف.
وتكون الوسيلة المتبوعة هي تلك الأقمار الصناعية التي تصول وتجول في دقة وخطط مرسومة بتوجيهات أرضية محسوبة مقدرة لذلك، فلكل بلد أقماره التي يناط بها أعمال هندسية بالغة التعقيد وفي مدارات فضائية لا تتعداها للمتابعة والتجسس والتلصص على أسرار الآخرين .. هذا صنع الناس وسبحان الذي أتقن كل شيء صنعه ومنه عقل الانسان.
اللهم تقبل من أبى صلاته ، وصيامه لك ، وسائر طاعاته ، وصالح أعماله ، وأثقل بها ميزانه يوم القيامة ، وثبِّته على الصراط يوم تزل الأقدام ، واجعله من الفائزين ، وأسكِنه في أعلى الجنات في جوار نبيِّك ومصطفاك ﷺ .. يا رب العالمين
د. دينا الجميلي
قال تعالى : {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} سورة النجم الآية ١ .. وقال عز من قائل : {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ} سورة الطارق - الآيات ١ - ٣.
أقسم سبحانه وتعالى بالنجم وهو من مخلوقاته سبحانه وتعالى، وهذا دليل على خطورة النجم وأهميته للعرب في ذلك الوقت الذي نزل فيه القرآن الكريم إذ العرب كانوا من قديم كالهنود أصحاب أرصاد وتنجيم ولهم في هذا المضار والمجال باع طويل في رصد حركات النجوم، ومتابعة تنقلها في أبراجها المختلفة.
والعرب لم يقفوا عند حد المعرفة بالنجوم وحسب، ولكن ربطوا بين هذه المسيرات وطبائعها وبين حركات المخلوقين من بني الانسان من حيث الشقاوة أو السعادة وقد دونوا في كتبهم الماثورة عنهم كثيراً من المعارف والاستنباطات الصحيحة، لكن لم يسلم الأمر هذا من مدخولات غير صائية وغير سديدة.
لكن الاجماع كان معقوداً على أهمية دورها ولما خيف عليهم الوقوع في حبائل الشرك بسبب الفتنة بها أراد الله سبحانه وتعالى أن يلفتهم إلى أن هذه النجوم على ما هي عليه لا تخرج ولا يمكن أن تخرج على مقدوره ولا عن إرادته ولا سلطانه، اي إن ملاك الأمر في كل أرجاء الكون الماهول في يده سبحانه وتعالى .. مقرراً ان شيئاً مخلوقاً لا يمكن أن يخرج من قدر الله وقيوميته فقال عز شانه : {وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتٌۢ بِأَمْرِهِ} سورة النحل - الآية ١ .. ليؤكد للأفهام أن كل هذه المنظومات الرهيبة مهما بلغت درجتها مقودة مسيرة لا إرادة لها في نفسها إنما هي محكومة لا تملك من أمرها شيئاً.
والله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم.
ولولا أن هذه السماوات والأرضين محفوظة بلطف الله تعالى ورحمته لا نفرط عقدها المنظوم، ولاضطربت هذه المسيرات ولكن تسير حول بعضها البعض وحول نفسها بدقة مرسومة وليست بارادة عشوائية معرضة للانهيار في أية لحظة.
-------------------- [][][]
ثم يوضح القرآن ما هية هذه النجوم وأهميتها قال تعالى : {وَعَلَامَاتٍ ۚ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} سورة النحل - الآية ١٦ .. وقال أيضاً : وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها، وذلك لأن العرب وقتئذ كانوا كل أسفارهم وظعتهم وتنقلاتهم يسترشدون ويستعينون بالنجوم على تحديد مسارهم .. فكان لابد أن يعرفوا فضل الله تعالى عليهم ورحمته.
كذلك فإن الكواكب تحلي جيد السماء وصدرها من ثم تعطيها ذلك المنظر الجمالي الساحر، والله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال .. قال تعالى : {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} الصافات - الآية ١ .. وسع ربنا كل شيء رحمة وعلماً.
واستقر رأي علماء الكونيات إلى ان هذه النجوم تتخذ من عنصر الهيدروجين أصلا لتكوينها حيث يتم تجمع وتراكم وتكدس هذا الغاز تحت ضغوط عالية رهيبة يتولد منها النواة الأصلية لهذه النجوم التي تتكائف على شكل سحب مضغوطة ثم مع مرور الآلاف بل ملايين السنين يكتمل لها تطورها ونموها حتى تصير إلى ما هي عليه .. ثم تأخذ سبيلها إلى مجموعات ومجرات عديدة لا حصر لها ولا يصل إلى كوكبنا الأرضي ضوؤها إلا بعد الملايين من السنين الضوئية وبعد أن يقطع عشرات الملايين من المسافات الرهيبة المقيسة بالكيلومتر.
-------------------- [][][]
ثم تكون واقعة الفيل الثابتة في كل كتب السيرة والتي صورها القرآن الكريم في أبلغ تعبير وادق بيان عندما عمد أبرهة الحبشي في جيش كثيف العدد والعدة راكباً فيله المزعوم متوجهاً إلى بيت الله الحرام حتى يأتي عليه ويهدمه. ليصرف الناس عنه، حسدا من عند نفسه، ولم يجد من يقف في مواجهته، أو يتصدى له، فإزداد طغياناً وإصراراً على تنفيذ مقصوده، منتويا ببيت الله شراً لا مزيد عليه، وقلبه المريض وصدره المصدور يغريانة بالبطش والتنكيل، وزاد من لجاجته وإرادته الشر عدم التصدي له .. وهو يجهل أن للبيت ربا يحميه، وأن هذا البيت المصون محفوظ بعناية الله وقدرته، التي لا تقف أمامها قوة المخلوقين مهما بلغت.
و مجرد أن تشوف على البيت ورجاله حرن الفيل وقعد عن الاتجاه نحو البيت، وهو مطيع لأن يسير في أي اتجاه غير وجهة البيت، لكن أبرهة ريد منه أن يسرع السير موجفاً حثيثاً إلى البيت، لكن أرجل الفيل ساخت في الأرض، واستولت على أبرهة مشاعر الإحباط.
أما جنوده فقد تحطمت نفوسهم على صخرة الواقع الأليم وقد أرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل تنسـاقط وتنثال عليهم من السماء كالمطر الهتون، فجعلهم كالعصف الماكول، قال تعالى : ألم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف ماكول «سورة الفيل».
وقد ذهب العلماء مذاهب شتى في التاويل لقوله تعالى : {بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} فاختلفوا في تعيين طبيعة هذه الحجارة المرسلة على جيش أبرهة .. فذهب قوم أنها حجارة من جهنم حسب ظاهر النص القرآني الصريح وهؤلاء الذين لم يعمدوا إلى تأويل ورأوا اننا لسنا إلى تأويل، وكفى بالظاهر دليلاً على قدرة الله تعالى المقتدرة، فكون الحجارة شيئاً من جهنم ولو بالغة الصغر فإنها كفيلة بصنع المعجزات من تنكيل وإبادة غير مطاقة.
والمتحولون بالنص عن ظاهره قالوا :ربما كانت هذه الحجارة نوعاً من الفيروسات المدمرة التي تاتي على بنية الانسان فتنقض هذه البنية وتهدمها في بضع ثوان معدودة، وقال معارضو هذا الرأي والقائلون باستبعاده واستحالته إنها لو كانت كذلك لما كانت حدثت في موقعة أو حادثة أحادية غير متواترة وغير مالوفة .. لكنا نقول : إذا أراد الله تعالى شيئاً لا يمكن أن يمنعه شيء .. والفيروسات المدمرة موجودة من قديم الأزل لكن لا تمارس عملها ولا نشاطها المدمر التحللي إلا بارادة الله تعالى في التوقيت وفي المكان الموعود بها المسوقة إليه بتقدير الله تعالى .. كان تكون عذاباً وعقاباً لقوم عصاة بأعيانهم، كما قال تعالى : {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلْجَرَادَ وَٱلْقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ} سورة الأعراف - الآية ١٣٣ ، وذلك للامعان في النكاية والتنكيل بأعداء الله.
وقيل في هذا الصدد : ربما كانت هذه الحجارة نوعاً من الحصوات المحمولة على الطير الأبابيل وهي متحدرة إليها من بعض النجوم الملتهبة ككرات من النار الصاعقة المحرقة المبيدة .. والله سبحانه وتعالى أعلم.
-------------------- [][][]
إن حرب النجوم والرصد الجوي عن مسافات بعيدة هي الشغل الشاغل للقوى العالمية الضارية في العالم اليوم حتى إن نفراً من العلماء الباحثين ذهب إلى تاويل اجتهادي مؤداه أن الأطباق الطائرة التي تحدثنا عنها أنفا ما هي حرب النجوم المعاصرة التي تعمد إليها الدول الكبرى لاحكام الهيمنة والسيطرة التكنولوجية الرهيبة على أقطار الكرة الأرضية للاستجلاء دقائق الأماكن العسكرية وغير العسكرية وإزاحة كل الغموض عن أية أسرار محجوبة يكون محروصاً عليها مضنونا بها على الأعداء أو الأصدقاء على حد سواء.
وليس هناك ما يقطع بهذا القول أو يجزم بسلامته تماماً، لكن ما يذهب به إلى حيز الترجيح ويرتفع به إلى مقام التصديق السائغ أن القرائن المعتبرة على دفعه منزوية أو محدودة.
وفحوى حرب النجوم العصرية مبنية أساساً على أسلوب المتابعة والترقب لما يصنعه الآخرون من وسائل إغارة واقتحام جوي بعيد المدى من هؤلاء الآخرين والمسارعة إلى احباطها من خلال الجو وإبطال أية محاولة للبدء فيها وتحقيق المقصود لاصابة الهدف أو الغرض المستهدف.
وتكون الوسيلة المتبوعة هي تلك الأقمار الصناعية التي تصول وتجول في دقة وخطط مرسومة بتوجيهات أرضية محسوبة مقدرة لذلك، فلكل بلد أقماره التي يناط بها أعمال هندسية بالغة التعقيد وفي مدارات فضائية لا تتعداها للمتابعة والتجسس والتلصص على أسرار الآخرين .. هذا صنع الناس وسبحان الذي أتقن كل شيء صنعه ومنه عقل الانسان.
اللهم تقبل من أبى صلاته ، وصيامه لك ، وسائر طاعاته ، وصالح أعماله ، وأثقل بها ميزانه يوم القيامة ، وثبِّته على الصراط يوم تزل الأقدام ، واجعله من الفائزين ، وأسكِنه في أعلى الجنات في جوار نبيِّك ومصطفاك ﷺ .. يا رب العالمين
د. دينا الجميلي